قــطوف أرتــريـة (23)
بقلم : أحمد نقاش
هروب قيادات النظام الاريتري واسبابها (4)
كما ذكرت فى الحلقة السابقة ان قادة نظام هقدف ومعظم سفرائه بدؤوا فى الهروب، منهم من سكت بعد ان استقرا به المقام فى احد اركان العالم، متحصلا على اللجوء مثله فى ذلك مثل اى اريترى الذى ترك البلاد بسبب النظام الديكتاتورى الذى كانوا احد ادواته،منهم من انضم الى بعض قوى المعارضة لممارسة العمل السياسي من خلال رؤية جديدة،واخرون اقاموا احزاب خاصة بهم على نفس المنهج الذى تربوا فيه ورضعوا مفاهيمه من كتاب (نحن واهدافنا).
اذا كانت اسباب الهروب لدى هؤلاء واحدة وهى الحفاظ على الذات الا ان اسباب استمرارهم فى العمل السياسي ودوافعها تختلف من واحد لثاني،ويمكن ان نقسمهم على النحو التالى :
1- منهم صادق فى توبته ويريد ان يكفر عن افعاله التى استكرها عليها ويريد ان يلعب دورا ايجابيا فى التغير الديمقراطى الذى تسعى اليه معظم قوى المعارضة الاريترية ومعظم هؤلاء كانوا من قيادات ابناء المسلمين فى الجبهة الشعبية الذين خدموا مشروع (نحن واهدافنا) كرها او جهلا، والقليلين منهم الذين التحاقوا بركب حكومة النظام عقب التحرير مثل قيادات( التنظيم الموحد) تحت حجج بناء الوطن من خلال الدولة الوليدة، كـأن رجالات هذه الدولة جدود لم يكنوا من قبل فى الساحة السياسية الاريترية وبهذه المناسبة اريد ان اذكرحادثة اجتماع رئيس اللجنة التنفيذية للتنظيم الموحد المناضل (عمرالبرج) معنا كفرع طلابى فى احد العواصم العربية ليبلغنا بحل التنظيم الموحد وكان الحوار بين وبينه بذات على النحو التالى :
عمر البرج : المجلس الوطنى لقد قرر فى اجتماعه حل التنظيم الموحد واصدر تعميم الى كل قواعد التنظيم يطلب فيها الالتحاق بالحكومة الاريترية والعمل معها فى بناء الوطن .
أحمد نقاش : لدى سؤال ياسيادة الرئيس هل خلاف التنظيم مع الجبهة الشعبية كان فقط لانها لم تحرر الارض وعندما حررت الارض انتها الخلاف ام كان خلاف فى البرنامج السياسي والرؤية المستقبيلة لاريتريا الوطن والدولة؟
عمر البرج : طبعا كان فى كثير من الامور من ضمنها البرنامج بس الوطن الان يحتاج لكل ابناء الوطن من اجل البناء.
احمد نقاش: اذا كان الخلاف كما ذكرت فى كثير من الامور اذن من الذى قام بتغير برنامجه او رؤيته هل الجبهة الشعبية هى التى تنازلت عن برنامجها ورؤيتها ام التنظيم الموحد هو الذى غير من رؤيته لان برنامجين ورؤيتين لا يمكن ان يبنيا معا وطن واحد؟
عمر البرج : يا إبنى لا تنظر الى الامور بشكل ضيق لان الوطن يتسع للكل ومحتاج للكل وخاصة انتم طلاب يمكن ان تغيروا اشياء كثيرة مع الزمن اذا تعلمتم بشكل جيد.
أحمد نقاش سؤال دستورى ….
عمر البرج يكفيك يا إبنى سألت كثير …
أحمد نقاش .. معليش عم عمر اخر سؤال ….
عمر البرج : بإختصر لو سمحت …
أحمد نقاش : ان دستور التنظيم الموحد يؤكد على ان التنظيم لا يجوز حله ،الا فى المؤتمر العام من اعطى الصلاحية للمجلس ان يحل التنطيم مخالفا مواد الدستور على العموم هذه الاسئلة لتاريخ،انا شخصيا اعتبر هذا القرار غير شرعى والتعميم الذى صدر لا يمثل الا الذين اصدره، ونحن لم ولن نضم الى حكومة الجبهة الشعبية لانها ليست جديدة بنسبة لنا واذا اردنا الانضمام اليها لا نحتاج الى اى تعميم مخالف للدسنور … وشكرا .
