تغيير الواقع يبدأ… بالتشخيص الصحيح للواقع
تحية طيبة وشكر موصول الى جميع من ساهموا بأرائهم وافكارهم من اجل اثراء النقاش ونتمنى “النخب الوطنية الإرترية” ان ينضموا لهذا النقاش من اجل خلق مناخ مناسب لبلورة منهج وطني جديد يثري ويساهم في تطوير، استنهاض وتحريك “الأغلبية الصامة والجامدة” ان تكون جزء من العمل الوطني وتشارك فيه حتى نحقق الهدف المنشود بإذن الله.
كلمة لابد منها
المقاومة (المعارضة) الإرترية فيها رجالات مناضلين شرفاء واوفياء افنوا حياتهم في خدمة قضية شعبهم ووطنهم… اجتهاداتهم ونضالاتهم محترمة ومقدرة…. ولكن يوجد ايضا في وسطهم خونة وجواسيس ومندسين ومن لهم اجندات خاصة وطموحات شخصية قاتلة وانتهازيين. كما يقولون المعارضة الإرترية اصبحت “كوكتيل” وغير قادرة ان تفعل شيء عملي وفعّال على ارض الواقع…. وتتخذ خطوات عملية لتحرير الشعب الإرتري من مخالب الوحش المفترس لأكثر من ربع قرن.
لذا وجب الإنتقاد… انتقاد إيجابي… ردود افعال بناءة… بحثا عن بديل/بدائل قابلة للتطبيق… لكسر الركود والجمود… هو هدفنا ومنطلقاتنا…. وليس تحطيم وتحقير المجلس الوطني او معسكر المعارضة لأننا جزء منه ونتمسك بكل قراراته ومخرجاته، ولكن لا بد ان ننتقل من التنظير الى التنفيذ وتطوير العمل من اجل تحقيق آمال وتطلعات الشعب الإرتري وننطلق من التنظير الى التنفيذ ومن الجمود الى النشاط… العمل والإنجاز.
“مدرخ” وما ادراك ما “المدرخ”؟ النوع الثالث…
“مدرخ” لا حزب سياسي ولا منظمة مجتمع مدني… وبالعربية يعني “منتدى” PLATFORM قيادات هذا التجمع من اعضاء وقيادات “هقدف” السابقين وهم كانوا جزء اساسي من نظام الطاغية افورقي وشاركوا بطريق مباشرة أو غير مباشرة … في ظلم واضطهاد الشعب الإرتري. الآن قبل لاشتغال بالسياسية اولا يجب ان يححدوا موقفهم من النظام بكل وضوح ويعلنوها، كذلك نريد ان نعرف موقفهم من “المجلس الوطني” وقرارته (اواسا)… ويقولوا لنا “لماذا” انفصلوا من النظام… بعد ذلك لا بد ان يقدموا اعتذار للشعب الإرتري… على الأقل هم يتحملون مسؤوليات للعديد من الجرائم والدمار الذي حصل وهم في السلطة…. هذا، قبل ان يفكروا ان يكونوا بديل للنظام الفاشل المستبد في ارتريا… لأنهم كانوا اليد التي بها يبطش والعين التي بها يتلصص وينجسس على العباد واللسان الدي ينشر الأكاديب لهذا النظام قبل هروبهم منه بعد ان فقدوا صلاحياتهم او خافوا على انفسهم من النظام الجائر الذي صنعوه ودعموها حتى اصبح عملاق متوحش يتفرس الكل… لا يميز بين من صنعوه او غيرهم. الشيء الغريب… في نفس الأيام التي سوف يكون سمنار للمعارضة في اديس ابابا… هم سوف يعقدون اجماعاتهم؟
هل هم جزء من المعارضة ام معارضة المعارضة؟ هل يريدون احياء “هقدف” و”جبهة الشعبية” ويكونوا بديل النظام الفاشل الذي كانوا قيادين ومسؤولين اساسيين فيه؟ هل يريدون اعادة تجربتهم الفاشلة؟ ماذا يريدون ان يناقشوا؟ وما هو موقفهم من قرارات ومخرجات اواسا التى شارك فيها اكثر من ٦٠٠ شخص ارتري من جميع انحاء العالم؟؟؟
