قراءة هادئه لمقال تركي وغضبة حزب المؤتمر الإسلامي

بقلم / أبوالحارث المهاجر

sdakkin@yahoo.com

بتاريخ 22/11/2009م نشر على موقع عونا مقال الأخ محمد آدم عثمان تحت عنوان تركي وغضبة حزب المؤتمر الإسلامي وهو عبارة عن رد على البيان التوضيحي لحزب المؤتمر الإسلامي الأرتري على مقال الاستاذ تركي الحلقة الثالثة ، وفي تقديري كان محاولة منه لتصحيح وتبرير الإتهمات التي وردت في مقال الاستاذ تركي  وتطويع المفاهيم وفق المنظور الذي يراه وليس وفق المعطيات الواقعية  ، وفي هذا المقال بصفة حيادية بعيدة عن التحزب أحببت أن أتناول المقال السابق وتحليله ومقارنته مع المعطيات والأحداث الواقعية على النحو التالي   .

1) يقول كاتب المقال في ثنايا مقاله (إن بيان المؤتمر الإسلامي لم يكن موفقا، لأنه دفاعي وكأنه يعاني من عقدة نقص أو إستضعاف خاصة وأن المؤتمر في الفترة الأخيرة وقف مواقف محيرة لكثير من المراقبين  ) وما يتعلق بالدفاع عن النفس فهذا حق مشروع إذا تم مهاجمة أي كائن  حيّ  فهو يدافع عن نفسه فضلاً عن الإنسان والتنظيم ، وليس الغريب أن تدافع عن نفسك وإنما الغريب أن تتهم وتخون ثم إذا قمت بالدفاع عن نفسك وتوضيح اللبس والتضليل للرأي العام ، أن يطالب منك عدم الرد أو الدفاع عن النفس ، بل يعتبر ذلك صب الزيت على النار وخلق مشكلة في الساحة السياسية فهذا معيار عجيب وغير منصف ، علماً بأن المؤتمر الإسلامي لم يكن بادئاً وإنما يدافع عن المواقف التي هو يؤمن بها وهذا ليس عيباً وإنما العيب أن تهاجم الأخرين بدون سبب يذكر ، وأما عقدة النقص والإستضعاف فهو يدرك جيداً القائمين على الحزب ولم يُطلب من أحد تقويتهم إنما هم أقوياء بثقتهم بالله وبمنهجهم وبفكرهم ومبادئهم وقيمهم وبجماهيرهم هذا ما نلتمسه من جراء الهجمات الموجهة اليهم من جميع الجبهات . وبخصوص الموقف المحير للمراقبين كما زعم فإن المؤتمر الإسلامي لم يحير أحد ولكن ، تركي عندما كتب الحلقة الثالثة وسطر تلك التهم ضد المؤتمر الإسلامي يعلم تماماً بأنه سوف يخلق أزمة سياسية بين الطرفين وهو يدرك أن الاجواء مشحونة لذلك في تقديري مقاله لم يكن صدفة وإنما نشر ومرر لتعكير الأجواء لشيء في نفس يعقوب  . وبصفتي مراقب للأحداث السياسية والشأن الإسلامي منها أن المشكلة تكمن في بعض التنظيمات التي لا تريد أن تتعاطى مع الواقع وتريد أن تعيش في سرداب وتدقدق على مشاعر الجماهير من بعيد ، وفي تقديري المواقف التي أتخذها المؤتمر الإسلامي هي  نفسها الافكار التي تحملها التنظيمات الإسلامية ولكن عاجزة عن إنزالها على أرض الواقع وسبقهم فيها المؤتمر الإسلامي . والجانب الآخر للإصطفاف اخي الحبيب في تقديري ليست بدعة للمؤتمر الإسلامي وإنما كل التنظيمات الإسلامية ومنهم الذين يسفهون المؤتمر الآن كانوا وما زالوا من الحلفاء مع النصارى ، بإعتبار جميع قوى المعارضة الأرترية هي تحت مظلة التحالف الديمقراطي الأرتري الذي يجمع الإسلاميين والنصارى . ثم ألم تكن القوى الإسلامية سبقت المؤتمر الإسلامي قبل أن يرى النور  في تحالفاتها وإصطفافاتها مع الآخر ، في تقديري لا تكمن المعضلة في إصطفاف المؤتمر الإسلامي مع الآخر إنما المشكلة هي الإرباك والتوجس والتخبط الذي حدث على الحزب الإسلامي بعد ميلاد المؤتمر الإسلامي الذي ظهر أكثر واقعيةً ومرونةً من الحزب الإسلامي الذي كان يتسم به سابقاً في كيفية التعاطي مع المستجدات الوطنية والتعامل مع الآخر هو الذي ينعكس على تصرفات الحزب الإسلامي مع المؤتمر الإسلامي .

