قــطوف أرتــريـة (22)
بقلم : أحمد نقاش
هروب قيادات النظام الاريتري واسبابها (3)
تحدثت فى الحلقة السابقة عن النشأة الفكرية والهيكلية للجبهة الشعبية والحزب السر الذي يسير امرها كما ذكرت التدرج الفكرى الاقصائى والادارى للقادة فى التنظيم وهذا التقسيم والتدرج الذى يعتمد اساس على مدى قرب القيادى وقناعته من المشروع الاقصائى (نحن واهدافنا) فضلا عن التدرج الاقليمى والاجتماعى العشائرى.
بدايتا اريد ان ااكد للقارء الكريم ان تنظيم الجبهة الشعبية حقيقتا تنظيم نخبوى وليس جماهيرى كما يدعون وجماهير عضوية التنظيم ما هى فى نظر هذه النخبة الا ادوات التنفيذ والاذرع التى تستخدم لمصلحة المشروع وحماية القيادة واستمرارها.اما جموع الشعب التى لا تنتم الى هذا التنظيم ما هى الا رعاع يجب استغلالهم واستعبادهم طوعا او كرها.
والشعب الاريترى لديهم ثلاثة اقسام :
– قومية تجرينية ولهم السيادة والقيادة والجيد منهم من حقه ان يصعد الى اعلا سلم القيادة وفق علو المشروع فى فكره،والرديئ منهم يبقى فى السد الامام للدفاع عن المشروع مع تمتعه بسيادة المعنوية على القوميات الاخرى،والاستفاد من المصالح المادية والوظيفية
– مسلمى شرق اريترية من العفر والاساورتا والساهو والجبرتا وابناء سمهر على المدى البعيد يجب اذابتهم فى التقرنة واستخدامهم فى العسكر والوظائف الهامشية والرعى والزراعة،وعلى المدى القريب يجب استيعاب الاقليات الهامشية فى داخلهم لتمرير المشروع واضعافيهم من الداخل باعتبار الاقليات الهامشية اسرع واقرب للاستعاب والطاعة من الناحية السيكلوجية .
– مسلمى غرب اريتيرية على المدى القريب يجب استعاب الاقليات الهامشية فى السلطة الصورية واستخدامهم لحين من الوقت واستخدام السواد الاعظم منهم فى العسكر والاعمال الهامشية،وعلى المدى البعيد يجب دفعهم وتهجيرهم الى بلاد السودان.
وهذه النخب فى حد ذاتها درجات على مستوى قومية تجرينية والمجتمع الاريتري على النحو التالى :
فى الدرجة الاولى (ابناء حماسين + الايمان بالمشروع القومى )
فى الدرجة الثانية (ابناء سراى + الايمان بالمشروع القومى )
فى الدرجة الثالثة ( أبناء اكلى قوزاى + الايمان بالمشروع القومى )
فى الدرجة الرابعة ( ابناء تجرينية عموما بصرف النظر عن ايمانه بالمشروع)
فى الدرجة الخامسة (المسيحين من خارج تجرينية والمؤمنين بالمشروع)
فى الدرجة السادسة (ابناء المسلمين الذين ليس لديهم مانع من التقرنة)
فى الدرج السابعة ( المصلحين والانتهازين من ابناء المسلمين )
فى الدرج الثامنة (المغفل النافع )
اما الشرفاء والوطنيون الصادقون والمدركون لاهداف هقدف من ابناء التجرينية وابناء المسلمين والقوميات الاخر جزاءهم القتل والحبس والتشريد.
هذه هى خريطة التعامل ومعيار الاختيار لاصحاب المشروع القومى (نحن واهدافنا)
كل الذين تقلدوا المناصب العليا وخاصة السياسية منها من المسيحين والمسلمين فى الجبهة الشعبية تم اختيارهم وفق هذه الخريطة والاستمرار فى هذه المناصب لعشرات السنين والتنظيم يفعل ما يفعل بالشعب الاريتري لدليل قاطع بوجود احد هذه الصفات فى هؤلاء القادة.
والحكمة تقول : ” يمكنك ان تخدع كل الناس لبعض الوقت.. ويمكنك ان تخدع بعض الناس كل الوقت.. الا ان من المستحيل ان تخدع كل الناس لكل الوقت” .وبتالى لا يمكن ان يكون كل هؤلاء القادة كانوا مخدوعين كل هذا الوقت انما المسالة هى قنعات ومصالح والانتهازية .
