ماذا يريد هؤلاء ولمصلحة من !!

:صلاح محمد عبد الله

ظلت الحركة الإسلامية الإرترية منذ بزوغ فجرها وإلى يومنا هذا تحمل مشروع الهداية والرحمة للشعب الإرتري جميعاً وإنسجاماً مع ذلك المشروع تحملت إصلاح تلك التركة المثقلة لواقع الشعب الإرتري التي خلفها الاستعمار البغيض والذي سارت على نهجه الجبهة الشعبية بل تجاوزته تنظيراً وممارسة استهدافا للمسلمين عقيدة وثقافة وكياناً ، وتمثلً ذلك الاستهداف في المشروع المتطرف (نحنان علمانان) والذي واجهته الحركة الإسلامية وحدها مما جعلها محط آمال لقطاع عريض من شعبنا اعترافاً بدورها ورائديتها في مشروع المقاومة والممانعة ولكن الملاحظ في الفترة الأخيرة أصبح هنالك توجهاً نصرنانياً وعلمانيا ً غير مسبوق لاستهداف الحركة الإسلامية وضربها والسعي الدائب لتفتيتها ويتجلى ذلك الاستهداف في عدة مقالات وبيانات إدانة من بعض أبناء النصارى وبعض موتوري اليسار البائد وكانت البداية من الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه وزير حرب النظام السابق مسفن حقوص والذي خرج من إرتريا في عملية تقاسم الأدوار ليعيد لأذهاننا ذلك السيناريو القديم في مطلع السبعينات عندما فقدوا الرعاية من النظام الإثيوبي فما كان منهم إلا اللحاق بجبهة التحرير وضربها من الداخل وحرفها عن المسار الصحيح الذي تبنته ونقول ما أشبه الليلة بالبارحة ، وكانت أولى خطوات مسفن حقوص بعد أن خرج من إرتريا وقبل أن يعتذر للشعب الإرتري عن عمليات القتل والترهيب التي كان يشرف عليها عندما كان في قمة المؤسسة العسكرية التي كانت وما زلت تتحكم في مصير البلاد والعباد هي عملية مراجعة وإخضاع كل ما اتفقت عليه المعارضة الإرترية طيلة فترة النضال وما استطاعت أن تراكمه من قواعد مشتركة للحذف والإضافة والخطوة الثانية للحزب في مشواره المكشوف هو ما كتبه أحد مراسلي النظام السابقين وهو عضو في مجموعة مسفن حقوص ليحدثنا عن عقلنة الصراع مع النظام بطرحه لفرضيات التوازان في ميزان القوة بين النظام والحركة الإسلامية ليخلص إلى نتيجة مفادها أن لا جدوى من العمل المسلح لمواجهة النظام بهذه السذاجة والوقاحة يقدموا لنا رؤاهم وأفكارهم كأننا في الحركة الإسلامية عندما أمتشقنا السلاح وركبنا الصعاب وقدمنا ما قدمنا كنا نجهل ذلك كله فالحزب الديمقراطي وعلى رأسه مسفن حقوص يريد أن يقدم نفسه باعتبار وصياً على الشعب الإرتري وأباً روحيا للجيش فكلما قرأ خبراً يتعلق بجيش النظام سارع مستنكراً ومديناً ،نسأل مسفن حقوص سؤالا بريئاً ماذا كنت تنوي عندما أردت أن تفتح معسكراً للجيش ويلي الحزب الديمقراطي في عملية المواجهة ضد الحركة الإسلامية المدعو عبدالقادر حمدان بعد أن استعار النظارة الأمريكية ليتماهى مع خطابها الإعلامي المضلل والمنحاز دائماً إلى المعتدي والظالم في مواجهة العرب والمسلمين وشعوب العالم الحرة وفي استغلال بشع للحاق بركب مكافحة الإرهاب وترويج بضاعته وهذه لم تكن الخطوة الأولى والأخيرة الفاشلة للنظام وأبواقه عندما بدأت أمريكا الحرب على العراق قدم النظام نفسه لضرب العراق حتى قال الصحفي اليهودي إن إرتريا بلد لا تحتاج إلى لي الذراع وقامت أيضاً بقتل عالم الجوليوجي البريطاني ثم اصدرت الخارجية الإرترية بياناً تحمله المعارضة الإرترية في مسرحية سيئة الإخراج وخاوية المضمون وعلى ذات الدرب سار حمدان في استغلال مفضوح لعملية لندن فقام بصرف بطاقات الوطنية والعمالة والإرتزاق كما يحلو له ولكن رمتني بدائها وأنسلت وإن المرء ليعجب من هذه الوقاحة التي يتمتع بها هذا الرجل ويظن أن ذاكرتنا قد شاخت أو ليس هو ذلكم الرجل الذي جاء إلى الخرطوم حاملاً لشعبنا بشارات الخلاص بعد أن أقام تلك الندوة الشهيرة والتي تقمص فيها شخصية مهدي إرتريا المنتظر الذي سيملأها عدلاً وآمنا بعد أن ملئت ظلماًُ وجوراً أو ليس هو الذي وعدنا في صحيفة صوت إرتريا بالملف الأسود للجبهة الشعبية ما الذي جعل الرجل يتحول هكذا تسأؤلات كثيرة يثريها البعض باستغراب شديد لكن العالمون ببواطن الأمور كان يعرفون ذلك سلفاً باعتباره تكليفاً من المعلم .