بعض الناس ممن لهم اجندات خفية ولا يريدون معارضة قوية يمكن ان تكون بديلة للنظام الفاشل يقولون: “ان النظام والمعارضة وجهان لعملة واحدة” وهذا غير صحيح اطلاقا. اولا لا يوجد نظام في ارتريا (هم مجموعة عصابات) يتحكم فيها شخص معتوه جعل من ارتريا دولة فاشلة في جميع المجالات…. واللجؤ بعد تحرير الأرض اكثر من ايام التحرير… بلد بلا دستور بلا قانون… عشرات الألاف في السجون بلا محاكمة… حروب عبثية مع جميع الجيران… دمار كامل للوطن. بالمقابل المعارضة في الخارج وُجِدت بسبب هذه العصابات… لأن من المفروض المعارضة ان تكون من داخل الوطن…. ولكنها تحاول ان تحرر الوطن بما تستطيع… حتى لو تتمكن حتى الأن وهي ضعيفة او فاشلة… لا يعقل ان نساوي الجاني مع الضحية الا من قبل عملاء النظام او من فشلة حاقدين اعداء الشعب الإرتري ممن هم “معارضة المعارضة” من اجل اضعاف المعارضة لأنهم لا يريدون تغيير جذري في ارتريا وهدفهم هو استلاء على السلطة بجميع مكتسباته للسيطرة والهيمنة بنفس المنهج لأن هذا يخدم اجندتهم…. وطبعا في العمل السياسي يوجد “اطرش في الزفة وطراطير” والتاريخ السياسي الإرتري حافل بهؤلاء… من ايام “اندنت” الى يومنا هذا… فكلامهم “لا يجيب ولا يودي”.
من هم المعارضة؟ المعارضة للنظام هي مسؤولية الجميع… ولا احد يتحمل المسؤولية بمفرده سواء كان فرد ام جماعة او تنظيم… الكل يجب ان يساهم مساهمات ايجابية وفعّالة بما يستطيع… ولا يكتفى بالإنتقاد لكل من يحاول ان يعمل. من لا يعمل… من لا يشارك في المقاومة… لا يحق له الإنتقاد السلبي… لأنه هو جزء من المشكلة وليس جزء من الحل… الإنتقاد يكون مع العمل… لتصحيح الأخطاء… طبعا “من لا يعمل لا يخطأ”.
عالم السياسة… ساسَ… يَسُوسُ
اثيوبيا (أو المسيطرين على دفة الحكم في اثيوبيا) يتعاملون مع الملف “المعارضة الإرترية” كملف يتلاعبون به ويستقلونه عند اللزوم ويتعاملون معه بنظرية…. crisis managementادارة الأزمات وليس حلّها… واذا لا توجد ازمات او مشاكل يخلقونها، لكي يعملوا على حلها باستمرار… والنتيجة على ارض الواقع = صفر. الفكر الإستريتيجي الإمريكي (مثل كيسنجر) يعملون بنظرية: “ان لا بد ان نسعى لإدارة الأزمات وليس لحلها” وهم احيانا يصنعون ويشجعون هذه الأزمات… من اجل خلق عدم الإستقرار بإستعمال العصى والجزرة. وفي الحرب العراقية الإيرانية التى استمرت لمدة ثمانية سنوات من التدمير الشامل… امريكا استخدمت نظرية سياسية تسمى dual containment “الإحتواء المزدوج” وهذا يعنى مساعدة الطرف الضعيف حتى يتقوى والحرب يستمر (بإستخدام معلومات استخباراتية والأقمار الصناعية). على سبيل المثال… عندما ضعفت ايران ارسل لها اسلحة من اسرائيل. هدف هذه السياسية هو تدمير واضعاف الدولتين معا لكي لا يهددوا اسرائيل ودويلات الخليج البترولية وفي نفس الوقت امريكا تبيع الأسلحة للجميع… وشيوخ البترول يشتروا اسلحة بالمليارات الخ… امريكا والغرب عموما هم المستفيدين من هذه الحروب العبثية.
السياسية علم.. ولها مراكز للدراسات ومعاهد متخصصة تدرس العالم… وتخطط بفهم ودراية من اجل السيطرة والكسب المادي والتحكم على العالم. اذا فهم السياسة الدولية والعمل بطريقة منهجية شيء اساسي في عالم القطب الواحد (تقريبا).
