صقر الجبهة… (حشال عثمان – ودْ كَدَنْ)
عبدالفتّــاح ودّ الخليفة – المملكة المتّحدة
28-1-2014
(1) ولد المناضل (حشال عثمان) فى العام 1928 أو بعده بقليل مقارنة بأقرانه من الرّعيل الأوّل من والده المزارع ثمّ العسكرى (عثمان يعقوب حشال) ووالدته (أم محمود) فى منطقة (بقّو) وفى قرية (أشعلا) القريية من قرية (إنكمى ترى) المشهورة بكنيستها
فى قلب منطقة المسلمين من سكّان (ترقى) خلف جبل (زبان) العملاق وهى التى تقع غربا على نحو 12 كيلو مترا من مدينة (كرن) حاضرة مديريّة (سنحيت) ولد المناضل (حشال) هناك فى المنطقة التى تحتضن مضيق (طُنْقُلّحَسْ) الّذى شهد أحدى (أمّ المعارك) فى الحرب الكونية الثانية وسُجّل فى ذاكرة ومذّكرات أمراء الحرب وجنرالات الطليان والإنجليز وسكن كتب التّأريخ…
وتقع قرية حشال (أشعلا) فى نفس الطّريق الذى يؤدّى من كرن إلى المنخفضات الغربية مارّا وشّاقّا قرى (بقّو) إلى جزء شمالى وآخر جنوبى ويمرّ بقرى (فار ألبا) و(قلاس) وفاصلا مدينة (حقّات) إلى نصفين متعادلين عابرا القنطرة (بونتو قلشم) عبر (عدردى) و (إيتقرنى) ليصل إلى مدينة (أغردات) وعبر (كَعْلَاى) و(مَقَلَو بارْيَا) و(جُونْيا) و(بارنتو) إلى مدينة تسنى الحدودية… إحدى قرى بقّو (جيعاب) شمال (أشعلا) والطريق العام المسفلت والمؤدى إلى المدن الغربية فى بركا والقاش…
ولد حشال وتربّى فى كنف والديه فى أسرة إحترفت الزراعة مع أشقّاءه (محمود، أدكمى، يسين) وشقيقتيه (كينا وسعديّة) ولكن الوالد (عثمان) حين شحّ مردود الزّراعة لقلّة الأمطار إنتسب إلى الجيش الإيطالى فأرسل فى بداية عام 1930 …إلى (ليبيا) فى الحرب المسمّاة (حرب تروبلى) (2) حارب هناك فى(طرابلس – والجبل الأخضر) وعاد منها سليما معافى حين قتل وفقد غيره… ليأخذه الطليان مرة أخرى لمحاربة إمبراطورية الأحباش فى العام 1935-19366 فكان من ضمن القوات التى زحفت نحو (عدوا) و(أدّيس أبابا) فى العمق الإثيوبى و عاد منها حيّا… (3)
لم تهدأ الحرب بعد… فقامت حرب ومناوشات من ضمن بوادر الحرب العالميّة الثّانية فى منطقة (كسلا) و(القلاّبات) التى تقع على الضفّة الغربية لنهر (تكّزى – سيتيت) كما تقع (أم حجر) على الضّفّة الأخرى شرقا و(القلابات) هى بلدة حدودية في ولاية القضارف بالسودان، وتبعد عن مدينة القضارف حاضرة الولاية بـ 157 كيلومترا أو(97.5 ميلا)، بينما يفصل بينها وبين مدينة (المتمة) (4) (متمّة المك نمر) الإثيوبية على الجانب الآخر من الحدود مجرى وادي موسمي هو (خور أبو نخرة) وتبعد عن مدينة (غوندر) حاضرة اقليم (بقّى مدر) الأمهراوى الإثيوبي بـ 144 كيلومتر أو (89.5 ميلا). وتعتبر القلابات واحدة من أهم نقاط العبور بين السودان وإثيوبيا. (5)
