من أجل عينيك الجميلتين يأتي زحفنا..!

الناظر الى قضايانا الكلية التي يجتمع حولها كل الفرقاء كانت ماثلة بقوة في تظاهرة جنيف2 ليس فيها مماحكات السياسين ، ولا حظوظ النفس ، ولا رفع الاعناق من أجل مغنم ولا منصب ،كل المشاركين في هذه التظاهرة خلعوا كل الأثواب الا ثوب الوطن الجميل فزدان بهم الوطن في مشهد قل نظيره..ليس سهلا ان يتصالح المرء مع نفسه ويشعر بسلام داخلي يطمئن له ومن حوله على حد سواء وما شاهدناه خلال الاسبوع الماضي كل شيء فيه جميل يسر الناظر ويدخل الفرحة على القلوب المكلومة بعد أن كادت الابتسامة وانشراح الصدر أملاً تداعبه الاماني والاحلام والحمد لله على كل الحال .
كان ربيعاً جميلاً ثماره سرعان ما ستظر متجاوزة كل التوقعات إذا ما أحسنًا المواجهة في ميدان لا يعرف عنه النظام شئيا غير عنتريات عفى عليها الزمن ما عادت في كل مرة تقوده إلى حتفه.

والبشريات كانت مقدمة لهدير الجماهير الارترية عندما رأينا الدول التي تبارت في الدفاع عن حقوقنا من داخل مجلس حقوق الانسان وأخرى مخزية مخجلة لتقع -مختارة -في درك التزوير وانفضاح الحال، وثالثة آثرت المنطقة الرمادية.. كأنها تعيش خارج سياق المكان والزمان في عالم كل شيء مكشوف، لا يخفى ما يجده الشعب الارتري من عنت وجور وقتل وتشريد، الم يروا الغرقى يملؤون شواطي المتوسطة..؟ في مشاهد مؤلمة ولا أظنه حصل..! لكننا نقول:  ” فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”

