البيان الختامي للاجتماع الدوري الثالث للمجلس المركزي لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
في ظل تردي الأوضاع في إرتريا على كافة الأصعدة، وحالة الضعف والتمزق التي تعاني منها قوى المعارضة الوطنية الإرترية، وكذلك في ظل الأحداث والمتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة، والمؤثرة على منطقة القرن الأفريقي وحوض البحر الأحمر بشكل عام وإرتريا بشكل خاص، عقد المجلس المركزي لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية اجتماعه الدوري الثالث خلال الفترة من 11- 14 سبتمبر 2015، حيث اطلع على تقارير أداء سكرتارية المجلس المركزي والهئية التنفيذية ومكاتبها المختلفة خلال الفترة من الاجتماع الطارئ للمجلس المركزي وحتى تاريخه، وبعد إجراء نقاشٍ مستفيض لتلك التقارير والظروف التي واكبت العمل خلالها؛ أجاز الاجتماع تلك التقارير. ووقف الاجتماع عند الظروف التي أحاطت بالاجتماع الطارئ الذي عقد في مايو 2014 والمؤامرة التي استهدفت التنظيم ونهجه الوطني الديمقراطي، والتي كادت تهدد مستقبل التنظيم وإرثه التاريخي. مؤكدًا على أن ذلك الاجتماع التاريخي استطاع، رغم التحديات الموضوعية والذاتية التي واجهته، أن ينتشل التنظيم من الوحل الذي أوقعته فيه المجموعة التي انسلخت عنه، ووضع برنامج إنقاذ واضحة المعالم.
كما قام المجلس بتقييم أداء مختلف مؤسسات التنظيم منذ ذلك الاجتماع تقييما موضوعيًّا وحدد الجوانب الإيجابية وأوجه القصور التي واكبت العمل خلال تلك الفترة. وانطلاقا من كل ذلك وضع برنامج عمل للمرحلة المقبلة. وقد عبّر الاجتماع عن ارتياحه لما تحقق من إنجاز خلال العام المنصرم، مثمنا دور كل الأجهزة التنظيمية، وخاصة الدور الرائد الذي لعبته قواعد التنظيم في إنقاذ تنظيمها والحفاظ على نهجه الوطني والعمل على استعادة دوره في النضال الجاري لإنقاذ الشعب والوطن” من براثن النظام الديكتاتوري القائم وإقامة نظام ديمقراطي بديل وهنأ الاجتماع قواعد التنظيم على نجاحها في عقد مهرجان كاسل التاريخي الذي كان بحق تظاهرة وطنية كبيرة شارك فيها عددٌ كبير من ممثلي التنظيمات السياسية والجمعيات المدنية وجماهير كبيرة من شعبنا، وخاصة منهم الشباب. كما عبر الاجتماع عن فخره واعتزازه للنجاح الذي حققه التنظيم في نقل المواجهة مع النظام إلى داخل الوطن وقيامه بأعمال نوعية، حسب الخطة المرسومة من قبل القيادة، مؤكدًا على أن هذا الأمر سيظل يحتل المرتبة الأولى في سلم الأولويات النضالية للتنظيم.
تناول الاجتماع بالبحث والتحليل الأوضاع الإرترية الراهنة، وقيم السياسات المدمرة لنظام الجبهة الشعبية منذ استيلائه عنوة على السلطة بعد تحرير إرتريا، والتي ألحقت ضررًا بالغا بشعبنا وركائز وحدته ومزقت نسيجه الوطني، حتى أصبح الوطن برمته على وشك الانهيار، الأمر الذي يحتم على كافة القوى الوطنية، لوضع خلافاتها وتبايناتها الثانوية جانبًأ، وتوظيف كل إمكانياتها في النضال من أجل تعجيل إسقاط النظام الديكتاتوري القائم وإحداث التغيير الديمقراطي الذي ينشده شعبنا، مؤكدًا بأن جبهة الإنقاذ ستكون في مقدمة القوى التي ستتصدى لهذه المهمة الوطنية الملحة. وأعرب المجلس المركزي عن إيمانه الراسخ بأن السلاح الأمضى للتصدي لمهمة إنقاذ الشعب والوطن يتمثل في تعزيز تلاحم قوى المعارضة الوطنية وحفاظها على المكتسبات التي حققتها عبر نضال طويل. ويأتي المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي في مقدمة تلك المكتسبات الوطنية،
جاء المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي نتاجًا لجهود وطنية مخلصة قامت بها قوى وطنية عديدة، وكان من أبرز تلك الجهود “إعلان كاسل” الذي تم التوصل إليه – في مهرجان كاسل 2004 – بين قوى سياسية ومدنية إرترية عديدة بشأن أهمية عقد ملتقى حوار وطني.
