تقريرعن إصابات الايدز في إرتريا بمناسبة اليوم العالمي للمكافحة المرض
إعداد /طاهـــر محمد علي
احتفلت الأسرة الدولية في الأول من سبتمبر2008م باليوم العالمي للمكافحة مرض المناعة المكتسب (الايدز ) كما تفعل ذلك كل عام ، ويتم الاحتفال بهذه المناسبة منذ عام 1988م حيث أقرت منظمة الصحة الدولية ذلك اليوم ليكون يوما للتضامن من اجل مكافحة الايدز ،وقد جأت الاحتفالات هذا العام تحت شعار”فلنعمل سويا من اجل التصدي للأيدز” وقد نشرت منظمة الصحة العالمية تقرير مفصلا عن انتشار المرض في العالم علي حسب الدول وقد جاء في التقرير أن عدد الإصابات وصلت في العالم الي (33,5)مليون منهم (2,2 )مليون من الأطفال وإن 15%من هؤلاء يتواجدون في إفريقيا واغلبهم من دول الساحل والصحراء ،وان عدد الوفيات وصلت العام الماضي الي (65)ألف حالة ثلثين منهم من القارة السمراء ،وبهذه المناسبة أكد التقرير أن الايدز مازال يشكل خطرا كبيرا في العالم ،ودعا كافة الدول والمنظمات الإقليمية إلي بذل مزيدا من الجهود للتصدي للمرض ، ودعا الدول المانحة والمنظمات الدولية للوفاء بعهودهم بتقديم المساعدة للدول الفقيرة للتصدي للمرض وخاصة في افريقيا، التي يشهد المرض فيها انتشارا خطيرا،وبهذه المناسبة أقامت وزارة الصحة الارترية يوما احتفاليا بمدينة قندع ،وقد اشتمل البرامج بلاضافة الي فقرات ترفهيه إلي عددا من السمنارات هدفت الي توعية المجتمع بخطورة المرض وكيفية التعامل معه ،وعدم تمييز المصابين في داخل المجتمع ،وهي مهام فشلت فيها المنظمات التابعة للنظام الحاكم منذ الاستقلال فعدد الإصابات لم تتجازو السنوات الاولي من الاستقلال الميئات في مدن محددة بينما تشير الإحصائيات الرسمية بأن العدد يترواح مابين ( 70,000-100,000 ) حالة في إرتريا وذلك علي حسب التقرير الرسمي الصادر من وزارة الصحة الارترية والذي قد سبق أن نشرنا ملخصا منه في النافذة الالكترونية الشهرية التابعة للمركز ونعيد نشره بشكل موسع اليوم لأهمية الموضوع وتماشيا مع المناسبة العالمية وقد جاء في التقرير الذي نشر في موقع unaids country profile أن عدد الإصابات في إرتريا يتراوح مابين (70.000-100.000)وذلك علي حسب الفحوصات الميدانية التي أجريت في نهاية العام الماضي ،وشملت تلك الدراسة الميدانية والتي تعقد كل عامين (14)مدينة و(29)قرية من كافة الأقاليم الإرترية . الانتشار بين مختلف الفيئات :وقد جاء في التقرير أن عدد الإصابات تختلف من فيئة الي أخري ومن اقليم إلي أخر ،حيث ترتفع عدد الإصابات في كافة الأقاليم بين فيئة الإناث اللائي يتراوح أعمارهن مابين (20-24)عاما ،ووصلت نسبة الإصابات بين تلك الفيئات (2.38)،ومعظم أفراد تلك الفيئة هم من الإناث غير المتزوجات من اللائي يتواجدن في الخدمة اللازمية ،أما في أوساط فيئة الرجال فأن الإصابات في زيادة خطيرة وخاصة بين أفراد الجيش الارتري وسائقي الشاحنات ووصلت نسبة الإصابة في أوساط تلك الفيئات (8.8) . الانتشار علي حسب الأقاليم الارترية :وأما انتشار المرض علي حسب الأقاليم فقد جاء في التقرير أن أعلي الإصابات سجلت في إقليم جنوب البحر الأحمر و وصلت نسبة الإصابة فيه (7.2)،وتلاه بعد ذلك الإقليم الأوسط بنسبة (3.6)،ثم أقليم القاش بركه بنسبة بلغت (2.6)،وتنخفض نسبة الإصابات علي حسب ماجاء في التقرير في كل من إقليم شمال البحر الأحمر بنسبة بلغت (1.77)والإقليم الجنوبي بنسبة (1.65)وإقليم عنسبا بنسبة (1.3) معدل الوفيات بالايدز : وقد وصل عدد الوفيات علي حسب التقرير (5600)وذلك في العام الماضي فقط ،وقد أبدت الوزارة تخوفها من هذه الأرقام ،ولاسيما أن المرض يستهدف القوي العاملة والمنتجة في البلاد ،كما أنه أصبح يشكل عائقا كبيرا أمام المناشط التنموية وبرامج محاربة الفقر في البلاد،ونشير