المواقع الإرترية ودورها في مواكبة قوانين الصراع
بقلم / محمود طاهر 22/12/2008م
لفت انتباهي ما تناولته بعض المواقع الإلكترونية الإرترية في الفترة القليلة الماضية من أخبار ومعلومات مثيرة ومشكوك في صحتها ومصدرها، بل بعضها أخبار مدللة ومغرضة في نفس الوقت. والمعروف أن الإعلام هو عملية نشر ونقل المعلومات والأخبار وكل ما هو جديد عن طريق وسائل عدة منها المقروءة والمسموعة والمرئية إضافة إلى الشبكة العنكبوتية التي تجمع كل هذه الطرق ،ويمثل الإنسان في هذا الدور المحوري كمصدر ثابت للمعلومات لهذه الوسائل، والإعلام هو سلاح ذو حدين إذ لم يحسن الشخص والأفراد كيفية التعامل معه أو معرفة الأهداف التي يسعى من خلالها البعض، فهو و بدلا من أن يصير أداة من أدوات المعرفة تحول لدي الكثيرين آلة للدعاية والتدجيل والتطبيل،ويتم استخدامه من قبل الدول والمنظمات والأفراد لنشر الأفكار والآراء والتوجهات، وذلك لتكوين رأي عام حول هدف أو فكرة معينة ليستطيعوا من خلاله الوصول إلى المبتغي أو الهدف المنشود الذي يخدم مصالحهم.
وبالرجوع إلى الخبر المنشور في تلك المواقع والذي جاء فيها تمرد في أوساط القيادات العسكرية الكبيرة، كيف يمكن للناس أن يصدقوا ويستوعبوا أن بعضاً من زبانية اسياس قد رفضوا الانصياع لقراراته وانحازوا إلى جانب الشعب ووقفوا ضده في تنفيذ سياسات الرامية إلى زيادة معاناة الشعب الإرتري وهو ما يستعصي فهمه علي عقل أي شخص ؟
فما يعرفه الجميع أن هؤلاء القادة الذين ذكرت أسمائهم معروف عنهم ولائهم الشديد بل المطلق لزعيمهم الأوحد وهو ما آثار استغرابي وعجبي واستفزازي …..!!!.
فالنظام الإرتري يعتمد علي بقائه في السلطة علي الآلة العسكرية بشقيها الأمني والاستخباري والتي يمثل فيها المذكورين أهم أعمدتها، فمن خلال قيادتهم للمناطق العسكرية أوجد هؤلاء لانفسهم نفوذ كبير في المناطق الواقعة تحت إدارتهم وبموافقة ضمنية من الديكتاتور، وحولوها إلى إمبراطوريات وممالك خاصة بهم يتصرفون فيها وفق أهوائهم وأمزجتهم، وقد مارسوا الكثير من الجرائم والفظائع بحق الجنود من أبناء الشعب ،وان أحد أولئك الجنرالات هو القائد الأمي الجنرال قرزقهيرعندي ماريام المشهور” بوجو” وله سجل حافل في التصفيات الجسدية والذي تقول عنه الروايات انه يعتبر الطاغية اسياس “هبة الله من السماء وانه بمثابة قديس للشعب الإرتري” والذي لما وصل إلى ما عليه ألان لولا هذا الخضوع والخنوع الكامل لحضرة الزعيم المبجل، وهو أحد قادة المناطق العسكرية السئي الصيت والجنرال الآخر هيلي سامئيل المعروف ” بشاينا ” وهو كسابقه قائد منطقة ومتهم كذلك بجرائم مشابهة ومؤسس محكمة الكنغر المعروفة ، إضافة ألي تخلي ميكائيلي المشهور” بتخلي منجوس” قائد حرس الحدود وضابط الاستخبارات المعروف بدمويته، والذي تقع تحت سلطته اكثر المناطق سخونة في إرتريا وصاحب المحاكم الخاصة التي تتم للمهربين البشريين وينفذ فيهم الإعدام رمياً بالرصاص أمام الشعب الذي يُجبر علي حضور هذه المحاكم ليتعظوا من فعلة هؤلاء الضحايا فأمثالهم كيف يعرف الحنان والرحمة الطريق إلى قلوبهم .