2) وأنا أتعجب من قولك أن (ماقاله الشيخ تركي وهو كثير وجيد يخدم قضية الجميع وهي تقوية صفوف المعارضة وتوعية الجماهير) وأنا أسالك ماذا نستفيد من كيل التهم والتشكيك والتقليل من شأن البعض ؟ هل تظن أن ما قاله تركي كان بناءاً لمصلحة المعارضة وتوعية الجماهير هذا هُراء ، إذا كانت القيادات السياسية عاجزة  لوضع حل لخلافاتها هل من المناسب أن تطرح وتنشر على العوام في المواقع الألكتروينة بحجة توعية الجماهير؟ وإذا أتخذت الجماهير قراراً هل سيكون ملزماً للقيادات السياسية التي تريد توعية الجماهير ؟ لا أظن ذلك . وإنما كان ينبغي حلحلة الخلافات البينية ووضع البرنامج ثم يتم طرحه على العوام عبر المواقع أو المؤسسات الأخرى . في تقديري المقال نسف الوحدة الوطنية ونسف الحوار الوطني المزمع عقده في الفترة القادمة وأعاد الناس إلى المربع الأول . ربما أكون متشائماً ولكن هكذا تقول المعطيات على الأرض ، عندما تريد أن تجمع وتلم الشمل هل يكون كلامك توفيقي ومنسجم مع الأحداث أم تغرد خارج السرب لتقول هذا لمصلحة المعارضة .

3)  وهنا أيضاً كاتب المقال ينعت المؤتمر الإسلامي لانه لم يستشره في كيفية فهم مقال تركي في تقديره لأن المؤتمر لا يستطيع فهم الطلاسم والشفرات المكتوب به المقال فيقول ( وما يمكن أن يفهم من المقال بطرق ومخارج عده جعل له حزب المؤتمر فهم ومخرج واحد وتبنى ذلك الفهم ) حقيقةً هذا الكلام لا ينطلي حتى على من هم بعيدين عن السياسة فضلاً عن من يعايشها ويعرف منطلقاتها ، ثم إذا كان لديك تفسير باطني لمقال تركي فالقاريء ليس له علم بفهمك الباطني وإنما سوف يفهم المقال من ثنايا السطور التي أمامه ، ثم لماذا يكتب المقال بالشفرات ألم تقل أن الشيخ تركي أراد أن يوعي به الجماهير ؟ فإذا كان السياسيون أخفقوا في فك الطلاسم والشفرات فهل الجماهير البسيطة سوف تفلح في ذلك ؟ ، فكان من الأفضل أن تنسق مع تركي لوضع الأعتبار لفهمك الباطني في المقال ، أما إتهام تركي بالإرهاب الفكري من قبل المؤتمر الإسلامي فأنا أقول الإرهاب الفكري هو ممارس شئت ام أبيت ، نحن أخي الفاضل كما لا يخفى عليك نقول  في ديننا ، لا إكراه في الدين ، وماذا تريد أن تسمي من يُكره الأخرين في السياسة من ليس معي فهو ضدي ، لا أريكم إلأ ما ارى . أين سعة الصدر في التعامل مع الأخرين ، هل وجدت من المؤتمر الإسلامي من سفه أو شكك في شخص ما ينتمي إلى الحزب الإسلامي فضلاً عن الحزب وقياداته ؟ وهل وجدت شيء يسيئ إلى الحزب الإسلامي أو قياداته حتى بصورة مبطنة في توجهاته وإصطفافاته مع الأخرين ؟ إذاً لماذا هذه الحملة الشرسة ضد المؤتمر الإسلامي .؟؟!                                                                                                            