ففي يوليو/ تموز عام 1940م، تمكنت (كتيبة) إيطالية من ضمنها ال (Corporale-primo) (كوربورالى – بريمو) (6) (عثمان يعقوب) والد (حشال) من طرد الحامية البريطانية الصغيرة التى كانت هناك بقيادة (ويلفريد ثيسيجر) وأجبرتها على الانسحاب غربا من البلدة الى ممر (خور العطروب) وإحتلّتها حتى نوفمبر / تشرين الثاني. (7)
إبن العريف الإيطالى (حشال) ترك شقيقه وشقيقته فى العام 1940-1941 ليعبر الحدود إلى السّودان وفى كسلا حاول الإنتساب إلى الجيش الإنجليزى ورفض لعامل السن ولكنّه فى المحاولة الثانية ينجح و قيّد إسم (حشال عثمان) شبلا وفردا فى (أورطة العرب الشرقيّة) ومن تسخيرات القدر لم يتورّط الإبن والأب فى مواجهة عسكرية محتملة حينها لا فى القلابات ولا فى المناوشات التى جرت فى (يوليو 1940) فى وحول مدينة (كسلا) ولا فى محيط قريتهم فى (طُنْقُلّحس) (1942-1943) وأصبحت (حرب الأجانب) بردا وسلاما على الأسرة…
وعندما وضعت الحرب أوزارها سرّح الكثيرون من الخدمة العسكريّة فعادوا لمعاولهم ومزارعهم وقراهم التى أخذوا منها بالقوّة… أو إنتسبوا للعسكريّة بمحض إرادتهم، ولم يعد (عثمان يعقوب) والد (ود كدن – حشال) فقد روى عنه رفاقه أنّه مات إثر قذيفة مدفع أصابته ورفاقه من جنود الكتيبة…
والسلطات الإيطالية لم تبلغ أسر القتلى بشيئ لأنها تزامنا مع معارك (القلابات) أقحمها الإنجليز فى معركة أخرى هى إحدى أمّ المعارك فى الحرب الكونيّة الثانية وأهمّها فى الشّرق الإفريقى أمام قرية (الكوربرالى – بريمو) (عثمان يعقوب حشال) فى المضيق الجبلى فى (طنقلّحسْ) وتلك المعركة حسمت الحرب والوجود الإيطالى فى إرتريا برمّته فكان من باب أولى أن ينتهى إهتمامهم بالآخرين…
عاد (حشال عثمان) فى بدايات العام 1945 تقريبا إلى أهله وداره منهيّا خدمته فى الجيش الإنجليزى بعد أن حسمت المعركة فى كلّ المواجهات ضد الطليان فى (كسلا – القلابات – كرن) ولكن (العريف عثمان) والد (ودكدن) لم يعد… فقد ترحّمت الأسرة على فقيدها وتقبّلت فيه العزاء وأسدل السّتار على مجمل قضايا الحروب والأموات…
وفى إحدى أيام عام 1946 (كما يحكى إبن أخيه عوض محمود) هبطت على مطار (سمبل) فى العاصمة (أسمرا) طائرة بريطانية قادمة من الخرطوم تقلّ أسرى حرب الطليان فى (كسلا) و (القلابات ) بعد أن أطلق سراحهم ليأتى إلى بيت شقيقته وزوجها (إبن عمّته) فى كرن العريف الإيطالى المفقود فى معركة (القلابات) (عثمان يعقوب حشال) والد (ود كدن) جاء بروحه ونياشينه وميدالياته الإيطالية فقد ذهب الطليان إلى غير رجعة… عمّ الفرح والسّرور كلّ الأسرة وكلّ الحىّ والمدينة فقد ولد الـ (كوربرالى – بريمو) عثمان يعقوب من جديد والذى كان قد حسب فى تعداد الأموات عاد حيّا وعاد حرّا طليقا ليعود إلى أهله فى (أشعلا – بقّو)… ليحكى عن حرب الأجانب التى كاد أن يفقد فيها روحه بين (القلابات) و (خور العطروب) و (خور أبو نخرة) في 19 يناير / كانون الثاني 1941م (8)، حيث نجحت القوات البريطانية من إجلاء الإيطاليين من البلدة وفى معركة الإسترداد هذه قتل الكثير