الابعاد السياسية والاستراتيجية للعلاقات الإرترية الإيرانية
عقد مركز دراسات القرن الافريقي ورشة عن العلاقات الارترية الإيرانية وانعكاساتها على الأمن الإقليمي في منطقة جنوب حوض البحر الأحمر واليمن تحديدا.
ملخص الورقة:
تناولت الورقة الأبعاد السياسية والاستراتيجية للعلاقات الإرترية الإيرانية بشكل شامل بدءً بالدور التاريخي للوجود الإيراني في منطقة القرن الإفريقي ثم علاقات إيران بمنطقة شرق أفريقيا خلال النظم المختلفة التي تعاقبت على إيران حتى الوقت الراهن.
كذلك تناولت استراتيجية إيران في القرن الإفريقي مع التركيز على البعد الاستراتيجي للعلاقات الإيرانية الإرترية والتي تمثلت أهم عناصرها في حرص إيران على التواجد حول باب المندب باعتباره أهم ممر مائي يربط الشرق بالغرب، فضلا عن أن تواجدها فيه يضمن لها امكانية الضغط على بعض الدول ذات النفوذ القوي في المنطقة، والتي ظلت تتوجس من التحركات الإيرانية عبر كل الحقب التاريخية كمصر والمملكة العربية السعودية.
كما تناولت الورقة محددات السياسة الإيرانية في علاقاتها مع النظام الإرتري والمتمثلة في حرصها على التواجد في منطقة القرن الإفريقي لتجنب فرض حصار خارجي عليها من محيطها الإقليمي، إضافة إلى ارسال رسائل لبعض خصومها في المنطقة من خلال تواجد قطع اسطولها البحري في بحر العرب وخليج عدن وجنوب البحر الأحمر، فضلا عن سعي إيران لتحجيم التأثير السعودي على الكتلة السنية في منطقة القرن الإفريقي من خلال الفرق الباطنية ذات الصلة بالفكر الشيعي في شرق افريقيا مثل جماعة الأحباش في اثيوبيا لخلق بؤر للتوتر وسط الكتلة السنية في اثيوبيا خاصة القرن الإفريقي عامة.
كما تناولت الورقة المحددات الخارجية المؤثرة على علاقات إيران وارتريا تمثلت أهمها في:
تصنيف النظام الدولي لكلا الدولتين ضمن الدول الغير متعاونة، أو ما أطلق عليه بمحور الشر.
كذلك حاولت الورقة دراسة المصالح التي جعلت كل من إيران وارتريا يلتقيان على الأسس البرغماتية من أجل تمرير أهدافهما المتعارضة، بالإضافة لعقدة القوة التي يشترك فيها النظامين ويحاولان اثباتها بشتى السبل فإيران تسعي لتأكيد قوتها من خلال مد نفوذها في محيطها وسعيها الدؤوب لدخول النادي النووي. أما ارتريا فتحاول إثباتها قوتها بافتعالها الحروب والصراعات في المنطقة تارة بشكل مباشر وأخري بشكل غير مباشر من خلال دعم أحد الأطراف المتصارعة في المنطقة .
وفي محور المحددات الجيو سياسية لكلتا الدولتين أشارت الورقة إلى جملة من تلك المحددات تتمثل أهمها في تحسس إيران من تصاعد الدور السعودي في المنطقة اضافة إلى مخاوف إيران من تصاعد الدور التركي في القرن الإفريقي خاصة بعد الاهتمام الذي أبدته تركيا بالوضع في كل من الصومال واثيوبيا.
في المقابل أشارت الورقة إلى مناورة النظام الإرتري ومساومته سياسيا بميزة إرتريا الجيو استراتيجية لتحقيق طموحاته السياسية وضمان بقائه.
كذلك شعور النظام الإرتري بقدرته على تفكيك تحالف صنعاء دفع به إلى التقارب مع إيران للضغط على السعودية من أجل التفاهم على الملف الحوثي لفرض سياسة خذ وهات التي طبقها مع إيران.
في ذات الإطار قام النظام بتجميد علاقاته مع اسرائيل بعد اتهامها بمساندة اثيوبيا في الصراع الذي اندلع بين إرتريا واثيوبيا وحاول الاستعاضة عنها بإيران وإرسال رسالة إلى إسرائيل مفادها أن هناك من يملأ الفراغ الأمني في جنوب البحر الأحمر وهي إيران عدوة إسرائيل والعرب.
وختمت الورقة هذا المحور بشعور كلا النظامين بخطورة التواجد الغربي في جيبوتي (أمريكا وفرنسا) على أمنهما القومي مما دفعهما إلى التقارب أكثر لمواجهة أي تحديات تنجم عن الوجود الغربي.
وفيما يتعلق بالدور الإرتري في الأزمة اليمنية الحالية أشارت الورقة إلى أن هذا الدور لم يكن وليد اللحظة ولكنه بدأ منذ بداية تفجر الصراع بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح في عام 1994م حيث استغلت إرتريا هذا الصراع وقامت باحتلال جزيرة حنيش في ديسمبر (كانون الاول) 1995م مما شجع ايران للتفكير في تأسيس علاقات مع إرتريا يمكنها من إيصال دعمها للحوثيين وظل هذا الدعم مستمرا منذ ذلك الوقت بشكل سري حتي اليوم حيث انفجر الصراع على أشده بين النظام اليمني وجماعة الحوثي وبقايا مليشيات الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وأخيراً اختتمت الورقة بالتحديات التي تواجه العلاقات الإرترية الإيرانية.
الورقة طبعت في كتيب ويمكن الحصول عليها بمراسلتنا على العنوان أدناه
Hornafrica2003@yahoo.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36039
أحدث النعليقات