الحركة الإسلامية الإرترية والعملية السياسية

بقلم/ على محمد سعيد

lisaed30@hotmail.comِِa

الحركة الاسلامية هي :(وسط بين عفوية المبادرات الفردية الطوعية المصلحة  لأنها حركة دين خالص و تخطيطات  النظام الملزم لأنها حركة شريعة وجماعة وهي وسط بين التدرج المتثبت  بغير فتنة أ و ارباك والفوز المسارع إلى الصالحات)

 

أولا:ونحن إذ نعيش هذه الايام ذكرى الفاتح من سبتمبرالعظيم وعيد الفطر المبارك يطيب لي أن أقدم بين يدي الموضوع التهاني بهاتين المناسبتين

والله نسأل أن تعود علينا في القابل ونحن أحسن حالا على مستوى الفرد والأمة

 

ثانيا:لست من الميالين للكتابة التي تنحو منحى التتبع والرد كما تقرؤ

هذه الأيام في مواقع الانترنت التي هي نافذتنا ورئتنا الوحيدة التي

نتنفس بها في ظل الأوضاع السياسية والمجتمعية التي نعيشها بيد انه أحيانا قد يضطرالمرء للكتابة ذات المنحى الردي من باب إزالة اللبس أو بيان ماقد يغمض عن القارئ المتابع الذي قد لايلم بكل أطراف القضايا ومن هذه النقطة أود أن  أتناول العنوان المذكور

وهنا لابد من شكر تلك الكتابات الناقدة والجادة التي بدأت تظهر في مواقع الانترنت وقد تضمنت أراء وأفكارا أمل أن تفيد منها الحركة الاسلامية آو كما سماها البعض المعارضة الاسلامية وكذا جبهة التضامن.

ولابد من شكر خاص للزميلين علي سالم وحامد سلمان الذين يكتبان  باللغة الانجليزية غالبا وتحية خاصة للأخ حامد في مقاله مناجم الذهب  وقد بعث إلى الأخ علي سالم في بريدي الخاص رسالة شكر قبل فترة وطلب مني رؤية الحركة الاسلامية حول قضية الأرض ومشكلاتها فله تحية إجلال وقد ازداد اجلالى له عندما قرأت ماكتبه عن مقالاته الأخ منصور أبوحازم مع أنني ليست لي سابق معرفة بالأخوين .

ولكن قيل قديما :والأذن تعشق قبل العين أحيانا. نأمل أن نلتقي قريبا وفي وضع أفضل مما نحن فيه.

كنت أود أن أكتب في رمضان وأرد علي  تخرصات جماعة مسكرم (كرّام لقبوا) إنشاء الله ولكن عظمة الشهر وبعض المشاغل أخرت ذالك ثم بدا لي أن أكتب عن الحركة الاسلامية  وللمرة الثالثة تحت هذا العنوان وذالك لأمور كثيرة هي من لوازم الوقت منها :أخذت بعض الأقلام محاولة تقزيم  العمالقة والنيل من الكبار ومحاولة التجاسر ولفت الأنظار وجذب القراء من خلال هذا اللون من الكتابة مع أن بعض هؤلاء نكرات ويتسترون خلف الكنى والأسماء المستعارة وفوق ذلك مازالوا في سنة أولى  كتابة وسياسية والحركة الاسلامية  لا تخطئها عين الا اذا كانت رمداء‘ ومنها انا من أبناء الحركة الاسلامية  قد ارتبطنا بها فكرة قبل أن تكون حركة وتنظيما فمن حقها علينا أن نزود عنها وأعتز بالانتماء إليها .

صحيح وكما قلت ذلك من قبل إن الحركة الإسلامية ليست  في صورة زاهية في كل جوانبها ولكنها حتما ليست أسوأ الموجودين على الساحة  السياسة ولا أقل حرمة من غيرها لينال منها من يشاء، وكما قلت في مقال سابق( العمل الوطن المشترك و آفاق العقد الثاني ) ان الحركة متفردة عن غيرها نشأة وتتطورا وكذالك في تعاطيها   وتعاملها مع الخلاف

ومع ذلك  فالوضع الحالي للحركة ليس وضعاً مرضياً لأبناء حركة الإسلام العاملين لامتهم ‘لكن هدم الموجود والبحث عن المفقود ليس من الحكمة على ما أرى.

