بَوادِر مُهددات السِلم الإجتماعى فى أرتريا
(1)
يُعتبر السِلم والوئام داخل المُجتمعات وبين شرائحه المُختلفة الركيزة التى يقوم عليها السلام والتعايش ، ففى رحابه يُمكن تحقيق التنمية والتقدم ، فسلامة العلاقة بين المُكونات هى علامة على صحة المُجتمع ودليل على قدرته للنُهوض والتطور وتحقيق الإستقرار فى جميع مناحى الحياة ، وإن ضُعف العلاقة بين المُكونات وفتورها تزيد من التخلف وتقوّض التطور والنماء ومؤشر للسقوط فى العنف والصراعات لهذا فإن صفاء أجواء المُجتمع من العداوات والصراعات يجعله مُهيئاً للتعاون والانطلاق ويحفظ قوته من الهدر والضياع، لذلك كان من الطبيعي ان تسعى القوى المناوئة والأنظمة المُستبدة بتمزيق وحدة المجتمع وإثارة العداوات بين فئاته وهذا بالضبط مايفعله النظام وبعد الجهات الخارجية من دول الجوار التى لها مصالح فى تمزيق وحدة الشعب الإرترى وبالتالى كيانه .
(2)
فى أرتريا هنالك صراع إجتماعى قديم مُتجدد على النُفوذ والسلطة لايمكن تجاوزه فى أى تناول وقد لعب فيه الإستعمار دوراً كبيراً فى تعميقه وتغذيته لمصالحه الإستراتجية فى البقاء خاصة الإستعمار الأثيوبى الذى لعب دوراً كبيراً لايُمكن إغفاله فى تعزيز نُفوذ بعض المُكونات على حساب المُكونات الأخرى وشكل ذلك شرخاً فى جسداً الوحدة الوطنية ، وعلى الرغم من وعى المجتمعات المُبكر لها وتجاوزها لكن لا تزال أثاره ماثلة .
(3)
فى الفترة الأخيرة ظهرت بوادر تمزيق الوحدة الوطنية بظهور اصواتٍ تسعى لتقسيم المُجتمع الإرترى جغرافياً وتصنيفه وتمييزه على أساسٍ عرقى وظهور هذا المشروع التقسيمى فتح الباب واسعاً لنمو هاجس الشك وقيام أفراد للإصطفاف على أساس دينى وجُغرافى وعرقى كرد فعلٍ مباشر على المشروع ، وبذلك يُعتبر المشروع التقسيمى أول مسمار هدمٍ يدق فى جسد الوحدة الوطنية صحيح أنه سبقت ذلك قيام كيانات على أساسٍ قومى لكنها ليست ذات ثقل يُذكر ، وقد سبق كل ذلك قيام حركة الجهاد الإسلامى الإرترى وإن كان لقيامها مُبررات مقبولةً حينها لكن قيامها تحت شعارات الجهاد وتحكيم الشريعة فى بلداٍ مُتعدد الثقافات والديانات مثل هاجساً لدى شركاء الوطن من غير المسلمين .
(4)
برزت خلال الفترة الأخيرة أصوات تُمثل تهديداً للوحدة الوطنية والسِلم الإجتماعى ومن تلك الأصوات النشاز المدعو/تسفاصيون المقيم فى بريطانيا والذى دعا لقيام دولة (الأقأزيان) أى (تقراى – تجرنية) والداعية لقيام دولة تشمل سُكان اقليم التجراى فى أثيوبيا والناطقين بالتجرنية فى أرتريا وهم الطبقة الحاكمة فى كل من البلدين ، وفكرته تتمحور على ضم الناطقين بالتجرنية فى البلدين وتكوين دولة لهم ويقول فى طرحه إن على المسلمين فى أرتريا قبول هذا الطرح والخضوع له وكأنهم ضيوف لامواطنين أصلاء أصحاب حق تاريخى راكز وعريق ، بالإضافة لهذا الصوت النشاز قال احد أبناء التجرنية وهو المدعو/هبتى ماريام إن الديمقراطية لن تجدى نفعاً كنظام ٍ للحُكم فى ارتريا لأن غالبية السكان فى ارتريا مسلمون وبالتالى فإن الديمقراطية ستكون خصماً على التجرنية ويدعوا بتوحيد أبناء التجرنية لمواجهة هذه المُهددات .