4) ومضى الكاتب في ا تهامه المؤتمر الإسلامي واصفاً اياه بمتاهات الظنون في إخصاع مقالات الشيخ تركي للرقابة قائلاً ( فإن ما كتبه الشيخ تركي ردا على الكاتب حامد ضرار هو رأي الحزب الإسلامي متناسين أن تركي قال في الحلقة الأولى وبصريح العبارة أن ما يرد في هذه السلسلة هو راي شخصي وليس رأي الحزب ) ، طبعاً يبدو لي كاتب المقال قرأ الحلقة الأولى من مقال الشيخ تركي وكذلك قرا بيان المؤتمر الإسلامي ، ولكنه لم يقرأ الحلقة الثالثة لمقال الشيخ تركي إذ يقول فيها ( وأنا يؤسفني أن أقول أن (الحلقة الثانية) التي كنت أنت في إنتظارها كنت أعددتها بشكل نهائي تمهيداً لنشرها في المواقع .. ولكن حدث تدخل يمنع نشرها ، من مستوى تنظيمي أعلى مني ، بحجة أن ساحة المعارضة والمقاومة الإرترية لا تتحمل (الردود المتبادلة) وأنا مع عدم الإقتناع بهذا الاجتهاد التنظيمي في المنع ، ولسوف أستأنف أمر المنع لإبطاله وإلغائه لدى المستويات والمرجعيات التنظيمية الأعلى للحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية ، آملاً في نشرها وقد لا تنشر لأسباب أخرى !! ) إذاً من نصدق !! ، علية القول الأول في الحلقة الأولى منسوخ بالقول الأخير في الحلقة الثالثة  . في تقديري فإن المؤتمر الإسلامي لم يتهم أحداً جزافاً بما لم يقل . ثم قبل أن تتهم المؤتمر الإسلامي بالمتاهات والظنون ، أسأل الشيخ تركي لماذا أقحم الحزب في هذه المعركة بقوله أن الحلقة الثانية منع نشرها من قبل جهات تنظيمية أعلى مني ؟ إذا كان الشيخ تركي نشر مقاله الحلقة الثالثة بمسمى الحلقة الثانية قبل ذكر المنع والسلطات العليا لوجد مخرج لنفسه ولم يورط الحزب في المعركة معه ، ولكن كل إناءٍ  بما فيه ينضح . وأما بخصوص كتلة غالبية مسلمة وأقلية مسيحية وأخرى أكثرية مسيحية وأقلية مسلمة ، فهذا المعيار غير سليم أبتداءاً ، إذ الحق لا يقاس بالأكثرية والأقلية ، إنما أن تتبع الحق ولو كنت وحدك ( إن إبراهيم كان أمة ) ولكن إذا سلمنا جدلاً بذلك وبالإحصائية التي قدمها لنا الكاتب وأعتمدناه في المعايير ، أقول له هل تستطيع أن تنكر أن الغالبية المسلمة والأقلية المسيحية كما سميتها في الكتلة الأولى هي أيضاً الغالبية والسواد الأعظم فيها هم من قبيلة واحدة  وأقليم واحد ؟؟! هل هذا هو ما تريد أن تصل الية بالإحصائية المقدمة من قبلك؟