ومن ذلك أيضا إن من يريد إن يحكم على الحركة الإسلامية أو أي فكرة أو جماعة أو تنظيم عليه الرجوع إلى فكر تلك الحركة وتلك الجماعة ومن ثم  يصدر أحكامه وتوصيفاته منطلقا من تلك المرجعيات المثبتة في وثائقه وهو حق مكفول.

أدرك جيدا كما يدرك غيري بأن من دخل العمل العام سيكون عرضة  للنقد والنيل والتشهير أحيانا بحق وبغير حق ولكن كما ان  حق النقد والانتقاد مكفول فإن حق الرد مكفول لنا  وللآخرين كذالك متي ماكان  ضروريا. !

 

ثالثا: ماذا أعني بالحركة الإسلامية الارترية ؟

دون الدخول في مناقشة هذا المسمى وفلسفته ومن أحق به من غيره فانه  يعني هنا تلك التنظيمات الارترية الاسلامية  العاملة في ساحة العمل الوطني الارتري السياسي وتحديدا ممثلة في :                                                                     1ـ حركة الإصلاح الإسلامي الإرتري                                                                                2- الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية                                                                3- المؤتمر الإسلامي الإرتري                                                                      وحتى أكون موضوعيا في التناول سأعتمد في تناول هذه التنظيمات من خلال ميثاقها السياسي المنشور في مواقعها على  الشبكة العنكبوتية وليس على معلوماتى أو وجودي التنظيمي والحركي فيها.

فقد وجدت ميثاق الإصلاح والحزب  في الانترنت ولكن موقع المؤتمرالاسلامي  لم أفلح في الوصول إليه رغم محاولاتي المتكررة من خلال قاعدة البحث في الانترنت علي الموقع الرسمي للحزب (المسار)ولم أشأ أن أتناوله من خلال ماكتب عنه الآخرون فذالك عمل غير علمي وموضوعي وهنا ستكون المعرفة الخاصة بالقائمين عليه في فترات سابقة من معيار الحديث عنه فالمعذرةبشكل عام.

 

رابعا:سأتناول الحركة الاسلامية من خلال تعريفها نفسها ومنطلقاتها الموجودة   في مواثيقها ،وقبل الدخول في التفاصيل أورد هنا ثلاثة مقدمات تأسيسية سيبني  عليها الموضوع.

قال صاحب الظلال :-(إن منهج الله ثابت وقيمه وموازينه ثابتة والبشر  يبتعدون أويقتربون من هذا المنهج ويخطئون ويصيبون في قواعد التصور وقواعد السلوك ولكن ليس شيئاً من أخطائهم  محسوبا على المنهج ،ولا مغيرا لقيمه وموازينه الثابتة وحين يخطئ البشر في التصور أوالسلوك فإنه يصفهم بالخطأ وحين ينحرفون عنه فانه يصفهم بالانحراف ولا يتغاضى عن خطئهم وانحرافهم مهما تكن منازلهم وأقدارهم ولاينحرف هو ليجاري انحرافهم )وينطبق هذا القول على الحركة الإسلامية في سياق أنها تجربة بشرية كما ينطبق علي غيرها وعلى  كل من ينتمي للأمة الاسلامية أو البشرية جمعاء.

قال علماء الفقه الاسلامي بأن الشريعة هي:- (عبارة عن ما جاءت به الرسل من عند الله بقصد هداية البشر إلى  الحق في الاعتقاد وإلى الخير في السلوك والمعاملة وهي تشمل الجانب الاعتقادي والجانب العملي ).  والشريعة بهذا المعني تعني الدين كله

والناس في الحياة الدنيا  أحد ثلاثة أصناف من حيث النظر والاتفاق  والتصور :

إما عقلاء يتفقون علي ماهو حسن وماهو قبيح عقلا    مثل :الصدق،والعدل ،والأمانة ،و الإحسان إلي الناس،والكف عن قتل النفس البشرية بغير ذنب ،والظلم بكل أنواعه وصوره الخ.

