نظام أسمرا يتهم واشنطن وأنان بالانحياز إلى أديس أبابا
استبعاد تجدد المواجهات بين أسمرا وأديس
رصد – مركز الخليج للدراسات ولإعلام بالقرن الأفريقي 6/11/2005
في خطوة غير مسبوقة اتهمت الخارجية الإرترية الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بالتورط في أعمال القمع ضد المعارضة الإثيوبية، ووصفته بوزير خارجية إثيوبيا في بيان رسمي صادر من الخارجية الإرترية أمس السبت، وقد أصدرت الخارجية بيان في الثاني من نوفمبر الجاري، واتهم واشنطن بالوقوف إلى جانب الحكومة ضد معارضيها في أديس أبابا، وإن بيانات نظام أسمرا الذي يفتقد إلى أبسط القواعد الدبلوماسية، حيث تميزت هذه الدبلوماسية إلى الهجوم على مدى السنوات العشرة الماضية من خلال هجومها على الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، واليوم الأمم المتحدة في شخص كوفي أنان الذي تعرض إلى المحاكمة من خلال أحدث بيان فتح النار على المنظمة الدولية وعلى شيخ دبلوماسية العالم وسفير أفريقيا، وكان نظام أسمرا قد ميز دبلوماسيته بالشخصنة تعكس العقل الباطل لتفكير الدبلوماسية الإرترية التي اختارت لها عدو في كل البلد، وعلى سبيل المثال وليس للحصر، تابع المراقبون الهجوم العنيف من دبلوماسية النظام على الشيخ الترابي في السودان والدكتور الأرياني في اليمن و(سبحت نقا) وسيوم مسفن في إثيوبيا وبيطروس غالي في مصر والأمير تركي بن عبد العزيز في السعودية، سوزان رايس وانتونيو ليك ودنالدو ياماموتو مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الأفريقية وسالم أحمد سالم الأمين العام السابق للمنظمة الافريقية ورؤساء دول الإقليم الذين انضموا في القائمة، وأخرهم كوفي أنان .
لقد فاجأ أحدث بيان إرتري الذين شن أعنف هجوم من نوعه على أنان، ودافع عن الديمقراطية في إثيوبيا. وتزامن مع قلق المجتمع الدولي حول الحشودات على طول الشريط الحدودي، حيث دعا الاتحاد الأفريقي البلدين لضبط النفس واللجوء إلى الحوار لحل الخلافات، فيما أصدر مجلس الأمن الدولي قرار يوم الجمعة الماضي يدعو البلدين.
ويدعوا القرار الجديد إثيوبيا وإرتريا بالعمل دون أي تأخر لتطبيق قرار مفوضية الحدود الدولية المستقلة بشأن الأزمة الحدودية. وحث القرار الجديد أيضاً الطرفين على بدء إجراءات ترسيم الحدود على الارض، وتنشيط القنوات الدبلوماسية لبدء حوار ثنائي بين البلدين. كما يطالب القرار إرتريا برفع الحظر مباشرة ودون أي شروط عن طائرات الأمم المتحدة والسماح لها بمراقبة المنطقة الآمنة على الحدود المشتركة، فضلاً عن رفع إرتريا القيود التي تفرضها على تحركات القوات الدولية عبر البر والحركة ليلاً.
ويصل اليوم إلى أديس أبابا سفير اليابان كنزو اوشيما بوصفه رئيس مجموعة العمل في مجلس الأمن حول عمليات حفظ السلام في مهمة تقصي الحقائق في إريتريا وإثيوبيا.
وكانت قوات حفظ السلام التي أخلت 18 موقع في الجانب الإرتري قد عبرت عن قلقها البالغ للحشودات العسكرية على طول الشريط الحدودي وخاصة بعد التحركات القوات على جانبي المنطقة الأمنية المؤقتة وبأنشطة غير اعتيادية في داخل المنطقة. وأوضح أن تحركات القوات تشمل وحدات عسكرية مختلفة الأحجام وآليات مدرعة وقطع للدفاع المضاد للطيران.
كما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد حيال تصعيد التوتر مؤخرا على طول الحدود بين إثيوبيا وإريتريا.
ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية البلدين إلى ضبط النفس، وقال إن بلاده على اتصال مع الحكومتين. وأضاف: سوف نعمل بتعاون وثيق مع الأمم المتحدة من اجل حل هذه المسألة”، موضحاً أن الولايات المتحدة على استعداد أيضا للقيام بمساعي حميدة في كلا البلدين.
وقال السفير الروسي اندريه دنيسوف الذي ترأس بلاده مجلس الأمن هذا الشهر إن “أعضاء المجلس ما زالوا يشعرون بقلق عميق… بسبب القيود غير المقبولة التي فرضت على بعثة الأمم المتحدة في إثيوبيا وإريتريا والتي يتعين رفعها”.