المعارضة الإرترية في اثيوبيا تمر من ازمة الى ازمة ومن مشكل الى مشكل… وكل ما تتقدم المعارضة يخلقون “كيان موازي” يتعارض ويتصارع مع الكيان الجامع الكبير… دبر زيت… دبر سينا… مثقفين وانصاف متعلمين… المرأة وال 5+1 او 6+3 او 8+4 وقرنيليوس قال وفعل وترك… من اجتماع الى ملتقى الى مؤتمر…. اعادة كل شيء من جديد الى نقطة البداية الخ… وفي النهاية… النتيجة… لا شيء والسماسرة/الدلالة (اثيوبيا جندت عملاء وسماسرة لتنفيذ مخططاتها وهم نشطون في مجالات كثيرة… في البالتوك وفيسبوك وفي داخل المعارضة) شغالين. الى متى سوف نستمر في هذه الدوامة؟؟؟ ماذا استفدنا من وجودنا في اثيوبيا لسنين عديدة؟!؟ ما هي الجدوة من وجودنا في اثيوبيا؟ هل توجد بدائل؟ ما هي هذه البدائل؟
كيف ولماذا دخلنا الى الصندوق؟ وما هي وسائل فتح الصندوق؟ وكيف نخرج منه؟
“التفكير من خارج الصندوق” يمكن ان تطبق ايضا في السياسية في الإقتصاد والشركات والحروب… وليس حكرا للبحوث العلمية. على سبيل المثال… في الحرب جيش يواجه جيش… ولكن في الثورة… المناضلين عددهم قليل لا يستطيعون مواجهة جيش جرار… لذا تم اختراع حرب العصابات… كمائن… الغام… انسحاب…. انسحاب تكتيكي الخ… هذا يعني تفكير خارج الصندوق (عمل خارج المألوف). لكي تنتصر في المعركة… لا بد ان تعمل اشياء لا “يتوقعها” العدوا… اشياء غير مألوفة… ابداع في التفكير والتنفيذ… ابتكار.
سُئِل عنترة: أنت أشجعُ العرب وأشدَها ؟
قال: لا.
قيل: فَبمَ شاعَ لك هذا في الناس ؟
قال: كنتُ أُقدم إذا رأيت الإقدام عزما، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزما، ولا أدخل موضعا لا أرى لى منه مخرجا، وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة يطير لها قلب الشجاع فأثنَى عليه فأقتله !. (ص. 17 الفارس الأسود أحمد سويلم) فهذه استراتجية عنترة (من خارج الصندوق )
انطلاقا من فكرة “انّ السياسية هي فن الممكن” على سبيل المثال لا الحصر:
- لماذا لا نعمل علاقات جيدة مع الصومال وتركيا؟ النظام القمعي كان يساعد/يساعد الشباب (المصنف كتنظيم ارهابي معارض للنظام في الصومال) “الشباب” يمكن ان نستثمر هذه النطقة ونطور علاقاتنا مع الصومال وتركيا….
- لماذا لا نعمل بطريقة حركة تحرير ارتريا (خلاية السبعة) داخل ارتريا والسودان (لا سيما في معسكرات اللاجئين)؟ نتحول الى عمل سري… توعية وتنظيم الجماهير وتأطيرها في خلاية واعية ومنظمة.. حتى حلول الوقت المناسب للإنطلاق.
- لماذا لا نتعاون مع جيبوتي ونستثمر الخلاف السياسية مع النظام القمعي الفاشل في ارتريا؟
- لماذا لا نقدم الى ICC ونتعاوم مع المعارضة السودانية لمثول المجرم البشير الى المحاكمة الدولية (يسلم الى اوكمبو)؟ لماذا لا نعمل علاقات مع المعارضة السودانية (دارفور وشرق السودان)؟
- لماذا لا نطلب ونطالب التنظيمات المتماثلة (من لهم برامج مماثلة ان بندمجوا الى تنظيم او حزب واحد كبير؟ لا بد تقديم التضحيات والتنازل من اجل الوطن وهذا الشعب المنكوب!!! لماذا التنظيمات “الضعيفة” لا تتخذ قرارات صعبة وتحل نفسها… خاصة اذا لا تقدم شيء ملموس في ارض الواقع لعشرات السنين؟؟
- التنظيمات او الأحزاب السياسية ان تتحول الى منظمات مجتمع مدني… عكس المنظمات والأحزاب السياسية… منظمات المجتمع مدني… كل ما عددها زاد يكون افضل… على سبيل المثال لا الحصر… في استراليا توجد اكثر من 300,000 منظمات مجتمع مدني و 4 احزاب سياسية رئيسية في دولة عدد سكانها 24 مليون نسمة.