فهذه قيم إنسانية كلية تجمع بين بني البشر في دائرة اتفاق ولايشذ عنها إلا المنحرفون عن الفطرة وهؤلاء لاعتبار لهم.

وهي إحدى الدوائر التي تعمل فيها الحركة الاسلامية وهى تتعاطي العملية السياسيةوتتفاعل معها.

وإما أهل ملة يتفقون في الملة والتأله وضرورة وجود معبود وإله يتجهون ويلجؤن إليه عندما تلم بهم المصائب والكوارث وهؤلاء هم أهل الديانات ويأتي في مقدمة هؤلاء أهل الديانات السماويه الكبرى وهي دائرة ثانية لعمل الحركة الاسلامية في سياق التفاعل مع قضايا مجتمعها .

واما أهل شريعة واحدة مثل الشريعة الاسلامية يتفقون في منهج كلي فيما يتعلق بالنظر الي قضايا الإنسان والكون والحياة وقد يختلفون في طرق ووسائل التعبير عن ذلك سواء فيما بينهم او مع الآخرين وهي ثالثة الدوائر التي تعمل فيها الحركة الاسلامية .

وقد جاء في التنزيل العزيز عن هذه الدائرة وعلاقتها بالاخرين(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما ءاتاكم فاستبقوا الخيرات الي الله  مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون )المائدة|48 .

والاية جاءت في معرض الحديث عن الديانات وتحديدا عن الحديث في أية القصاص التي فرضت علي بني اسرائيل  وما أمروا به .

وهذه الدائرة أو المرحلة الأخيرة هي الحلقة الخاصة التي تعمل الحركة الاسلامية  من أجل توسعة قاعدة المؤمنين بها من الذين  يناصرون قيم الأمة .

ان الحركة الاسلامية هي :(وسط بين عفوية المبادرات الفردية الطوعية المصلحة  لأنها حركة دين خالص و تخطيطات  النظام الملزم لأنها حركة شريعة وجماعة وهي وسط بين التدرج المتثبت  بغير فتنة أ و ارباك والفوز المسارع إلى الصالحات)

وهذا المقال هو من هذا القبيل اذ هو مبادرة فردية لاتكليفا تنظيميا الا ماتمليه الاخلاق والمسؤلية الفردية .

إن الحركة الإسلامية وهي تسعى في مسعاها الحميد للمقاربة بين مفارقات الزمان والمكان والمثال و الواقع آخذة في الاعتبار البون الكبير والشاسع بين الممكن والمستحيل وبين المقدور بشرًا والمطلوب شرعا وفقا لقوانين السنن الكونية الإلهية التي لاتفرق بين مؤمن بدين او غير مؤمن فمن أخذ بقواعد النجاح وسنن الحياة نجح وفاز وحقق مقصوده ومطلوبه ومن تواكل وتقاعس كانت الدائرة عليه كائنا من كان!.

وتأتي كل محاولات الحركة الاسلامية والارتقاء بخطابها ورؤيتها في سياق كلي يهدف فيما يهدف اليه الوصول بالانسان في ارتريا الي درجة الفرد الصالح في نفسه والمصلح لمجتمعه وهي في كل ذلك لاتدعي العصمة ولاالكمال لكنها محاولات ومجاهدات بشرية .

واعتقد بأن الحركة الإسلامية لمن أنصفها قدمت في ذلك أمثلة رائعة وتغافرت وتجاوزت كثيرا وهي تتعاطي مع العملية السياسية ووجودها في التحالف الديمقراطي ليس وجود ضرورة أو تكتيكات وإنما هي قناعات.