(5)
إن المجتمعات عموماً لاتخلوا من صراعات إجتماعية عبر تاريخها وأرتريا ليست بدعة ، فالتاريخ الإرترى يحتفظ بصراعات إجتماعية خاصة فى منطقة المُرتفعات والإستعمار لعب فى ذلك دور المُساند لطرفٍ على طرف خاصة الإستعمار الأثيوبى ولكن المواطنين فى تلك المنطقة وصلوا لتفاهمات ومواثيق لوقف الصراع البينى بين المجتمع ، هذا التوافق النسبى تعزز فى فترة النضال التحررى وقاتل جميع الشعب فى خندقٍ واحد وقدموا أرتالاً من الشهداء ولهذا سيظل شعبنا مُتمسكاً وبقوة على وحدته الوطنية ووحدة تُرابه وسيادته وهويته الجامعة ,
(6)
فى ظل غياب الدولة المسؤولة التى تُرسخ قيم العدالة والمساواة وسيادة القانون فعلى القوى الوطنية والطليعة المُثقفة حماية ورعاية السِلم الإجتماعى برفض دعاوى تمزيق الوحدة الوطنية تحت شعارات إستعادة الحقوق وحماية المُكتسبات ، وبذل جُهداٍ فى تأسيس مشروعٍ وطنى يحفظ للجميع حقوقه ومُكتسباته ويحقق للشعب تطلعاته، وإن كبح كل مامِن شأنه تعكِير صفو العلاقات بين المُكونات الأرترية المُتعددة عرقياً ودينياً فى حينه مُهم قبل أن ينفرط عقِد الوحدة الوطنية الذى بدأ يضعف .
محمد رمضان
كاتب ارترى
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41406
الاخ محمد/
عندما قلت المسلمين هم الضامن الوحيد للمشروع الوطني .. لم يكن الغرض ينطلق من شعارات إقصائية او شوفينية ،بل انطلقت من خلفية تاريخية .. لان المسلمين عندما يفكرون عن الوطن يفكرون بشكل كلي لهم ولغيرهم …وحتى المفاهيم ، المتداولة في ساحة العمل السياسي الارتري . الشركاء – الوحدة الوطنية ..الخ من المفاهيم هي من نتاج المسلمين في ساحة العمل السياسي ولم تغيب هذه المفاهيم على مستوى الشعارات والممارسة عن وعي المسلمين الارتريين ،اليوم وبالأمس ،عندما كان الشركاء في وادي اخر ..إذن حتى نتجاوز الخلل القائم يجب عودة المسلمين الي دورهم التاريخ كما يجب ..وهذا يتم كما قلت يا اخي . عبر لملمت حالة التشظي و تنظيم وتوحيد صفوف المسلمين
أخى بركاى
تقديرى وإحترامى لحضورك وأضافتك القيمة إن العبارة التى ذكرتها فى ثنايا تعليقك (ومن الكياسة عدم جمع اعدئك فى قالب واحد) هذه تعكس قمة الوعى والإدراك ولو أنطلقنا من هذه القاعدة لحققنا الكثير بدل أن نوجه سهام التعميم التى ليست فى صالح قضايانا وقضايا الوطن … سلمت يداك
تحية طيبة لموقع فرجة والعامين عليه والتحية موصولة للاخ رمضان ولكل الاخوة.
كل ما ارجوه من جميع المهتمين على الشان الارترى ان يقدمو فى رد فعلهم العقل قبل العاطفة اما اقامة دولة تجراي الكبرى وان كنت ارى استحالة هذا الامر لاسباب كثيرة, اماطرح هذه الاشياء من باب كيد النساء فقط.
الاافكار السياسية التى نعيشها اليوم ماهيه الا انعكاس لواقعنا ولكى نفهم الواقع لازم ندرس التاريخ هومن يخبرنا كنا فين واين نحن الان والى اين وكيف. اختفاء جبهة التحرير عن الساحت وتلاشى حركة الجهاد كل ذالك يحتم علينا فعل شئ لنخرج من الحلقة الدى ندور فيها لنعمل على الطريق الصحيح والمدروس وصياغة وضعنا بشكل سليم اما المعتوه ماهو الاصرصور ملئة صفحات التاريخ من امثاله وهوالى مذبلة لامحالة
اما تسفاطين ومشتقاته لم يد فع بهم النظام فى الواجه الابعد ما ارعبته جموع الارتريين من كل الاطياف فى جنيف الاولى والثانية وغيرها واراد ان يكسر هذا التلاحم وقد اراه نجح بشكل لاباس به.
