حلال قروب ارتريا ومعضلات الزواج التى تواجه الأسرة الإرترية
صالح ابراهيم انجابا
برزت فى الفضاء الإسفيرى ارترية اقتحمت مجال اجتماعى لم يقتحمه شخص من قبل , و تطرقت الى مشكلة من اكبر المشاكل, التى تواجه مجتمعنا المبعثر فى كل ركن من خريطة العالم.
هذه المرأة الواعية, والمناضلة سلكت طريقاً وعراً ملئ بالعقبات, وتسلقت جبلاً الوصول الى قمته يحتاج لمصابرة وجهد جبار, بإختيارها جانبا اجتماعياً مهماً يخص معضلات الزواج التى تواجة الأسرة الإرترية.
منذ تَحكُم العصابة فى اسمرا بدفة السلطة بعد الإستقلال, عانت الأسرة الإرترية ويلات الفرقة فى الخارج ,ونكبات الإنحلال الأخلاقى فى الداخل . التجنيد الإجبارى الغير محدود دفع الشباب من فتيان وفتيات فى مقتبل العمر الهروب من الوطن مستهترين با لمخاطر المتمثلة فى العبودية , والإغتصاب, وبيع الأعضاء والمعاملات الغير انسانية والخ…. على يد تجار التهريب.
تفرقت العائلة الواحدة, بعد ان كانت كانت كالبطيخة الحلوة الحاضنة فى عمقها بذور النسل . ابنائنا يعيشون الغربة الموجعة, والوحدة القاتلة, والفتيات يعشن بعيداً عن حماية سور الأسرة العالى, ويواجهن صعوبات التأقلم فى بيئات جديدة تحمل ثقافة مختلفة . صلات الدم , وانسجام روح التقارب بين العوائل المتبعثرة , صار مهلهل ,وضعيف , لأن المثل يقول البعيد عن العين بعيد عن القلب . التواصل صار عبر الهواتف النقالة, والفيس بوك, والوسائل اللإلكترونية الأخرى. انعدم الإحتكاك الاسرى الذى يغذى نهر الذكريات ويقوى الصلات والوشائج.
اعتقد الأسباب التى جعلت لهفة بنت كلاى(و انا معها فى العوامل التى من اجلها انشئت المجموعة) فى تاسيس هذ ة المجموعة تتمحور فى هذه النقاط :-
· فى امريكا واروبا واستراليا والخ…. نسبة المطلقات الإرتريات تتزايد بطريقة فظيعة واقبال الرجال المطلقون للإقتران بهن ضئيل, لأن الرجل يخاف من بالزواج بإ نسانة تسكن معه فى نفس البلد اعتقادا ً منه هذه المرأة لا تصلح له لأنها تشربت بثقافة امريكا او اروبا والخ … ا و لاسباب اخرى لا علم لنا بها.
· الحكم على المرأة او الرجل المطلق بتجربته السابقة خطأ, واجحاف فى حق الرجل او المرأة , لأن كما يقال للبيوت اسرار . لا مانع من البحث على الزوج او الزوجة فى بلدان اخرى, ولكن اولى الإرتباط بإ نسا نة فى نفس الجغرافية . نجد نسائنا المطلقات لا يرضين بالضرائر, ولا بحلول الزواج الأخرى . الجنسيات الأخرى من المسلمين لا يمانعون بالضرة فى امريكا وغيرها ولكن نحن لعوامل تنشئة خاصة بالإرتريين نجد عدم قبول لشرع الله فى هذا الموضوع بالذات .
· فتيا تنا يتزوجن كل من تقدم لهن من جنسيات اخرى ولا يسئلن على القبيلة
· او الوطن ولكن حينما يتقدم ارترى تبدأ التحريات والبحث عن الجذور . اعتقد الزواج من النيجرى او اليمنى او السودانى والخ… هو لاسباب اقتصادية جعلت الأباء يبيعون فتياتهم الى كل من يدفع وليس بغرض الحلال والسترة فقط. السؤال الذى يتردد فى الأذهان هل تزويج بناتنا الى كل غريب دون تحفظ دليل على اننا فقدنا الامل فى وطننا ؟
· ام هنالك يئس دب فى النفوس نتيجة للأوضاع السائدة فى البلاد؟
· لا نعيب الزواج من اجانب طالما الشخص مسلم ولكن زواج الإرتريات فى السودان من ابناء الغرب او النوبة اوالشمال مسحوب بالإحتقار للأم وللحفيد الذى يُعَير بإبن الحبشية ( معناه ابن الداعرة بالسودانى) او الخاساوية فلذا لا داعى لرابطة النسب اذا لم تكلل بهالة الإحترام.