عمر البرج : مش، مش، مش انا الى حليت التنظيم، المجلس كله هو الى اراد ذلك، خلاص انا اش اعمل ام انتم احرارا، امشوا ما تمشوا هذا يرجع ليكم، خلاص، انا كلمتكم.
وكانت اسئلة اخرى من الاخرين والاجتماع انته بهذه الصوره ….
والهدف من نقل هذا الحوار، كما جر ى دون اى زيادة او نقاص لانها مسؤلية امام الله اردت ان يعرف القارئ ان الذين اتخذوا قرار الحل دون اى مبرر دستورى ليس جهلا بالجبهة الشعبية انما ارادوا ان يبحثوا عن مصالح لهم فى الوضع الجديد دوم مراعات لمشاعر الجماهير التى كانت مرتبط معهم وفق برنامج والثوابت الوطنية التى كانت مخالف لبرنامج (نحن واهدافنا) ويبدو عند هؤلاء من اجل المصالح تهن كل الاشياء اذا وجدت، الا ان الاحلام كلها تبخرت، لان الحلم بالسلطة فى جنة هقدف كان اشبه ما يكون بحلم ابليس فى جنة الله، وبالفعل كل الذين كان لهم دور كبير فى اتخاذ قرار الحل التحقوا سريعا لبحث مركز من مراكز السلطة، الا ان معظمهم لم يجدوا الا مشروع تسمين فى فنادق اسمرا لمدة سته اشهر مما يعدون.والقليلين الذين اجادوا العمالة والتلون حققوا بعض المكاسب السلطوية سواء داخل البلاد او خارجها،سفير هنا او قنصل هناك …
اما السيد عمر البرج رحمه الله على ما يبدو من حديثه لم يكن راضيا بقرار حل التنظيم ولكن غلب على امره وتكالبت عليه جماعة المصالح واستضعفوه وبدليل انه لم ينخرط فى سلطة الجبهة الشعبية بل استمرا فى عمله الانسانى مع طلاب العلم من ابناء اريتريا خارج الوطن الآ رحمه الله وادخله فسيح جناته.
2- منهم من يريد ممارسة العمل السياسي لمجرد حب السلطة والاسترزاق من ورائها ومعظم هؤلاء لقد انخرطوا فى مختلف قوى المعارض الاريترية وفق قربهم او بعدهم من التركيبات الاجتماعية والاقليمية للتنظيمات المختلفة،وهؤلاء اقرب الى سماسرت السياسة أكثر منهم ساسة .
3- ام النوع الثالث والخطير الذى يريد الاستمرارفى العمل السياسي لا لشيئ انما من اجل انقاذ المشروع القومى من جديد،المشروع الذى اصبح مهددا بسبب تصروفات النظام الحاكم فى اسمرا ولا يستبعد ان تكون لمثل هذه المجاميع علاقة بشكل من الاشكال بنظام الحكم فى اسمرا،وقد تتمثل هذه العلاقة فى الدعم المادى والفكرى او فى حفظ الازواج والابناء من البطش او بعث الزوجات والاخدان لهم لضرورة البيلوجية اذا طالت الايام، ومعظم هؤلاء يتكونون من الشخصيات التاريخية والاساسية فى مدرسة (نحن واهدافنا) وبعض المثقفين من ابناء التجرينية فى امريكا والدول الاوروبية والذين كانوا فى يوم من الايام احد اعمدة نظام هقدف فى الخارج، بل من المنظرين السياسين للنظام الحاكم ،وهؤلاء عندما شعروا بان النظام اصبح المهدد الحقيق للمشروع القومى بتصروفاته الحمقاء محليا واقليميا وعالميا، مما يعنى ذلك انهيار المشروع القومى الاقصاء مع انهيار النظام، الذى لا محال ذاهب الى مزبلة التاريخ، انما المسألة مسألة الوقت، عند اذن هرولوا الى الخارج ليمثلوا وجه المعارضة واستيلام