واتمنى انبتعد قدر الامكان من التعميم فهناك من يقف ضدده ليس حبا فينا ولكين كرها للمعتوه. ومن الكياسة عدم جمع اعدئك فى قالب واحد. وتحياتى للجميع
أخى وهاج
مع إحترامى لك أنا لأ أعيش فى برج عالى ولست مثالياً كما تعتقد وذكري للمشروع التقسيمى فى المقال لا اقصد به جهة محددة فالساحة تعج بالمشروعات التقسيمية . فيما يخص التجرنية أنا أنتمى لمجتمع يتعايش مع التجرنية ويتقاسم معهم الحياة ولهذا ينطلق غالباً بواقعية ومع ذلك فهم أكثر المكونات الأرترية مصادمة ومواجهة وينبغى الرجوع لتاريخ المنطقة فالصراع لدينا مألوف ولهذا حديث تسفاصيون وغيره لم يصدمنا ابداً وقد حاول أسلافه إقتلاعنا من أرضنا ولم يفلحوا.فى هذا البلد ليست لدينا أمانى نحققها بالقرب من التجرنية وترك محيطنا الذى ننتمى له لكننا أكثر واقعية فى التعامل مع الوضع الماثل وحالة التشظى التى نعيش وهذه يدركها من يتعامل بواقعية بعيداً عن الأمانى والعواطف والشعارات.
شكرا لك
الكاتب القدير/ بشرى بركت
شكرا لحضورك وتوقيعك فى المقال
المشروع الوطنى الذى نرجوه بالطبع هو المشروع الذى يعيد الحقوق إلى أهلها بسن قوانين تحفظ للجميع حقوقه وتحقق لجميع المكونات الأرترية تطلعاتها ولكن هنا ينبغى معرفة أن المشروع الوطنى يجب ان لا يكون لصالح طرف على أخر .
فيما المظلات الباهتة التى تنشأ هى بالطبع لن يكون لها تأثير على مستوى الأحداث السياسية فى أرتريا ولكن تأثير الفكرة والشعار له أثار سلبية كزرع حالة التوجس والشكوك بين أبناء الوطن الواحد وهذه فى حد ذاته يكفل للغيورين مناهضة كل الأفكار التى تؤدى لزرع حالة الشك والهاجس والتفريق .
تقديرى وإحترامى
الأخ/ هنقلا
تحية طيبة
لاشك بأن المسلمون قوة ضاربة فى ارتريا واذا إتحدوا سيكون لهم القدح المُعلى فى رسم سياسات البلد ووضع رؤاه وبالتالى هويته ………
ولكن ألا تتفق معى أن الذى يجرى فى أرتريا من إمتهان وإذلال هم السبب الأساس فيه لأنهم فرطوا يوم أن كانوا قوة ضاربة .
الان نحن فى أضعف الحالات واوهنها وبالتالى وضع شعارات كبيرة وضخمة على قبيل المسلمون يصنعون هوية ارتريا وهم الضامن الوحيد لهويتها أراه طرحا مجافى للحقيقة والواقع فالطرح الذى يجب أن نضعه الان هو كيف نستطيع توحيد صفوفنا وكلمتنا لاستعادة حقوقنا مع إشراك شركاء الوطن من غير المسلمين حتى نستطيع إعادة الوضع الطبيعى لمكانتنا وتاريخنا لأننا الان خارج المسرح والفعل .
فلملمة حالة التشظى هى التى تتطلبها المرحلة وليست اطلاق شعارات .