من الإرتريين فى كتيبة (عثمان والد حشال) أمّا هو فقد كتب الله له عمرا جديدا سقطت بالقرب منه قذيفة دفنته حيّا فى رمال الصعيد السّودانى ليسعفه أنداده من عسكر الإنجليز ويتمّ علاجه ثمّ سجنه فى (دوكا) ثمّ فى سجن (كوبر) فى الخرطوم …حكى عن المقاومة (الأنجلو – سودانية) ومحاولة إلأستعادة الأولى قبل عام التى لم يكتب لها النّجاح ولكن كتيبته بنت هناك مسجدا لرفع إسم الله فيه كما رفعت (علم بينيتو موسلينى) على سارية البلدة…
ولكن المناضل (حشال عثمان) العسكرىّ إبن العسكرىّ قد وجد أنّ الحال قد تغيّر والحرب قددمّرت الإقتصاد وأهملت الأرض والفلاحة وإحتاجت الأسرة للمدد وسمع من إبن عمّته فى المدينة أنّ مناديب الجيش الأنجليز يعاودون تسجيل وعسكرة من سبق وكانوا فى الجيش، لسبب إندلاع حرب الجنوب فى السّودان فترك قريته (أشعلا) و مدينته (كرن) التى لم يجد بها عملا وعبر الحدود إلى السودان و فى (كسلا) عاد وإنتسب إلى (قوّة دفاع السّودان) و(أرتة العرب الشرقية) رآسها فى (القضارف) وفرعها فى (كسلا) …ومن ضمن تلك القوة أرسل إلى (جنوب السّودان) لإخماد التمرّد مثله مثل رفاقه (محمد عمر عبدالله – أبو طيّارة) و (محمّد على إدريس أبو رجيلة) و(آدم قندفل) وغيرهم كثر…
وفى الأعوام (1958-1961) أصبح الجندى السّودانى (حشال عثمان) يتحسّس مواطئ قدميه بعد أن عركته التجربة… وتفتّحت مداركه وبدأ يستوعب لماذا جنّده الإنجليز وكاد أن يقاتل والده المجنّد عند الطليان فإنخرط فى العمل الوطنى والسياسى وأصبح عضوا فى (حركة تحرير إرتريا) بقيادة (المناضل محمد سعيد ناود) وصحبه الميامين… مثل بقية رفاقه (سليمان عبّى – طاهر سالم، تيدروس إزاز، لجاج بيد، عمر إزاز، فقادو بره، رمضان إدريس وغيرهم ثمّ تركها لينضمّ إلى بـ (جبهة التّحرير الإرترية) منذ بداية تأسيسها، وعندما إلتحق رفاقه من (قوّة دفاع السّودان) فى فبراير و العام 1962 بعواتى أراد الـ (بيت جاويش) (حشال) أيضا اللحاق بهم كان وقتها قد شارف للترقية إلى (صول – ضابط صف) كما يحكى إبن عمّته فى كرن الخليفة الفكى أحمد ولكن عدم القدرة على الحصول على إذن التسريح أخّر إنضمامه للثورة 3 سنين وهى نفس الظّروف التى أخّرت بعض رجال الرّعيل من الإلتحاق بعواتى منهم الشهيد (طاهر سالم)…
وفى فبراير من عام 1965 أكمل (حشال) خدمته العسكريّة فى قوّة دفاع السودان وإلتحق بالثوار بعد إستشهاد القائد (عواتى) و نائب القائد (محمد إدريس حاج)… و مع دخوله الميدان كلّفته قيادة الجبهة بقيادة فصيلة فى عهد كانت فيه الفصيلة أكبر وحدة فى وحداتها العسكريّة…