الحكم من بعد زوال الرأس دون تغير فى منهج الحكم او اسلوبه فى عملية الاقصاء وتقرنت اريتريا، لذا تجدهم دائما يتحدوثون عن ان الجيش الشعبيى جيشهم دون سائر المواطنين، ومؤسسات الدولة مؤسساتهم التى يحرم محاربتها او قتل جند واحد منها وكل هذا ليس حبا فى هؤلاء الشباب الجنود الذين قتلوهم من قبل فى معارك لا ناقة لهم بها ولا جمل، لكن لشئ فى نفس يعقوب،لانهم يرونا تهديدا مباشرا لمشروعهم القومى فى حالات نشوء قوى اخرى للمعارضة الاريتريا او انهيار الدولة برومتها مما يعنى ذلك عودت الشباب المستعبد والمسخر للمشروع الذى لايعرفون عنه شئ الى اهلهم وجماعتهم وقبائلهم ومناطقهم ،وبتالى سوف يفقدون اهم وسائل القوى التى استخدموها فى استعباد الشعب وارهابه دون وجه حق، فضلا عن ان انهيار مؤسسات النظام وعودة الابناء الى ابائهم قد يعيد الرشد الى الابناء، وبتالى يحدث توازن القوى بين المجتمع، والكل سوف يظهر على حقيقته ويتضح الأعز منها الأذل، بل يخافون بعودة الحق لاهله،من هنا يخططون احضار البديل لحماية المشروع من الجديد عبر احداث تغيرات طفيفة لذر الرماد فى العيون دون احداث اى تغير فى الجوهر وهذا ما لا يتيسر لهم الا من خلال التلون بلون المعارضة، دون اى تغير فى الوانهم الحقيقة، وهذا الاسلوب اسلوب القفذ من الخلف ليست جديدة فى اخلاقهم ومن قبل فعلوها ،عندما فكر اسياس افورقى والذين كانوا معه الإلتحاق بالثورة ايام الكفاح المسلحة، لم يفعلوا ذلك شهامتا منهم فى الدفاع عن الشعب،بل لاهدافهم الخاصة بهم، لو خرجوا من اجل هذا الشعب فى الاصل، لما قتلوه شر قتلى بعد الاستقلال ،انما التحقوا بالثورة عند ما شعروا وادركوا ان الثورة تتقدم فى خطواتها وهى منتصرة لا محال،وقومية امهر الحاكمة فى اثيوبيا التى تحالفوا معها لم يجدوا منها ما كانوا يحلمون، عندها فقط فكروا فى الالتحاق بالثورة التى كانت فى اعرافهم مجموعة متمردة وعميلة للعرب اى (مجموعة شيفتا) هكذا التحقوا وقفذوا الى منابرها حتى افسدوا بافكارهم الاقصائية والانانية كثير من ابناء التجرينية الذين خرجوا من اجل الوطن فى الاساس، ومن لم يقتنع ويعمل بأرائهم سحقوه بحجة الخروج على قوانين التنظيم ونظمه.
وهؤلاء ما كان ليكون لهم موطئ قدم فى ميدان المعارضة الاريترية لو لا ضعف هذه المعارضة لان معظم النخب السياسية الاريترية وخاصة الجانب المسلم منهم يصعب عليهم وضع الاصبع فى الجرح لانهم يعيشون منذ ان اصبحوا سياسين قمة فى المثالية السياسية والتى بها اضاعوا حقوق مجتمعهم فى الاطار الوطن العام.
من هنا على الشعب الاريترى ان يحذر هؤلاء من ان يغدروا به مرة ثانية،علينا ان ننظروا دائما الى جوهر القضايا لا الى اعراضها وان نقيس صدق الرجال من خلال اعمالهم لا من كلامهم،علينا ان نحاول التعرفوا الى ما فى صدورهم اكثر من التعرف الى ما فى صحفهم.
ahmednagash@yahoo.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41162
أحدث النعليقات