الجهل بالشئ ،مبعث الاستغراب..وحزب الشعب صادق فى موقفه
حامداود
نستغرب الاشياء ان لم نعى سلفا امكانية حدوثها، وهذا ما ندعو للخروج منه دائما،والتزود بالوعى ، بمعنى اخر ،تكوين اسس فكرى سليم ، حتى نحصل على تقييم وتوقعات سليمة، وهذا سيريح بالنا ونصل من خلاله الى الارتقاء بانسانيتنا ،وهو تشغيل الدماغ وليس القلب، كما يقولون.وهكذا عندما اعلن حزب الشعب( طبعا بدون ديمقراطية) انه رافض المشاركة فى مؤتمر الحوار، اصطف بعض الناس يتساؤلون فى جنون.
وهى التى قال عنها الاخ احمد سالم فى مقاله الاخير فى الطريق الى الملتقى ( الجهجهة أو البلبلة الفكرية والسياسية) تاتى نتيجة التقييم الانطباعي والانغلاقى والعاطفى ويقول ان ذلك (نتيجة للمواقف المترددة بل والمتصفة بالمسكنة والسذاجة في مواجهة من كان وما يزال يحلم بتصفيته ومحوه من الوجود مرةً والي الأبد )، انها وليدة الضحالة فى الفهم والبلادة فى التصرف، اى عن عدم الادراك نفسه، لذا كثيرا ما طالعتنا كتابات بنية حسنة وعفوية لكنها لا تملك المنطق السليم للامور.ان قراءة مقال الاخ احمد سالم تشفى بعضا من الحرقة والالم التى بنا من قلة من فئتنا المغلوبة على امرها.
أن مواقف حزب الشعب السابقة و الحالية،لم تكن خافية على احد،و قد اكدت مرارا، انه لا خلاف مع النظام فى اسمرا، الا فى الحرمان من حق الراى والراى الاخر، وحاول من خلالها الالتفاف على الاخرين بتبخيس مطالبهم فى اكثر من موقع، وسمى الاشياء كلها، بانه تعنت دكتاتورى من فرد، وامضى كل مسيرته وحلقالتها فى هذا التيه.
ان حزب الشعب الذي يمشي مكبأ علي رأسه ,عندما فشلت فى محاولاته للتعالى القومى، قد فشل فشلا ذريعأ في مهمته الاساسية، فى لعب الدور السياسى الصحيح ،ككتلة مسيحية،ضمن مفهوم الوطن للجميع والشراكة الحقة، وعزل نفسه تماما.
حيث كانت الناس، تعتقد (بلاهة ) انه جاء بعد توحيد شرازم التغرنيا فى كوم واحد، بنية النضال مع بقية الاكوام نحو تثبيت مبدا ازالة النظام والعمل من اجل التغيير والحقوق، لكنه ثبت موقفه المعروف سلفا، وهو معاكسة كل التوجهات الباحثة عن الحلول الاساسية التى تسمى بالقضايا الوطنية. طبعا البعض منا يحرم على الاخرين خيارات النضال المختلفة التى يريدون، مثل القوميات/ التقسيم /الفيدرالية /الجهاد/وغيرها، ويحلها لشرازم التغرنيا.
فلا استغراب فى ثبات حزب الشعب على مبدائه الاساسى ،الذى لا يختلف عن نظام اسمرا،سوى انه فى الجهة الاخرى من الحدود.ويضيف الاخ احمد سالم (يعمل هذا التيار بكل السبل علي عرقلة تقدم وفعالية معسكر المعارضة، إذا أحس بأن مؤشرات الوضع تسير عكس تمنياته ومصالحه الضيقة، وذلك بافتعال الخلافات الشكلية والتنقيب عن الثغرات الانصرافية والمعوقة).
وكما قال الاخ اسماعيل سليمان ادم فى مقاله الخطوط الحمراء ( أحداث الساعة من القضايا الساخنة هى ملتقى الحوار الوطنى وحزب الشعب الديمقراطي الأرتري و تحفظاتة على مسائل متعلقة بالتحضير و تمسكة عن المشاركة. فهم يطالبون بتنازلات او اذهبوا الى الجحيم وعندما كانوا ثلاثة تنظيمات بالامس قد كانوا من المشاركين فى بنودها و جدول اعمالها. ولكن بعد الوحدة و الاندماج لتكوين حزب واحد وعندئذا اشتد ساعدهم و بشطهم و ازدرائهم للتحالف. لقد تجاهلوا كل التزاماتهم و تعهداتهم .. لماذا لا و هم المؤرخين و الوزراء و السفراء و ابناء القومية الحاكمة. وهم واجهة المعارضة فى الدول الغربية و الافريقية و حدث بلا حرج و ان حزبهم هو البديل الاوحد و الوريث المؤهل و خصوصا بعد الاندماج و ما تمخط منه بالاحتفال المدوى لفجر اليوم الثانى. و لمن تابع نشوتهم ليلة العرس لفرض رحيل سيدهم اسياس خلال دقائق ).