وعندما قرّر المجلس الأعلى تأسيس المناطق فى 20 يوليو 1965 (9) وأختير المقاتل الشّهيد (عمر حامد إزاز) قائدا للمنطقة الثانية ولينوبه المناضل (محمد عمر آدم) والمفوّض السّياسى فيها الشّهيد (محمود محمد على جنجر) (10) كلّف المناضل (حشال عثمان – ود كدن) بقيادة الفصيلة الأولى فى المنطقة لينوبه المناضل (عبدالله ليمان) ورفيقه فى الجيش السودانى والجبهة لاحقا (قبرو يقين) لقيادة الفصيلة الثانية لينوبه (محمد عثمان ألم) والفصيلة الثالثة ليقودها المناضل (يسين محمد على) لينوبه المناضل الشهيد (أحمد إبراهيم نفّع (حليب ستّى)…
عن تلك الفترة يُحْكَى الكثير عن فصيلته وتطهيرها للعملاء فى منطقة ميلاده (بقّو) وما حولها… وكانت أسرته دائما عرضة للإعتقال والتحقيق وتكرّر ذالك مع شقيقه (محمود) أقتيد عدّة مرات إلى قسم التحقيقات فى الـ (كارشيلى – كرن) وسجن لأكثر من مرّة وأذكر قد زرته فى صغرى مع جدّتى (عمّته) فى سجن (دقانا – كرن) فى بداية السّبعينيات وأظنّها كانت الأخيرة ولكن أبناء شقيقه (محمود) هجروا القرية والبلد بسبب مضايقات المخابرات وعبروا الحدود إلى السّودان تباعا أولا (عوض) ثمّ شقيقه المرحوم (يعقوب محمود عثمان) توفى عام 2013 فى كسلا… رحمه الله… وعندما تقرّر إضافة المنطقة الخامسة بعد عام وثلاثة أشهر من إقامة المناطق الأربعة أى فى العشرين من أكتوبر من عام 1966 (11)
أختير الجندى (ولداى كحساى) من المنطقة الثالثة و الذى كان معلّما قبل الإلتحاق بالثورة ليكون قائدها وأن يكون المناضل (نقوسى حزباى) المفوّض السياسى فيها وكلّف المناضل (حشال – ودكدن) قائدا للسّرية الأولى لينوبه رفيقه (على جامع مندر) كما رافقه الشّهيد (قبرى هيوت قبرى سلاسى (حمبرتى) قائدا للفصيلة الثانية، والمناضل (محمد إبراهيم بهدوراى) والمناضل (عبدالله طقاى) قائدا ونائبا للفصيلة الثالثة، والمناضل (سعيد على نور) والمناضل (حقوص كدانى) للفصيلة الرابعة و بحكم أنّ المناضل (حشال عثمان) كان قائدا للسّريّة الأولى أصبح نائبا لقائد المنطقة (ولداى كحساى) ولم يمرّ عاما واحدا على تأسيس المنطقة الخامسة وإلاّ هبّت عليها عواصف هوجاء بعثرت جندها وأفقدتها توازنها، ففى صيف عام 1967 وشهر (يوليو) تحديدا سلّم قائد المنطقة للسفارة الإثيوبية فى الخرطوم كما سلّم المفوّض السياسى (نقوسى حزباى) (12) إلى القنصلية الإثيوبية فى (كسلا) رافقه حين التّسليم 18 مقاتلا آخر كلّهم من المنطقة الخامسة وعاد جزء منهم فى السّبعينيات ليكونوا قادة الجبهة الشعبية… وحينها أستدعى المناضل (ودكدن) إلى مقرّ القيادة الثورية فى (كسلا) للتفاكر والتشاور وكان حينها قد إلتحق بهم الشهيد (عبدالله إدريس محمد) و المناضل (محمّد إبراهيم العلى ) نوابا للسريّة الأولى والثانية فأصلحوا حال المنطقة قدر المستطاع (13)…