في عالم السياسة، عند اللزوم تستعمل “كروت” (polical gamse/cards) للضغط من اجل الحصول ما تريد او عند المفاوضات… ليس من الحكمة والسياسية ان تجعل البيض كله في سلة واحدة… (كما تقول الحكمة المعروفة “لا تضع كل البيض في سلة واحدة”) وننتظر من “الأخر” ان يتكرم ويتصدق علينا… لا يوجد شيء “مجاني” (بلوشي) في السياسية… لكل له اهدافه واجنداته الخفية والمعلنة… لذا “من لا يملك قُوته لا يملك قراره” وهو من الخاسرين ويكون العوبة في ايدي الداعمين… لأن كما يقولون “ في السياسة ليس هناك عدو دائم او صديق دائم هناك مصالح دائمة” (ونستون تشيرشل)… لذلك التأقلم والتكيف والتغيير مع التغيرات شيء لا بد منه… نفس السياسية ونفس الأسلوب لعشرات السنين… بدون نتيجة… يجب… بل لا بد للمراجعة من اجل بحث وايجاد بدائل ممكنة وعملية… لذا، إماّ “التفكير خارج الصندوق” او الإستمرار في دائرة التوهان والخسران.
السياسية هي: دهاء، مكيدة… توزيع ادوار الخ…. وليس الركون في مكان واحد واتجاه واحد… لا بد “التكييف والتغيير” عند اللزوم على حسب المتغيرات والمستجدات في العالم والمنطقة.
التفكير خارج الصندوق مجددا
ليس من السهل أبدا “التفكير خارج الصندوق”، بعض الناس يميلون إلى استكشاف الحلول في العالم المجهول، الأمر الذي يتطلب الإبداع، المتانة العقلية، وخفة الحركة والجرأ. في كثير من الأحيان الفرد هو قائد بالمعنى الحقيقي، ولكن ليس علينا أن نكون قادة للتفكير خارج الصندوق. استكشاف عالم غير معروف (مجهول) يعني “للتحقيق او البحث او الخود في مسار غير المستخدمة مغادرة منطقة الراحة النفسية او المألوف (COMFORT ZONE)” تفكير خارج معايير الوعي البشري والخبرة – لرؤية ما وراء القاعدة (المعتاد)، لتكوين رؤية. . وهذا يعني ترك الإحباط وراءهم، والغضب، والإجهاد، والخوف. كذلك يوجد مثل شعبي يؤكد هذا المعني وهو: “. الشيطان الذي تعرفة افضل من الملائكة الذي لا تعرفها” وهذا من نوع الأمثلة السيئة النابعة من الجهل والخوف… تهدم التفكير وتقتل المعنويات في الحركة والإبداع والتغيير… وتدعوا للإستسلام والخدوع. هل يمكن أن تكون خلاق، تحرك الوعي “خارج الصندوق”؟كيف تفكر خارج الصندوق؟ حسنا، كل شيء يبدأ كيف نفكر وننظر للأشياء… هذه هي نقطة الإنطلاق… تغيير المفاهيم…. تغيير القناعات…. تغيير الذات… التغيير يبدء بالأفراد ويتبلور حتى يعم الجميع… بمفاهيم وخطاب واسلوب… واضحة ومحددة… طبعا بوجود قياداة وطنية مسؤولة وفعّالة… وحاضنة اجتماعية واعية مشاركة ومتفاعلة.
لا بد ان نعمل من اجل: “تصحيح المفاهيم الخاطئة… واستنهاض الهمم… من اجل انقاذ الوطن”… المقاومة والمعارضة بجميع الوسائل… بما فيها الخيار العسكري… ونعمل مع من يتفق معنا في المبادء الأساسية وليس بالضرورة ان نتوحد مع جميع الفصائل التى تسمي نفسها معارضة للنظام، لأن بعضها وُجدت من اجل تشتيت المعارضة من الداخل.
هناك خطوات ضرورية يجب ان نحددها قبل الحديث عن التغيير وآلياته.
أولا: يجب التشخيص الصحيح للواقع وبعد ذلك نحدد “تصوراتنا” و “ثوابتنا” و”اهدافنا” و”آلياتنا” للتغيير المنشود…
ثانيا: يجب ان يكون لدينا “خارطة طريق” صحيحة واقعية وعملية (على سبيل المثال لو انا في لندن لا استطيع استخدام خريطة نيو يورك او برلين) كذلك يجب ان تكون الخريطة حديثة (هذا بسبب التغييرات والتحديث).
ثالثا: لأا بد ان ننطلق من سياسية وافكار براغماتية… التي تأخذ بعين الاعتبار…. الظروف الذاتية… والأقليمية والدولية كذلك الإمكانيات الى نمتلكها.
