أحلام وأوهام وانتقام
بقلم : برهان على
في قصته القصيرة الرائعة ” سور الصين العظيم ” ينقل لنا الكاتب التشيكي الاشهر “فرانتس كافكا” صورة مأسويه مضحكة لبشر عاشوا في عزلة مكانية لأزمان طويله نسوا فيها الدنيا فنسيتهم هي بدورها فلا أخبار تذهب من عندهم وعنهم ولا تأتي لهم أخبار الآخرين، ويتابع المؤلف فيقول في مقطع منها وعلى لسان راوية القصة:
” وهكذا، وبمثل هذا القنوط والرجاء، يتعلق شعبنا بالإمبراطور. إن شعبنا لا يعرف أي إمبراطور يحكمه، وهناك شكوك حتى في ما يخص اسم الأسرة الملكية. وفي المدرسة، يُدرّس الكثير عن هذه الأسرات مع تواريخ تعاقبها ولكن الشك الشامل الذي يحيط بهذه المسألة كبير جداً بحيث يجر كثيرين من المثـقـفين للخوض فيها. وفي قريتنا يُظَن في الأباطره الذين ماتوا منذ زمن طويل كانهم ما زالوا منَصَّبين على عروشهم، حتى أن أحد الذين لم يعودوا أحياءا إلا في الأغاني، قُـرِأ له مؤخراً بلاغ من على المذبح بواسطة أحد الكهنة. معارك قديمة أصبحت تاريخاً منذ زمن طويل، تصبح جديدة في حسباننا، ورُب جار لأحدهم أخذ بعدها يعدو والبهجة تعلو وجهه، لينقل للناس تلك الأخبار.”
تذكّر كاتب هذه السطور تلك القصة الرائعة، وهو يقرأ رد الأستاذ الفصيح “محمد علي حامد ” على مقاله ” العروبي والشعوبي – فرّجت نت” ، ثم إن الكاتب استحضرها (القصه) واستعرضها بعين خياله وتوقف عند ذلك الجار الذي أخذ يعدو والبهجة تعلو وجهه لينقل للناس تاريخا وفي حسبانه أنه ينقل خبراً. لم يتوقف الكاتب عند هذه الفقرة اعتباطاً ولكن توقفه جاء لأن شيئاً شبيهاً بهذا، بل وأكثر غرابة، يحدث هنا على صفحات فرّجت هذه الأيام!:تصور، كما تصور الكاتب ، تصور الأستاذ الفصيح ” محمد على حامد” هو ذلك الجار الذي أخذ يعدو وهو يتلو ما يحسبه خبراً جديدا وما هو كذلك بل إن تديراً سريعا سوف يثبت له أنه تاريخ قديم صاده الأستاذ في غوصة مستعجلة سافلاً في أكثر كتب تاريخ الجيران صفاراً واقتبسه وتمثّله فلم يحسبه تاريخ نفسه فحسب بل وبعض أخبارها أيضاً، واستخرج لنا فيما استخرج بطاقة “أبو رغال” وبطاقة “ابن العلقمي” يبتز ويخيف بهما من يحسبهم خصومه وهو يقدّر أن هؤلاء سوف يحسبون ويثقون أن أبو رغالا هذا وابن العلقمي من أوليائهم الذين يجدر أن يدافَع عنهم تماما كما يرى الأستاذ الفصيح معاوية ابن أبي سفيان و يزيد ابن معاوية أسلاف وأولياء له والدفاع عنهم واجب دونه كل واجب. ولكن الفصيح نسي أنه لإتمام الصوره وإبراز واقعية يختفي فيها آثار التزوير فإنه يلزم أن يصبح من يتلقى الخبر بمثل غفلة ناقله ليصبح من الممكن أن ” يُظَن في الأباطره الذين ماتوا منذ زمن طويل وكانهم ما زالوا منَصَّبين على عروشهم، تقرأ بلاغاتهم من على مذابح المعابد، وتصبح المعارك القديمة معارك جديده”.