تقديرى وإحترامى
عزيزي محمد رمضان
المشروع الوطني ضرورة اذا كان قاءما على استعادة كامل الحقوق وتم درء المظالم وعاد المواطنون وخرج المستوطنون هذه اولا ثم ثانيا تاتي التجمعات الانفعالية التي تكونت ردا على قلة الحيلة واقرارا بالهوان امام الواقع الذي فرضه النظام الطاءفي ومن ثم، سيدي، هذه الكيانات القاءمة على قلة الحيلة ستتلاشى مع بزوع بشاءر المشروع الوطني اعلاه. النقطة الثالثة تتمثل في الطرح المعاكس للمشروع التسفاطيوني الاساياسي الاستءصالي ويكون هذا الطرح في ان ارادوا ان يقيموا دولة تقراي تقرنيا فليقيموها على ارضهم ولتبق ارتريا لمن اراد ان يكون ارتريا.. والله على ما نقول شهيد
عزيزي محمد رمضان
المشروع الوطني ضرورة اذا كان قاءما على استعادة كامل الحقوق وتم درء المظالم وعاد المواطنون وخرج المستوطنون هذه اولا ثم ثانيا تاتي التجمعات الانفعالية التي تكونت ردا على قلة الحيلة واقرارا بالهوان امام الواقع الذي فرضه النظام الطاءفي ومن ثم، سيدي، هذه الكيانات القاءمة على قلة الحيلة ستتلاشى مع بزوع بشاءر المشروع الوطني اعلاه. النقطة الثالثة تتمثل في الطرح المعاكس للمشروع التسفاطيوني الاساياسي الاستءصالي ويكون هذا الطرح في ان ارادوا ان يقيموا دولة تقراي تقرنيا فليقيموها على ترضهم ولتبق ارتريا لمن اراد ان يكون ارتريا.. واللهعلى ما نقول شهيد
الاخ محمد/ الضامن الوحيد للمشروع الوطني عبر التاريخ هم المسلمون ،ومع ضعف وتشظي المسلمين ضعف المشروع .. وظهر علي السطح مزبلة التاريخ .. المطلوب اليوم هو عودة المسلمين الي دورهم التاريخي من اجل ردع هذا الانحدار . إذن الخلل موجود في الأمة صاحبة العُمة، وليس في مكان اخر …
((فى الفترة الأخيرة ظهرت بوادر تمزيق الوحدة الوطنية بظهور اصواتٍ تسعى لتقسيم المُجتمع الإرترى جغرافياً وتصنيفه وتمييزه على أساسٍ عرقى وظهور هذا المشروع التقسيمى فتح الباب واسعاً لنمو هاجس الشك وقيام أفراد للإصطفاف على أساس دينى وجُغرافى وعرقى كرد فعلٍ مباشر على المشروع ، وبذلك يُعتبر المشروع التقسيمى أول مسمار هدمٍ يدق فى جسد الوحدة الوطنية صحيح أنه سبقت ذلك قيام كيانات على أساسٍ قومى لكنها ليست ذات ثقل يُذكر ، وقد سبق كل ذلك قيام حركة الجهاد الإسلامى الإرترى وإن كان لقيامها مُبررات مقبولةً حينها لكن قيامها تحت شعارات الجهاد وتحكيم الشريعة فى بلداٍ مُتعدد الثقافات والديانات مثل هاجساً لدى شركاء الوطن من غير المسلمين))
أخي محمد رمضان يبدو وكأنك تعيش أو تحاول العيش في برجك العاجي الملئ بالمثالية إلا أن سوء حظك وحظ كل من حاول مجاملة القوم (التقرينية) والدفاع عنهم وتصويرهم وإظهارهم بغير صورتهم الحقيقية قد كشفوا عن وجههم الحقيقي والآن بعد كل ما جاء في تسجيلات تسفاطيون التي ينشرها بالصوت والصورة والتي لا لبس فيها تحاول تصويغ لقمة الأغعازيان ومشروع تسفاطيون وتصريحات هبتماريام أبرها تتحدث عن تقسيم المجتمع الارتري جغرافياً إلا أنك ولأمر في نفسك ومن هول الصدمة التي أصابتك من حديث تسفاطيون وخيبة أملك من أمانيك التي ذهبت أدراج الرياح في تلميح إلى رابطة ابناء المنخفضات التي لا يوجد في أجندتها اقصاء الآخر بل تتحدث عن إهدار حقوق المجتمع والمساواة في إطار الخارطة الارترية التي كانوا صمام أمان لاستمراريتها يوم حاول أسلاف تسفاطيون وهبتماريام ضمها قسراً إلى أثيوبيا، إلا أن تلك المحاولة قد باءت بالفشل وأصبحت إرتريا دولة ذات سيادة، فوصفك لرابطة أبناء المنخفضات بأول مسمار فيه تجني ولن يجدي لأنك اصبحت بالنسبة لمشروع من دافعت عنهم طويلاً هدفاً ولم يستثنوك وغيرك من الموهومين من سهامهم بل طالب تسفاطيون بادخالك في معسكرات كما هو حال المسلمين في بورما وكان هذا حينما انبرى له أحداً من بني قومه مدافعاً عن أمثالك فهل تعي الدرس أم تستمر في مثاليتك التي لن تجدي؟ فالقوم قالوا بأن السملمين لا يقودا ولا ينقادوا أم تقبل أن تكون مطية للقوم واسد على من يشاركونك الهم الوطني بالرغم من اختلاف المسميات؟ لذا أرج أن لا تفتح جبهة جانبية وليكن جهدنا في سبيل اثبات وجودنا من عدمه لأن المرحلة لليس فيها منطقة محايدة أو ضبابية.