اكتمال التطبيع بين أسمرا والخرطوم
توكل يعلق على مستقبل العلاقات بين البلدين
مركز “الخليج” يعلن عن انطلاقة موقعه عبر شبكة الانترنيت قريباً
رصد – مركز “الخليج” 2/ديسمبر 2005م
أجرى الرئيس الإرتري إسياس أفورقي محادثات مع نائب الرئيس السوداني سلفاكير الذي نقل رسالة خطية من الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى أفورقي، ولم يكشف النقاب عنها، وعقب اللقاء عقد مؤتمر صحفي أعلن فيه الرئيس الإرتري بدء مرحلة جديدة من علاقات التعاون، ورفض استخدام عبارة تطبيع العلاقات، واصفاً علاقات بلاده مع السودان بأنها متميزة. ودعا إلى تجاوز الماضي والنظر إلى المستقبل. وأكد أهمية العلاقات بين الشعبين. وقال إن هذه العلاقات يجب أن لا تحكمها مواقف أو خيارات الحكومات في أسمرا أو في الخرطوم. وأكد حتمية العلاقات والنظر إليها بالمنظار الاستراتيجية، وجدد أفورقي دعم بلاده لتحقيق الاستقرار في المنطقة وتنمية العلاقات الثنائية. وقال رغم كل الشوائب الماضي ليس أمامنا سواء التحدث عن المستقبل المتكامل بين الشعبين، وأعلن أفورقي دعمه لعملية الوفاق في السودان.
ورداً على سؤال حول تشكيل اللجان قال أفورقي هناك مثل عربي إذا أردت أن تقتل أي عمل حوله إلى اللجان فنحن لسنا في حاجة إليها.
كما أكد نائب الرئيس السوداني سلفاكير في مؤتمر صحفي مشترك أهمية عودة العلاقات بين البلدين والعمل سوياً لتحقيق الاستقرار والسلام. وأشاد بدور إرتريا في دعم اتفاقية نيفاشا. وقال إن التعاون بين البلدين سيعزز السلام والاستقرار في الإقليم.
وعلق الأستاذ محمد طه توكل حول تطبيع العلاقات بين البلدين.
وقال توكل: إن جهود حكومة أسمرا على مدى عامين كان يستهدف إضعاف تعاون صنعاء من خلال التطبيع مع صنعاء واليوم مع الخرطوم لتوجه جهدها في مواجهة أديس أبابا.
وأوضح توكل: إن التحدي الأكبر أمام التطبيع ملفات متعددة ومن أبرزها طبيعة العلاقات مع تعاون صنعاء وعلاقات أسمرا مع معارضيها فهي أنكرت وجود معارضي لها، وملف اللاجئين الإرتريين وكذلك مطالب المعارضة الإرترية المتزايدة للإصلاحات، بالإضافة إلى تطور ملف الخلافات بين أديس وأسمرا التي صعدت المواجهات مع واشنطن ومجلس الأمن ليزيد من عزلتها بعض قبول أديس أبابا أمس قرار مجلس الامن الدولي رقم 1640 الذي رفضته إرتريا الأسبوع الماضي.
واشار توكل: إن علاقات السودان لن تكون على حساب علاقاتها الاستراتيجية مع أديس أبابا، حيث أعلن في أديس أبابا اليوم إلى اتفاق عسكري بين السودان وإثيوبيا تتضمن الاتفاقية تعاون أمني يشمل التنسيق على الطول الحدود المشتركة، كشفت عنه وزارة الدفاع الإثيوبية. ونقلت صحيفة أديس زمن الصادرة اليوم تصريحات قائد اللواء الغربي الإثيوبي الجنرال أبرها ولدماريام إن التعاون بين البلدين سيحافظ على الأمن وسيدفع إلى تحقيق الاستقرار.
وقال توكل: إن الحكومة السودانية التي ترتبط باتفاقية تعاون شامل مع تعاون صنعاء وخاصة أديس ابابا وعلاقاتها الخاصة مع الشعب الإرتري ربما تساهم في تحقيق الوفاق الوطني في إرتريا، ورد الهدية للرئيس الإرتري الذي أعلن مساهمته في تحقيق السلام في السودان.
وأشار توكل: إن التطبيع بينهما إيجابي لصالح الشعبين الذين تضرروا من إغلاق الحدود سكان غرب إرتريا وشرق السودان كانوا أكثر المتضررين من إغلاق الحدود. وكانت له آثار سيئة على اقتصاد المنطقتين.
وأوضح توكل: إن أمر التطبيع كان حتمي بموجب اتفاقية السلام السودانية، حيث تفصل قوات البلدين قوات حفظ السلام الدولية التي سوف تنتشر ابتداءاً من الشهر الجاري.
وقال توكل: كان السودان دائماً يبادر بالتطبيع مع كل جيرانه، وتحقق مع الجميع باستثناء إرتريا التي فتحت النار على السودان من كل الاتجاهات، ولكن مؤخراً هي التي بادرت بالتطبيع.