ودكتاتورية افورقى والتصفية الجسدية للخصوم لم تبدء اليوم او امس انما هى منذ تأسيس التنظيم بدءا من مناضلي المنكع وكثير من المجهولين ومرورا بمعلمى المعاهد الاسلامية واخيرا بمجموعة (15) ان دجيج طاحونة افورق لم تتوقف يوم عن طحن المناضلين وشروفاء هذا الوطن العزيز،وهؤلاء القادة كانوا فى نوم عميق رقم قوة دجيج الطاحونة وقهقهت الطحان وعلوى صراخ المطحونين ،مع ذلك الكل كان فى منصبه ينفذ اوامر السيد الرئيس الذى كان ومازال يحكم البلاد بلا دستور او قانون ،عند ما استمرت الطاحونة فى الاتساع وكثر زئر الاسد الجبان بدء الكل من القادة يفكر فى نفسه لان طاحونة القادة لا يمكنها ان تطحن الا القادة ووقود الطاحون بدء يقل ولا يمكنها ان تتوقف، لان ذلك يعنى توقف الديكتاتور عن عمله الاساسى،من هنا بدء الجميع يفر من قصورى محملين كل جرائم السنين الرجل الاول فى الدولة،جاهلين او متجاهلين بأن الجرائم لا تسقط بالاستقالة او الهروب او التقادم انما الجرائم تسقط بالبراءة تصدرمن محاكم متخصص محلية او دولية وكما لايستقيم من الناحية القانونية ان يتحمل المجرم الكبير جرائم صغار القادة انما الكل يتحمل جرائمه على قدر مسؤليته وما ارتكبه فى حق الشعب، لان القاعدة فى القانون – لا تذر وازرة وزرا اخرى- والجريمة تكن اكبر اذا وضعنا فى الاعتبار ان كل الاوامر التى كان يطبقها القادة كانت تصدر من رئيس غير شرعى ولا دستورى او قانونى والكل يعلم ذلك و الجهل لا يعفى احد من المساءلة القانونية – ولكم فى القصاص حياة يا اولى الالباب_ اذا كان كل من يهرب تسقط عنه المساءلة القانونية بل نعتبره بطلا اذن من الجائز والممكن غدا او بعد غدا ان يهرب السيد الرئيس وينضم الى المعارضة وبتالى يكن معفيا من كل الجرائم التى ارتكبها مثله فى ذلك مثل الذين سبقوه فى الهروب والانضمام الى صفوف المعارضة،بل ولا يستبعد ان يقود البلاد مرة اخرى لان الهروب يجب ما قبله كما نراه فى القاموس السياسي للمعارضة الارترية!!! لكن هل الشعب يستطيع ان يغفر لمن ارتكبوا جرائم فى حق ابنائه من الاطفال والنساء والشيوخ وجرحى حرب التحرير والارامل واليتامة. اذا كانوا هؤلاء القادة حقا واثقون من برائتهم فاليقدموا انفسهم اولا لعدالة الشعب قبل ان يتقدموا للقياداته،لان ميزان العدل لا يمكن ان يستقيم فى الوطن مرة اخرى قبل ان يتعرف الشعب الاريترى الصالح من الطالح،ان استغفال الشعب مرة اخرى وصيده فى ماء عكر وهى لعمرى لجريمة اكبر من تلك التى ارتكبت وترتكب،ام يعتقدون هؤلاء القادة ان الشعب الاريترى فاقد للذاكرته بسبب الماساة التى ارتكبت وترتكب فى حقه،من يعتقد ذلك هو من سفه نفسه،لان الشعب الاريترى حاضر الذاكرة ويعرف جيدا كل الكبار والكبائر بل ان هذا الشعب يعلم انه جزء لا يتجزء من شعوب العالم التى ارتكب فى حقها جرائم مماثلة ثم ثأرة لنفسها عبر المحاكم والقانون والمتابعة : ان الشعب الالمانى لم يحاكم (هترل وحده بل حاكم كل قادته ويلاحقهم الى يومنا هذا منذ اكثر من نصف قرن،والشعب الرومانى لم ينتقم فحسب من الدكتاتور شاوسيسكوا بل انتقم من الذين كانوا فى معيته ،المجرم الصربى (ميلوسوفيتش) لم يحاكم وحده بل كل معاونه،وكذلك شأن مجرمى رواندا،والشعب الاريترى لن يشذ عن هذه القوانين المعمول بها دوليا ،مبادئ التعاون الدولى واضح فى تتبع من ارتكب جرائم فى حق الشعوب منذ ان اعتمدت ونشرت بموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة تحت رقم 3074(د-28)فى الثالث من ديسمبر1973هذا فضلا عن وضوح نظام روما الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية وخاصة المواد(27) و(28) و(29) .
ومن هنا يجب على هؤلاء عدم التطاول ومحاولت التنظير والتبرير فى مسائل واضحة مثل شمس الصيف فى كبد السماء ،من سخرية الزمن ان يأتى من كنت تقاومه ان يعلمك اليوم كبف تقاوم !!!
اذا كان هروب هؤلاء القادة اساسا من اجل حماية الذات بسبب اصابة السيد الرئيس بجنون أزهاق الارواح والعمى فى الالوان بحيث اصبح لا يميز بين العدو والصديق الا ان دوافع الاستمرارا فى العمل السياسي تختلف عند هؤلاء من شخص لاخر…
ماهية هذه الدوافع فى الحلقة القادمة اذا شاء القدر ….
ahmednagash@yahoo.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41164
أحدث النعليقات