وانطلاقًا من هذا الفهم، ناقش المجلس المركزي كافة الظروف والملابسات والأزمات التي واكبت مسيرة المجلس الوطني منذ تأسيسه في مؤتمر هواسا التاريخي. وتوقف مليا عند الأزمة العميقة التي واجهها بعد الاجتماع الطارئ الذي عقد في “دبري زيت” في ديسمبر من العام الماضي، والجهود الإيجابية التي بذلتها قيادة المجلس الوطني وأطراف أخرى لإيجاد حلٍّ للأزمة بين المكتب التنفيذي واللجنة التحضيرية. وقد أمّن المجلس المركزي على المواقف الصحيحة التي اتخذها تنظيمنا من الأزمة والحلول الموضوعية التي اقترحها للخروج منها. وأعاد المجلس المركزي التأكيد على موقف تنظيمنا المبدئي بضرورة الحفاظ على المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي باعتباره يمثل مظلة وطنية جامعة تحققت عبر نضالات طويلة. وناشد الاجتماع الدوري الثالث للمجلس المركزي بشدة كافة القوى الوطنية المكونة للمجلس أن تتجاوز خلافاتها الثانوية وتتحمل مسؤوليتها التاريخية في إنقاذ المجلس الوطني والتجاوب مع كل المبادرات الهادفة إلى الخروج من الأزمة وتهيئة أجواء مواتية لعقد مؤتمر وطني ثاني ناجح. وفي هذا الصدد أعرب المجلس المركزي عن دعمه غير المحدود للجهود المبذولة لإيجاد حلٍّ للأزمة الحالية للمجلس.كما دعا الاجتماع جماهير شعبنا الإرتري، صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير الديمقراطي، أن تلتف حول المجلس الوطني وتدعم الجهود المبذولة لإخراجه من أزمته والارتقاء بنضالاته لتحقيق الأهداف الوطنية التي ينشدها شعبنا.
دعى الاجتماع الشباب الإرتري، الذي يمثل عصب التغيير في المجتمع، إلى الاستفادة من تجاربه السابقة والعمل على رص صفوفه وصولاً إلى بناء منظمة شبابية إرترية جامعة، تُمكن الشباب الإرتري من احتلال موقعه المتقدم في النضال الذي تخوضه قوى التغيير الديمقراطي، مؤكدًا على جاهزية شباب جبهة الإنقاذ في كل مكان للقيام بدورهم الوطني للمساهمة في توحيد الشباب وتفعيل دورهم النضالي. أما على صعيد المرأة الإرترية فقد سجل الاجتماع تقديره الكبير لدورها البارز في النضال الوطني الإرتري إبان مرحلة الكفاح المسلح، مطالبا إياها باستعادة ذلك الدور الرائد في النضال الجاري من أجل التغيير الديمقراطي، من خلال توحيد جهودها وإيجاد أطرٌ موحدة لجمعياتها المختلفة.