كثير من المتابعين لتسارع الاحداث اشفقوا على موعد التظاهرة لأنها ستأتي بعد جلسة مجلس حقوق الانسان المنعقدة 21/يونيو  فما الداعي إذا أن يتظاهر الناس بعد انفضاض الجلسة التي ستبت في جهود استمرت لثلاثة أعوام ، ازدادت مخاوفي حينما علمت بأن زبانية النظام وانصاره سيخرجون ضد قرار الادانة في نفس اليوم .. سبحان من يجري الاقدار ويدبرها.. خرجت تظاهرة فطيرة كانهم أشباح جاءوا من عالم الديناصورات التي انقرضت، بح صوتها، ماتت حركتها، كأنها خُشب مسندة لا مستقبل يُنتظر ، ولا أحلام تنسج مع العواجيز إنها النهاية للنظام جل انصاره من العواجيز .. قلت في نفسي الاحرار في اوروبا لا يمكن أن يقفوا مع الاشرار وهم من ذاقوا مرارة الغربة والكثير منهم خرج من موت محقق، لم يطول الامر (قطعت جهيزة قول كل خطيب) عرف العالم حجم الانصار يوم 23/يونيو 2016م.
والمقارنة هنا لا تستقيم بين 21/ و23 يونيو من كل الزوايا جنيف2 (ربح البيع) هدير بلغ صوتها صفحة السماء، تظاهرة شابة، تنظر للمستقبل وتتطلع بثقة وأحلام تتطاير من عيون الحالمين في جنيف.
 بشارات جنيف2 المفرحة كثيرة أبرزها:
1-وفقت اللجنة المنظمة في ارسال رسالة قوية تمثلت في الكلمتين اللتان عبرتا عن موقف المسلمين والمسيحيين بأنهما مع حقوق الانسان وكرامته كما انهما حريصان لتقديم العصابة الحاكمة الى الجنائية الدولية،وان الشعب الارتري لا يقبل استمرار هذه الانتهاكات التي تقع للارترين. كان التعايش ملمحاً ذكيا في التعبير عنه في  هكذا موقف له سحر المكان
2-مشاركة الشباب
الشباب كما قيل هم عماد المستقبل وبناتُه يمكن أن نقول بان خروج أعداد كبيرة منهم حسب التقديرات 90% يعطينا مؤشر بأن المستقبل لدعاة التغيير الذي أصبحت ملامحه تتشكل عند مواقع القرار الدولي والاعلام العالمي سيؤدي هذا الى لفت العالم الى قضيتنا، صحيح الافراط في التفاؤل صدمته كبيرة إن حدث ما لا نريد.. معلوم أن كل شيء يدور في فلك المصالح والمصالح فقط.. هذه الاعداد الكبيرة من الشباب غالبيتهم تربوا على عين النظام ومن تدرب في ساوا وتعلم في مدارسها، اليوم بكل زخم يعلن الخروج عن حضن النظام وعبائته والوقوف بقوة مع قضايا الوطن ومستقبله هذا قفزة كبرى .هل ستستفيد منها المعارضة الارترية في حربها على النظام..؟
الشباب في جنيف2 : يريد حقوقاً متساوية، يريد استقرارا، يريد أمناً، يريد مساواة، يريد الوطن لكل الارتريين لا لعصابة تتجبر عليه وتهدر كرامته. يريد تغييرا كاملاً وشاملاً يريد قصاصاً من المجرمين.
3-صعود منظمات مجتمع مدني:
لأول مرة يجد تقرير مجلس حقوق الانسان هذا التفاعل والتنظيم من قبل منظمات المجتمع المدني التي شاركت في جلسة النقاش حوالي 6 منظمات ارترية شاركت وخاطب بعضها مجلس حقوق الانسان وهذا تطور كبير واهتمام غير مسبوق. والغرب في غالبه الأعم ينظر للمنظمات المدنية بصدقية أكثر ويتعامل معها بشفافية أكبر، يعتقد بأن هذه المنظمات تسعى لإشاعة مفاهيم حقوق الانسان، بينما يتحفظ أو يرفض التعامل مع التنظيمات السياسية.
هذا الصعود المبهر لهذه المنظمات سيؤدي حتما الى نقل الصراع مع النظام الى دوائر حقوقية في ميدان فسيح أمام العالم ، مكسب كبير للشعب الارتري يجب تقويتة ودعمه هذه المننظات الارترية التي حددت هدفها في الدفاع عن حقوق الشعب الارتري وتعرية النظام في الملف الحقوقي والقانوني.
4-المظاهرة وأعداها الكبيرة:
 أكثر الناس تفاؤلاً لم يتوقع حضور هذه الاعداء الهائلة ليؤكد ذلك بأن غالبية الشعب الارتري في المهجر يقف مع حقوق الانسان الارتري ويريد التغيير ولا يتوانى في مساندة ودعم لجنة حقوق الانسان لتقديم المجرمين الى العدالة الدولية.وخروجها بهذا الشكل من كل أنحاء أوروبا وبعضها من أمريكا أنما لوعييها وفهمها العميق بأهمية
5-ومن بشريات جنيف2 الصادمة –للنظام- انسلاخ الصحفيين الكبيرين إياسو تولدي مدهن  واحمد محمد عمر  في وقت تضيق الجماهير الخناق على العصابة معلوم مدى أهمية هذا الخبر ليثبت للعالم أجمع بأن ارتريا يفر منها الكل ودليل جديد بعدم الثقة والخوف الذي يسكن الشعب لأنه لا يأمن على نفسه وعلى ممارسة الصحافة في جو معافى .
6-ومن بشريات جنيف2 إحالة ملف حقوق الإنسان في ارتريا إلى الامم المتحدة ومن ثم الى مجلس الأمن ومنها الى الجنائية الدولة وهو جهد أثمر  بعد سنوات من العمل المضني شاركت فيه الجماهير ومنظمات المجتمع المدني الارترية والغربية ، لا يفوتني هنا أن نقدم شكرنا واعتزازنا للذين وقفوا مع ضمائرهم الحية وناصروا قضايا حقوق الانسان في ارتريا.
ستظل هذه المعركة بين دعاة القتل والسحل والاخفاء وانتهاك كل الحقوق وبين شرفاء الشعب الارتري الذي انتفض في كل العالم ومازالت أشواط أخرى تنتظر هذه الجماهير بعد إحالة الملف كما ذكرنا فيجب أن لا يهدأ لنا بال حتى تسليم القتلة ألى الجنائية الدولية.
هذه التظاهرة ستظل رقما تذكره الاجيال المتعاقبة لأنها انتصرت للحق لترسم مستقبل مشرق بكرامة إنسانه وحقوقه المرعية ومساواة بين أبناءه الشرفاء.
 
1/يوليو 2016م
الكاتب/عبده يوسف أحمد
Ayae1969@yahoo.com
 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=37439

نشرت بواسطة في يوليو 1 2016 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010