كم كان البعض يراهن علي إن الإسلاميين بعد أحداث سبتمبر 2001م بان نجمهم قد أفل وانهم تحولوا الي خانة المتقاعدين وانهم سيطاردون وسيكون مصيرهم الي (غوانتينامو ) لكن هذه الاماني قد باءت (بشسع نعل كليب) ،وهاهي ذي حركة الإسلام( السياسي)! العاملة من أجل أمتها والمتفاعلة مع قضايا وطنها تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها لأنها نبتة طيبة وغرس حميد .

فما الذي يضير الذين يحاولون الآن ممارسة التشويش ومحاولة تسويق الذات من خلال الضغط على العملاقة أ لم تثبت الحركة الإسلامية في ميدان مقارعة نظام أفورقي وتقدم خيارًا من خيار من أبنائها من أجل إحقاق الحق وإيقاف تغول الطائفية البغيضة علي الدولة الارترية ومعها الخيرون من الذين انضووا جميعا الان في لواء التضامن  .                                                                                              عندما يمم البعض تلقاء بلاد الشمال الباردة  لتأمين حياتهم الخاصة ورضوا بالفتات الذي كان يقدم لهم من اؤليك فمالهم عادوا الآن ليبحثوا لهم عن موطئ قدم في مركب التغيير ويصنفوا البلاد والعباد الى تقسيمات في مخليتهم .؟!

وهنا أعني أسماء معينة وليس تعميما حتي لايفهم الكلام علي إطلاقه.

ان الذين يناوءون التيار الاسلامي نقول لهم بان هذا التيار غصة في حلوق شانئيه وصمام أمان لارتريا وليس داعي فرقة واصطفاف لأنه امتداد طبيعي لجيل الشيخ إبراهيم سلطان ،وعبد القادر كبيري،وعواتي ورفاقه ،وإدريس محمد ادم وآخرين علي الدرب.

الحركة الإسلامية :                                                              تعريفها ومنطلقاتها ومبادئها وفقا لما عرفت به نفسها

أولا:حركة الإصلاح الإسلامي

لابد من الإشارة إلى النقلات النوعية المتدرجة والواعية التي شهدتها حركة الإصلاح بالنظر إلى المدرسة الفكرية التي تنتمي إليها , وما يشاع عنها من أنها تنحى منحى في المغالاة والانعزالية  ما إلا هو محض افتراء  خصوم وشانئين ، فقد أثبتت التجربة بأنها حركة مرنة وتعرف متى تقول لا ومتى توافق ، وتقدم دائماً العام على الشأن الحزبي وتجربتها في التحالف خير دليل على ذالك فالتعديلات التي أجريت  في ميثاق التحالف وموقفه منه ما هو إلا دليل رأفة بالعمل الوطني المشترك وليس موقف ضعف أو مزايدات  سياسية

1/ التعريف نقلاً عن الميثاق السياسي هي ” هي حركة إسلامية إرترية المنشأة والتكوين ، تغييريه المسعى  وينداح العمل الإصلاحي عندها في كل شعب الحياة دون تمييز أو فصل بين ديني ودنيوي وهي تتخذ من قيم الدين منطلقاً ومقصداً لها  في التغيير  والإصلاح ، وتسلك في ذلك كل وسيلة مشروعة ممكنة وتتناظر مع الآخرين تعاوناً وتناصراً أو تدافعاً لتبسط قيم الحق والعدل والأمن في إرتريا دولة وشعباً وتنشد الحرية المنضبطة لها ولغيرها .

والحركة تلتزم بقيم الدين والتدين في خاصة نفسها شريعة ومنهج حياة وتدعو الناس الى ذلك حسب المقام الوسع وتؤمن بأن إرتريا ينبغي أن تحكم بدستور وقانون يعبر عن مكونات المجتمع الإرتري الحقيقية دون ظلم أو إقصاء أو تهيش انتظاماً لشعب الحياة على وتيرة راتبه ومستقرة ”

2- / المنطلقات :