انا لا اطالب ان يكذبوا علينا بل انا اشكرهم على وضوحهم التام هذا، والذى يمكننى من التعامل بكل احترام مع عدائهم المكشوف.
فكتابة هذه السطوراملتها ضرورة الانى، اى ربط الحلقة الثانية مع الحلقة الاولي ، من موقفهم المعلن عن مؤتمر الحوار،وذلك لاستكمال الصورة لسلسلة الحلقات، ولكي نلتقط الخيط لنمده لاخره .
اولا يجب التفريق بين هل من الضرورة تواجد حزب الشعب فى مؤتمر الحوار ام لا ،فهذه ليس مقصدنا هنا ، ولكن لمن يتسال عن الاجابة فلن نحتاج الى تعريتها او تفنيدها قد فعل الكثيرون ذلك، وهى مفهومة لا تحتاج الى اعادتها ، لذا دعونا نؤكد ان قرار حزب الشعب عدم المشاركة ستظهر نتائجه، لاحقا بعد اختتام المؤتمر ومن الطبيعى وقتها انه سييصدر بيانا مقتضبا يوكد ان الايدى الاثيوبية هى التى صنعت القرارت والنتائج التى توصل اليها مؤتمر الحوار، غير ملزمة له ، بل سيصفونها بانها غير حقيقية.
فان الحلقة الاولى كانت ادعاء كاذب، وكانت تقتضى اظهار رغبة مشاركة حزب الشعب، باعتباره جزءا من التحالف الوطنى ،كان مطالبا لعقد مثل هذا المؤتمر ،وشارك فى صناعة الفكرة وكما نعرف، وكان المقصد سحب البساط عن التنظيمات الدينية او القومية الاخرى. وانقلب السحر على الساحر، وكانت اللحظة التى قرر فيها الانسحاب من تبنيه السابق، واعلن رفضه، لكن بحجج واهية وغير اساسية طبعا. لانه استدرك خطائه فى الحلقة الاولى،ويعرف انه شارك ام لم يشارك فليس من المهم اصلا حتى لغيره ،لان المسالة ضد اهدافه، وهى مسالة تصب فى صميم عمله لطمس الحقائق وعدم الاشهار بها.
فالذى يدرك ان مثل مؤتمر الحوار، ومؤتمرات المكاشفة الاخرى ،اذا وجدت مستقبلا، لا تعنى اصلا حزب الشعب وامثاله ،لانها تضع النقاط على الحروف فيما يخص القضايا الاساسية والتى تفند سبب ومسببات المشكلة برمتها والى من توجه اصابع الاتهام، وهو معروف سلفا، انه فعل وارادة ابناء قومية التغرنيا المكونة لحزب الشعب ماضيا وحاضرا.
اما الحلقة الثانية اكتشافه انه لم يستطيع وقف المسيرة،وان ردة الفعل الطبيعية المرتقبة اصلا من حزب الشعب، وهى انه سوف يدين كل ما جرى فى مؤتمر الحوار جملة وتفصيلا. وهكذا سيستغرب السطحيون مرة اخرى. ربما راى البعض بان تنكر حزب الشعب قيام مؤتمر الحوار وتنظمه بانه مخل للرغبة الجماعية التى نادت وتنادى بحلحلة الخلافات والمفاهيم المتنافرة ، بشان العمل السياسى وكذلك بشان مسميات المطالب والحقوق، وهكذا ببراءة ينظرون للامور.
فكيف تطالب جهة اصلا لا تعترف واقعا ملوسا ،لكى تقبل مستقبلا يبنى على الصدق والنزاهة والحقوق واعادتها لا اصحابها. ايعقل ان تنتظر الشفافية من جهة متى ما تساءلت فقط عن الظلم/الحق ، يسمون ذلك بانه مناوئ للوطنية التى يجب عدم المساس بها لا من بعيد ولا من قريب، طبعا يعنون عدم السؤال عن الحقوق اى مربط الفرس.
طبعا ان توضيح الحقائق يعتبرها البعض هجوم على الطرف الاخر، التغرنيا، وان يكن، فان الذى ينبرى للدفاع عن نهج حزب الشعب والجبهة الشعبية، هم ابناء المسلمين انفسهم، وشر البلية ما يضحك، فمعظم هؤلاء السذج يصدق كل التراهات التى يطلقها حزب الشعب والشعبية الهادفة الى دق الاسفين اعمق و السخرية من امكانيات المسلم وجديته وحقه ومستقبله.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=3904
أحدث النعليقات