لقـاء كـينيا – وتطلعـات الجمـاهير فى انفـاذ الوطـن والحيلـولة دون انهياره
صالح شاتر
فى شهر نوفمبر 2014م نشرت لى مقالة بعنوان – دور المعارضة وماهية التغيير المنشود- مع الإشارة الى أسباب ضعف المعارضة ووهن أدائها. هنا سوف أورد بعض الفقرات من تلك المقالة لأهميتها كمرتكز لما سأطرحه الآن حول مبادرة ( ملتقى الحوار) ” مدرخ ” فى اللقاء المرتقب يوم الجمعة القادم (بكينيا).
شخصياً اعتقد ان هذه الدعوة تعد منعطفاً سياسياً وصفحة بيضاء فى طريق الوفاق والوحدة ، خاصة وان عضوية (ملتقى الحوار) كانت جزءاً من النظام سواء كان ذلك بالميلاد أو الإلتحاق بركب النظام بعد مرحلة الإستقلال مباشرة . ومهما كانت دوافع وأسباب هجر ساحة النظام متباينة فإن الموقف الراهن (ملتقى الحوار) والتمهيد للقاء جامع لكل أطراف المعارضة للحيلولة دون حدوث الإنهيار السياسى التام يعتبر خطوة سليمة وصحوة سياسية لإنقاذ الوطن من الضياع ، فنحن جميعاً أمام مسئولية تاريخية لمستقبل وطن نريده حراً ومستقلاً وموحداً ارضا وشعبا .
يبقى السؤال الهام كيف يمكننا تحقيق ذلك؟
الآن وقبل التطرق لمتطلبات نجاح المبادرة أورد تلك المقاطع المشار اليها فى مقالى السابق .
1/ ضرورة إيمان القوى بمضامين المثل القائل – لا يحك جلدك مثل اظافرك – رغم بساطة كلمات المثل إلا أن مضمونه ينطوي على أبعاد عميقة خاصة فى المجال السياسى ، فالمثل يدعونا إلى أن نكون أسياد أنفسنا فى التفكير والفعل وأن نبتعد كليا عن نوازع الأستقواء بالغير من أجل تعزيز المواقف السياسية الضيقة وذات البعد الأحادي ، لأن أظافر الغير مؤلمة فى حك الجلد بل هي مدمية له في آخر المطاف ، علينا ان نتعظ لأن تجاربنا غنيه بل قادرة على ازالة اية غفلة عن البعض علما بأن المتربصين بنا كُثر.
2/ التفكك والأنقسام السياسى الحاد لا يصب فى مصلحة أحد بل هو خسارة للوطن ومجموع أفراد الشعب برمته.
3/ معالجة أوضاعنا تتطلب من كافة القوى والفعاليات الوطنية التوجه الصادق وبسط أجواء للتسامح والوفاق عبر الشفافية والمصارحة وتشخيص كافة الأمراض بدقة وتجرد ، بذلك فقط نتمكن من خلق الثقة المتبادلة بل زرع بذور محسنة للوجدان الوطنى الموحد الذى يعانى الآن من الضعف والوهن.
4/ يجب أن لا نكون مثل – النعامة التى تدفن رأسها فى الرمال – ، طبعا هذا المثل يضرب مجازاً – لوصف سلوك التجاهل والتعامي وعدم الاعتراف بالواقع والحقائق الماثلة ، إلا انه فى واقع الحال تقوم النعامة بهذا الفعل من أجل أن تسترق السمع لمعرفة وتحديد الاتجاه الذى سيأتيها منه الخطر والمداهمة. أذن أليس من الأجدر بنا ان نسترق السمع والبصر لمعرفة وتحديد مكامن التفكك وما يترتب عليه من مخاطر وويلات على الجميع.
5/ حقيقة أن الجماهير والشعب فى عمومه لا يتحمل وزر الضعف ووهن روابط الوحدة والوفاق لأن البوصلة التى توجه ميوله وعواطفه ونزعته السياسية والثقافية ظلت منذ الاربعينات بيد النُخب التى تتمتع بدرجة ما من الوعى والثقافة السياسية. الآن وبعد ان لحق بالبلاد كل هذا الدمار يجب على هذه النخب مجاهدة الذات من أجل كبح كافة الميول الضارة والتغلب على نزعات الهيمنة السياسية ذات البعد الأحادي حتى نتمكن من تعبيد الطريق أمام الأجيال القادمة لكى تتعايش فى أجواء الحرية والمساواة والتسامح والديمقراطية الحقة.
6/ اشرنا بأننا أمام مستقبل وطن ولذلك على الأقل أن نتوافق فى المبادئ العامة التى تشكل العمود الفقرى لصيغ الحكم فى أجواء من الثقة المتبادلة لأن المعضلة لا تكمن حول من يحكم لأن ذلك ستحسمه المفاهيم الديمقراطية سواء كان الحاكم فرداً مستقلا أو حزباً أو مجموعة أحزاب مؤتلفة ولكن المعضلة تبقى قائمة حول – كيف نحكم البلاد – وهل صيغ الحكم تحظى برضا الشعب ومكوناته أم لا.