فهؤلاء القادة الثلاثة إذا أعلنوا التمرد حسب الأخبار المنشورة، فماذا بقي لاسياس من سلطة إذا؟ وحسابياً أصبحت نصف البلاد خارج سيطرته وهو ما لم يجافي الحقيقة علي ارض الواقع،- مبدئياً لست ضد مثل ذلك التمرد علي الطاغية ولكن ليس بيد أولئك السفاحين الذين ليسوا اقل منه جرماً- وبذلك لم يبقي معه من القادة القدامى والمعروفين سوي الجنرال فليبوس والجنرال عمر طويل وهم قائدا المنطقتين التي لم تعلن الخروج علي الديكتاتور إضافة إلى بعض الوزراء الذين “لا يهشوا ولا ينشوا ” علي قول المثل السوداني. ولكن ما جعلني صراحة أعيد النظر والقراءة اكثر من مرة في هذه الأخبار الترويج المتعمد الذي قصد منه صاحب الخبر أو بعض المواقع التي هدفت إلى إظهار هؤلاء القادة المجرمين دون غيرهم علي انهم وطنيين عكس أولئك القادة من أبناء ……….. والذين لاهم لهم سوي تامين مصالحهم الشخصية الضيقة علي حساب الشعب، وتأكيدا للإشاعات التي يروجها البعض والتي تقول بان الديكتاتور يعتمد في تامين حياته الشخصية علي أبناء بعض المكونات القبلية والطائفية والذين تتعارض مصالحهم أساسا مع سياساته الطائفية، والذين ليس لهم آي وجود علي المسرح السياسي. وإذا ربطنا هذا مع الاعترافات التي أدلى بها ضابط الاستخبارات الهارب من النظام المدعو منغيستاّب للتلفزيون الأثيوبي وأعيد بثه عبر برنامج تلفزيون أخبار إرتريا الذي يبث من القناة الأثيوبية وذكر فيها الإبادة التي ارتكبت بحق أفراد من أبناء قومية الكوناما- والتي لم تثير اهتمام الكثيرين من دعاة الوطنية المستحدثة الذين يروجون لهذه الإشاعات – وذكر من ضمن المتهمين الطبال الكبير علي عبده والذي حسب علمي ليس من اختصاصه مثل هذه الأعمال الكبيرة والخطيرة والتي تحتاج إلى أصحاب القلوب القاسية والتي لا تتناسب والابن المدلل، هذا ليس دفاعاً عن البوق الكبير الذي لم يستطيع أن يحرك ساكناً حتى عند اعتقال والده، وكذلك ليس إنكارا للمجزرة التي ارتكبت ولكن لتقاسم الأدوار الذي يفرضه العمل ولا ينتقص هذا شيء من جرائمه الكثيرة .
وهذه الأخبار تنشر عبر مواقع معروفة بهدف الدعاية، ولتلميع أشخاص يقابلها تشويه متعمد لآخرين وذلك تصريحاً وتلميحاً مرات أخرى، والجميع يعرف انه لا يوجد مسؤول أو قائد بالنظام لم تتلطخ يداه بدم الأبرياء من أبناء الشعب الإرتري ،والتركيز بهذا الشكل المكثف يهدف من ورائه أصحابها إقناع الشعب الإرتري بان في الشعبية ملائكة وشياطين وان هؤلاء اّثروا الوقوف إلى جانبهم فيما رفض البقية وذلك لترسيخ فكرة أن هؤلاء هم الأكثر حرصاً علي البلاد والعباد من باقي القيادات وكل هذه التلميحات يجب أن لا تفوت علي فطنة القارئ الكريم ،وقد استغل هؤلاء الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد مما جعل الناس تغض الطرف عن مثل هذه المغالطات وعدم الموضوعية التي ملأت المواقع أخيرا وترديد البعض تلك الدعايات الخبيثة والماكرة للثلة المارقة التي تريد أن تضحك من جديد علي الآخرين تحت دعاوى الوطنية الزائفة والتي ارتكبت باسمها ابشع الجرائم، وما يزال أولئك علي راس القيادة القابضة بيد من حديد علي زمام السلطة، وفي المقابل يجب علي أصحاب المواقع الإلكترونية أن لا يجعلوا من مواقعهم المصادمة أبواقا لمثل هذه الأخبار الملفقة والموجهة.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41045
أحدث النعليقات