تقرير عن معرض الكتاب الارتري الرابع
فرجت: ملبورن
لقد كانت مدينة ملبورن كدأبها، في موعد مع تظاهرة ثقافية جديدة، ألا وهي معرض الكتاب اﻹرتري الرابع الذي يقام كل عام برعاية التضامن. لم يكن هذا العام كسابقيه، بل جاء مزدانا بثوب مرهف شفاف تتخلله مجموعة جديدة من كتب التراث اﻹرتري أعيد طبعها،لتضيف على المعرض بهاء وجماﻻ.
وقد توافد على أرض المعرض السادة الزوار من كل حدب وصوب، أفرادا وجماعات، فجالوا في المعرض واطلعوا كتبه المتنوعة واستمتعوا بما هو معروض فيه. وبعدها أخذ كل منهم مقعده تأهبا لما سوف يعرض عليهم.
استهل البرنامج بآيات من الذكرالحكيم شنَّف بها القارئ اﻷخ محمد علي حامد آذان الحاضرين، وتلى ذلك كلمة اﻷخ رئيس التضامن اﻷمين عبدالله الذي قام بتنوير السادة الحضور بأسباب ودوافع هذا المعرض وكيفية انبثاق الفكرة في الأساس والى ماذا ترنو بالنسبة للمجتمع اﻹرتري في المهجر عامة والنشء فيه خاصة وربط هؤﻻء جميعا بالوطن وتراثه. ثم أردف قائلا : نأمل ونتمنى أن يجول هذا المعرض الى جميع وﻻيات أستراليا حتى تعم الفائدة كل أبناء الوطن
أينماحلوا. ثم تلاه في الكلمة اﻷخ ادريس عثمان أسناي المشرف على المعرض الذي ثمن بما جاء في الكلمة السابقة اﻻ انه حث المجتمع بشكل عام ان يكون وﻻءه وإنتماءه للوطن بشكل عام ومن ﻻ وﻻء له لوطنه فهو بالضرورة تنتفي أوتضمحل عنه صفة اﻹنتماء والعكس صحيح. وأكد قائلا: يجب علينا ونحن نعيش في بلاد المهجر أن نحث المجتمع بكل شرائحه أن يتحلى بهاتين السمتين معا وليس بإحداهما دون اﻷخرى. وبعد هاتين الكلمتين الضافيتين، قدمت عريفة الحفل الآنسة سعدية محمد أحمد، السيدة الكاتبة / حنان مران لتلقي محاضرتها والتي إختارت لها العنوان التالي ( الصورة النمطية للمرأة اﻹرترية خارج إطار النضال وداخل نسيج المجتمع ) فتناولت فيها دور المرأة اﻹرترية في صياغة اﻷدب اﻹرتري في القصة واﻷقصوصة والرواية، وتحدثت عن القالب الذي وضعت فيه، ومن خلال هذا الدور المبتذل الرخيص الذي وضعها فيه الكاتب، وكأن دورها في داخل المجتمع ﻻيتعدى سوى العرض والطلب لجسدها وكأنها بضاعة مزجاة، وتستخدم جسدها كقنطرة لتحقيق متطلباتها الدنيوية. وتتساءل الكاتبة قائلة : هل هذا هو دورالمرأة في المجتمع فحسب؟ الم يكن لها دور في السلم والحرب؟ الم تكن هي اﻷم المربية المضحية، واﻷخت والزوجة؟ الم تكن دعامة المجتمع؟ لماذا حوصر دورها في هذا المستنقع الآثن؟!
استرسلت اﻷخت حنان مران في هذا الموضوع والقت اللوم على الكتاب اﻹرتريين، على القالب الذي وضعوا فيه المرأة اﻹرترية. واﻷمر لم يكن قاصرا على القصة والرواية، بل تعداه الى اﻷغنية التي فيها إيماءات وجراءة جنسية لم نعهدها في أغانينا السابقة. فالمرأة اﻹرترية عفيفة خجولة في مناحي حياتها، لم تتسم في يوم من اﻷيام هذه الجرأة في ابداء رغباتها الجنسية! وان كان كل هذا يعزا الى سياسة النظام في أسمرا الذي يحث على التفسخ واﻹنحلال اﻷخلاقي لكي يسهل له قيادة المواطن المسلم بمحو قيمه وأخلاقه التي يحثه عليها دينه وعاداته وتقاليده التي إكتسبها من داخل مجتمعه. وكان ينبغي على الكاتب ان ﻻينقاد لمثل هذه اﻷمور التي تدعو الى التفسخ اﻷخلاقي في رواياته. وبعد ان انهت اﻷخت حنان محاضرتها فتحت المجال للأسئلة والمداخلات. فكما ان الموضوع كان حساسا وقيما، ﻷنه وضع اليد على الجرح وقام بتشخيص المرض، كانت بالمقابل اﻷسئلة والمداخلات مماثلة وقد شارك فيها أغلب الحضور ذكورا وإناثا وقد أبدى كل منهم رأيه فيما طرح وأدلى كل بدلوه . وبعد ذلك جاءت فترة اﻹستراحة تناول فيها الحضور وجبة عشاء خفيفة مع كوب من الشاي او فنجانا من البن الساخن . وقد شارك موقع ( إرينا ) في المعرض، بتسجيل كلمة الكاتب والدبلوماسي اﻷخ فتحي عثمان من فرنسا والتي حث فيها المجتمع المواصلة في هذه التظاهرة الثقافية والتمسك بلغته وتعليمها ابناءه بالرغم من محاولة النظام طمسها ومحوها من البلاد. وأكد في حديثه على أن اللغة العربية في ارتريا ومحيطها العربي، لا خوف عليها.
وقد شارك موقع عونا في نقل الندوة نقلا مباشرا عبر التويتر والفيسبوك، مما جعل متابعي مواقع التواصل الاجتماعية يحضرون المعرض أولا بأول. وقد قدمت الطفلة شيراز ادريس أسناي عرضا لسيرة الكاتب اﻷسترالي العريق توماس كنلي عبر كتابه ( الطريق الى أسمرا ) . ثم بعد ذلك تم توزيع الجوائز على كل من السيدة حنان مران والكاتب اﻷسترالي توماس كنلي والطفلة شيراز ادريس أسناي وكانت هذه آخر فقرة في البرنامج.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=37830
أحدث النعليقات