رابعا: تفكير استراتيجي يشمل اهداف: الأن.. غدا وفي المستقبل
- تحديد العوامل السببية المحتملة… من خلال تحليل وتشخيص الوضع من اجل تحديد الرؤية الصائبة والضرورية.
- تحديد ومعرفة السبب (او الأسباب) الجذري.
- تحديدالتحديات.
- إعطاء الأولوية للتحديات (الترتيب الزمني للحلول العملية).
- اقتراح حلول عملية مدروسة وممنهجة وتحديد الزمن والأليات وكيفية تنفيذها.
ما هي السيناريوهات المتوقعة في إرتريا بعد زوال حكم العصابات في ارتري؟؟؟ تحدي آخر…!!!
هناك سبب لكل شيء (لماذا حدث) قبل الحديث عن النتائج…. الحال اليوم في جميع الدول مثل العراق و ليبيا على سبيل المثال(هو شيء طبيعي وناتج منطقي) لما كان او خلفته هذه الإنظمة التى لم تترك شيء مفيد للشعوب…. لأنها انظمة قمعية وإنها لم تنشئ او تترك دولة ولكن كل هم هذه الأنظمة كان الإعتماد على الأمن واحتكار الثروة والسلطة والتسلط على الشعوب وقهرهم بجميع الوسائل الخ…. فهي كانت شبه دول… وعند رحيل الطاغية المستبد سواء كان ملك او رئيس او حزب او اي اسم آخر من الطبيعي ان تنهار الدولة ويحصل الدمار والإنهيار الذى نشاهده اليوم… لأن لم توجد “دولة” اصلا. جميع هؤلاء الأقزام لم يتركوا دول بل “شبه دول”….. لأن الدولة لها مواصفات…. لا بد ان يكون لها دستور فعَال، مؤسسات قوية ومستقلة، برلمانات مستقلة حرة ومنتخبة، صحافة حرة… قضاء مستقل، جيش وطني يحمي الوطن وليس النظام.. الخ…. اما في هذه شبه دول الجيش والأمن والقضاء الخ… كل شيء تابع وملك للحاكم والشعب غير متوحد وغير منسجم…. لأن الحاكم المستبد يستخدم اسلوب “فرق تسد” ويقسم المجتمع الى فئات او الى اسياد وعبيد…. والفساد يكون هو المحرك الأساسي وسيد الموقف في هذه شبه دول.
ما يحدث بعد رحيلهم شيء طبيعي ويمكن ان يهدد الكيان او وجود الدولة (كدولة واحدة) لأن المهمشين والمظلومين يمكن ان يطالبوا بحقوقهم (حتى الإنفصال) والتقسيمات يمكن ان تكون احد الحلول. ما يحدث في العراق اليوم على سبيل المثال لا الحصر…ليس بسبب رحيل او غياب القائد الملهم العبقري صدام حسين او انهيار حزب البعث…. بل هو بسبب ما خلفه هذا الحزب من فشل في بناء دولة وبناء كيان حقيقي…. لأن حكم الفرد لا ينصنع “دولة” ونفس الشيء حدث في الدول الأخرى.
وارتريا سوف لن تكن استثناء… عدة سيناريوهات محتملة…. ولكن اين المعارضة الإرترية؟ هل تستطيع مجابهة التحديات ولها القدرة والإمكانيات؟؟؟ الأن… ألأن وليس غدا يجب ان نصحح اوضاع المعارضة لكي تتحمل مسؤولياتها غدا… لأن التحديات كثيرة وكبيرة…. لذا نطالب بالتصحيح اليوم.
طبعا توجد ايضا تدخلات خارجية (اقليمية ودولية)، وصراعات من الدولة العميقة (كما حدث في مصر) وبين الثوار (ممن يريدون التغيير والعدالة) الخ… في النهاية العملية ليست بسيطة… بمجرد تغيير النظام كل شيء سوف لم يكن على ما يرام… وعي ووحدة الشعب ووجود قيادات وطنية يمكن ان تلملم الوضع وتنقذ الموقف من اجل بناء دولة وطنية واحدة وموحدة دولة القانون والمؤسسات والعدل والمساواة. لكن… من جهة آخرة كل شيء ممكن… ان يحدث كما حدث في جميع الدول “شبه دول”، ولا بد المعارضة ان تكون على مستوى هذه التحديات الكبيرة.