نعم معارك قديمة تصبح معارك جديده على يد أمثال الأستاذ الفصيح، لا، بل الأدهي أن هذه المعارك ليست معاركنا ولم تكن معاركنا أو معارك أجدادنا..إنها معارك جدود الجيران مستعارة لتعويض نقص متصور..فمن هو أبو رغال هذا و ابن العلقمي الذي يريد صاحبنا أن ينتقم منهم في أشخاص من يتصورهم خصومه ممن يدعوهم بالشعوبيين وغيرهم و على اعتبار أن هؤلاء الأعداء يتخذون من هاتين الشخصيتين أولياء لهم. فأبو رغال، وهي شخصية أقرب إلى الخرافية، وهي نفس الشخصية التي تقول كتب الرواه العرب عنها أنها كانت دليل أبرهة الحبشي نحو مكة في مسعاه للوصول للكعبة وتدميرها فكان جزاؤه أن نُعِت كل خائن للعرب بعده بأبي رغال، وأصبح للعرب شعيرة تتلخص في رجم قبر أبي رغال بعد الحج واستمرت هذه الشعيرة من عام 571 وحتى ظهور الإسلام. وبالرغم من ضحالة وهشاشة قصة أبو رغال هذه فإن دفع هذه القصة إلى هذه المناقشة يكشف كيف أن صاحبنا القصيح يعادل بين معارضة العروبيه وبين محاولة هدم الكعبة فهل هذا معقول!.
و أما ابن العلقمي فهو وزير الخليفه العباسي المستنصر الذي اجتاح المغول بغدادا في عهده. اتُّهم الوزير “الشيعي” بخيانة سيده الخليفه وممالأة المغول وتسليمه بغداد لهم! هذا تاريخ وقصة من القصص التي استهلكتها المسلسلات التليفزيونيه ولن نهتم هنا بأن هناك كثير من المؤرخين ممن ينكرون هذه القصة ويكشفون عوارها، ولكن ماسنهتم به هنا هو علاقة هذه القصص وهذا التاريخ بإريتريا، وعلاقة هذا التاريخ بمخالفي الأستاذ الفصيح وبمن يتصورهم خصومه بل علاقة هذا التاريخ وتلك الشخصيات بالأستاذ؟.. وهل حقاً هناك علاقه؟ الحقيقه هي أنه لا وجود لعلاقة من هذه العلاقات قائمة بين أي طرفين فيها على الإطلاق سوى ما يتوهمه ناقل هذا “الخبر- التاريخ” الذي ينقله لنا باعتباره تعزيزا لاعتقاده بوجود حرب مقدسة يشتعل أوارها بين معسكر ينتمي هو إليه، ومعسكر آخر، شيطاني، خفي، غير منظور ينتمي له كاتب هذه السطور وآخرون. فأبو رغال وابن العلقمي كما أشار الفصيح دون مداورة هم من أولياء معارضيه من الشعوبيين ومنطقيا فإنه في تصوره، أي الأستاذ الفصيح، ينتمي لمعسكر الخليفه العباسي المغدور به، والذي خرج الآن صاحبنا العروبي الإريتري يطلب الثأر لوليه الخليفه كما فعل بنو أميه قبل ذلك حين طلبهم بثارات خليفه آخر وليؤسسوا على ذلك لملكهم العضوض.
هل لازلت تقرأ ولا تتعجّب أيها القارئ؟ إن المعركة التي تدور في أذهان أمثال الأستاذ هي ليست فقط تلك المعركة الخالده بين الخير والشر كما تعوّد قرّاء الرويات أن يروها، بل هي حرب بين شخصيات مختارة بعناية من آداب الجيران (قد تكون خرافيه)، وبين شخصيات إريتريه واقعية حقيقيه ترى أن معركة إريتريا هي معركة العداله ليس بمعناها المطلق بل بالعداله الإنسانيه وترى أيضا أن معركة إريتريا هي معركة الخبز والعَرق لا معركة القصة والأسطورة. هذا ملخص الموضوع كاملاً، هي معركة بين إريتريا المثاليه الصورية الوهمية التي تعيش في بعض العقول، وإريتريا الواقعية وأهلها الواقعيين الذين يعيشون في هذا العالم! ولكن تمهل.. إن التاريخ الذي يريدوننا أن نأخذ به وكأنه خبر، ليس بتاريخنا بل إن تاريخ إريتريا لا علاقة له به، إن هذا ليس إلاّ تاريخ جيراننا الأبعدين عبر البحر الأحمر، عرب الجزيرة العربية. إن النقله ليست نقله زمنية من الماضي البعيد إلى “الآن” الذي بيدنا نحن فحسب، بل هي نقلة جغرافية مكانية من جزيرة العرب لإريتريا جنوبا عبر البحر الأحمر. تاريخ شعب، وهذا التاريخ، وليس الشعب يهاجر لمكان آخر مختلف ليحتضنه بعضهم في موطنه الجديد وكأنه تاريخهم وأن أحداثه وقعت بينهم وبهم ولهم وفيهم، وفوق هذا وذاك فأنهم يريدوننا أن نبجل آلهتهم ونحتضن أوهامهم وأحلام يقظتهم ونبني بيوتنا عليها. أليس هذا هو الجنون بعينه؟
