إنسان ارتريا استقبل العام الجديد بالتشاؤم والخوف …

بقلم : المهندس/ سليمان دراشح
1/1/2016م
كل شعوب الأرض ، وعلى اختلاف مللها وأشكالها ولغاتها ، كلها ودعت العام الذي مضى – 2015م- توديعاً يليق بمقامه عندها ، ودعته وهي تعدد في نشوة قوائم الانتصارات والانجازات التي تحققت لها فيه ، بفضل الساسيات الرشيدة والحكيمة لسلطاتها الشرعية وبفضل وضع برامج وأهداف وسياسات تصب كلها في قنوات اسعاد هذه الشعوب ورفاهيتها وتحقيق أحلامها وأمانيها في حياة مستقرة هنئية خالية من التعاسة والشقاء والحرمان والمعاناة والبؤس والفقر والخوف والهلع .. استقبلت هذه الشعوب العام الجديد وهي فرحة مستبشرة متطلعة لتحقيق ونيل ما لم تستطيع تحقيقه ونيله في العام الذي ذهب… هذا ما يجري ويحدث هناك .
اما هنا ..في دولة إرتريا والتي نالت استقلالها منذ خمسة وعشرون عاماً لم تتحرك من مكانها قيد أنملة ، بل أنها تدبر في حركتها للوراء !! .. أن الذي يحدث في هذه الدولة، دولة العجائب والغرائب !! لم ولن يحدث في اي دولة في العالم ، سوى في هذه الدولة !! .. هنا ودع إنسان هذا البلد المنكوب والغلوب على أمره ، العام الجديد بالكثير من التشاؤم والخوف والتطير، وسبب هذا التشاؤم هو أنه يعلم – إنسان إرتريا – كلما أطل عليه عام جديد في ظلم حكم الهقدف الدكتاتوري ، أنه لن يكون عاماً أحسن حالاً من أخيه الذي مضى .. فلما الاستبشار والاحتفال بالقدوم الذي لم يكون سعيداً عليه ؟؟ وما جدوى الاحتفال وقلبه مثقل بالهموم والاهباط والقرف .. كيف يحتفل ويفرح وأحلامه وتطلعاته ذهبت مع الرياح .. كيف يحتفل وبلاده كل يوم في ظل حكم “الهقدف” تزيد فقراً وبؤساً وأن حالها كل صباح يمضي في الإنحدار والتقهقر للخلف.
كيف يحتفل إنسان إرتريا ، وهو يشاهد ويسمع بأن دول العالم من حوله تتقدم وحكوماتها تحقق المستحيلات وتخلق المعجزات من أجل سعادة ورفاهية إنسانها ، فيما بلاده تتراجع وتتخبط ويأكل إنسانها وعوداً ويشرب أكاذيب وشعارات جوفاء .. ما جدوى الاحتفال وهؤلاء الحكام – الهقدف – المجرمون دمروا فعله وهو قوام حياته ، ودمروا هويته بكل مخزونها التاريخي والثقافي والحضاري والديني .. كيف يحتفل وقد ضاعت الكثير من الاحلام والآمال ، وماتت الكثير من الخطط والتوقعات ، قبرت الكثير من المشاريع والطموحات .. كيف يحتفل وقد صودرت حقوقه الديمقراطية والدستورية والإنسانية .. كيف يحتفل وبلده تمر بحالة تورث القلب الوجع وتملأ النفس حزناً وحسرة وتجعل الدموع تترقرق في العيون ومن ثم تظفر على الفهم مرة مرارة الحنظل !!..
وكيف يحتفل و…و..و…
مع ذلك كله ، فهنالك أمل ، فهل تصلح الحياة بلا أمل .. وهنا الأمال معقودة على ابناء ارتريا اصحاب الهمة والغيرة والشهامة الذين سيأتون بإذن الله عز وجل بفعل جديد ، وفهم جديد ، وينهضوا متحدين الهدف والمسعى ليقلعوا الاشجار الهرمة الجرداء – الهقدف – التي لا تثمر سوى الشوك ، ويزرعون الاشجار ذات الظل الوريق والثمار الدانية .
آه ..ارتريا .. أيها الوطن الجريح ..
يا جراح يتنزى دوماً
ينفجر أبداً
ينتصر البلسم
لكي يندمل
يا صبحاً طال ترقبه
أفلا تشرق ؟
إنا ننتظر .. نتوقع
أفلا تشرق
أفلا تشرق

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36241

نشرت بواسطة في يناير 4 2016 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010