قال (هيلى ولدى تنسئى – درّع) عن المنطقة الخامسة وعن (حشال) ما يلى: أرادها (ولداى كحساى) مسيحيّة صرفة كما أمروه وكان ذالك سبب مشاكلنا معه وخلافه مع (اسيّاس أفوورقى) حول تلك الأمور كان حادّا، وجاءت دورة الصّين لتريح (ولداى) من رفيقه المزعج (اسيّاس)، وأرادهها النّائب (حشال) صورة من الثانية أمّا نحن كنّا نريدها منطقة للكل بالكل ونواة وصورة لمجتمع المستقبل (14) لأنّ كثير من مشاكل وحدة البندقيّة فى إرتريا بدأت من المنطقة الخامسة حاول زعماء (سلفى ناطنّت) تحميل كثير من الكوادر المتقدّمة والنّشطة مسؤولية ما حدث ومنها حوادث القتل والإغتيال والتسليم إلى العدوّ الإثيوبى ومنهم القادة المقاتلون (حشال عثمان) و(عبدالله إدريس) و(إبراهيم العلى) وحتّى المناضل (ولداى كحساى)… واليوم نجد كثير من الأصوات تبرّئ ساحتهم وتنفى عنهم التّهم التى وزّعها أصحاب الغرض، وترجع كلّ الأحداث أسبابها وإرهاصاتها لمؤسّسى تنظيم (سلفى ناطنّت) وآخرهم مناضل قديم من قلب الأحداث (مكنّن عندى مكئيل) يسرد فى سلسلة من مقالات تلك الأحداث المؤسفة تحت عنوان (تشقريرنا نيرنا إيلو) وترجمتُ العنوان بالعربية إلى: { قال: كنّا فى حرج} فى (تقرّوبا دوت كوم ) دلّنى عليها المناضل (إبراهيم محمود قدم) وذالك ردّا على إحدى مقابلات المناضل (مسفن حقوس) مع (إذاعة إرينا) حول ظروف المنطقة الخامسة وتسليم (ولداى كحساى) إلى العدوّ الإثيوبى…(15)
وبعد إضّطرابات المنطقة الخامسة كان المناضل (حشال) لفترة فى كسلا ومنها… عمل فى (هيئة التدريب المركزيّة) فى (خور ديبا) ومعسكر عواتى المشهور برفقة زملاءه (عبدالله سعيد علاج) و(إبراهيم على نور) وغيرهم…
الصورة أعلاه للمناضل (ودكدن) وإبن شقيقه (عوض محمود) والمعروف بـ (عوض حشال) ألتقطت بعد عودته من المرتفعات فى العام 1967…
وبعد المؤتمر الوطنى الثانى عمل المناضل (حشال عثمان) فى هيئة التدريب التى كان مقرّها فى (تبح) فى الساحل الشمالى تحت قيادة المناضل (عبدو عبدالله) ولا زال هناك جبل فى شرقّى (تبح) يعرف بـ (جبل حشال) كما حكى لى أحد سائقى حاملات الجند فى الجيش الإرترى بعد التّحرير… ومن (تبح) إنتقل المناضل (حشال) إلى (بركا) حين نقلت الجبهة هيئة التّدريب إلى هناك برفقة (حاج إبراهيم – مسؤول الهيئة) وعبدالرؤوف يسين – كبير المعلّمين (وماتيوس…) و(خليفة عوض) و(إدريس – شبلاى) حتى دخول الجبهة إلى كركون… وبعد خطوة 25 مارس 1982 عمل فى (هيئة التدريب) فى الشّمال حتى العام 1984 وعند تأسّيس (التنظيم الموحّد) عمل المناضل (حشال) فى نفس المجال فى معسكر (ساسريب) حتّى فجر التحرير ليدخل من ضمن الرعيل و رفاقه الأوائل (محمد عمر عبدالله – أبو طيارة) و(محمّد على – أبو رجيلة) و (عمر دامر) و (دنقس أرى) وإبناءه المناضلان (منتصر حشال) و (عبدالعزيز حشال) إلى أسمرا… وبعد تكوين لجنة الرعيل لم يعجب (حشال عثمان) الوضع عامّة ولم يستطع الإطمئنان للدولة ومن يدير الدّولة الفتيّة فعاد من (حماسين) إلى (كسلا) للمرّة الثانية وإنسحب بهدوء تاركا إبنه (عبدالعزيز) فى قوات الدّفاع الإرترية – مشاة سائقا …حتى توفاه الله …فى العاشر من شهر (يونيو) (عام ألفين) 2000 فى منزله المتواضع فى حىّ (أبو خمسة) فى مدينة كسلا بالسّودان تاركا تأريخا ثرّا من النضّال المرير والتضحيات الجسام وثمانية من البنين والبنات وأخ واحد وأخت ومثلهم من الأحفاد رحم الله حشال بقدر عطاءه ووفائه وحبّه لوطنه إرتريا بالرّغم من كلّ المصائب والمحن وقسوة الظّروف على الأسرة…