الي أن عدد الوفيات شهد إنخفاضا طفيفا مقارنة بالأعوام الماضية وبالمجمل فإن إنتشارا المرض في إرتريا أخطر وأعمق مما جاء في التقرير الحكومي ،وان السنوات الأخيرة شهدت انتشارا واسعا ،لأنه وعلي حسب تقرير منشور في موقع hivinsite education وهو موقع متخصص في رصد إحصائيات انتشار الايدز في مختلف دول العالم وكيفية التعامل معها فأن عدد الإصابات في إرتريا في عام 2005م كان(59000)ولوسلمنا الآن بالتعداد الحكومي الذي صدر في التقرير الذي استعرضناه فأن عدد الإصابات بالمرض ارتفعت في إرتريا خلال العامين الماضيين ،وهذا مؤشر خطير جدا يهدد مستقبل المجتمع الارتري ولهذا يتوجب علي الجميع أفراد ومنظمات العمل بكافة السبل المتاحة للتوعية المجتمع الارتري ،وهي المهمة التي فشلت فيها الجبهة الشعبية وكافة منظمتها المدنية والشبابية التي ألزمت نفسها منذ عام 1992م للعمل للسيطرة علي هذا المرض الفتاك والذي كان عدد المصابين به في تلك الفترة لايتجاوز الميئات ،وبالرغم من ملايين الدولارات التي كانت تقدم للحكومة الارترية من قبل البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة usiad الأمريكية وغيرها من المنظمات الداعمة لذلك المشروع فأن كافة الجهود كلها بأت بالفشل ولم تستطيع حتي الآن لوضع حد لإنتشار ذلك المرض الفتاك ،لأنه لايمكن معالجة وإيقاف انتشار هذا المرض بعيدا من التوجيهات الدينية والموروثات الثقافية النبيلة للمجتمع الارتري الذي ظل محافظا بها طوال العهود الماضية بالرغم من النكبات التي مر بها ،وسوف لن تستطيع الجبهة الشعبية وضع حد لانتشار هذا المرض إذا لم تغير في آليات عملها وإشراك رجال الدين والمثقفين وأصحاب الرأي في المجتمع الارتري في عمليات التعبئة الجماهيرية ،والسماح لذلك المجتمع للحفاظ علي ماضيه الذي كان يتسم بالعفة والكرامة والمحافظة علي نسيجه الاجتماعي ،ولم يأتي هذا التلوث والانهيار الأخلاقي إلا من خلال فشل سياسات الجبهة الشعبية المفروضة علي الشعب الارتري بقوة الحديد . إن أكبر عامل اليوم في انتشار المرض في إرتريا هو ظاهرة وجود المقاهي الليلية التي يتم فيها تناول المشروبات الكحولية والتي انتشرت في البلاد بشكل خطير بل أن الحكومة الارترية تشجع افتتاح مزيدا من تلك الإمكان حتي في المناطق التي سكانها لاحاجة لهم بها ويرفضون وجودها ،والهدف من ذلك هو تلهية المجتمع وصرف نظره من قضاياه المصيرية ونتيجة لذلك فأن عدد الإصابات بالمرض في تلك الأماكن التي تحدثنا عنها وصلت (22.8%) وذلك علي حسب تقرير عام 2002م . والعامل الأخر في انتشار المرض أيضا هو ظاهرة التكديس الموجود في معسكرات التدريب بين الذكور والإناث ،حيث أصبحت تلك المعسكرات معملا لإنتاج أمراض جديدة وخاصة في صفوف الإناث . وقد جاء في التقرير أن معظم الإصابات في إرتريا هي بسبب العلاقات غير الشرعية ،كما توجد إصابات عبر نقل الدم وهو مايؤكد ضعف الخدمات الصحية في البلاد . ونختم بالقول إن مستوي التوعية بخطورة المرض مازال منخفضا في إرتريا ،وهي مسئولية تتحملها الحكومة لأنها أهملت دور رجال الدين والمثقفين وأصحاب الرأي في تقديم التوعية الدينية الصحيحة ودور الأسر في تربية أولادها،كما أن الحكومة فشلت في تحميل مسؤولية المصابين وتوفير الخدمات الصحية والغذاء اللازم لهم لأن الواقع حاليا عندما يتم اكتشاف الشخص المصاب يتم الاستغناء عن خدماته ويتم توجيه أقربائه بتحميل مسؤوليتهم تجاهه وفي ظل عدم وجود وعي بالمرض والتعامل معه يعيش هؤلاء في حالة من التمييز في داخل المجتمعات ،وإذا لم يتم إعادة النظر في آليات معالجة المرض لوضع حد لانتشاره فأننا مقبلون علي خطر في بلادنا . للتواصل :
tahira@ymail.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41087
أحدث النعليقات