تنطلق الحركة في شؤنها الدينية والدنيوية كافة من مبادئ الإسلام المنبثقة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مستهدية في ذلك بقيم خير القرون من هذه الأمة مستصحبة ظرفيات الواقع المعاصر وتعقيداته في الصعد كافة، مدركة البون الكبير بين المطلوب الشرعي والمقدور الشرعي سالكة في طريق الإصلاح والتغيير سنة التدرج والأخذ بالأوليات بتحصيل خير الخيرين ودفع شر الشرين وارتكاب أخق الضررين مترفقة في دعوتها للناس بالحسنى والحكمة في المواقف كافة

3-/ المبادئ :

1- اعتماد قيم الدين

2- السعى لتحقيق وحدة المسلمين

3- اعتماد مبدأ الكرامة الإنسانية

4- السعى لنشر قيم العدل بين الناس

5- اعتماد مبدأ الشورى في ممارسة السلطة

6- المحافظة على وحدةإرتريا أرضًا وشعباً

7- الإقرار بمبدأ التوزيع العادل للسلطة والثروة

8- الإقرار بمبدأ قانون الضبط الاجتماعي

9- اللغة العربية والتجرنية لغتان رسميتان .

 

الحزب الإسلامي الإرتري للعدالة والتنمية

1- التعريف :- ( حزب إسلامي إرتري يسعى لإرساء دعائم السلام والعدالة والتنمية )

 

2- المنطلقات :-

( ينطلق الحزب في كل تصوراته من الإسلام عقيدة وشريعة وسلوكاً بمنهج الوسطية والاعتدال ومن المصلحة العليا لكافة الشعب الإرتري ووحدته الوطنية وأعرافه الاجتماعية والدساتير والقوانين الدولية التي لا تتصادم مع مصالح وقيم شعبنا)

 

3- الثوابت

1- كرامة الإنسان

2- قيم الدين

3- الوحدة الوطنية

4- الدستور

 

4/الأهداف :-

1/ العمل الإعلاء كلمة الله

2/ ترسيخ قيم التدين

3/ تحقيق الأمن والاستقرار والمحافظة على مكتسبات الشعب الإرتري .

4/ إقرار الحريات العامة والمحافظة على خصوصيات المجتمع والأفراد

5/ بناء دولة المؤسسات والقانون

6/ إزالة الظلم والتعسف الذي يمارسه النظام ضد غالبية الشعب الإرتري

7/ توسيع المشاركة الشعبية في النظام السياسي

8/ العمل على بسط الشورى وروح التعاون بين جميع الأحزاب والمؤسسات

9/ العمل على جعل اللغة العربية والتجرنية لغتان وطنيتان رسميتان لإرتريا

10 / بناء المواطن الصالح العارف بحقوق ربه ومجتمعه

11/ الوصول الى مستوى الكفاية في المستوى الاقتصادي

12/ العمل على ترسيخ قيم الإحترام المتبادل والتعاون والتواصل الإيجابي  مع دول المحيط الإقليمي والدولي .

 

المؤتمر الإسلامي الإرتري :-

وكما ذكر من قبل لم أتمكن من الوقوف على ميثاقه السياسي أو رؤيته من خلال موقعه الذي يبدو أن به خللاً ، ولكن وفقاً لاسم الحزب ، فإنه طالما ورد في اسمه” الإسلامي” فإن ذلك يدل دلالات معروفة ثم إن القائمين عليه هم جزء أصيل من أبناء الحركة الإسلامية فتربيتهم وطريقة تفكيرهم  لا تبعد عن رؤية الحزبين ، ولا يتصور أنهم سيعملون وفق رؤية يمكن أن تتصادم مع قيم أمتهم إلا إذا حدثت طوارئ لا نعلمها نحن إذ إن عالم السياسة به الكثير من المتغيرات لكن حسب معرفتي الشخصية للشخصيات  المكونة للمؤتمر الإسلامي لا أحسب أنهم سيخرجون عن المنظومة العامة في إطار مرجعية الإسلام ، وإن  تباينت وجهات النظر في التفاصيل أو التعبير عنها .

