ندوة بركسل وحريق التحالف (2)

محمود طاهر         16/12/2009م

التحالفات تأتي كنتيجة لإحساس الدول والشعوب بالاخطارالتي تحدق بهم من قبل بعض الدول اوالمجموعات الخارجة عن القانون، ويعتبر حلف شمال الاطلسي من الأحلاف العتيدة وهو حلف عسكري بين 14 دولة وقد تم تأسيسه في 4إبريل 1949م في واشنطن لمواجهة الهجوم الذي شنه الاتحاد السوفياتي على الدول غير الشيوعية في أوروبا الغربية، وهذا على مستوى الدول، اما على مستوي الدولة الواحدة يجئُ تلبية لرغبات الاحزاب المتحالفة في خوض انتخابات اولإجراء تعديلات دستورية او قوانينة في الدولة المعنية، واحياناً أخرى تأتي كضرورة لظروف معينة متمثلة في مواجهة سلطة او نظام ديكتاتوري متغطرس، ويعتبر التحالف في هذه الحالة فرض وضرورة  قصوى جداً لإزالة النظام من ناحية ولإيجاد بديل يملئ الفارغ الناشئ من جهة اخري بعد سقوط النظام، ومن اهم واجبات التحالف ان يمثل واجهة لجل الاتجاهات الفكرية والقومية التي تعارض النظام، وذلك لكي لا يحدث إلغاء او تهميش للبعض وليكون مُعبراً حقيقياً عن هذا التنوع الموجود داخل الدولة الواحدة .

وهذا التكوين الفضفاف يستوجب من الجميع احترام خصوصية كل طرف من اطرافه المتحالفة، لكي لا يحدث صراع داخلي يصرف أعضائه عن واجباتهم الوطنية المشتركة، في اموروقضايا انصرافية لاتخدم الهدف المشترك، ونحن كإرترين دون غيرنا لنا خصوصية في كل شئ، ونختلف في ذلك من الدول المحيطة بنا علي الرغم من ضئالة وقلة عددنا ومحدودية تنوعنا الثقافي والإثني مقارنة بمن حولنا من شعوب، وخصوصيتنا هذه هي سبب البلاوي التي اوردتنا هذه المهالك حكومة ومعارضة، فمحال ان نتفق حول شئ واحد حتي وإن كان هذا الشئ هو السبيل الوحيد لتحقيق مصالحنا افراداً وجماعات، وبدلاً من تضيق هوة الخلافات وتعزيز فرص التسامح بيننا، نعمل وبإصراريحسدنا عليه الاخرون في توسيع الشقة وزيادة العداء بطريقة مستفزة ومهينة، والمشكلة المفتعلة في التحالف هي نابعة من علقيتنا المتوجسة والفاقدة للثقة في النفس والاّخر،واصبح الجميع اسير ظنونه وأهوائه التي تجافي الواقع، لذلك نلحظ الاخفاق المتكرروالملازم لمعارضتنا لانها لم تستطع تجاوز محطة الخلاف هذه، منذ امد بعيد فمعاناة الشعب وتسلط الديكتاتور لا يمثل شيئاً بالنسبة لكبرياء وانانية قيادتنا التي تثاّر لنفسها في الصغيرة والكبيرة وكل المسائل الاخرى هي ملحوقة ازاء كرمة قيادتنا، ونحتار كثيراً عند ما يتوافق هولاء القادة والكاميرات تبدي نواجزهم وهم يعانقون بعضهم في هذا المؤتمرات ، والتي صراحة اراه انها تتم إ رضاءً لحكومتي السودان واثيوبيا ولا لشئ سواه، ونتوهم نحن السذج بان الامورمرت على ما يرام وان الجميع توافق على العمل سوياً ،ولكن حتى هذه الاحلام لا تستمر كثيراً بسبب الكيد والنكاية التي تبداء بعد انفضاض المؤتمرولا تنتظر حتى خروج البيان الختامي،واذا كان هذا هو حالنا في كل مرة فكيف لنا ان نصدق بعد الذي نراه كل مرة بان تكوين هذا التحالف، (والذي هو تخالف في الحقيقة )يمثل رغبة هذه التنظيمات وهدفها الحقيقي في خلق بديل توافقي يتلافي المظالم التي الحقها النظام بمعظم المكونات، إذا كانت كلها تتبراء منه وتحاول ان تخلع عنها ردائه بمجرد ان تنتهي مراسيمه، ويعود الكل الي التراشق الإعلامي وكأن الذي تم الإتفاق عليه وبحضور إقليمي وإرتري وموثق لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به، وكيف لنا ان نثق في تنظيمات لا تحترم تعهداتها التي اقرت بها أمام الملاء!!!! وما السبيل لنا في الخروج من عنق هذه الازمة التي احلت بالتحالف اذا كان الجميع يتعامل مع الامروكأنه لايعنيه في شئ، في حين الكل ينتظر لحظة الانفجار القادمة ليطلق العنان لاوهامه وخياله الخصب في التشهير والإساءة، وهم بهذا يريدو ان يقنعونا بان العدو هو من بداخل التحالف وليس العصابة الحاكمة في اسمراء،ولا ادري بأي منطق يتعامل معنا هؤلاء القادة العظام هل نحن مجموعة قطيع  نتبع قادتنا في كل شئ من دون نقاش اوتفكير،بعصى الدين والديمقراطية ام لنا حق التفكير والاختيار، واذا كنا غيرذلك لماذا يزيدوا من معاناتنا ومن معاناة من بالدخل ؟ ويشغلونا بخلافتهم الثانوية والمفتعلة ،اليس من وسط هذه القيادات رجل راشد ورشيد يوقف هذ العبث الذي يجتاح التحالف بعد فترة لم تدوم طويلا من الإلتأم.