· ارتريات كثيرات فى الدول الغربية والعربية اخترن الصديق لإشباع رغباتهن الجنسية , سواء كان علناً او سراً , فالسؤال ما هى الأسباب والدوافع وراء هذا الإنحراف ؟ وهنالك حالات كثيرة نجد فيها الفتاة قد انجبت من مسيحى اواى جنسية اخرى بالحرام!!!!!
· فالى متى نغض البصر عن هذه الوقائع التى تزداد كالصاروخ ارتفاعاً ولا نفكر فى حل تعقيداتها ؟
· النساء اللواتى وصلن سن الزواج فى الدول الغربية لا يقدمن فى الإقتران بشبا بنا الذى يسكن فى الدول العربية خشيةً ان الرجل هدفه قد يكون الوصول الى امريكا او اروبا اواسترالية ( كما يعتقد الكل بلاد الرخاء) والخ……. ونسين ان الرجال حين ارتبطوا بزوجاتهم فى الدول العربية تكفلوا بإحضارهم و لم يفكروا بنفس العقلية.
· الإنفتاح الإجتماعى الواعى غير متوفر فى مجتمعاتنا ( اى التعارف بين الشبان والشابات فى اطار المناسبات العامة والنشاطات البناءة والهادفة) ولا اقصد الخلوة. فى كل مناسبا تنا النساء فى وادى والرجال فى وادى, كأن الإختلاط سوف يجلب العار, مع ان بناتنا واولادنا يختلطون فى المدارس مع اجانب من جنسيات اخرى ويعرف الشاب الإرترى معلومات كافية عن بنت بلده بواسطة شخص غريب لا يمت بصلة الى تلك الفتاة فلذا التساؤلات المطروحة كيف سيبنون ابنائنا علاقات تقود الى بناء اسرة ارترية ؟
· وكيف يتسنى لنا بناء مجتمع واعى , ومثقف ,ومتفاهم اذا صارت بين شبابنا حواجز حتى فى اطار المناسبات العامة كالأعياد والأفراح ؟
· ولماذا لا ناخذ من الدين فقه الضرورة او العصر الذى نعيش فيه ودائماً نتشدد فى امور ليست لها علاقة بديننا السمح والساهل ؟
· انا لا اعلم ما يدور فى خلد الرجال او النساء حين يتم جمعهم فى مكان واحد بدون حاجز, ولكن اعتقد من اراد ان يفسد يمكنه ان يفعل ذلك و لا يمنعه , حتى الحائط العالى الذى يفصل بين الجنسين. المانع للفسق هو خشية الله اى عندما يكون الله حاضراً فى سكناتك وحركاتاك و فى قلبك.
· العنوسة صارت هاجس يؤرق مضاجع الأباء . فى السعودية والسودان نجد فتيات مثقفات ذكيات جميلات مؤدبات اعمارهن ما بين 30-40عاماً ما زلن ينتظرن من يطرق الباب ويسأل . الأباء المتقوقعون تحت خيمة القبيلة والبيوتات الضيقة لا يحركون ساكن ولا ينشطون من اجل ايجاد حلول للمشاكل الإجتماعية مثل غلاء المهور ومتطلبات الزواج كالذهب والشيلة او الشبكة التى تنفر الشاب من التقدم بإكمال نصف د ينه.
· الجالية الإرترية المسلمة فى كندا وامريكا على حسب علمى, لم تستطع شراء مبنى ليكون مسجد تلتقى فيه الأسر, واما الجاليات الأخرى كالسودانيين الذين جاءوا بعدنا لهم جوامع فى كل مدينة والإثيوبيين والصوماليين بنفس المقدار . هنالك اسئلة للنقاش ما هى الاسباب التى تسد نا من الإقدام فى هذه الخطوة الجبارة؟
هل القبلية تلعب دور فى فشل هكذا مشروع ام ان البخل والشح يلعب دور فى ذلك؟
اذا لم نوحد الصف ونشمر الصواعد من اجل ابنائنا , نتيجة للتعصبات القبلية فى دول ننعم فيها بالحرية الدينية فلماذا نلوم اسياس وعصابته؟
الخلل ليس فى طغيان اسياس ودكتاتوريته, بل الخلل يكمن فى شرايين افراد مجتمعنا الذي اصلا لم يستفيدوا من الحرية والوعى المتاح فى الدول الغربية!!!!!.
· السبب الأخير فى تفكك الأسرة هو الشتات الذى نعيشه . تفرقنا وبذلك تباعدت القلوب حتى فى اطار البيت الواحد ولكن هذا لا يمنعنا من ايجاد الحلول لمشكلات مجتمعنا لأن العالم تغير وتطور فى الإبداع التكنولوجى الذى سهل وسائل الإتصال .
كانت الأسرة الإرترية متماسكة, ومتراحمة, وقابضة على تلابيب الوطن, بالرغم من المذابح , والدمار الذى مارسه الجيش الإثيوبى,.لم يفر الشباب من الوطن بل التحق بالثورة ليحرر التراب الغالى , و الذين فروا عا دوا الى الميدان من اروبا والخليج وامريكا وسقوا بدمائهم كل الأودية والمرتفعات والسهول الإرترية.