ولم يهن للأستاذ الفصيح أن يترك ميدان من ميادين الكراهية التي يعج بها تاريخ بلاد العرب إلاّ واستدعاه، فاستدعى مثلا صراع السنه والشيعة في حربهم الصفرية الخالده، واتهم معارضيه دون مواربة ودون دليل بموالاة الشيعة الذين لا يكاد هؤلاء الخصوم يعرفون عنهم شيئاً يزيد عما يعرفونه عن منافسيهم السنه، ففي إريتريا لن تجد مِن المسلمين من يعرّف نفسه بالسني أو الشيعي هنالك اسلام فقط. ولكن الأستاذ العروبي يريد أن يدفع بنا لحرب لا نريدها ولا نرى أن لنا فيها ناقة ولا جمل، فهو لهذا يرفع بطاقة ابن العلقمي ليثير في من يتصورهم خصومه النخوة الشيعيه التي يفترضها فيهم، ثم أنه يزيد على ذلك ويزج بالشاعر الفارسى،أبو القاسم الفردوسي، مؤلف الملحمة “شاهنامه” وهي قصص من تاريخ الفرس القديم تمجّد ماضيهم تماماً مثل مايمجد الشاعر العربي قومه حين يقول:
إّذا بلغ الفطام لنا رضيع ………تخرّ له الجبابرة ساجدين
أو قول آخر:
ألستم خير من ركب المطايا…..وأندى العالمين بطون راح
أو الذي يقول مرة أخرى:
إذا ما غضبنا غضبة مضريه…….هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما
وهنا يريد كاتب هذه السطور أن يسأل الأستاذ الفصيح إن كان من الممكن أن تكون الشعوبيه طريق باتجاهين. المعنى؟ هل لا يمكن أن تكون شعوبيه عربيه؟ أظن أن هذا ليس ممكنا فحسب بل إنه هو الذي يحدث. فكّر في كلمة ” العجم” وهي مسمى لكل ما هو ليس بعربي، أليست هذه الكلمة مرادفاً لوصف من لا ينطق أو يحسن الكلام و أنها مصدر تشتق منه كلمتي الأعجم والعجماوات. همسة إذن في أذن الأستاذ العروبي: إن الشعوبيه من الناحية اللغوية ليست نقيضاً للعروبيه لأن العروبيه ليست إلاّ لونا من ألوان الشعوبيه، ونقيض الشعوبيه هو الأمميه ولا نظن هنا أن الاستاذ يتحمل أن يكون أمميا.
أمر أخير يريد كاتب هذه السطور أن يبيّنه ويؤكّدّه للأستاذ الفصيح هو أن كاتب هذه السطور أدرك منذ البداية أن الفصيح لن يتورّع عن استخدام أي أسلوب في سبيل إحراز نقاط على خصومه حتى باللجوء لإيماءات تعبر عن أحقر أنواع الشعوبيه وهي القبليه والطائفيه، فهو كما يبدو قد رأى الخسارة في إسم “برهان” على كاتب هذه السطور وأن اسم “برهاني” أكثر لياقة به….وإن سألته لماذا؟ فلا شك أنه سوف يأخذ بيدك لمستنقع القبليه والعنصرية الآسن ويشير ليقول لك… ما الفرق؟ فكلا “برهان” و”برهاني” اسمان حبشيان وبنفس المعنى أحياناً. سوف يقول ذلك وهو يقطع الظن بأن كاتب هذه السطور جبرتيا، ولايتحسب طبعاً لما قد يحسه الكاتب من سعادة يشكره عليها لو ظن ذلك لأنه حينها يكون قد وضع الكاتب في موضع سابقة له في الأسلام ثم أنه كذلك وضعه ضمن مجموعة من البشر قال عنهم المهندس فتحي غيث مؤلف كتاب ” الحبشة عبر القرون” أنهم المسلمون القابضون على الجمر. ولكن الأستاذ الفصيح يكون حتى وهو على هذه المكرمة غير واثق من أي شيئ فهو بالقطع لا يدري إن كان الكاتب جبرتيا وهو لا يدري أيضا إن كان اسم برهان ذاته هو اسمه وليس اسما مستعاراً بقصد الكتابه العامة، والشيئ الوحيد الذي الذي يمكنه أن يثق فيه هو اعتقاد الكاتب واعتماده الملخص الذي أتى به الأستاذ أحمد(Ahmed) في معرض تعليقه على نفس المقاله:
– الشعب الإرتري ليس شعب عربي ولا مسلم ..إنما له صلات عربيه واسلامية
– اللغة العربية شيئ والعروبة كقومية وعرق شيئ آخر تماماً
– الهنود والكينين يسنخدمون اللغة الإنجليزية لكنهم ليسوا خواجات
ملاحظه:
الأمميه هي الشيوعية الدوليه التي أسس لها كارل ماركس على اعتبار أن الشيوعيه فكرة تتجاوز حدود الدول القوميه.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35586
الاستاذ / برهان حدد ماذا تريد ان تقول هل الحديث هو عن الهوية؟!! .. الهوية الارتيرية هي الجغرافية والسكان واللغة ( العربية والتجرنية ) وفق هذا المكون الكيميائي هي ارتريا واذا فقدت احد هذه العناصر يكون اسمها شيء تاني .. واستنادا على هذا المرتكز قام الاحتجاج السياسي والعسكري ضد الاستعمار الاثيوبي وحتى نظام الجبهة الشعبية كان يعتمد هذا المعيار ووفق هذا الفهم كان الأمين محمد سعيد هو المفاوض مع الاثيوبين ولغة التفاوض للوفد الارتري كانت اللغة العربية .. واي خيار جديد لتوجهات الشعب الارتري يجب ان تنبع من المؤسسات الديمقراطية .. ونعطي مجال لشعب الارتري يعبر عن ذاته كما عبر عن ذاته في تقرير مصيرة في السابق .. اما اذا كان المقصود من النقاش نقد التعامل السياسي لثورة الارتريا وإعادة النظر في تلك العلاقات وبناء علاقات دولية جديدة وفق مصالحنا الجديدة .. اطرح موضوعك بشكل واضح ووضح مصالح الشعب الارتري في المستقبل والحاضر عبر هذه العلاقة بعيدا الرغبة الذاتية والحساسية التاريخية
هل أدركنا زمن الرويبضة ؟
الرويبضة هو – حسب شرح بن منظور – ” العاجز الذي ربض عن معالي الامور ، وقعد عن طلبها ، والغالب أنه قيل للتافه من الناس لربوضه في بيته وقلة انبعاثه في الامور الجسيمة ”
فهل يا تري نحن في زمن الرويبضة ؟ دعنا نريٰ ….
لعلّ القارئ الكريم يتذكر مقالاً بعنوان ( إرتريا ليست هامشاً لأحد ) لأحد أدعياء (الثقافة والفكر ) ، أو هكذا يري نفسه – الذي أزكم أنوفنا بمدح نفسه بما ليس فيه للأسف الشديد ، ويُخَيَّل لمن يقرأ ما يقول عن نفسه هذا ( الكاتب ) أنه سوف لا يشعر بانكشاف عورته لأنّ إزاره سوف تسقط لا محالة من شدة تبختره وخُيَلائه ! – حيث حقَّر ثابتاً من الثوابت الوطنية بل رأس الرمح لتلك الثوابت ، وسفّه جُلّ اختيار ورغبات شريحة عظيمة من مجتمعنا ، وذلك بتزوير التاريخ علانية دون حياء لانه مستحيل أن يقدم دليلا واحدا علي ما يقول اللهم إلاّ الحديث الممجوج الذي لا يستند علي حقائق علمية أو شواهد تاريخية ، تلك المغالطات التي يرددها دهماء وغوغاء أصحاب نظرية ( نحنان علامانان ) ، وأحسب صاحبنا هو أحد هؤلاء الغوغاء وَإِنْ ادّعيٰ ثقافة وعلماً ، حيث قال : بالحرف الواحد( أن تاريخ اللغة العربية في إرتريا يبدأ من أربعينيات القرن المنصرم وجيء بها لجمع الأقليات المسلمة ، وهذه هي الحقيقة بدون رتوش )!
يا له من اكتشاف انفرد به ( العبقري ) ! حيث لم يخطر في بال أحد مننا أنّ اللغة العربية جاءت بعد اللغة الانجليزية باعتبارهما لغتين أجنبيّتين بعد هزيمة إطاليا في الحرب !