لماذا نكتب؟
الهدف من هذه الكتابات المتواضعة هو من اجل التفعيل والدعوة “للنخب” الوطنية (النائمة) ان تقدم مقترحات وحلول من اجل اخراجنا من هذا الوحل والركود الذي نعيشه… وفي نفس الوقت سوف نقدم ما نراه صحيح بدون مجاملة او تردد من اجل مصلحة الوطن… وهذا نابع من حرسنا لإنهاء مأسي شعبنا التى طالت ولا مثيل لها في هذا الزمن الرديئ… وندعوا المشاركة والنقد من اجل اثراء وتلاقح الأفكار حتى نخرخ من هذا النفق المظلم.
هل نحن مستعدون للتحديات الأنية والمستقبلية (بعد رحيل الطاغية المعتوه)؟ التحديات كبيرة وصعبة… وعلينا ان نراجع انفسنا وجميع خطواتنا من اليوم قبل فوات الأوان… المهمة صعبة… او صعبة جدا… ولكنها ليست مستحيلة.
هل البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة؟ هل ما نحن فيه هو بسبب عدم وجود قيادات وطنية فاعلة… ام عدم وجود حاضنة شعبية ناضجة وواعية؟ هل القيادة صفة مكتسبة ام وراثية؟ حتى لو توجد قيادة… كيف يمكن ان تعلم في مجتمع منقسم لا يؤمن ويحترم الأخر؟ هل هي مهمة القائد ان يجمع ويوجه مجتمع منقسم ومشتت؟؟؟ هذا للتفكير والتفاكر… لمن لهم حلول… ومقترحات.
والله من وراء القصد
عامر (أبو محمد)
يوم 10 اكتوبر 2017
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=42190
تحياتي للأخ عامر (أبو محمد)
مقال جيد وتطرق إلى أمور كثيرة ينغي الانتباه لها
بالرغم من أنك تحدثت عن التفكير والقيام بأعمال خارج الصندوق ولكن هنالك نقطة في مقالك لم تبارح الصندوق أو لم تستخدم البرغماتية الدبلوماسية — مهما كان تصرفات السلطة الاثيوبية تشوبها بعض التشوهات ولكن علينا أن نستفيد بما تتفضل به هذه السلطة ونتفادى الباقي الذي خارج رغباتنا — علينا أن نستفيد من كل نافذة تفتح لنا واستثمارها لبناء الذات بأسرع ما يمكن لأن دوام الحال من المحال وبالذات للذات الضعيفة — بناء الامكانية الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية وحشد تأييد الجماهير تجعل من الذات الضعيفة ذات يتقرب منها الجميع لكسب ودها ويهابها العدوا — المشكلة الارترية ليس مشكلة خارجية في الدرجة الاولى والثانية والثالثة … بل هي مشكلة بين الارتريين — لايجوز البحث عن شماعات خارجية نعلق فيها فشلنا لأن هذا السلوك هو سلوك العاجزين والمتقاعصين والجهلاء الذين لا يعرفون أين مكن المشكلة — تشخيص مشكلنا بشكل علمي وموضوعي وصياغ تأرخي مهم جدا — ينبغي علينا متابعة المشكلة من بدايتها حتى يومنا هذا — بعد درستنا لكل مشاكلنا علينا أن نبتدع في طرق حلها — التشخيص هو نصف الحل إن لم يكن كل الحل
أخي الفاضل ما المانع في البحث عن مراكز إنطلاق المعارضة من دول أخرى دون التفريط في أي مكسب لدينا حتى وإن كان لا يلبي الطموح أو لم يكن على المستوى المؤمل منه — أعتقد البحث عن كأس مملوءة دائما يجعلنا بأننا لم نغادر الصندوق القديم — أخي الحبيب علينا أن نجمع أنصاص واربعاع الكأسات حتى نتحصل على كأس مملوء كاملا
الانتظار حتى يكون الجميع على قلب رجل واحد أمر خطير جدا ولذلك ينبغي المعارضة والجماهير بما تستطيع فعله وبكل تأكيد دائرة العمل سوف تتسع يوم بعد يوم وأعتقد الثورة الارترية مرت بمثل هذه التجربة — قلة بدأت النضال ولكن فيما بعد شارك الجميع بشكل تدريجي وأعتقد اليوم اشبه بالبارحة تماما — والعمل ينبغي أن يكون مدروسا ومحد له الأهداف والنتائج بشكل دقيق ومدعم ببرامج واستراتجيات بديلة بشكل سلس عندما تتغثر خطط ما