أمل صهيون … جبل صهيون
إنه سرد للأحداث لا أكثر، كما التشابه والتطابق بين الأشياء والمخلوقات والأحياء والجمادات، فمن الطبيعي أن نجد تصرفات ومشاريع متشابهة لدرجة التطابق، هذا إن أحسنّا النية وتعاملنا ببلاهتنا المعهودة. فأرجوا أن لا تصرفوا هذا الشيك المقدم إليكم في بنوك حسن النوايا ونظريات المؤامرة حين تلتقيان لتمثّلا حالنا – حال الهروب المعتاد من مواجهة الواقع، والركون إلى القدر.
سأعرج بكم في إتجاهات متعدّدة من علاقة صهيونيينا وصهيونييهم وأبدأ بمقولة أحد أهمّ عرابيهم ومناضليهم المدعوا بتودّد أسفها ولدي ميكائيل حين قال لهم “من قال لكم أن هؤولاء هم اليهود؟؟ نحن اليهود. نحن من لدينا الكتب العتيقة، نحن من لدينا التراث القديم الذي لم يتغير، نحن من لدينا التابوت. هؤولاء أناس قادمون من مشارق الأرض ومغاربها ويدّعون أنهم يهود. هؤولاء بدّلوا العقيدة والثقافة والموروث. وعليه ليسوا هم اليهود بل نحن اليهود الحقيقيون” وبناء على ذلك نجد أنّ الجناح الأكبر من الأقاعز يتمسك بالقول بأنهم توراتيون وليسوا مسيحيين أورتودوكس، ويصدق بذلك كل أتباع الكنيسة الأورتودوكسية بنسب متفاوتة وإن كانوا دائما أقراب إلى القول بما أسلفنا.
نعلم أنّ كلمة صهيون تحتل مركز ألوهي في لب العقيدة الأورتودوكسية التي كانت المرتكز العقائدي لحكام إثيوبيا عبر التاريخ وكذلك إرتريا اليوم – إن لم نكن نعاني الفجاجة الكاذبة. وليكن تبرير ذلك ما يشبه توازن القوى والصراع المبطن هذه الأيام بين الجناح المقتنع بمنجزات النظام من الكنيسة الأورتودوكسية وعملية برنامجه القائم، والجناح الآخر من الكنيسة وهو الذي يطلب من النظام أكثر مما يفعل لمواكبة تسارع الأحداث التي تجري هنا وهناك. خاصة في ظلّ الإنهيارات الجماعية للقيم والموروثات في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول أخرى إسلامية، وإبادات منظمة تحدث في وسط إفريقيا وجنوب شرق آسيا وتمرّ كان لم تكن.
وبما أنّنا بصدد الحديث عن وطننا فإن الأمر لا بد أن يمرّ عبر التاريخ القريب والواقع الغريب والمستقبل المريب.
الماضي القريب
رأيت في صفحة أحد الناشطين الإرتريين خاتم ملك الأقاعز المُدّعى يوهانس الرابع وما يهمني هنا أنّه كان يسمي نفسه ((يوحنا ملك ملوك صهيون بالحبشة))، وهو يثبت من خلال خاتمه الرسمي انّه جزء من كلّ، من خلال كلمة بالحبشة مع العلم بأن المعنى في الترجمة الأمهرية ((بإثيوبيا)) تأكيداً للتطابق. إذن المشروع صهيوني متكامل في ماضيه وحاضره، وأنّ بتودّد أسفها ولدي ميكائيل لم يكذب ولم يتجمّل في أحاديثه المتعدّدة والقائلة بصهيونية هذه الوجهة، ومن ثم يؤكد الحقيقة القائلة أنّ (محبر أندنت) وكلّ من نشط حولها وكل من نتج عنها من جرائم منظمة إبتداءاً من إغتيال أبو الشهداء/ كبيري ومرورا عبر الكوماندوس إسرائيلي/ صهيوني التدريب والتسليح وإنتهاءاً ببرنامح (نحن وأهدافنا) اسرائيلي/ صهيوني الإعداد، والذي تمّ إنجازه بنسبة 100% بالتعاون مع جهلنا وبالتواطؤ مع إهمالنا وخلونا من أي فهم وتخطيط استرتيجي بعيد المدى. وكما هو واضح دون لبس في الوثيقة القائمة على إستئصال أي إنتماء لإرتريا غير الذي يسير فينتهي في أحضان الصهيونية/ شعار-المرحلة. ومن هذا المنطلق نصل إلى حقيقة التواصل المستمر لحلقات الإستئصال والخطط المحكمة لنهج بني صهيون حيث العمل عبر البوابات الخلفية!!! مرفق الوثيقة التقرنية بخط اليد.