وجعل مضوع عدم سماح ترجمة رواية ( تايتنيكات أفريقية ) للأديب الارتري حامد كهّال إلي اللغة العبرية مطيَّة أو مدخل أو قُلْ زريعة لكي ينفث سمومه التي يبدوا – إنْ أحسنّا الظن به – إنه يتقرب بها زُلفي للعصابة لعله يأمن شرها ، أو يكافأ بسقط متاع الدنيا الفانية ، وللعلم لم يكن هذا الموضوع الذي أثاره حديث الساعة ، وللعلم أيضا غيّر بعض فطاحلة أصحاب ثقافة التجرينية والذين كانوا يحاربون العربية بلا هوادة مثل د. برخت هبتي سلاسي نظرتهم العدائية القديمة تجاه الثقافة العربية وهو من دعاة من يقول الان ضرورة تثبيت اللغة العربية كلغة رسمية وضرورة إعادة ملكية الارض للمواطن كما كان سابقاً . وبما أن الموضوع يبدو القصد منه استفزاز المشاعر ليس إلاّ ، كنتُ قد علقتُ عليه بما يستحق ، سمِّيها مهاترة أو أيّ شيء
كان القصد منه تلغيم حجر للكلاب النابحة كما يُقال ، ولكنه لم يرعوي ولم يَعُد لرُشده بل تمادي في ضلاله حيث ردّ بأكثر من مقال علي تعليقي حيث يحاول استعراض عضلاته المهترءة ، وأخيرا كتب خربشة في ما سماه مقالاً في تعليقه الأخير الذي كان بعنوان : ( أحلام وأوهام وانتقام ) !
قبل أن أرد علي نعيقه المزعج استسمح القارئ الكريم أعكس هنا في عُجالة أن أ ستعرض ما قيل في شأن اللغة العربية وملحقاتها من علماء الامة في قديم الزمان ومن مفكّريها في زمننا الحاضر ، هذ مجرد للتذكير ولا أدّعي بأنه تحليلي الخاص ، ولا أقصد بذلك التباهي بما ينفع ومالا ينفع ، مثلما يعمل رويبضات آخر الزمان ، يتمنون أن يُحمدوا بما ليس فيهم وهم في الحقيقة أدري بأنفسهم من غيرهم كم هم أهون علي البشر من أحقر المتاع دعك أن يُؤخذ منهم ويُرَد ، قاتلهم الله .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية : ( ما لم يتم الواجب إلاّ به ، فهو واجب ) ، ويقصد اللغة العربية .
ويقول : ( فهم الكتاب والسنة فرض ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية ) ،( اللسان العربي شعار الاسلام وأهله ، واللغات من أعظم شعائر الامم التي بها يتميزون ) ، ( فضل اللغة العربية هو من أهم أسباب فضل العرب ، لأن العربي هو الذي يتكلم العربية ، ) ، ( اعلم أنّ اعتياد اللغة يُؤثّر في العقل والخلق والدين تأثيراً قوياً بيّناً، ويؤثّر أيضاً في مشابهة صدر هذه الامة من الصحابة والتابعين ، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق ) ، في كتاب ( اقتضاء السراط المستقيم ) ،
ويقول علاَّمة آخر – أبو القاسم محمود الزمخشري في مقدمة كتابه ( المفصل في علم العربية ) وهو من علماء الفرس قبل الغزو الصفوي لبلاد فارس ( اللهَ أحمدُ أن جعلني من علماء العربية وجبلني علي الغضب للعرب والعصبية ، وأبي لي أن أنفرد عن صميم أنصارهم وامتاز ، وأنضوي إلي لفيف الشعوبية وانحاز ، وعصمني من مذهبهم الذي لم يُجْدِ عليهم إلاّ الرشقبألسنة اللاعنين ، والمَشْقَ بأسِنّة الطاعنين ) ،
أما ما قيل في العرب علي العجم ( بُعِثتُ من خير قرون بني آدم ، قرناً فقرنا، حتي بُعِثتُ من القرن الذي كنتُ فيه ) عن أبي هُريرة في صحيح البخاري ،
يقول شيخ الاسلام في هذا الشأن في نفس المصدر المذكور أعلاه : ( نعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ونحبهم لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ” حب العرب إيمان وبغضهم نفاق ” ولا نقول ما تقول الشعوبية
وأرذال الموالي الذين لا يحبون العرب ولا يقرون لهم بفضلهم ، فإن قولهم بدعة ونفاق ) وأضاف ( ومن الناس من قد يفضل بعض أنواع العجم علي العرب والغالب أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن نوع نفاق : إما في العقيدة وءما في العمل المنبعث عن هوي النفس مع شبهات اقتضت ذلك ) ، نفس المصدر ،
الشاهد ذهب جمهور العلماء علي أن جنس العرب خير من غيرهم ، مع توضيح : أن التفضيل المقصود به هنا تفضيل الجملة علي الجملة ، ولا يستلزم ذلك أن يكون كل فرد أفضل من كل فرد لأن في غير العرب خَلْقٌ كثير خير من أكثر العرب ، فهذا فضل جنس ، لا فضل شخص .