هوامش:
1. اشكر الدكتورة (حليمة حشال) على إيجاد الصورة وتوفيرها للقرّاء أمّا الكنية (ود كدن) (إبن الخلاء والفيافى) التّى رافقت المناضل (حشال) طيلة حياته قد أطلقها عليه بعض رفاقه لأنّه دائما ما كان ينادى بها نفسه فى لحظات التّحدى (أنا ود كدن) وقد كان إسما على مسمّى فقد قضى المناضل (حشال) عمرا فى الخلاء والوديان يطلب الحريّة…
2. (تروبلى) هى (طرابلس) هكذا ينطقها الطليان… يعتقد أن الطليان أرسلوا هؤلاء الجنود الإرتريون لمحاربة الثورة الليبية وقمع التمرّد وليس ببعيد أن يكونوا قد حاربوا المجاهد الكبير(عمر المختار) لأنّ ثورته كانت قد بدأت وإشتدّ عودها فى الفترة (1930-19399) وقبض غلى المجاهد فى الـ 1939 وهى نفس الفترة التى أرسل فيها مجنّدون إرتريون فى الجيش الإيطالى إلى ليبيا…
3. إفادات إبن عمّة المقاتل المناضل (حشال) الخليفة الفكى أحمد…
4. المتمة الأصلية هى فى شمال السودان بالقرب من مدينة (شندى) والمتمة الإثيوبية هذه أسّسها (ملك الجعليّين) (المك نمر) حين هرب وإحتمى من بطش الأتراك بالأحباش لأنّه قتل إبن حاكم مصر صاحب القلعة (محمّد على باشا) إسماعيل باشا وحين وصل الخبر إليى الباشا فى مصر أرسل صهره (الدفتر دار) لينتقم لإبنه من السودانيين فهرب (المك نمر) وإحتمى بالأحباش أعطوه الأمان والمكان فى(قندر) وسمّاها (المتمّة)… وهى نفس المتمة التى قتل فيها المهيديّون ملك الحبشة ذو الأصل (التقراوى) (يوهنّس)…
5. الموسوعة الحرة – وموقع وزراة الدفاع السودانية…
6. (كوربرالى – بريمو) (شمباش) هو لقب عسكرى إيطالى يقابله (عريف) فى العربية…
8-7 موقع وزارة الدّفاع السّودانية
9. كتاب معركة إرتريا اعثمان دندن ص_ 222
10. كان المناضل (محمود جنجر) مشرفا سياسيا على المنطقة حتّى إستشهاده فى معركة (أدربا) جنوب شرق كرن فى العام 1966 فكان المشرف بعده المناضل الشّهيد (محمود محمّد سعيد – شكّينى) حتّى مؤتمر (أدوبحا) وخلط الجّيش وإلغاء المناطق…
11. نفس المرجع فى رقم (9)…
12. ربّما كان (نقوسى حزباى) هو المفوّض السّياسى الأول للخامسة فقد كان المناضل الشّهيد (قيلاى) أيضا مفوضاسياسيا فيها كما كان (أبراهام تولدى) وأخيرا (أسياس أفوورقى) قبيل الوحدة الثلاثية أكتوبر 1968
13. (أيّام لا تنسى / من ذكريات المناضل / محمد على إدريس – أبو رجيلة (ح 13)
14. مقابلات (هيلى درّع) مع الأمريكى (دان كونيلل)… صـ 30-39
15. أعتذر لعجزى ربط القارى بمقالات (مكنّن عندى مكئيل) فى تقوروبا دوت كوم لعسلجة فنيّة حصلت من عندى فى الحاسوب…
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39314
أحدث النعليقات