والمستغرب من بعض التنظيمات الإسلامية تخوين بعضها والتشكيك في الأخرين وكأنها في ظل دولة الخلافة الراشدة ، ويبدو لي أنها نست أو تناست إنها تحت سقف التحالف الديمقراطي الأرتري والذي ينضوي تحته الإسلاميون والنصارى والعلمانيون وغيرهم . ومكاتبها وقواها العسكرية في إثيوبيا ، على ماذا إذاً التشكيك في الأخرين ، أما تستحي هذه التنظيمات الإسلامية من نفسها وتحترم جماهيرها ، فبدلاً أن تضيع الوقت والجهد في التشكيك والتخوين أما كان الأجدر بها أن تقوم بتوعية الجماهير بالمخاطر المحدفة من سياسات النظام الديكتاتوري في التغيرات الديموغرافية ومسخ الهوية التي يتبعها النظام ، ثم هذه القيادات التي تكيل التهم على الأخرين هنا أو هناك ، كم عدد الدورات النوعية التي قدمتها لكواردها المتقدمة في إدارة التنظيم وذلك لإعداده وتأهيله لإدارة الدولة في المستقبل ؟ ثم أسأل كل التنظيمات الإسلامية ما هو البرنامج الموضوع من قبلكم لإدارة الدولة وهل هذا البرنامج تم بلورته للجماهير حتى تكون على مستوى من الفهم والعلم بمجريات الأحداث وحتى تسير  على معالم واضحة وخطوات ثابتة ؟ أم تستغل فقط بالعواطف وتصبح همومها في وادي وهموم القيادات في وادي آخر ؟ ثم هل كل تنظيم على حدة وضع خطة تشكيل الحكومة المقبلة  داخل تنظيمه مثلاً ( الرئيس – وزير الخارجية – وزير الداخلية – وزير الدفاع – وزير المالية – وزير الشؤون الإسلامية الأوقاف – وزير الرعاية الإجتماعية (المرأة والطفل) – وزير التعليم والتعليم العالي – وزير الزراعة – وزير التربية – وزير النفط – وزير الإسكان والتخطيط العمراني – وزير البلدية والبيئة وغيرها ) لكي تتعرف على أماكن النقص والخلل وكل تنظيم لا يقوم على هذا فهو فاشل إذ يبين ذلك عدم وجود رؤية إستراتيجية معمقة  لإدارة البلاد ، إذ كيف بمقدوري أن أسيّر مقاليد الحكم والدولة قبل الإستعداد والإعداد لها . لماذا لم تناقش هذه القيادات هجرة الكوادر إلى الخارج ألم يكن ذلك بسبب وضع الكوادر في سلة المهملات وعدم تأهيلها وتدريبها لمواجهة الحياة وحتى يصبح أكثر فاعليةً في العمل التنظيمي؟  من المستفيد من تلك الحملات الشرسة ضد البعض ، أم أن التنظيمات الإسلامية تريد تغطية إخفاقاتها وعجزها ، لكي تحقق وتنجز ما عجزت عنه في تأهيل كادرها وتوعية جماهيريها بالتشكيك على الأخرين لتصدير خلافاتها الداخلية وإخفاقاتها إلى الخارج حتى لا تتحمل نتائج فشلها  أمام القواعد المنضوية تحتها . ثم هذه الجماهير والقواعد الجبارة ماذا تستفيد من خلافاتكم الشخصية ، لأنني عندما أتمعن لا اكاد اجد خلافات في الرؤية وانما خلافات شخصية لكثير من القيادات لا تمت بصلة للعمل التنظيمي المؤسس . وحتى إذا أختلفت تلك الجماعات مع بعضها البعض فان نشر خلافاتها على المواقع الألكترونية في تقديري غير موفق وليس المكان والوقت المناسب ، كان ينبغي لها أن تجلس في الدائرة المستديرة ومناقشة خلافاتها بوضوح وشفافية لا أن تنشرها في الصفحات الألكترونية  . ثم أسأل قادة التنظيمات الإسلامية لماذا العجزعن ا لجلوس معاً في الدائرة المستديرة لمناقشة القضايا البينية العالقة ؟ إلى متى ندس رؤسنا في التراب ؟ ومن ثم لماذا التسابق في اللقاءاءت والنقاش المستفيض مع الآخر ( العلمانيين والنصارى وغيرهم ) ، وترجعون مائة خطوة إلى الوراء في العلاقات الإسلامية الإسلامية ؟؟؟  وكيف سوف يحترمكم الآخر وأنتم لا تحترمون ولا تقدرون  بعضكم البعض ، وهل يعني ذلك أن خلافاتكم كبيرة ومعقدة جداً لدرجة أنها تمنعكم التحدث إلى بعضكم عن قرب وتنشروا التهم والتشكيك على بعض في الصفحات العنكبوتية؟؟؟