واستبعد توكل: أي تأثير على عملية النضال الديمقراطي في الإقليم بتطبيع العلاقات بين الحكومات. فمثلاً إرتريا تحتفظ بعلاقاتها بالمعارضة السودانية وليس هناك مشكلة لأن الحكومة السودانية تعترف بها، ولكن هناك سوف تكون مشكلة لأن الحكومة الإرترية لا تعترف بمعارضيها في الداخل أو الخارج، وكيف سوف يتم التعاطي مع التحولات الديمقراطية التي تشهدها السودان، وهل ستضع إرتريا قيود وقوانين على الصحف السودانية العابرة الحدود السودانية، أما فقط ستسمح للمواد الغذائية والبترول للدخول في إرتريا.
وقال توكل: إن الاوضاع الداخلية في البلدين سيلعبان دور رئيسي في المستقبل التطبيع بين البلدين.
وكان قد علق توكل: مساء أمس في التلفزيون السوداني في برنامج بلا قيود وهنأ فيها السودان باستضافتهم للقمة الأفريقية الشهر القادم، واعتبره إنجاز كبير لصالح السودان. ودافع عن الاتحاد الافريقي وسياساته. وقدم إيضاحات لجهود الاتحاد الأفريقي لتحقيق السلام في السنوات العشرة الماضية. وقال توكل إن الاتحاد الأفريقي لعب دور هام في تحقيق الاستقرار في عدد من الأقاليم، واشار مقارنة مع منظمات القارية مثل آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا حققت إنجاز. وقال توكل إن منظمة الإيقاد نجحت في تحقيق السلام في السودان، وامتدح جهود المنظمة لتحقيق المصالحة في الصومال. وأشاد بانعقاد المجلس الوزاري لمنظمة الإيقاد داخل الصومال في مدينة جوهر مقر الحكومة الانتقالية في اليومين الماضيين، وهذا يؤكد جهود المنظمات الإقليمية التي تساهم في حل النزاعات في افريقيا.
ومن ناحية أخرى كشف توكل في تصريحات خاصة “للمركز” عن اكتمال الاستعدادات لبث أول موقع أخباري عبر شبكة انترنيت يتخصص في أخبار المنطقة، وهي حصيلة جهود سنوات الماضية .
وقال توكل: إن فريق من أسرة المركز وضع تصور نهائي للموقع الذي سيبث اعتباراً من 1/2006. واكد استفادة المركز العديد من الاستشارات والدراسات التي تلقها، وسوف تساعده لوضع سياساته المستقبلية والاستفادة من كل التجارب. وقال توكل إن موقع الجديد سوف يكون موقع خبري، ويهتم بأخبار المنطقة، وسوف يستمر المركز في تغطية أخبار القوى الوطنية الإرترية وسيدعم عملية التغيير الديمقراطي في إرتريا.
وقال توكل: إن العلاقات مع المواقع الوطنية هي علاقات استراتيجية، وإن المركز على استعداد للتعاون معها للوصول لشراكة مطلقة أو التوأمة حتى يتحقق التكامل بينهم.
وكشف توكل إن أول مراسلات المركز للمواقع الإرترية بدأت في 2002، وعلى سبيل المثال وليس للحصر، كل من موقع عواتي ومسلنا والنهضة وعونا، واستمرت عملية التعاون التي اقتصرت في تغطية أخبار المعارضة الإرترية.
وقال توكل: إن المركز مع المواقع الوطنية ساهموا في نشر الأخبار التي كان لها صدى إيجابي في تحريك الرأي العام المحلي والعالمي لصالح نضال الشعب الإرتري.
وحدثت نقلة كبيرة في تغطية الأخبار بعد اجتماع التحالف في سبتمبر 2002 الذي شهد نقلة كبيرة في مسيرة التحالف وما صاحبته من تداعيات وأحداث تزامنت مع ميلاد محور صنعاء. واستمر تعاون المركز مع بقية المواقع وخاصة النهضة وعونا كانت علاقتنا معهم على وتيرة ثابتة رغم حدة العواصف المتعددة من النظام والقصف المستمر من أبواق النظام. وفي العامين الماضيين وسع المركز من دائرة التغطية لتشمل موقع تقوربا وإرتريانا وفرجت وأدال 61، بالإضافة إلى موقعين عونا والنهضة. وقال توكل إن مهمة النشر لأخبار المعارضة والمنطقة كانت لها إسهامات إيجابية لإثراء الحوار وتمليك المعلومة للقارئ.
وأشار توكل: إن المركز رغم كل أنواع الحملات ظل ثابتاً في مواقفه وسيظل كذلك
واعلن توكل إن الموقع الجديد للمركز سيتخصص في تغطية أخبار منطقة القرن الأفريقي وبصورة خاصة لكل من الصومال وجيبوتي وإرتريا وإثيوبيا والسودان والتعاون العربي الأفريقي مع التركيز على الأخبار ذات الصلة بالمنطقة.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=40736
أحدث النعليقات