الموبقات التسع (7)

ضياع هيبة الدولة ومكانتها في العالم .

عمر جابر عمر

بعد التحرير عام 1991م وأينما ذهب الإريتري في بقاع الأرض كان يتم استقباله بالترحاب والتقدير والاعجاب . كيف أستطاع هذا الشعب الصغير المحدود الامكانيات أن يهزم أكبر أمبرطورية في أفريقيا ؟. كان الجميع يرفعون علامات النصر أو أصبع الابهام إلي الأعلى ويقولون ( مائة المائة ) وأنتظر العالم ليرى شكل ومحتوى الدولة الوليدة —- وقبلهم أنتظر الإريتريون أن يتحقق حلمهم –

ولكن كل يوم يمر كان مؤشرا أن السفينة قد ضلت طريقها وأن حمولتها ليست من مكونات الوطن وتركيبته !؟.

داخلياً بدأت الاعتقالات والتصفيات وتثبيت هيمنة الثقافة الواحدة – وخارجياً بدأت سياسة ( الأكروبات ) والعلاقات البهلوانية تصالح هذا وتعادي الآخر – ثم تعود لتغيير المعادلة وتقرب البعيد وتبعد القريب – تخصصت في خلق الأجواء العدائية ومحاربة دول الجوار — دولة بعد دولة – اليمن — السودان —- إثيوبيا – جيبوتي وأخيراً أمريكا!

تحالفاتها لا تقوم علي أسس مبادئ وقيم فاضلة ولا حتى علي مصالح شعبها .. تصادق عدو عدوها وتحاول دائماً ( كسب) الوقت والاستعداد لجولات قادمة . فقدت كل الأصدقاء والحلفاء . وحتى الدول التي تريد أن تتعامل لمصالح أقليمية لا تجد سفراء يقبلون الذهاب إلي إريتريا ( اسرائيل ) أصبحت لا تكترث لقرارات الأمم المتحدة — – أجبرت قوات الأمم المتحدة علي الرحيل من خلال المعاملة السيئة ووجدت نفسها مرة آخرى وجها لوجه مع الخصم اللدود إثيوبيا !.

الاتحاد الأفريقي أنتقد إريتريا أكثر من مرة وطلب منها الا لتزام بالمواثيق والقوانين الدولية ( جيبوتي والصومال ) ولا مجيب.

منظمة ( إيقاد ) لدول شرق أفريقيا وكذلك دول الساحل والصحراء . ضربت عرض الحائط بكل العلاقات وأصبحت توزع التهم علي كل من ينتقدها .

.في احصاء لبرنامج الأمم المتحدة احتلت إريتريا المرتبة 164 من مجمل 179 دولة .

. مؤسسة ( حرية العالم ) في إحصاء 2008 اعتبرت إريتريا من الدول التي تفتقر إلي الحرية للأفراد .

. مقياس ( مو ابرهيم ) للحكم الرشيد في أفريقيا ( حكم القانون – الشفافية – الفساد ) أعتبر إريتريا ثاني أسوأ دولة في الحكم .

. منظمة ( مرسلون بلا حدود وضعت إريتريا في الترتيب الأخير 175 من 173 في حرية الصحافة !

. معهد الصحافة العالمية وضع إريتريا في ترتيب أسوأ دولة في أضطهاد الصحفيين , وكذلك ( لجنة الدفاع عن الصحفيين ) في العالم وضعت إريتريا رابع أسوأ دولة في العالم في حرية الصحافة .

هذا بالاضافة إلي التقارير السنوية لوزارة الخارجية الأمريكية والاتحاد الأروبي وجمعيات حقوق الأنسان العالمية .

أصبحت إريتريا دولة منبوذة ومشبوهة متهمة بتأييد التطرف في الصومال وتسهيل أعمال القرصنة الدولية في المحيط !

هل هي حالة تعكس اليأس وفقدان الأمل في القبول من قبل المجتمع الدولي ؟ أم أنه طبع ترسخ ولا سبيل لتغييره ؟ أم أنه فهم بدأئي وذاتي للدولة وعلاقاتها الدولية ؟ فهما كانت الأسباب فأن النتيجة هي مأسا’ ضاعت هيبة الدولة الإريترية – فقدت احترامها وحتى التعاطف الذي كانت تجده بعد التحرير تبخر وأنحسر … لا هي باقوة التي تمكنها من فرض موقفها ولا هي صاحبة حجة ومنطق لتقنع العالم بعدالة مطالبها : أنها ظاهرة أدمنت الفشل والقفز من خسار إلي آخر ، والشعب الإريتري الصابر ينتظر ويدفع الثمن !؟ .

نفق مظلم ( دخلت فيه البلاد وأصبحت قيادات الشعبية تتخبط بحثاً عن مخرج وتأمل أن يأتيها ( الفرج ) من السماء – – كيف ومتى ؟ أنها ايضاً لا تعرف !؟

أنه إدمان مزمن ومتواصل في الفشل .

1 – الفشل في تحقيق الوحدة الوطنية

2- الفشل في تحقيق التنمية

3- الفشل في محو الأمية

4- الفشل في الأرتفاع بمستوى المعيشة والصحة

5- الفشل في حل النزاعات مع دول الجوار .

6- الفشل في كسب حلفاء وقوى أقليمية ودولية تساعد البلاد والعباد .

7 – الفشل في كسب مستثمرين محليين وعرب وأجانب .

عندما تفقد الدولة مرتكزاتها وتتجه نحو ( اللامكان ) وتعيش في حالة فقدان التوازن – عندها تفقد هيبتها واحترامها من قبل العالم والأهم تفقد ثقى شعبها ,

كان الله في عون الشعب الإريتري .

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=40545

نشرت بواسطة في نوفمبر 2 2009 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010