ماذا فعل دسالنج بآلهتنا؟!
بقلم : بشرى بركت
قال عنها أحدهم “أنها واحة الإستقرار السياسي في المنطقة” فقلت له “بل قنبلة موقوته شظاياها ستصل كل بيت حين التفجّر”.
لا تتسرّع في الحكم عزيزي القارئ فلم أقصد بالإنفجار ما تابعت بالأمس من إستقالة مفاجئة او متوقعة لهيلي ماريام دسالنج رئيس وزراء الإثيوبي، ولكنني أقصد مجريات الأحداث في إقليم تقراي وتفاعلات أهل الحكم فيه التي وصلت حدّ الجدل المناطقي الحادّ بين كبار جنرالات الجيش والقادة الأمنيين. ومن هنا نتحرك لقراءة إستقالة دسالنج الصّورية ذات الأهداف السياسية والإحماء الإجتماعي في هذه السانحة الكبرى التي ترى فيه التقراي في حالة عدم وئام تام، حتى في مبدأ أهمية السيطرة التقراوية على كل إثيوبيا.
هيلي ماريام دسالنج إن ذهب سيكون له الغلبةُ واستكمال الإنقلاب النّاعم الذي بدأه بدعم من بعض أهل الوعي الوطني الإثيوبي الشامل والذي أتى وتجذّر ضمن صراع التقراي الداخلي. ومن ثمّ هذا الإنقلاب الذي بدأه دسالنج وداعميه سيتحقّق بأيدٍ أخرى أكثر قدرة وأكثر حرصا على إثيوبيا سواء كان ذلك من خلال الكيان الفضفاص الحاكم أو عبر كيان آخر قوي سيظهر فجأة كما كان من مجموعة ((قنجّت)). وإن بقى دسالنج في موقعه فسيكون له القدرة الكافية لإستمراره في عملية الإنقلاب السياسي على التقراي عبر صوت الشارع المدوي. سيحدث ذلك حتى وإن سيطر التّقراي على المؤسّسات المسلحة والتي هي أيضاً أحد مصادر الجدل أو الصراع التقراوي – التقراوي.
دسالنج إذن يدخل الحلبة بقوة ولا يخرج منها كما يمكن أن نتوهّم وقد يبدوا عليه عازماً على تحطيم الأصنام التي لطالما عبدها مدعوا إثيوبيا المستقرة تحت حكم التقراي!! وأنّ القادم أكثر وضوحاً إذا نظرنا إليه بمنظار إثيوبي حقيقي، وأسقطنا مجريات التاريخ على هذا الواقع، فما الحكم في إثيوبيا إلّا لمن يسعى لتوحيدها وليس لتشتيتها. وهناك قناعة دائمة لدى الإثيوبيين بأنّ إثيوبيا ستبقى كتلة موحّدة رغم عبث ربع القرن التقراوي الفائت.
ولنعمل على إسقاط بعضٍ من الواقع السياسي والإجتماعي الإثيوبي على الحالة التي نرى وذلك ضمن النقاط التالية:-
– الكيان الاكبر والأقوى في الجبهة الحاكمة (الجبهة الثورية الديمقراطية لشعوب إثيوبيا) وهو “الجبهة الشعبية لتحرير تقراي” يعاني من انقسامات وصراع اقطاب حادّ لن ينتهي قريباً، ومن ثمّ هذا هو الوقت المناسب للتصرّف إن كان هنا ك تصرّف محتمل، خاصة وأنّ ربع القرن التقراوي باعد بين الإثيوبيين كما لم يكونوا قبل ذلك، حتى حين كانت إثيوبيا تعجّ بالكيانات الصغيرة المتقاتلة لردحٍ من الزمن.
