ملاحظاتي حول حديث الاستاذ أحمد القيسي في برنامج محطات باذاعة صوت المنتدى

بقلم صالح حليبو

لاشك ان الاستاذ أحمد القيسي كاتب واعلامي ضليع وانا من المعجبين بمقالاته ويذكرني بما كان يكتبه الاعلامي المصري الراحل محمد حسنين هيكل في ستينيات القرن الماضي ومقالتة الشهيرة “بصراحة” والتي كانت تزاع مساء كل جمعة في ازاعة صوت العرب .

في بداية حديث الاستاذ القيسي الذي تناول كتاب السيد محمد طاهر بادوري الذي صدر مؤخرا بعنوان رحلة في الذاكرة ، يقول الاستاذ القيسي منعت السلطات الارترية النسخة التجرينية من الطبع ، وعلى حد علمي هذا غير صحيح والذي حدث ان بادوري لم يقتنع بالترجمة لانها لم تتوافق مع النسخة الاصلية والتي كتبت بالعربية، وعلى هذا الاساس تم تجميد طبع النسخة التقرينية ، علما ان في ارتريا لم يطبع اي كتاب الا بموافقة المكتب المركزي للحزب الحاكم، ومن المفيد ان نشير ان كاتب السيد بادوري بنسخته العربية تم تدشينه في فندق امباسويرا بحضور العديد من الشخصيات ، ولهذا فان منع النسخة التقرينية من الطبع كلام جانبه الصواب.

واذا كان هناك من كلمة  حول كتاب السيد بادوري فانني اؤكد ان من حق اي شخص ان يدلي بشهادته ويكتب تجربته التي عاشها وبالتاكيد هي اضافة للمكتية الارترية ، وفي الوقت نفسه ينبغي على الكاتب ان يكون صادق مع نفسه اولا بعيدا عن الحساسيات وتصفية الحسابات الشخصية بحيث لا يفقد الكتاب اهميته، وانا هنا اقول بكل صراحة ان السيد بادوري لم يكن منصف لتجربة جبهة التحرير الارترية ، بل اساء لها وتطاول على الرموز الوطنية . من حقه ان يبدي ملاحظاته حول الاخفاقات ولكن ليس من منطلق الانتقام ، وانا هنا اقر بان اي تجربة بشرية تعتريها الاخطاء والاخفاقات ، ولكننا يجب ان نحاكم اي تجرب وفق المراحل الزمنية وظروفها تلك، ولا يمكن ان نحاكم تجربة الستينيات بتاريخ اليوم ، كما على الكاتب ان يكون منصفا ولا نركز على السلبيات فقط.

اما كتاب السيد ابراهيم توتيل فك الله اسره كان من الطبيعي ان يعرض الكتاب الى المكتب المركزي للحزب الحاكم لاخذ الموافقة للطباعة ، وأثناء المناقشة مع الحزب طلب منه حزف بعض الفقرات الا انه رفض وعلى هذا الاساس تم تجميد طابعته، كما انه لم يكن كتابا واحدا بل جزئين ( كتابين)، وانا واثق بان هذين الكتابين سوف يريان النور يوما ما .

في حديثة حمل السيد احمد القيسي جبهة التحرير الارترية مسؤلية الحرب الاهلية ، وانا ارى بانه لم يكن منصفا في ذلك البتة، مع اقرارنا باحقية السيد القيسي بالدفاع عن تجربته ، فان مؤتمر ادوبحا العسكري كان هدفه وحدة جيش التحرير الارتري وبالفعل خرج المؤتمر المذكور بصيغة واضحة لوحدة الجيش ، حاولت بعض العناصر اعاقة تلك المسيرة لاغراض خاصة بها.

اما نتائج المؤتمر الوطني الاول ناقش ازمة الجبهة بعمق ومعالجة الانقسامات التي وقعت في الساحة، وكان التركيز على وحدة الصف واوصى المؤتمر القيادة التي انبثقت منه ان تجري حوارا مع جميع القوى السياسية في الساحة كل على حدى ومن اجل تحقيق ذلك الهدف  تم تكوين وفد ، والوفد التقى بجميع الاطراف ومن المؤسف لم يجد اذان صاغية ، وعكس ما جاء في حديث السيد القيسي الجبهة كانت حريصة على تحقيق الوحدة ، اما الطرف الاخر هو الذي بادر بتفجير الوضع ، وعلى الرغم من ذلك لم تألو الجبهة جهدا من اجل الوصول الى الوحدة ولكن طرف قوات التحرير الشعبية كان دائما يراوغ ويعمل من اجل تأزيم الموقف ، وكلما تم الاتفاق على التهدئة كان كوادر الجبهة يتعرضون للتصفية والهجوم المباغت ، وعلى الرغم  من ذلك لم تتعامل قيادة الجبهة بردود الافعال بل كانت تسعى لايجاد صيغة للتفاهم ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل.

هنا اورد موقف وطني للجبهة بعد الانسحاب الاستراتيجي من المدن ، قوات الجبهة الشعبية انسحبت الى اتجاه الساحل ولم يكن لها عمق  في الساحل وطلبت من المناضل قبراى تولدي ان يسمح لها بالدخول الى عمق الساحل والذي كان يشكل الخلفية لقوات الجبهة، وكان قبراى القائد العسكرى في الساحل انذاك فارسل برقية لقيادة الجبهة واذكر ان اعضاء اللجنة التنفيذية كانوا متواجدون في الخرطوم منهم المرحوم احمد ناصر، والمرحوم عبدالله ادريس والمناضل ابراهيم توتيل، وعلى الفور وافقت قيادة الجبهة للسماح لقوات الجبهة الشعبية للدخول في عمق الساحل وارسلت برقية بهذا المعني لقبراي تولدى، هذا الموقف يؤكد حرص الجبهة للحفاظ على قوة الثورة ولم ينطلق من مرارات الماضي ، هذا كان موقف ورأى الجبهة.

السؤال الذي يطرح نفسه وفي الوقت الذي كان يتم اتهام الجبهة بانها قوة تصفوية ، ماذا يمكن ان نقول عن الذي كان يجري داخل الجبهة الشعبية ، تمت تصفية خيرة المناضلين من مجموعة ” المنكع” واخرين الذين لم يكن لهم ولاء للطاغية اسياس؟ من اوصل اسياس الى هذه الدرجة  الم تكن المجموعة التي كانت توصف بالمستنيرة هي من اوصل اسياس الى درجة طغيانه هذه؟ لم يعترض احد على التصرفات الرعناء للطاغية الم تكن هذه المجموعة التي كانت تنفذ برنامج اساس ” نحن واهدافنا” كما يقولون كانت تجهل ام تتجاهل وما خفى اعظم.

اكتفي بهذا القدر .

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36787

نشرت بواسطة في أبريل 4 2016 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010