إبحث معي، عزيز القارئ، عن أوجه الشبه في هذا الجدول وأجوا منك أن تجلب أكبر قدر ممكن من الأحداث والأمثلة حال مرورك على كل فقرة من فقراته.
رقم | صهاينة ارتريا | صهاينة إسرائيل |
---|---|---|
1 | التجمع حول فكرة تأسيس مواطن لهم مبنية على العقيدة الدينية في أرض أمة أخرى | التجمع حول فكرة تأسيس مواطن لهم مبنية على العقيدة الدينية في أرض أمة أخرى |
2 | الهجرة المنظمة من التقراي بالتعاون مع الإحتلال الإنجليزي إلى الأرض المدعاة مدعومين بالإيهام العقائدي | الهجرة المنظمة من كلّ بقاع الأرض بالتعاون مع الإحتلال الإنجليزي إلى الأرض المدعاة مدعومين بالإيهام العقائدي |
3 | التهجير الممنهج بالترويع/ 67 إلى الآن بما فيه حرق القرى ونهب الممتلكات - الكوماندوس والشفتا | التهجير المنظم بالترويع 48 إلى الآن بما فيه هدم المنازل ومصادرة الأراضي - الهاجانا وغيرهم |
4 | الإستيطان المنظم المدعوم من الدولة والمؤسسات الحكومية | الإستيطان المنظم المدعوم من الدولة والمؤسسات الحكومية |
5 | تصرفات مسماة (ثورية عاجلة) آنية يتم من خلالها مصادرة الأرض ثم ما تلبث أن تقدم للمستوطنين | تشريعات إحتياجات مرحلية (أمنية.. الخ) يتم من خلالها مصادرة الأرض ثم ما تلبث أن تقدم للمستوطنين |
6 | عقبات لا تنتهي أمام عودة اللاجئين أصحاب الأرض | عقبات لا تنتهي أمام عودة اللاجئين أصحاب الأرض |
7 | خلق حالات النزاع والفوضى داخل المطرودين من أرضهم حتي يتم شغلهم بأنفسهم ومن ثم الحرب ترحل معهم حيثما وجدوا | خلق حالات النزاع والفوضى داخل المطرودين من أرضهم حتي يتم شغلهم بأنفسهم ومن ثم الحرب ترحل معهم حيثما وجدوا |
8 | لعمل على تأليب الخارج عليهم | العمل على تأليب الخارج عليهم |
9 | السعي لتوطينهم نهائيا في البلد المستضيف ولمن يتواطأ في من الدول الحق المساعدة في حل مشاكله كما فعل النظام في أسمرا مع نظيره في الخرطوم حيث سلمه البعبع الذي صنع بعد اكتمال الترتيبات حيث توالت بعد مسألة إقرار عموديات لشعوب لا تمت بصلة للسودان. | السعي لتوطينهم نهائيا في البلد المستضيف ولمن يفعل ذلك الأمان والمساعدات والعمل أيضا على إيجاد بلد ثالث يأخذهم نهائيا وبعيدا عن قرب موطنهم. |
10 | إغتيالات منظمة لناشطي العودة | إغتيالات منظمة لناشطي العودة |
11 | إقلاق المواطنين أصحاب المشاريع التجارية وترويعهم ووضع عقبات تعجيزية أمامهم ومن ثم انتزاعها منهم لصالح شركة البحر الأحمر وإنجاز تسهيلات بما فيها النقل الجماعي للأسر وإعداد مشاريع ومساكن لهم | وضع شروط تعجيزية وعقبات أمام المشاريع الخاصة بالمواطنين |
12 | من بقي داخل وطنه يتم التعامل معه بأنه مواطن من درجات أقل حيث يعاني الإهانات والتهم حتى تتأكد عليه التهم أو يعيش منكّس الرأس | من بقي داخل وطنه يتم التعامل معه بأنه مواطن من درجات أقل حيث يعاني الإهانات والتهم حتى تتأكد عليه التهم أو يعيش منكّس الرأس |