كما تناول هذا الشأن المهم جداً عددُ مُعْتَبَر من علماء زمننا الحاضر ومفكّريه المحترمين نأخذ الاستاذ صبحي غندور ، مدير مركز الحوار العربي في واشنطن كمثال من هذه العينة فيقول في مقالٍ له محترم ، ( وجهة نظر حول معني العروبة ) : ( العروبة هي إضافة حضارية مميزة أوجدها الاسلام علي السمة العربية كلغة نتيجة ارتباط الاسلام بالوعاء الثقافي العربي ماضيا وحاضرا ومستقبلاً ) ، ( وهكذا أصبحت العروبة الحضارية هي الثقافة العربية ذات المضمون الحضاري ، وبالتالي خرجت الثقافة العربية من دائرة العنصر القبلي أو العرقي ، ومن حدود الجغرافيا الصغيرة إلي دائرة أوسع في تعريفها ( للعربي ) : كل من يندمج في الثقافة العربية بغض النظر عن أصوله العرقية أو عن طائفته أو مذهبه ) ، ( الامة العربية هي الامة الوحيدة بين أمم كل العالم الاسلامي لا يصح التناقض فيها بين الاسلام والانتماء للعروبة لان خيوطها نسجه الاسلام ولم تكن موجودة قبله ) ، كما تحدّث عن الموضوع كثير من المفكرين والاساتذة لا مجال لذكر اسهاماتهم مثل :د. محمد عمارة ، د. فرحان السليم ، د. عبد العزيز بن عثمان التويجري ، الاستاذ جمال البنّا وغيرهم من المسلمين ،كما أن هناك ثلة من غير المسلمين ساهمت في الموضوع ،
ويثبت هؤلاء جميعاًمع القرن الثالث الهجري كانت الثقافة العربية – الاسلامية قد أصبحت القرفة الرائدة والقائمة في العالم وأصبحت اللغة العربية هي لغة العلوم والفنون والآداب ، ووفد إلي بلادها طلاب العلم من كل مكان خارج العالم العربي – الاسلامي ، وكان هذا ثمرة لحركة التعريب الهائلة التي سبقتها وهو تعلم الشعوب للغة العربية ، فعن طريق الأسلمة ، التعريب ، التفاعل والزواج بزغت ثقافة تأليفية بالغة الثراء .
ما قيل في الشعوبية .. ما هي ؟ ( حركة ظهرت في أواخر العهد الأموي ، بدأت بالتنظير لفكرة ألاّ فضل للعرب علي العجم ، وانتهت بأن أصبحت تعريفات لكل حركة أو تَوجّه يحتوي في طيّاته احتقاراً للعرب وانتقاصاً من قدرهم ) ،فهي نقيضة للعروبة تماماً وليس مطابقة لها كما يحلو له أن ينهق لهذا الرويبضة الشعوبي .
الآن أعود ألي عنتريات الرويبضة الذي لم يحسّن المرافعة لعصابة ( سلفي نا صطنتْ ) ، يقول : ( قصة سُوَر الصين العظيم تعكس صورة بشر عاشوا في عزلة مكانية لأزمان طويلة ) صدقتَ مع العلم هذه الصورة تعبِّر عن روحك المريضة التي تؤمن بعزل الشعب الارتري عن محيطه التاريخي والجغرافي ، تماماً مثلما سممت العصابة علاقة هذا الشعب المسالم الراقي مع جميع جيرانه كما تري اليوم فهذه بضاعتك رُدّت إليك فأفرح بها واتهنّا !