 

ومن خلال تأمل النصوص المختصرة التي أوردتها عن الإصلاح والحزب فهل يعتبران تنظمين لهما رؤية كلية لحل مشكلة إرتريا  ..؟ أم أنهما مجموعات ضغط وتنظيمات هوامش وأطراف ولسيت تنظيمات مركزية أو محورية .؟!!

فإذا لم تكن المواثيق هي التي  تعبر عن وجهة نظر ما فما الذي يمكن أن يعبر عنها ؟!  إن مثل هذه الأقوال إذ وارد خلال الخطابات واللقاءات العامة قد يقال بأن ذلك  قد يكون لمجرد الاستهلاك السياسي أو لأغراض التعبئة الجماهيرية أما أن تجاز هذه المواثيق من خلال المؤتمرات العامة للتنظيمات وتقر في مجالسها التشريعية والتنفيذية وهي التي تحكم بوصلة العمل  اليومي والإيقاع التنظيمي وصلاً وفصلاً .

قد يكون هذا الكلام وجيهاً إذا صدر من عتاة العلمانيين ومتعصبي (بني  نصران) الطائفيين أما أن يصدر توصيفات للحركة الإسلامية أو جبهة التضامن هكذا دون الاعتماد على مواثيقهما خاصة من خلال قراءات خاطئة وغير موفقة فهذا أمر جد غريب  ومحير فينبغي أن يحكم على الحركة الإسلامية من خلال رؤيتها هي لا كما يتصورها الآخرون  وهناك فرق بين الينبغيات والواقع الموجود على الأرض.

 

 

وحتى مع الذين لهم مواقف مبدئية من أن يكون للإسلاميين دور في العمل السياسي ، نحن مستعدون لإدارة حوار مسؤول معهم ، إذا كانوا  يريدون الوصول الى رؤية مشتركة من خلال الدوائر الثلاثة فالحركة الإسلامية أحسب ستكون سعيدة ومستعدة ،واعتبار الدين أفيون الشعوب وهرطقات حزب العمل وحزب الشعب في مرحلة الثورة قد ولت الى غير رجعة وإن الحركة الإسلامية حقيقة وواقع لا يمكن تجاوزه.

وقلناها وسنقولها دوماً بأننا مسلمون ومسالمون ولكننا لسنا متعصبين ولا متسلطين ولا خائرين ولا جبناء أو فارضي أمر واقع من غير رضى أصحاب الشأن ، وحتى البرنامج الإسلامي الذي نؤمن بصلاحيته سنتركه للشعب الإرتري أن يحكم فيه شريطة أن يتم ذلك في ظل أجواء حرة خالية من ممارسة إرهاب الدولة أو الوصاية وفرض ثقافة الغالب كما هو حاصل الآن ، وسنرضى بالنتيجة في ظل أجواء الحرية سواء كانت لنا أوعلينا ونتمسك بالدفاع عن خياراتنا الفكرية والسياسية ، ونحترم للآخرين خياراتهم واختياراتهم .

وندعوهم لإدارة العملية السياسية برشد وتجاوز مرحلة المراهقة السياسية أو فتح  جبهات نحن في غني عنها .ولا نريد استيراد نظريات من  وراء الحدود وأفكار قد بلت وثبت عجزها وفشلها حتى في ديار المنشأ أما العمل السياسي الإسلامي فهو وطني إرتري منشأ وصيرورة وهو جزء أصيل من مكونات هذا الشعب  ومعبر عن وجدانه الجمعي سواء كان للمسلمين أو النصارى ، ومن لا يريد  ذلك فليذهب غير مأسوفا عليه فالثائية الدينية والثقافية لم تكن من ابتكارات الحركة الإسلامية وإنما هي حقيقة قدرية هكذا وجدت مع وجود الدولة الإرترية وتكونها .

وفي الموضوع القادم سنأقش جبهة التضامن الفكرة والمضمون قراءة سياقية من خلال رؤيتها الى بإذن  الله

 

12/ شوال / 1430ه

1/ إكتوبر / 2009م

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39458

نشرت بواسطة في أكتوبر 1 2009 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010