عليكم الخروج من حفر الولاءات الضيقة إلى رحاب الوطن
إلى كل شاب وشابة إرترية..
إلى المعارضة الإرترية ..
عليكم الخروج من حفر الولاءات الضيقة إلى رحاب الوطن
بقلم/ صالح اسماعيل
لم ينتبه الشعب الارتري إلى أفكاركم التي يدمر بها البعض الولاء الوطني.. حيث كان يحاول التغاضي حينا ، ويجد بعض العذر في سياسة النظام الديكتاتوري حينا آخر، ويعتبر دور هؤلاء ليس فعلا، وإنما ردة فعل . فلم يلق بالا للمارسات المدمرة لهذا البعض، لأنه كان ينظر إليها باعتبارها نتاج لسلوك الغير، يمكن أن تتغير بتغير الفاعل. كما كان يخشى الحديث عن أطياف ذات ولاءات اجتماعية ودينية ومناطقية ضيقة، لئلا تنحرف المعركة من الأصل نحو الفرع.. ولكن وبمرور الوقت اكتشف الشعب الارتري أن من مدَّ في عمر النظام وشكل أرضيةً خصبة لمخابرات النظام وأصحاب الأطماع الخارجيين هذا النوع من المعارضات التي تقوض، ليس وحدة الشعب الارتري فحسب، وإنما بقاء كيانه الوطني عبر ولاءات ضيقة تخاطب العواطف والأمراض الاجتماعية والدينية والمناطيقة.. إن هؤلاء شركاء مع النظام الديكتاتوري في تفكيك عرى الوطن وتحويله إلى أشلاء متناثرة.. وإذا لم يعد هؤلاء إلى رشدهم فورا وفي هذا المنعطف الخطير الذي تمر به بلادنا، فإن الوطن لن تقوم له قائمة بذهاب الديكتاتور .
إن اللحظة الحالية تتطلب منا وقفة جادة لنقيم بمسؤولية وبوضوح تام وبدون مجاملة القوى التي تنشط في ساحة المعارضة.. في تقديري الشخصي هناك قوى أدمنت الصراع ويصعب عليها أن تخرج من هذه الدوامة ويئست من أي دور لها وتعيش على فتات الغير وعلى حساب قرارها الوطني المستقل.. أما البعض فقد يتماهى مع مشروع إسياس أفورقي، وخياره أن يحكم إرتريا بديلا لإسياس، وإلا فبقاء إسياس أولى، وهؤلاء يتماهون أيضا في جانب مع الأطماع الخارجية وبوعي كامل مع ما تتطلع إليه تلك الأطماع ، ويعيقون، مع سبق الإصرار والترصد، أي توحيد لجهود المعارضة….. وجانب منها يتصدى لمطالب اجتماعية ومناطقية، كل أدبياته مظالم وشكاوى لا أدري شخصيا لمن يتقدم هؤلاء بمطالبهم؟ البعض يتصدى من منظور طائفي ومن حيث يدري أو لا يدري يعزز استمرارية النظام .. والبعض الآخر ومع قلة النصير واستهداف الكثيرين له يتشبث بالخط الوطني وبقراره المستقل.
الخلاصة أجدها في الجمل التي قالتها الفنانة “هيلين” في إحدى تسجيلاتها على الفيس بوك.. حيث قالت “علينا أن نقوم بخطوة وعليك أيها الشعب أن تدرك أن هناك بديلا للسلاح..”. وفي إشارة إلى المعارضة أضافت: “أن من الخطوات الفاعلة مخاطبة الدول المؤثرة لما يجري في إرتريا.. ولكن قبل ذلك عليكم بتوحيد الخطاب والجهود لتثبتوا لتلك الدول أن لديكم القدرة لتكونوا بديلا مناسبا للنظام الذي تريدون إسقاطه” . وهذا ما لا يتأتى في ظل قصور الوعي الوطني ومتطلباته لدى الكثير من أطراف المعارضة الإرترية.. وفي عبارة مفتاحية قالت “هيلين”: “لا يمكنك إسقاط الجبهة الشعبية بذات سلوكها وأفكاره”.
لم يعد مناسبا ولا محتملا أن يعتمد الشعب الإرتري على قوى تتصارع على لا شيئ وتعيش في حفر الولاءات الضيقة وهي ترى شعبها يُذبح ويُسجن ويُباد ويُشرد على مدى ربع قرن، وهو الآن على شفى الانهيار ..
وإزاء هذا الواقع المؤلم على الشباب الإرتري أن يتصدى لمسؤولياته ويدافع عن مستقبله ومستقبل بلاده، وألا ينتظر أحدًا في هذه اللحظة الحاسمة التي نحن فيها، بين خيار أن نكون أولا نكون شعبًا ووطنًا.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=42452
أحدث النعليقات