مظاهرة إريترية بإثيوبيا تكشف انتهاكات نظام أفورقي
محمد غلام-أديس أبابا
يشكو هؤلاء من تجاهل المجتمع الدولي والأفريقي لمحنتهم المزمنة وغضهما الطرف عن حملة القمع والاعتقالات الأخيرة في صفوف المعارضة والمواطنين العاديين المحتجين على اعتقال داعية مسن نهاية الشهر الماضي.
ألهم اعتقال الشيخ موسى محمد نور (93 عاما) لرفضه إغلاق مدرسة الضياء الإسلامية شرارة انتفاضة واسعة في العاصمة الإريترية أسمرة ومناطق أخرى، وكان ثمن إخمادها فادحا: اعتقالات وقمعا وقصفا بالمروحيات، حسب هؤلاء.
شق المتظاهرون طريقهم عبر شارع الاتحاد الأفريقي بمنطقة مكسيكو وسط العاصمة ولم توقفهم إلا متاريس الشرطة خارج البوابة الرئيسية.
وقد حالت الاعتبارات السياسة والدبلوماسية -ربما- من استلام الرسالة أمام المصورين ورجال الإعلام، في مشهد يشي بأنها لم تصل كما أراد مرسلوها. تندد الرسالة بـ”الممارسات القمعية التي ترتكبها الحكومة الإريترية” وتطالب باتخاذ خطوات ضد نظام أفورقي وتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية.
وفي طريقهم إلى المقر بُحت حناجر المتظاهرين بهتافات “لا للدكتاتورية، نعم للديمقراطية، أوقفوا العبودية في إريتريا، لالا للتفرقة الدينية”.
يبلغ عدد اللاجئين الإريتريين في عموم إثيوبيا نحو 200 ألف أغلبهم في معسكرات ومعظمهم في إقليمي عفر وتغراي، و100 شخص إلى 150 يصلون يوميا عبر الحدود في مغامرة خطرة تفضي أحيانا كثيرة إلى القتل أو الاعتقال.
قصص القمع
الشيخ أحمد سفر، القيادي في الحزب الإسلامي الإريتري، وهو أحد منظمي الاحتجاج، يقول إن نسبة الهاربين من جحيم قبضة النظام تتزايد يوما بعد يوم، وهي في أغلبها من الفئة المنتجة والفاعلة أي الشباب الفارين من التجنيد الإجباري الذي لا يستثني حتى الفتيات.
وللفتيات هنا قصصهم المحنمة: “هيلين جبر أملاك”، وهي إحدى المنظمات الشابات للمظاهرة، هربت من إريتريا قبل عامين بعد أن دفعت لمهربين نحو ألفي دولار وقد استغرقت رحلة هربها ثلاثة أيام.
أكملت هيلين الخدمة العسكرية ثم تخرجت في كلية التمريض لتجبر بحكم تخصصها على العمل في مركز لعلاج المعتقلين “كنت أرى التعذيب والقتل، ولم أستطع مواصلة العمل. حاولت الهروب إلى السودان وفشلت.. اعتقلت وسجنت عامين لاقيت فيهما صنوف التعذيب والإيذاء”.
يصف الشيخ أحمد سفر واقع بلده المضني بالقول “الناس تتعرض للاعتقال وإطلاق النار والقتل وكافة أشكال التعذيب. لا يوجد دستور ولا صحافة حرة، والنظام جعل إريتريا تعيش في العصر الحجري”.
أما الناشط الحقوقي الإريتري البارز إسماعيل قبايتا فقال إنه جاء من بريطانيا للمشاركة في المظاهرة “ضد النظام الإريتري الذي يرتكب أبشع الانتهاكات ضد المسلمين، وليسمع صوت الشعب الإريتري المظلوم للعالم.
يقول قبايتا إن المظاهرات الأخيرة في أسمرا “كشفت عورة النظام” حيث وصل المتظاهرون إلى كل الأماكن ولم يردعهم إلا استخدام الجيش للمروحيات. ويؤكد الحقوقي الإريتري مقتل 28 شخصا وجرح سبعين واعتقال الآلاف في مظاهرات 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وستظل مدرسة الضياء الإسلامية وشيخها موسى محمد نور تتردد هنا على كل الألسنة بين المتظاهرين، وبكل فخر يردد هؤلاء كلماته الخالدة، ومنها أن المدرسة “لن تؤمم إلا على جثتي”.
المصدر : الجزيرة
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=42463
أحدث النعليقات