فى هذ ه المرحلة الحرجة يعانى شعبنا طغيان فريد من نوعه وشتات متصاعد, ولكن من الألام والمحن يولد الإبداع , ومن الإختبارات المبادرات الخلاقة, ومن رحم امهات ارتريا ولد شباب فى المهجر, لم ينسى ارض الهجرة الأولى, بل تمسك بالوطن وبمشاكل الأسرة المتشظية فى انحاء العالم فى عقله وقلبه,و فى حله وترحاله ومنهم الناشطة صاحبت فكرة لم يسبقها فى هذا المضمار اى ارترى من قبل ( (Lahfa Bent Clay لهفة بنت كلاى مؤسسة قروب ارترين حلال فى الفيس بوك لتربط الرجل الحائر, والشاب التائه فى غياهب الغربة والباحث عن شريكة عمر ترافقه فى رحلة عمره لبناء اسرة ارترية ناجحة متماسكة , وبنفس المقدار تريد ان تربط الفتاة الباحثةعن شريك فى الحلال تكون له السند والصديقة فى السراء والضراء.
هذه المرأة المخلصة والمهمومة باخواتها واخوانها سلكت منهج مغاير فى الفضاء الإسفيرى الإرترى, الذى يعج بمواقع تنشط فى السياسة , والمقاومة ضد نظام الدمار فى ارتريا, ولكنها اخذت منحى اجتماعى فريد, وبذلك سبقت اقرانها, وحتى من يكبرها سنا فى عمل انسانى اسلامى نبيل سيكون فى ميزان حسناتها فى ألاخرة ويكون تبجيلاً لها فى حياتها العامرة ان شاء الله.
من ينظر الى حال شبابنا الذى يعانى العنوسة و الوحدة والضياع والوقوع فى براثن الفساد, وممارسة الرذيلة , نتيجة لعوا صف الغربة الدافعة فى ذلك الإتجاه كان لزاما عليناً, ان نجد الحلول الجزئية او الكلية اذا امكن , ولكننا لم ننظر فى عمق هذه الهوة المظلمة, التى ركزت عليها ابنتنا الغالية بقنديل عقلها المنفتح وبشعور قلبها الكبير لتخرج بفكرتها التى تعتبر تحرك اجتماعى متقدم جدا فى حالتنا الإرترية .
يقول ابن خلدون في مقدمته الشهيرة: ( إن الدول ترقى وتنحط بقدر ما تكون الأسر فيها قوية أو ضعيفة ) .نعم هذه حقيقة ناصعة البياض كتبها مؤسس علم الإجتماع و لكن كما ذكرت سلفاً العصابة الحاكمةحطمت كينونة الأسرة وتسببت فى شتات الشمل الذى كان امناً فى وطنه حتى فى احلك مراحل الإستعمار . واجبنا ان نمد يد العون لهذه الإنسانة الشريفة, ونجد حلول على حسب الإستطاعة والمقدرة للإرتريين المتواجدين خارج الوطن . المساعدة تتمدد فى كل المجالات . اتمنى ان تساعدها المواقع اللإلكترونية بدعم فكرتها من خلال الدعاية الهادفة , وان يعطى الأباء المشورة والنصائح , وان يكون الشباب جاد فى البحث عن شريكة عمره اوشريكة عمرها.
اعلم تماماً التعارف فى موقع حلال ارتريين قروب يحتاج من لهفة جهد جبار وسوف ياخذ من وقت اسرتها, وستعانى اكثر حين تكثر الطلبات لأنها تحتاج الى تمحيص وتدقيق فى جدية الطلب , فلذا حلالاً عليها ان فرضت قوانين ولوائح ورسوم للدخول فى الموقع . بإختصار تتبنى اسلوب و مهارات الإحتراف المهنى ككل مواقع التعارف الإسلامية
التعارف عن طريق التواصل اللإلكتونى صار من ادوات العصر والأرتريون تأخروا كثيراً فى الإستفادة من هذة الوسيلة الراقية التى تربط القلوب المنسجمة, والمتقاربة ثقافيا ,واجتماعياً ودينياً , و التى تريد العيش فى كنف حضن الحب الأسرى بسلام وامان.
شكرا لهفة بنت كلاى , نتمنى لك مزيدا من التقدم والنجاح فى عمل الخير, ومهما قلت, اوكتبت, او عبرت لن استوفيك حقك . يكفى انك اعرت مشكلة زواج الإرتريون ومشاكل الاسرة عامةً اهتمام خاص وهذا شعور نبيل لإنسانة نبيلة.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36747
نشرت بواسطة فرجت
في أبريل 1 2016 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
أحدث النعليقات