13 | تفرض على المواطن التعليم والتعامل بلغة المستوطن | تفرض على المواطن التعليم والتعامل بلغة المستوطن |
14 | عمليات مصادرة منظمة للأراضي الزراعية تحت دعاوى مختلفة | عمليات مصادرة منظمة للأراضي الزراعية تحت دعاوى مختلفة |
15 | عملاء الأمن داخلنا بما فيهم ماذكرت تسريباتهم بإقامة كيانات تقوم بعمليات وهمية ومن ثم يغتالون ويخطفون من شاءوا. ولتوجدوا لها اسمها الإرتري الذي يتناسب مع اللفظ الإسرائيلي القابع في المقابل، وربما يساعدنا في ذلك من كان قريبا من الأحداث. | المستعربين |
الحاضر الغريب
الغرابة هنا تحمل وجهان
الأول نحن، الغرابة في تصرفاتنا وجهلنا وإمعاننا في النقل الدقيق لأزمة الإدارة الخاصة بالإنسان العربي بما فيها ما كان داخل الجبهة وما سار ويسير بيننا اليوم من العنترية في التصرف والنمطية في التفكير والتقليدية والإتكالية في الأداء. ألم يتأكد لكم أنّنا النموذج الحي للجامعة العربية؟
أنا في غنى عن طرح أمثلة ذلك لأنها ستفتح بابا للخلاف ربما لا حاجة لنا فيه بقدر حاجتنا لإمعان النظر والتدبر واستجلاب أحداثها الواحد تلو الآخر، وذلك فيما خصّ ثورتنا عبر تاريخها المديد وأنشطتنا التي لحقتها حتى يومنا هذا.
أنظر إلى حالنا اليوم، نحن الأقوى والأقدر على خلق حالة من الفجور بمجرد أن يطرأ أي خلاف عادي كالذي يحدث بين من يدخلان سوق الخضر والفواكه بغرض متفق عليه ثم يختلفان على البدء بهذا أو ذاك فيتقاتلان ويدمران السوق ومن بالسوق وما بالسوق ثم تسألهما عمّا حدث وعن أسبابه ولا يتذكّر أي منهما سبب ما جرى بل يمعنان في الإستمرار في الأهم لديهما وهو إستكمال مشوار الصراع!!!
من لا يرى خلافاتنا بهذه العين فإني أدعوه للسعي لدراسة حالنا وواقعنا بإخلاص ثم العودة إلينا بما يرى فلربما أمكنه إكتشاف ما نعايش من زاوية أخرى أو أوغل باتجاه ما نرى إلى أعماق أصعب وآلم..
لا أدعوكم إلى الوحدة العضوية بقدر دعوتي إلى وحدة لتعريف الأزمة وتعريف مسبباتها والخصوم والحلفاء فيها إستناداً إلى الواقع الحالي والمستند إلى الماضي القريب والبعيد.
لا أدعوكم إلى ابتداع فكر إداري حديث بقدر دعوتي إلى إتباع الفكر الإداري الذي أثبت نجاحه، عكس ما نتبع اليوم مما أثبت فشله.
لا أحلم بأن نعمل كما يفعل الصهاينة في بلادي والصهاينة الآخرين بالتنسيق والمنهجية المنظمة التي لا ترى غير ذات الهدف وتعمل بمختلف الوسائل ومن كلّ الزوايا بقدر حلمي بعدم التقاتل حول الأوهام أو حتى قل المشاريع الفكرية التي ندّعي.
أنظر بالله عليك، هل منّا من لا يحمل مشروعا لتحطيم ما يحمل أخاه. وفي المقابل أيضاً هل منّا من يحمل مشروعا متكاملاً بأدواته للوصول إلى بعض العدالة في وطننا السليب.
إنها حالة من الإختيار الدقيق للفشل الذريع. بالله عليكم أعزائي، دعونا لا نصدق أدعياء العمل الوهمي ولنفكّر فيما يمكن البداية به ضمن مشروع بعيد المدى نحلم به ونعمل لتحقيقه.