وكيف لنا صراحة ان نقنع الاصدقاء والمتعاطفين من حولنا باننا البديل المناسب إذا كنا لا نستطيع ان نتجاوز ازمة بسيطة مثل هذه؟ وهل نحن حقا نستطيع ان نحوز على ثقة المتنفذين في المنطقة إذا كنا لا نستطيع اخفاء خلافاتنا هذه وكظم غيظنا افتعالاً ولو في وجه الاخرين ، وما هو راي شعبنا في الداخل بعد ان اوصلنا اليه خلافاتنا قبل ان نوصله برنامجنا ؟ وفوق هذا وذك كيف لنا ان نقنع الدول الكبري المتحكمة في مجريات الامور ونحن نعيش في هذه الخلافات، وهي بالتاكيد غير مستعدة لتحمل سقوط ديكتاتوريات جديدة بعد الذي جرى في الصومال والعراق من فوضى عارمة إجتاحت البلاد بإثرها واخفقت معها كل الحلول، ولا يمكن بان تسمح بانهيار أخر يجعل من البحر الاحمر كله رهينة بيد القراصنة ومجال واسع لنمو وإزدهارالقوى والحركات المناهضة لهم، ونحن لا نتستطيع حتى من تحديد اولوياتنا، وحل لدينا المتحرك محل الثابت والإسترتيجي مكان التكتيكي وفقدنا بوصلة الصواب، واصبحنا نتخبط في مسيرتنا وننتظر ونحلم سقوط النظام من غيرادني مجهود ودون ان نهيئ نفسنا لمقابلة الاستحقاق المرتقب من رص للصفوف متمثلة في تحديد الهوية الوطنية وطريقة نظام الحكم وبدلاًمن البحث في هذه القضايا الشائكة والمصيرية استغرقنا في احلام وردية، والكل يمني نفسه بالسطلة والثروة ومن غير فاتورة مقابلة لهذه المتطلبات، ويتبع ذلك غياب تام وكامل للارادة وعجزالقدرة في إيجاد وخلق بدائل جديدة، واذا كان البعض يرى او وصلت قناعاته في التحالف بانه لا يستطع المضي الي الامام لاكثر من هذا في هذا التحالف وهو يحمل في جوفه كل هذه التناقضات البادية للعيان، والتي اقعدته من القيام بدوره فهذا خيار يمكن طرحه ومناقشته دون وجل من احد اذا كان هذا يقوي التحالفات بدل التحالف الموجود ويقلل من خلافته، والتي هي للاسف شخصية اكثر من كونه سياسية، وعلى الجميع البحث عن مخرج لهذه المشكلة بعيداً عن المجاملات وقليلاً من الواقعية الساسية التي تتطلبها مثل هذه القضايا المصيرية.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39392

نشرت بواسطة في ديسمبر 16 2009 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010