فى الواقع أن المعارضة الراهنة ونتيجة تشنج بعض أطرافها أصبحت تدور فى حلقة مفرغة مما أفقدها الفعالية والقدرة فى خلق صلات صميمية بهموم وتطلعات الشعب في التغيير الديمقراطي.
الآن وفى هذا اللقاء الجامع والشامل لكل أطراف المعارضة فإن درجات التفاؤل آخذة فى التصاعد وذلك للأسباب التالية :
أ/ متوقع أن تكون المناقشات شفافة وصريحة وبناءة ، تنسجم فى موضوعيتها مع حجم المخاطر التى تهدد الوطن فى الحاضر والمستقبل .
ب/موقف (ملتقى الحوار) فى مجمله يعتبر انتقاداً لممارسات النظام سياسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وبالتالي هو مع تغيير كافة السلبيات التى وضعت البلاد على حافة السقوط والتفكك والانهيار.
ج/ في اعتقادي وأرجو أن يكون هذا الاعتقاد صحيحاً ان ملتقى الحوار المعارض الآن لسياسات النظام لا يعتبر انشقاقاً حزبياً بل هو تيار سياسي جمعت بين عضويته الراهنة عوامل الأرث السياسى والإجماع على رفض التوجهات المزاجية فى تسيير دفة الحكم والأحساس بضرورة العمل مع بقية أطراف المعارضة لدرء مخاطر التفكك أولا وإزالة عوامل القهر والمعاناة عن كاهل الشعب الذى هجر الوطن وتوجه جله نحو الخارج ثانياً.
كل هذا لايعنى ابداً بأن (ملتقى الحوار “مدرخ ” ) يتحرك في إطار عفوي سياسي ولذلك لابد من وجود روابط الحد الادنى لتماسك عضويته ليس هذا فحسب بل لابد وان تكون له باعتباره صاحب الدعوة أو المبادرة أجندته وتصوراته الخاصة حول معالجة الأوضاع حاليا وفى المستقبل.
كل ما نتطلع اليه هنا أن تكون هذه الاجندة والتصورات على مستوى رغبات الشعب فى موضوعيتها وواقعيتها.
على كل حال نأمل ونتمنى النجاح لها اللقاء وأن تكون قراراته على مستوى المرحلة التى يمر بها الوطن ونكرر بأن هذه التمنيات لا يمكن ان تتحقق إلا بالشفافية والصراحة والواقعية بعيداً عن التكتيكات والغموض خاصة فى القضايا المفصلية وفى مقدمتها لغات الدولة (العربية والتجرنية). يحضرنى هنا موقف نقاش مع أحد الأخوة المسيحيين فى أواخر الثمانينيات حيث قلت له فى معرض النقاش، لماذا تحاولون دوما فرض التجرنية وتنفون العربية ؟!
فأجابني بصراحة وبعيداً على التسييس ، موقفنا هذا وقائي فاللغة العربية متقدمة nore advanced وان الأعتراف الصريح بها سوف يؤدى الى إندثار التجرنية مستقبلا، فقلت له: هذا نوع من أنواع الهواجس والوساويس Obsession من المفترض ان تزول . ….. ماذا يمكن ان يحدث لو أتفقنا على ميثاق وطنى تعتبر فيه اللغتين لغتا (نجاح) للطالب منذ مرحلة الأساس ونربط كافة الوظائف الحكومية لإجادة وأتقان الفرد لهما ألا تظن أن هذا سيزيل تلك الوساوس . حقيقة لزم الصمت ولم يجب لا بالسلب ولا بالإيجاب . والآن عسانا أن نجد الإجابة الشافية فى قرارات لقاء كينيا المرتقب.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35916
شكرا لك الاخ صالح على هذا المقال الوطني الرائع
الشعب الارتري لا يستقر مادام الاقصاء هو ديدن من يعمل في السياسة — الابتعاد عن الهيمنة وإحتضان الشفافية والصراحة وعدم الاقصاء لأي أحد من المكونات الارترية وعدم فرض ثقافة أحادية الجانب والقبول بالمطالب المستحقة تأريخيا وإجتماعيا وثقافيا ودينيا
الهواجس التي أتى بها حزب الوحدة مع إثيوبيا (أ،دنت) لا تأتي للشعب الارتري بشقيه المسحي والمسلم بخير ولذلك يجب التعلم من التاريخ وعدم تكرار الأخطاء
الاقصاء لم يجلب للشعب الارتري أي استقرار بالرغم من تجربته مرات عديدة ولذلك ينبغي الابتعاد عن الاقصاء والخداع الذي مورس في السابق ويمارس حتى هذه اللحظة من النظام الحاكم في إرتريا الذي يتكون من طائفة واحدة فقط