وفي أديس أبابا أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي استعداد بلاده لمواجهة أي هجوم مرتقب من جانب إرتريا. وقال زيناوي في حديث مطول بثه التلفزيون في وقت متأخر من مساء أمس إنه يتابع الإشاعات التي تبثها حكومة أسمرا والتي تحاول استغلال أعمال الشغب التي شهدتها اديس أبابا، وحول المواجهات العسكرية مع إرتريا أوضح زيناوي إن خيار الحرب ليس مطروح من جانب إثيوبيا فهي تتمسك حل الخلاف عبر الخيارات السلمية . وقال إن بلاده لن تفاجئ هذه المرة، كما حدثت في عام 1998، وإن بلاده أخذت الإجراءات المطلوبة وهي قادرة لمواجهة أي هجوم مفاجئ من النظام الإرتري على حد قوله. وقلل من المعلومات المتضاربة حول تجدد القتال بين البلدين.
وفي أسمرا استمر مسلسل الهجوم على الأمم المتحدة وأمريكا وإثيوبيا، ونتناول مختطفات من بيان الخارجية الإرترية الصادر أمس وفي الثاني من نوفمبر الجاري.
ورحب بيان الخارجية الإرترية بالمظاهرات الشعبية التي تشهدها العاصمة أديس ابابا ومناطق أخرى، وأشادت برفض الشعب الإثيوبي سيطرة الحزب الحاكم على السلطة عبر القوة والنار، وانتقدت موقف الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي أنحاز إلى جانب النظام ضد الشعب الإثيوبي. وقال البيان إن أنان يقوم بدور وزارة الخارجية الإثيوبي. واتهم البيان الأمين العام للأمم المتحدة بفبركة المعلومات والتقارير المتعلقة بالوضع على الحدود الإرترية – الإثيوبية وتحريف كل ما يتعلق بالأوضاع على الأرض وصرف أنظار العالم عن ذلك. وقال البيان إن أنان يقوم بتضليل المجتمع الدولي لصالح نظام أديس أبابا، ويشارك في قمع المظاهرات ونشر معلومات مغلوطة ضد إرتريا. وجدد البيان وقوف إرتريا إلى جانب الشعب الإثيوبي.
فيما حمل بيان أخر صادر في 2 من نوفمبر الجاري واشنطون مسئولية ضحايا العنف باديس ابابا.
وأدانت الخارجية الإرترية استخدام القوة ضد من اسمتهم بالمواطنين العزل في اثيوبيا، ووجهت نداءاً إلى المجتمع الدولي لإدانة الحكومة الإثيوبية. وقال البيان ان مطالبة واشنطون باطلاق سراح السجناء السياسيين في اثيوبيا جاء متأخرا، وقال انه عبارة عن ذرف (دموع التماسيح) بعد فوات الاوان. وذكر البيان الإرتري إن المسئول الأمريكي والذي أصدر البيان وهو دونالدو ياماموتو كان قد أصدر بيان سابق أقر فيه بشرعية الانتخابات التي شهدتها اثيوبيا في مايو الماضي.
ويستبعد المراقبون اندلاع المواجهات العسكرية بين البلدين وإن كل ما يجري هو لفت أنظار المجتمع الدولي للازمة المنسية في منطقة القرن الافريقي منذ خمس سنوات، وتشير تلك الأوساط منذ صدور القرار في 2002 ظلت الأمور على ما عليها وإن قرار إرتريا في أكتوبر الماضي عدم السماح لتحركات الأمم المتحدة مدى عليه شهر في ظل غياب قوات المراقبة الدولية لم يحدث أي تغيير، وإن كل ما يروج ما هو إلا لفت انتباه الأسرة الدولية. ويعتقد المراقبون إن الاستعدادات العسكرية للجانبين ضعيفة تقلل من المواجهة العسكرية، ويتكهن المراقبون التصعيد المفاجئ للخروج من الأزمات الداخلية وخاصة نظام أسمرا الذي يواجه وضع اقتصادي وسياسي مضطرب دفع النظام للهرولة نحو التطبيع مع السودان. ولا زال يغلق كل المنافذ أمام الحوار مع الشعب الإرتري ويحرم الحريات ويتباكى على الديمقراطية في إثيوبيا، وأصبح حال لسان معارضيها ولم يستفيد من دروس المعارضة السودانية التي انطلقت إلى الخرطوم، وبعد عشر سنوات من حرب ضد الجبهة الإسلامية انتهت بتبادل القبلات مع قادتها مؤخراً بعد أن فتح النظام النار على كوفي أنان والأمم المتحدة بعد أن أعلن الحرب على الاتحاد الأفريقي في العام الماضي واستدعى سفيره، واتهم الاتحاد بتبعية لوزارة الخارجية الإثيوبية، ويستمر مسلسل الاتهام الذي لا يميز بين الدول والأفراد من الدبلوماسية الإرترية.
وفي نفس الاتجاه استمر حملة الانتقادات والتشويه من عدة عناصر مشبوهة على مركز للتأثير على خطه الوطني الذي يعتبر نافذة وطنية في نقل الأخبار لخدمة الوطن والمواطن من أجل بناء مجتمع ديمقراطي يحقق حلم الإرتريين في جنة الديمقراطية.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=40787
أحدث النعليقات