البيان الختامي … الصادر عن الاجتماع الدوري الثاني للقيادة العليا للتنظيمات الخمس
اختتم الاجتماع الدوري الثاني للقيادة العليا للتنظيمات الخمس المنعقد في أديس أبابا في الفترة من 3 – 13 ديسمبر الجاري أعماله بنجاح. وقد أجرى الاجتماع مناقشات مستفيضة وعميقة للقضايا الرئبسية وقام باستعراض تجربة العمل المشترك ووضع معسكر المعارضة والوضع الراهن للنظام.
وإثر تقييم شامل لتجربة العمل المشترك خلال الشهور الثلاثة الماضية عبر الاجتماع عن ارتياحه البالغ لتنفيذ القرارات التي أقرت في الاجتماعات السابقة ، الأمر الذي خلق مناخاً سياسياًّ ايجابياًّ وفر الثقة لتعبيد الطريق للسير قدما نحو تعزيز وحدتنا. وعلى أرضية هذه الروح والتقييم المشترك، وترجمة للعهد الذي قطعناه أمام جماهيرنا لإقامة تنظيم سياسي واحد، ناقش الاجتماع مسودتي البرنامجين السياسي والهيكل التنظيمي ونم إقرارهما توطئة لطرحهما على قواعد تنظيماتنا بغرض إثرائهما وتسجيل الآراء والملاحظات حولهما. كما أتخذ الاجتماع قرارات هامة بصدد القوى السياسية التي أبدت استعدادها لتكون جزءاً من عملية الوحدة الجارية بين التنظيمات الخمسة .
تناول الاجتماع أيضا الأوضاع التي يمر بها معسكر المعارضة وتوصل إلى تقييم مشترك حولها، حيث تم التأكيد على أن معسكر المعارضة بوضعه الحالي لم يستطع توفير الشروط المطلوبة لتغيير الوضع المأساوي الذي يمر به وطننا وشعبنا. وهناك مخاطر تحدق ببلادنا وشعبنا في هذه الآونة وتستوجب نظرة جادة، بكل المعايير، من كافة قوى المعارضة الإرترية لتأهيل نفسها للقيام بدورها كما ينبغي. وقد دعا الاجتماع إلى ضرورة توصل فوى المعارضة إلى اتفاق الحد الأدنى يمكنها من حشد طاقاتها وتوجيه قواها للتصدي للمتطلبات الوطنية الهادفة إلى إنقاذ الشعب والوطن.
لسنا بحاجة إلى تقديم براهين لإثبات أن شعبنا ووطننا يتعرضان في ظل حكم نظام الجبهة الشعبية للعدالة والديمقراطية لمشاكل وأزمات عميقة ومتعددة الأوجه. وينتابنا قلق بالغ، في الوقت الحاضر، أن استمرار النظام الحالي في السلطة سيدفع بوطننا إلى حافة الهاوية . فعلى الصعيد السياسي آلت السلطة الديكتاتورية إلى هيمنة شخص واحد وحفنة متعاونة معه من الضياط الذين يمارسون البطش وينشرون الارهاب. وبدلا من تعزيز الوحدة والاستقرار الداخلي لشعبنا آثر النظام إذكاء النعرات القومية والدينية والإقليمية بهدف بث الفرقة والشقاق وزرع الشكوك داخل مجتمعنا، وكل ذلك من أجل استمراره في الحكم لأطول فترة ممكنة . أما في المجال الاقتصادي، ونتيجة لزجه للقوى المنتجة من الشباب في التجنيد الاجباري وتوظيفهم للعمل بالسخرة، قاد البلاد إلى أزمة عميقة لم يستطع شعبنا بسببها من توفير المتطلبات المعيشية الضرورية وأصبح عرضة للعوز والمجاعة، حيث تشير كل التقارير بأن 75 % من المواطنين أصبحوا يعيشون تحت رحمة ما تجود به المنظمات الإغاثية. ليس هذا فحسب بل دفع بالشباب إلى المغامرة بحياتهم ومحاولات الفرار بجلدهم إلى ملاذ آمن بعبور البحار والتيه في الأدغال والصحارى.
وفيما يتعلق بمشكلة الحدود بين إرتريا وإثيوبيا ، ناقش الاجتماع باستفاضة مشروع السلام الذي أعلنته الحكومة الإُثيوبية في 25 نوفمبر 2004 . وكنا قد اتخذنا في الماضي موقفا أكدنا فيه بأن التوصل إلى حل للنزاع الحدودي بين البلدين يتوقف على قبول الطرفين لقرار مفوضية الحدود. كما عبرنا عن موقف ثابت بأنه فيما إذا برزت خلافات بين الجانين أثناء عملية تنفيذ القرار ، فإن تجاوزها يجب أن يكون عبر اتباع طرق سلمية وقانونية . وانطلاقا من هذا الموقف، فإن اجتماع القيادة العليا للتنظيمات الخمسة، في الوقت الذي أشاد فيه بقبول الحكومة الإثيوبية المبدئي بقرار مفوضية الحدود ، طالب الطرفين بمعالجة أية عوائق موضوعية يمكن أن تعترض تنفيذ القرار بالطرق السلمية .
إن السلام في الأساس هو أمر يتوق ويطمح له شعبنا لأنه يرغب في أن ينعم به داخل وطنه ومع الجيران . إلا أن النظام الديكتاتوري ظل يختلق باستمرار المشاكل ويتذرع بوجود أعداء خارجيين ليدع شعبنا يعيش في حالة حرب دائمة حارماً إياه من التمتع بالسلام والاستقرار والديمقراطية. وما رفضه قبول مشروع السلام الأخير للحكومة الإثيوبية إلا تعبيراً عن هذا المسلك والرغبة في إطالة أمد سلطته السياسية. انطلاقا من هذا التقييم دعا الاجتماع قوى السلام كافة أن تنسق جهودها من أجل سيادة سلام دائم في ربوع وطننا ومنطقتنا.
قررالاجتماع أن يصبح الاسم المشترك لتنظيماتنا الخمسة خلال المرحلة الانتقالية التي تسبق عقد المؤتمر التوحيدي، جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية، والمجلة الرسمية الناطقة باسمها الإنقاذ التي تقرر إصدراها كل شهرين . كما تم بأسلوب ديمقراطي تشكيل قيادة مؤقتة تقود الجبهة في المرحلة الانتقالية، فضلاً عن وضع أسس تنظيمية تنظم العمل على كافة المستويات وذلك لإدارة سير العمل لحين عقد المؤتمر التوحيدي. كما تم وضع الاجتماع خطط عمل للمرحلة المقبلة.
وفي الختام يتقدم الاجتماع بالدعوة إلى شعبنا ليقف بجانب أبنائه الذين يناضلون من أجل انتصار قضية السلام والديمقراطية. كما دعا أصدقاء شعبنا الذين ساندوا نضالاته في السابق ليواصلوا دعمهم للنضال الذي يخوضه شعبنا ضد النظام الديكتاتوري.
عاش النضال الديمقراطي !
القيادة العليا
لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
13 ديسمبر 2004 م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=40722
أحدث النعليقات