وكاتب المقال شبه رد المؤتمر الإسلامي بأنه محاولة الإستفادة منه للخروج من عزلته من الجماهير، بإعتبار الحصار الإعلامي والسياسي المضروب عليه من قبل خصومه، وأشار إلى أن المؤتمر سوف لن يخرج بالبلاغ العسكري كالطبع لإصطفافه مع من يحرم ويجرم العمليات العسكرية ضد النظام الحاكم ، وفي تقديري المتواضع أولاً بخصوص البلاغات العسكرية فإن الحزب الإسلامي كان من أوائل من طالب الدخول إلى أرتريا وترك العمل المسلح عام 1991 م بإعتبار تحرير أرتيريا يعتبر تحقيق أحد أهداف حركة الجهاد الإسلامي  الأرتري حينها . وهذه وغيرها ما قامت عليها فلسفة الخطوة التصحيحية عام 1993 م ، وهم من كانوا  يقولون لعن الله أفواه البنادق بعد التحرير وغيرها من العبارات ، وإذا لم يُصدر المؤتمر الإسلامي بلاغاً عسكرياً لم يأت ببدعة  ، فلماذا إذاً يخون في هذا المضمار وغيره من الفاتحين الأبطال . إذاً صدور البلاغ العسكري وعدمه لا يعني النجاح أوالفشل ، ثم كم عدد البلاغات العسكرية التي صدرت مُنذُ تأسيس العمل المسلح عام 1988 م إلى يومنا هذا ، ونحن لم نزداد سوى التردي المستمر في المجال العسكري بالرغم من تأسيسه قبل 21 عاماً ، علماً بأنني لا أرى خيار آخر غير السلاح لإسقاط النظام القائم . وكل الجماعات المسلحة اليوم قواها العسكرية توجد في إثيوبيا وليس في أرتيريا وعندما يشتد بنا الحال في السودان ويضيق علينا ونطارد من قبل الأجهزة الأمنية نهرب إلى إثيوبيا لكي نحتمي بها ولا نستطيع الهروب إلى أرتيريا لكي نحتمي بقواعدنا وخلفياتنا الثابتة في الأراضي الأرترية التي تُحمى  ويسيطر عليها من قبل شبابنا البواسل ، لأننا لم نستطع أن ننتزع قرية واحدة من النظام ، واقول قرية للتندر ولكن في الحقيقة أي تنظيم عسكري تحرري في عمر الحركة بمقدوره إنتزاع كامل الأراضي والسيطرة على الدولة فضلاً عن قرية ، الحركة الشعبية لتحرير السودان نموذج  بعد مضي 20 عاماً تقريباً من الكفاح المسلح اليوم حققت حلمها  بالسيطرة الكاملة على أرض الجنوب وإنتزاع 50% من ثروة البلاد وتقاسم السلطة مع الحكومة المركزية ، وأين نحن اليوم !!!. في تقديري المشكلة ليست في البلاغات العسكرية ولكن تكمن في غياب التخطيط والرؤية الإستراتيجية قصيرةوطويلة المدي لحكم الدولة ، وعدم تطوير التكتيكات الحربية وفنون القتال هو الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة  بالرغم من مرور 21 عاماً على تأسيس العمل المسلح.

وفي تقديري المؤتمر الإسلامي إذا لم يكن له شأن في الحركة الإسلامية لما تبادلته الأقلام الإسلامية والغير إسلامية ، هذا الذم والتجريح والتشكيك والتخوين يبين مدى صلابة هذا الحزب وفي تقيمي لهذا الحزب والمشكلة التي يحسده الأخرون عليها إنزال الرؤى والخطط على أرض الواقع لا أن تترك في الأدراج لحين الفتح المبين  . وفق تحليلي هذه الهجمة الشرسة ضد المؤتمر الإسلامي هي محاولة لتعرف على مكامن القوى للحزب والإمكانيات التي يتمتع بها ، وعندما قمت بإحصاء اللقاءات والردود من قبل المؤتمر أو المحسوبين علية خلال شهر وجدتها كالآتي :- لقاء على الغرفةا لبالتوك مع قيادة المؤتمر الإسلامي لمدة 6 ساعات وبحضور 110 مشارك . ولأول مرة كل الغرف تمتلء ، كذلك لقاء مع رئيس الحزب في موقع عدوليس ، والرد التنظيمي على مقال تركي ، ثم أكثر من 4 مقالات من المحسوبين على المؤتمر الإسلامي ، يبين ذلك أن هذا الحزب يمتلك  كادر مؤهل بإمكانه خوض المعارك في كل الميادين . فهل التنظيمات الإسلامية الأخرى تستفيد من هذا التنظيم وتصب جميعاً في وعاء واحد لتعجيل رحيل النظام ونترك التشكيك فيه والتخوين  أم نتعامل مع بعضناالبعض  بمصطلح( من ليس معي فهو ضدي ؟) وأنا أدعوا لقيادة وكوادر الحزب الإسلامي للقراءة الهادئه لمقالات الشيخ تركي المنشورة والغير المنشورة بتمعن والتروي والتعامل معها بالواقعية والعقلانية بعيدا عن العواطف ، واضعين في الإعتبار المصالح العليا للمسلمين ، ثم لا فائدة لكم ولا لغيركم خلق العداوات أو التراشق الإعلامي المضاد . وأنا واثق حسب معرفتي بقيادة الحزبين ( الحزب الإسلامي وحزب المؤتمر الإسلامي ) وإمكانياتهم  وحكمتهم بتجاوز هذه الأزمة دون تصعيدها .

والله من وراء القصد

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=368

نشرت بواسطة في ديسمبر 9 2009 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010