عبر الاجتماع الدوري الثالث للمجلس المركزي عن تقديره لالتفاتة المجتمع الدولي لمعاناة الشعب الإرتري وللانتهاكات الصارخة التي يتعرض لها من قبل النظام الديكتاتوري القائم. وأشاد في هذا الصدد بالتقرير الذي قدمته اللجنة الدولية الخاصة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في إرتريا الذي جاء مؤكدًا لما ظللنا نشير إليه منذ فترة طويلة. وقد وجد موقف المجتمع الدولي هذا ترحيبا كبيرًا من شعبنا الذي عبر عنه من خلال المظاهرات التي قام بها في أكثر من مكان، والبيانات التي أصدرتها فعالياته المختلفة. وقد تجلى هذا بوضوح في المظاهرة الحاشدة التي قامت به جماهير شعبنا أمام مقر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف في شهر يوليو الماضي. وفي هذا السياق اكد المجلس المركزي على مواصله دعمه لجهود المجتمع الدولي وخاصة لجنة التحقيق الدولية الهادفة إلى كشف وتعرية انتهاكات حقوق الإنسان في إرتريا. ودعى الجميع إلى تزويد لجنة التحقيق الدولية بكل الأدلة والبراهين التي تدين النظام الديكتاتوري وتساعد على تقديمه أمام محاكم دولية على جرائمه الإنسانية التي ارتكبها بحق الأبرياء من أبناء شعبنا على مدى أكثر من عقدين.
استعرض المجلس المركزي لجبهة الإنقاذ الظروف المأساوية التي يواجهها اللاجئون الإرتريون في كل مكان, وفي الوقت الذي يحمل فيه النظام الديكتاتوري للجبهة الشعبية المسؤولية الأولى عن المآسي التي تلحق بطالبي اللجوء الإرتريين الذين اضطروا ، بسبب سياساته القمعية، على ترك ديارهم والتوجه إلى أي مكان على أمل أن يجدوا ملاذًا آمنًا, ويتقدم بالشكر والعرفان للدول المجاورة وكافة الدول التي تستقبل هؤلاء اللاجئين، ناشد المجلس المركزي المنظمات الدولية المعنية والدول المستضيفة للاجئين أن توفر لهم الحماية اللازمة – حسب ما تنص عليها الاتفاقيات الدولية بهذا الخصوص.
وفيما يخص الاتفاقيات والعقود الاستثمارية التي وقعتها بعض الدول الشقيقة والصديقة وكذلك بعض الجهات الدولية المانحة مع النظام الديكتاتوري القائم في إرتريا، دعا المجلس المركزي هذه الجهات إلى إعادة النظر في تلك الاتفاقيات لأن النظام سيجيرها لصالح تعزيز نظامه القمعي، ولن يتركها تحقق مصالح شعبنا الحيوية في التنمية والتقدم.
توجه الاجتماع الدوري الثالث للمجلس المركزي بنداء إلى “الجيش الإرتري” ليحافظ على سمعته الوطنية والثورية وينأى بنفسه عن النظام الديكتاتوري، وينحاز إلى شعبه، ويعمل مع كافة القوى الوطنية من أجل تخليص الشعب والوطن من النظام الديكتاتوري وتعزيز السيادة الوطنية التي أصبحت في مهب الريح من جراء السياسات المغامرة للزمرة الحاكمة. كما توجه بنداء إلى جماهير شعبنا في الداخل والخارج لتصعيد نضالاتها ضد الطغمة الديكتاتورية الحاكمة وتسخير كل طاقاتها من أجل بناء نظام تتمتع في ظله بالديمقراطية والعدالة والمساواة.
وأعرب المجلس المركزي عن قلقه البالغ للاضطرابات والحروب المشتعلة في المنطقة، وخاصة في اليمن الشقيق، وناشد جميع الأطراف بتحكيم العقل والبحث عن حلول لصراعاتها والمشاكل المرتبة عليها بالحوار والوسائل السلمية.
كما أهاب الاجتماع بالمجتمع الدولي وجميع المعنيين بالديمقراطية وحقوق الإنسان وكافة الدول الشقيقة بتقديم الدعم والمساندة لنضال شعبنا المشروع من أجل الديمقراطية والعدالة في إرتريا.
“إنقاذ الشعب والوطن فوق كل شيء ” !!
النصر لنضالنا من أجل الديمقراطية،،
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار،،
الاجتماع الدوري الثالث للمجلس المركزي لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
15 سبتمبر 2015
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35460
أحدث النعليقات