رحم الله الشهيد إبن الشّهيد…..بطل معركة حقّــأت محمّدعـــافة محمّد إدريس ود حـــاج
قــال الله سبحـــانه وتعــالى:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(وبشّر الصّـابرين الّذين إذا أصــابتهم مصيبة قـــالو إنّــا لله وإنّــا إليه راجعون) صدق الله العظيم……
قرأت بيــان تأبين وفــاة المعفور له الشهيد إبن الشّهيد محمّد عـــافة محمّد إدريس ود حــاج فرأيت أن أرتجل هذه الكلمة المتواضعة لأعزّى بهــا الشعب الإرترى أولا ثمّ العــائلة المكلومة (عــائلة عد حـــاج (محمّد إدريس حــاج وموسى حــاج )…وخــاصّة إبن عمّه ورفيقه فى النّضــال لزمن ليس بقصير العم المنـــاضل سليمـــان موسى حـــاج وأعزّى الأعمــام أبطـــال الرّعيل الأوّل ثمّ اعزّى وأشكر تنفيذية الرّعيل الأول بموافـــاتنــا بأخبــار الرّعيل….
رحم الله المنــاضل الثّــائر (محمّد عــافة محمّد إدريس ود حـــاج) يقدر مـــا إبتلي من حبّ وطنه,رحمه الله يقدر مــا وفّّي وكفّي, رحمه الله بقدر مــا إبتلت أسرته الصّغيرة والكبيرة بسببه…..
عرفتك فى العشر الأوائل من عمر طفولتى( فى حمر بويت,فى ود عـاشرة) لا أذكر الآن… شـــابا لا يتجـــاوز الثلاثين من العمر بهىّ الطلعة… متأبطــا مسدســا وقنبلة وعصى النًصر.. فكـــان مصدر إلهــامى وعزّتى وكرامتى…..وملهم قصّتى وحكـــاياتى عن الثورة والثوّار لأطــفـــال حـــارتى, لجيرانى وجــاراتى… حكيت لهم كيف كنت تقفز من ربوة إلى أخرى كالنّسر من( ودعــاشرة) إلى (دبر معر) إلى( موســـاو) ومن سرسّر إلى (مشلل)و إلى( سبر) إلى( حشيشاى) إلى( قبى لبو) إلى (معركى) أمّــا عن المعـــأرك قلت لهم لأطفــال حــارتى هذا الأسد كـــأن فى( حلحل) , حلحل المواجهة الكبرى, كــان فى( لكتـــات) فى معركة الإستبســال كــأن فى( حــقـّـــات) فى معركة البطولة كــان أين مــــا كـــان. وفى كلّ مكـــأن فى الحبيبة إرتريــا.
قلت لهم عرفته البوادى والجبال والهضـــاب والرّوابى فى الحبيبة إرتريــا…. عرفتْه( فـــــانــا) .. ومــا أدراكم بفــانــا… فــانــا مكـــان ميلاده ونشــأته ودار أسرته… فــانــا العزًة فــانــا الكرامة فـــانا معقل الثورة والثوار.. فــانــا البداية…
ذكرو الأخوال صمودك فى( حقّــــات) يوم المواجهة الكبرى مع الكمندوس وذكرو إصــابتك أنت ورفيقك ( عثمــان سليمــان) الّذى كــان ضــابطا خريج كلّية حربية, أسعفوه وأسعفوك, أهلك وأبنــاءك(أبنـــاء مشلل, وودعـــاشرة, وحملمـــالو) ولكن ربّ العزّة إختــار عثمـــان إلى جــانبه بعد شربة مـــاء, لأنّه(فإذا جــاء أجلهم لا يستأخرون ســاعة ولا يستقدمون) أمّــاأنت إستأخر الله عزّ وجل أجلك لتعيش وترى نور الإنتصــار…( أىّ إنتصــار؟) شهد لك أبنــاءك بصمودك وقوّة شكيمتك فى ســاحة الوغى… سليمــان محمّد عثــمان حريراى إبن شقيقتك وحــامل (البرين فكرس) فى سرّيتك)وكرار شومــاى حــامل الأبو عشرة, وحسن عبدالله كنتيبـــاى, وأوبكر إدريس ( فــــانــا )وود شابّــاى, وود قـوباى ويسين إدريس نور( ود قطوم) …. الّذى علّمته الكرّ والفر فنجى من إعتــقال محقق وهو يســـاعد والده فى الزراعة فى (ودعـــاشرة) فى أيــام إستراحة المــقــاتل عندمــا داهمته سرّية كمندوس كـــاملة العدّة والعتــاد…. ومحمّد أحمد ود محمّد على ود بردق(إيلوس) الّذى كــان فى وحدة العصــابات والّذى كــان يهزل مع رفاقه دائمــا (إسمـــاعيل عثــمــان لجــاج) و(طــاهر عبدالله جبريل)و (عبده محموداى) أنّ إرتريا لا تحرّرهــا الأقلام والدفــاتر إنّمــا الأبو عشرة والسيمــانوف.. قلت لهم حينــهــا…أنّ (ود حمّد إدريس ود حــاج) خريج أعظم كليّة عسكريّة عرفتهــا إرتريــا على مرّ العصور, كليّة عميدهــا (عواتى) ومعلّميهــا (محمّد إدريس حــاج, وعمر إزاز, وقندفل, وأبو طيّـارة, وأبو رجيلة) فنعم هؤلاء قــادة ومعلّمين و خير سلف….
سمعت الكثير عن بطولاتك من رفيقك( عثمــان ود سعد ود آدم( طعدا) ومن رفيقك أيــام محنة السجن العم( إدريس بلنسيس) فى القضــارف و(تبارك الله) موقع اللّجوء وفى حقّــات.
الشّهيد إبن الشهيد ود محمّد إدريس ود حـــاج كلّ مرّة أقــابلك كنت أريد أن أسمع منك حكــايات أيــام المعــارك,(لكتــات, حقــــات حلحل..) الحظّ لم يحالفنى لأنّك لا تتحدث كثير لا عن نفسك ولا عن الآخرين…. ولكنّك تحدّثت معى مرّة جــازمــا وصــارمــا فى أيّــام الإنكســار والإنحســار الجبهجى فى( كركون) قلت لى حينهــا يــا إبنى يــا عبده أترك هذا المعسكر إنه معسكر الإفراط والإنفراط… قلت لك حينهــا ( أتركـنــا نجتهد مرّة يـــا أبو النّضـــال ود حـــاج… لنبتدع مخرجـــا من الأزمة … وإجتهدو أنت ورفــاقك وسوف نلتقى… بإذن الله… ولكن طــال الزمن وتعثّــر الإجتهــاد,, وأدمنّـــا الفشل… وإجتهد غيرنــا …ووصل أسمرا….
أمّــا يوم إستشهــاد والدك الّذى كــان فى( حشفيراى) فى مورد المــاء يحمى الصّغــار ويســاعدهم فى سقى البهــائم… فإذا بالأشرار أكلة لحوم البشر.(طور سراويت). يهبطون على الوادى وهم يتأبطون شرّا, ليخطفو روح الشهيد ابو المنــاضلين (محمّد إدريس ود حــاج) رحمه الله وأسكنه فسيح جنّــاته مع الصديقين والشهداء, ورحم الله كلّ شهدائنــا الأبرار الأخيــار.
وأنّــا لله وإنّــا إليه راجعون
عبدالفتّــاح ودّ الخليفة
بورتن- المملكة المتّحدة
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=3964
أحدث النعليقات