وتأتي مجموعة مسكرم مفزوعة أصابها الهلع من تنامي الاتجاه الإسلامي الذي حسبته مجموعة من الرعاع في بادئ الأمر يمكن شراءهم أو جرفهم بفعل الطبيعة أو بتقادم السنوات تأتي لتقسم الحركة الإسلامية إلى مجموعتين معتدلين ومتطرفين ظناً منها أن هذا التقسيم يجد استحساناًًَ ويخفض من سقف المطالبة بالحقوق وتتسآل مجموعة مسكرم مستنكرة من عدم إدانة المسلمين لعمليات المجاهدين ضد النظام و تستغرب أن جميع الذين أدانوا هم من النصارى فنقول لهم هل تريدون من الضحية أن تدين نفسها وهي تقود معركة الكرامة أين كانت هذه الروح الوطنية ودموع التماسيح التي تذرف الآن من قتل تسعة عشر ألف مواطناً إرتريا فيا لحرب بين إرتريا وإثيوبيا أم ذلك يعتبر ثمنا لا بد أن يدفعه الشعب الإرتري في سبيل الحفاظ على تنظيم الجبهة الشعبية باعتباره تجربة مسيحية لا بد من الدفاع عنها و نختم تساؤلاتنا بالمدعو ولد يسوس عمار الذي كتب ليتحفنا بفهم جديد في علم المستقبليات ودراسات الواقع بعد أن غاص في أعماق التاريخ الإنساني والتجارب الدولية ليدرس مشكلة عزوف الشعوب عن العمل السياسي ويقف بنا عند إرتريا ليعقد المقارنات عن التأييد للجبهة الشعبية سابقاً وحاليا ليخلص إلى نتائج لا علاقة لها بالموضوع وغير منطقية وكانت عبارة عن قفزة إلى العقل الباطن الذي لم يكن مصاحباً الكاتب إلا في خاتمة المقال ونستطيع أن نفسر ذلك لما يعاني منه الكاتب ومن هم على شاكلته من وحشة سياسية وتنظيمية .

وخلاصة القول إن الدافع من هذا القلق هو تنامي الحركة الإسلامية بصورة كبيرة وما استطاعت أن تحدثه من نقلة متقدمة من خلال استنفار الحس الوطني والديني لدى المسلمين لانتزاع حقوقهم ونقول لهم جميعاً إن الحركة الإسلامية ركن أساسي ومكون رئيس للتحالف الوطني مروراً بمراحله التاريخية فلماذا الدعوى لإخراجها من التحالف ، أما قضية الشريعة الإسلامية لا تمثل الحركة الإسلامية وحدها كتنظيمات سياسية بل هي عقيدة المسلمين جميعاً فنقول لولد يسوس عمار هنالك خيارات أمة لا يمكن التنازل عنها وضرورات تنظيمية تقدرها قيادات الحركة الإسلامية ولكن الملاحظ أن النخب العلمانية بفروعها المختلفة لم تستطع فهم المعطيات المتقدمة التي يطرحها الإسلام مثل الحرية الفردية والعدالة الاجتماعية والاستقرار النفسي لذلك نجدهم دائماً يكيلون التهم والشتم للإسلام فنقول لهم هذه الرؤية والوضوح لا تأتي من خلال التراشق الإعلامي ولكنها تعتمد على فضيلة المراجعة الفكرية الشاملة التي تتأمل الواقع الإرتري وتستقرئ التحولات الاجتماعية من ثم وضع الحلول المكافئة لجدليات التحول والثبات .

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=40774

نشرت بواسطة في سبتمبر 2 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010