الثاني هم، فبعد الإنتهاء من مهمة الإنفراد بالقوة والتأثير والتأكد من أن لا شيء يقلقهم بعد إعداد أجهزة النظام من الفئات الإستئصالية بالكامل والتيقّن من عدم تمكن الآخر من تحريك ساكن، جاء الخلاف على خلفية التقسيم ومن يسود على الآخر، فشَقّت صفوفهم الخلافات في تقسيم التركة ووراثة أطلال منازلنا وبقايا أرضنا، فانفضّ المولد، كما يقال، وتقاتل الجُشعان. لايهمنا هنا علامَ تقاتلوا وكيف تقاتلوا وما الذي انتهى عليه قتالهم بقدر ما يهمنا تحليل التبعات:-
النقطة الأولى تتمثل في أنّ من يطرد من بلاده من تقراي إثيوبيا وتقراي إرتريا يتماسكان مباشرة بعد الإنتقال إلى حدود دولة ثالثة، وكأن شيئاً لم يحدث بينهما وكأنّ دماءاً لم تسل بينهما وكأنّه لا يوجد بقاياها على أيديهم وأقدامهم. كيان واحد، بالضبط كما كانوا يوم أن وأدوا الجبهة وأخرجونا إلى معسكرات اللجوء من خلال مشروعهم الصهيوني كما أسلفنا.
النقطة الثانية تتمثّل في وجهتهم الأولى وهي الكيان الصهيوني ويتم دفع الغالي والنفيس في هذا الطريق الوعر أمنيا وإنسانيا وأخلاقيا.
النقطة الثالثة التجمع تحت مظلة اليوهانسية، الصامت منها والزاعق، وهذا يتم تعريفه الدقيق ليس بالقول باليوهانسية، بل بالفعل باليوهانسية الصهيونية، وليأتني من يرى غير ذلك بمبرراته. وأدعوكم هنا سادتي، إلى الوقوف دقيقة تدقيق وتمحيص بنزاهة ثم القول بما شئتم. ولديكم كل الأدلة حيث نجدهم جميعاً ناشطين وغير ناشطين يتصرفون بفجاجة ودون الإلتفات إلى كلّ ما يخص المواطنين المطرودين، ومشكلة المشاكل لديهم هي تصرّفات النظام الأخيرة بعد أن إنفض المولد كما ذكرنا..
النقطة الرابعة وهي المؤكدة أنّ الكيان الصهيوني قد فتح لهم مجال النشاط في وجهتهم العاملة لتأسيس مملكة صهيون أخرى فوق أرضي وأرضكم.
المستقبل المريب
لن يكون المستقبل بأقل من إخراجنا من معسكرات اللاجئين في السودان نحو لجوء جديد فذلك سيكون ضمن دولة صهيون الإرترية الساعية إلى التكامل مع شقيقتها الكبرى في بلاد كنعان.
ومع ذلك بأيدينا حل وألف حل.
كيف ذلك؟ موضوع في حديثنا القادام انشاء الله.
بشرى بركت
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=42100
الأخ الكريم صلاح الدين
ما يتم عمله الآن من قبل الطقغمة الحاكمة لاشك إلى زوال. أما أمرنا فأعمق من ذلك بكثير والمظالم أكثر من ذلك بكثير.
البعض يعارض النظام القائم لإختلافهم في الشؤون الإدارية وقد يكون لهؤولاء بعض المطالب يمكن تحقيقها.
أمّا نحن فإن مطالبنا تبدأ بإستعادة الحقوق المسلوبة منذ أن بدأ زحف التقراي المنظم إلى إرتريا في أوائل الأربعينات.. ومن ثم علينا العمل على تغيير المفاهيم أولاً وأنّ إعادة الحقوق إلى أصحابها شرط يأتي قبل إعادة النظام الإداري إلى وضعه الطبيعي ومن ثم نقول بأنّ المشوار طويل وأنّ العمل الدؤوب لابدّ أن لا يتوقف وأن رفع مستوى الفهم للقضية وتسارع إيصالها للجميع لابد أن يستمر. وأنّ ما ترى أمامك اليوم ليس إلا فقاعات من كذب صنعها السارق وأنّ ما بني على باطل فهو باطل وإن لم يُزل اليوم فإنه إلى زوال غداً.
بالعمل الدؤوب .. الغد أجمل !!!
لك شكري وتقديري
ب.ب
بعد كل الذي سرته من الماسي ولقد لخصته في هذه السطور, ما بال المعارضة من هذه الرؤية الواضحة اذ كانت هي معارضة للنظام اعتقد انهم مجاميع وشللية لايجمعهم فكراورؤية ولايستطيعون قراة ماكتبته اوفهمه بل هم في وادي وما كتبته في وادي اخر . الله المستعان
عزيزي أمين
اشكر لك مرورك الكريم أولا ثم أنّ المأساة لا يتحملها جيل أو جيلين إنما المأساة نتيجة تراكمات سياسة حسن النوايا التي احترفنا على الأخذ بها وكانت النتيجة ما ترى. وعليه فإن الأمر يبدأ من رفع مستوى الوعي والعمل على ايصال الرسالة لكل الأجيال وهذا ما يفترض أن نعمل عليه جميعنا.