يقول ( ردّ الاستاذ الفصيح ” محمد علي حامد ” علي مقاله العروبي والشعوبي … ) ما هذ التدليس يا مُدّعي الفكر ؟! فقليل من الانتباه يوضح مدي تدليسك وكذلك علي القارئ ، بمعني لم أكن أنا صاحب المقال الذي أشرتَ إليه إنما هو مقالك ،فصفة الجار الذي أشرتَ إليه أراها تناسبك أكثر مما هي تطابق موقفي وتصرفي ،
أراك وضعت نفسك في خانة خصم ! ألا تري معي أنك تحاول أن تلفت النظر إلي مدي وداعتك وتكشف بأي ذيل أنت عالق كما في مقالك الاول ؟ إن لم يكن أمثال أبورغال وابن العلقمي أولياءك من عساه يكون ؟ أما أنا فأتشرف بأسلافي الذين ذكرتهم لأنهم لم يكونوا في يوم الأيام عالقين في ذيل الشعوب و بوضاعتهم الوحيدة هي الخسة والخيانة ، في حين أسلافي كانوا يقودوا الامم ،
وتقول بكل سلف ( إنها معارك جدود الجيران ) وأنا أزيدك معلومة قد تكون غابت عنك ليست كلّ إرتريا جذورها وامتدادها من أكسوم أو من غندر أو شِرِي حتي تستعير بطولات الجيران لتداري به نقصها وعقدها ، بالعكس هذا تا ريخها ، إن لم يكن عندك معلومة أسأل ، تقول في موقف آخر كأنك اكتشت شيئ ( معادلة بين معارضة العروبة وبين محاولة هدم الكعبة فهل هذا معقول !) إلي ماذا كان يرمي أبرزها الأشرم من هدم الكعبة المشرفة إن لم قصده حرب العروبية مثلما يعمل حفيده الان في أرتريا ؟
تقول : لا علاقة للطرفين في إرتريا بهذا التاريخ سوي ما يتوهمه بوجود حرب مقدسة بين معسكر الخير والشر .
هذا عين التزوير للتاريخ وللجغرافيا الذي تقوم به الجماعة التي تحمل أفكارها ، إذن تريد أن تكرِّس دعاية ( حادي هزبي حادي لبّي ) ! يا أخي أهل مكة أدري بشعابها ، مكونات الشعب الارتري يعرف جذوره ولا يريد أن يملي عليه أحد أصوله ولا هو بسفيه حتي تجزم بغباء واضح بأن ما كان يحدث في الضفة الشرقية للبح الأحمر لا علاقة لها بأحداث جرت في منطقة سميت بارتريا مجرد بعد دخول الطليان .
المعركة التي تدور ليس في ذهني فحسب بل في الواقع هي معركة الامة جمعاء ، تريد أن تقنع أحد أن أرتريا في منأي من شرور من يتربص بمحيطنا العربي ، ؟ حدثني عن الفائدة الذي تجنيه إرتريا وجود معظم أراضينا سواء في البحر أو في البر في أيد الاعدا التقليديين لشعبنا قبل أن يكونوا أعداء لمن تسميهم عرب ؟
أليس مأساة شعبنا كانت بسببها الكيان الممسوخ ؟ وأضيف إليه الروافض الشعوبيين الذين يفضلون اليهود أي ملة أخري علي معتقداتنا ، اذن ( الطيور تقع علي أشكالها ) كما يقال وإلاً ماذا جمع أحقد نظامين في المنطقة مع عصابة ( سلفي ناصطنّتْ ) إن لم يجمعهم عداء دفين لشعبنا وعبره لامته العربية والإسلامية ،
تقول بأنني أتهم أحداً بموالاة الشيعة دون دليل ! بماذا تفسر سكوتك عن جحافل الكيان الصهيوني وجحافل الصفويين في مياهنا وجزرنا ، وفي نفس الوقت تستغرب من تململ أبناء الامة في البحر الأحمر من هذا الوضع غير مشرف ، وبعدها تدّعي بحياد أرتريا ! حرر أرضك أولاً من الأعداء التقليديين قبل أن تعمل في خسارة الاشقاء والاصدقاء ، بل تضعهم في خانة الأعداء وهذا هو الوهم بعينه وليس ما أراه ولا ما أتوهمه .
ما شاء الله تحوّلت من مجرد رويبضة ءمعة تافه تلهث وراء أفكار العصابة وفجأرة أراك تلج في عالم الفكر والنظريات ، وتقول باطمئنان العارف بأن الشعوبية من ناحية لغوية ليست نقيضة للعروبة ! حقاً ما تقول ؟ ومنكم نستفيد أين بحثكم العلمي الذي يثبت ما تنعمون به ؟ أخشي أن تكون حكاوي حبوبات المتقوقعات اللاتي لا يعرفن شيئا عن الضفة الشرقية للبحر الأحمر !
عيب عليك يا استاذ تتهمني بأخطر التهم حيث تقول ؛أدركتَ منذ البداية بأني لا أتورع عن استخدام اي شيئ ، لا نسيت يا استاذ لم تكن صادقا في عرضك للقصة في البدا ية ، والان تتهمني بالميكاڤيلية من أجل إحراز نقاط ! نقاط علي مين يا حسرة ! عليك إنت المهين الذي يكاد لا يبين ؟
لماذا آلمك قولي برهاني ؟ وما ادراك كان قصدي أن أسيئ للجبرتا ؟ هل تعلم السر ؟ هل هذا الاسم وقف خاص علي الجبر ؟ ومن قال أن الجبر هم أحباش ؟ ألم يكتبوا في تاريخهم بأنهم من أصول عربية من جزيرة العرب مرورا بزيلع ثم الصومال وانتهاء بالسودان ، ألم تكن هناك عمودية الجبرتا في السودان ؟ وهل كانت عمودية الاحباش ؟ وهل الاحباش يعرفوا نظام العمودية ؟ اشرح لي كل هذه التساؤلات وإلاّ تحسّسك يكون مجرد أوهام ، تلك التهمة التي حاولتَ أن ترمي بها غيرك ، فموقفك يكون عندها( العندو حرقس براه يرقص ) .
أراك تزهو بنشوة بأنك لاسلافك سابقة اسلام ، لكن الله جلّ جلاله قال : لا تزكوا أنفسكم ، فموقفك كأنك تمن علي الناس باسلامك بدل أن تحمد ربك جعلك من أمة خير الانام .
أما فيما يخص الاسم ما إذا كان حقيقي أو غير ذلك فهذا نتركه لشهامتك وصدقك مع نفسك أولاً ثم مع الآخرين أما إذا كنت ممّن يطير من صفير صافر ، حتماً سوف تستخبّ وراء أيّ شيئ ،
اللهم لا شماتة …
أهدي في السطور التالية أممية أخرى إلى صاحبنا الذي لا يعرف إلا أممية الشعوعية التي ماتت وشبعت موتا
قال تعالى{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ: 28]
لورا فيشيا فاغليري
مستشرقة إيطالية
عالمية الإسلام
“إن الآية القرآنية التي تشير إلى عالمية الإسلام بوصفه الدين الذي أنزله الله على نبيه (رحمة للعالمين)؛ هي نداء مباشر للعالم كله، وهذا دليل ساطع على أن الرسول شعر في يقين كلّي أن رسالته مقدر لها أن تعدو حدود الأمة العربية، وأن عليه أن يبلغ (الكلمة) الجديدة إلى شعوب تنتسب إلى أجناس مختلفة، وتتكلم لغات مختلفة”.
كويليام
مفكر إنجليزي
مُخرِج البشرية من الظلمات إلى النور
“أوصل النبي محمد الخَلق إلى أقصى مراتب السعادة بسرعة خارقة، ومن نظر بعين البصيرة في حال الأنام قبله وما كانوا عليه من الضلالة، ونظر في حالهم بعد ذلك وما حصل لهم في عصره من الترقّي العظيم رأى بين الحالين فرقًا عظيمًا كما بين الثرى والثريا”.
جان ليك
مستشرق أسباني
الرحمة المهداة
“إن حياة محمد التاريخية لا يمكن أن توصف بأحسن مما وصفه الله؛ حيث قال: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».. إن اليتيم العظيم قد برهن بنفسه على أنه أعظم الرحمات لكل ضعيف، ولكل محتاج إلى مساعدة، لقد كان محمد رحمة حقيقية لليتامى، وأبناء السبيل، والمنكوبين، وجميع الفقراء، والعمال ذوي الكد والعناء”.
رنارد شو
كاتب إنجليزي
سبيل العالم
“قرأت حياة رسول الإسلام جيدًا مرات ومرات، فلم أجد فيها إلا الخُلُق كما ينبغي أن يكون، وكم ذا تمنيت أن يكون الإسلام هو سبيل العالم”
واجنر
باحث هولندي
دين للناس كافة
“الآيتان: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ} [آل عمران 19]، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ 28]، لقد تركت هاتان الآيتان العظيمتان أثرًا بالغًا في نفسي؛ لأن فيهما دليلًا على ذلك الطابع العالمي الذي يتميز به الإسلام، فضلًا عما يمتاز به من النظم والتشريعات الأخرى، وبيانه الكامل لحقيقة سيدنا عيسى، فهل هناك أقوى وأصدق من تلك التعاليم المتحررة التي توصينا باحترام كل ما جاء به جميع الرسل والأنبياء؟! لا شك أن الدين الإسلامي هو دين الحق والصدق والبرهان”.
تولستوي
أديب روسي
خاتم النبيين
“أنا واحد من المبهورين بالنبي محمد الذي اختاره الله الواحد؛ لتكون آخر الرسالات على يديه، وليكون هو أيضا آخر الأنبياء”