ولك كل شكري وتقديري
ب.ب
الإشادة بكتاباتك وحدها لاتكفى المطلوب تحويل كتاباتك الى ترجمة عملية للخروج من نفق السًكون الذى نعيش فيه ويكون ذلك هو الشكر والعِرفان لقلمك .
وطالما بيننا قلم مثٍلك يصدح بالكلمة الحقة والرؤية السليمة فحتما سننتصر بإذن الله
شكرا لك عزيزى بشرى وأنت تتحفنا بكتاباتك القيمة … يديك العافية
الامل فيكم وبكم اخي الكريم محمد رمضان.
تشجيعكم وتقديركم واخلاصكم هو البوصلة التي نتبع.
لك شكري وامتناني
ب.ب
ما اجمل ما يسطره هذا القلم …. بالتوفيق يا بشرى
اسعدني مرورك اخي محمد خيرو
لك شكري وامتناني
أخي بشرى بركت .. أجدت تحليل ووصف ما تم و ما يتطلعون إليه وهو ليس بخافي ولكن أغلبنا يقع في خطأ أو جريمة التغافل والتقليل من شأن ما يجري .. لا أدري لماذا.. أهي حيلة نفسية نداري بها ضعف إرادتنا أم عدم اهتمام بأرض الأجداد والآباء والتطلع إلى أي بلد بديل وكفى؟؟!!!
ما يؤلم اكثر الأقوال التي يرددها البعض – عند تبريره لعدم ربط أبنائه بارتريا وأرض أجداده وتاريخهم – من أرض الله واسعة وكل بلاد المسلمين واحدة وأن الحدود مصطنعة وأنه يريد أن يتربى الأولاد على أنهم أبناء البلد الجديد من غير عقد و و و .. المشكلة أنه عندما يأتي أحدهم بمثل هكذا قول فهذا حق أريد به باطل بغرض التغطية على حالة الانكسار النفسي ، لم نصل كعالم إسلامي حتى الآن إلى حالة أشبه بالاتحاد الاوربي ناهيك عن اعتبار أي بلد اسلامي هو بلد لأي مسلم .. حالنا أشبه بمن فقد نصف عقله فلا هو انتفع بالذي بقى ولا عاد له ما فقد.
– قبل كل شئ لا بد أن يعي الشباب المسلم بالذات خطورة التحزب القبلي على حساب رابطة الأخوة الإسلامية، بمعنى آخر يجب أن تكون رابطة الدين وهم المحافظة عليها و على العمل الجماعي كمسلمين حاضراً في الوعي واللاوعي عند أي خلاف يطرأ داخل أي حراك.
– يجب ربط الأبناء والأحفاد – في مناطق اللجوء وبالذات بالسودان – بأرض الأجداد وبتاريخهم وبحقوقهم فيها بعدة وسائل بدءاً من التثقيف والزيارات في الإجازات وانتهاء باستخراج وثائق الجنسية الإرترية لهم والتي هي من حقهم وراثة وقانونا .. التساؤل عن ماذا ستفيده الجنسية في حياته العملية هو سؤال معيب لأن جنسية بلدك وبلد أجدادك لا تستخرج لمصالح آنية بل لجعل انتمائك الطبيعي موثقاً ورسمياً وحتى لا تضيع الحقوق ويؤتى قومك من قبلك عندما يقرر الطائفيون الإتيان بحيلة ما يتلاعبون بها بقانون الجنسية وتحديد من هو الإرتري.
– الاحتفاظ بأي وثائق شخصية قديمة للأجداد والآباء بالذات وثائق الميلاد والملكيات و بطاقات اللجوء والتبرعات للقوى الثورية و الاستفتاء والبطاقات الإرترية والجوازات .. ويجب العمل على المسارعة باستخراج الوثائق للأجيال الإرترية ولو أدى ذلك إلى دفع الضرائب لأن الانخداع بعملية التجنس يؤدي إلى ضياع كل رابط لذريتك بإرتريا .. هل رأيتم القوم الذين يسعون إلى طردنا من أرضنا يفرطون في ذلك مهما كانوا في نعيم في دول الغرب ؟؟ طبعا لا، بل هم حريصون على تعريف الأبناء بلغتهم وبلدهم الأصلي واستخراج الوثائق لهم.
أخيراً ….. انقضى وقت النوم.