– الخيط الرفيع الذي يتمسك أهل التقراي به سوياًّ للإبقاء على كيانهم السياسي هو خيط العداء لباقي المكونات الإثيوبية، وأنه سيتم الفتك بهم حال انفطار كيانهم هذا، وعليه سيُسحقون سحقاً حال استفحال الصراع خارج كيانهم. ذلك لأن الخروج منه سيضعهم في متناول الذئاب المتربصة ولن ينجيهم من ذلك السيطرة الكلية على الجهاز الأمني والعسكري، حيث أن الصراع سيتولاه الشعب الإثيوبي بنفسه ولن يقو أحد على تجاوز إرادته مرة أخى كما فُعل به في العام 2005م. وهنا أرجوا مراجعة خطاب إستقالة دسالنج لما قد نسميه نداءًا صريحاً للشعب الإثيوبي وشبابه لتسلّم زمام الأمور.
– أديس أبابا اليوم في حالة توتر شامل مرتكزها الأساسي عدم إطمئنان التقراي وخروج رؤوسهم المالية الكبرى ورموزهم السياسية والإجتماعية بإتجاه مقلي على الفور، مما يعني عدم اطمئنانهم على قدرة الأجهزة الأمنية والعسكرية رغم سيطرتها الكاملة. ويحدثكم عن تفاصيل هذا من يتواجد في الشارع الأديس أباباوي اليوم.
– بالرغم من أنّ إثيوبيا قد انجزت سدّها تقريبا، ولم يتبق منه الا القليل فيتم الافتتاح الأكبر، ويقوم التاريخ يتسجيل الحدث. ومن ثمّ يرغب صقور التقراي بأن يكون على رأس الحدث تقراوي حيث أنّ ذاكرة الشّعوب ومن خلفها التاريخ تستهويهما مسألة تسجيل مشهد النّهاية، ومن ثم كانت الضغوط على دسالنج مكثفة. وعليه اختار هو أيضاً التّصرّف في هذا الوقت الذي رآه مناسباً، لتختمر الأمور لدرجة الإستقرار حتى حين الإفتتاح، ومن ثمّ يكون قد أكمل الترتيبات وفتح لنفسه أوسع ابوب التاريخ ليدخل منه عظيما منتصرا في كلّ الجبهات.
– الشعب الإثيوبي يبحث عن ذاته مجدّداً بعد ما خبِر أنّ نظام التقراي القائم على الأسلوب النّمطي لنظرية “فرّق تسد” والذي بالفعل أقام أسافين عالية بين مكونات الشعب الإثيوبي ظاهرها فيه مفاهيم الحكم الذاتي وباطنها يحمل إلهاء الشعب عما يفعله التقراي بالكراهية فيما بين مكوناته. ومن عاش في أديس أبابا في الفترات المتأخرة وجالس الوسط الإثيوبي المثقف سيلاحظ قدر الإمتعاض الذي وصلت إليه البلاد من هذا التقسيم الذي تمت تغذيته بالعداء. وستجد اليوم مفهوم وحدة المصير أكثر عمقاً من عشر سنوات مضت على سبيل المثال.
– نقطة أخرى يمكن إضافتها هي أنّ دسالنج قد فتح كلّ الغرف المغلقة أمام الشعب الإثيوبي بما في ذلك ما ظل نظام التقراي يخفيه وينكره من أنّه ليس لدى إثيوبيا سجناء سياسيين. وقد قام دسالنج بتسمية الأمر بإسمه الحقيقي ومن ثم الإفراج عن كلّ السجناء السياسيين دون أدنى تبعات لذلك على مستقبلهم السياسي والإجتماعي.
– لإجمال الأمر داخليا، نجد أنّ الجبهة الشعبية لتحرير تقراي تعاني الإنقسام الحاد الذي لن ينتهي حتى بعودتهم وتقوقعهم داخل إقليم التقراي، وسيستمرّ جدلهم وتوزيع الإتهامات بينهم في شؤون سوء إدارتهم لمجمل الدولة الإثيوبية وتوزيع كلّ مقدّراتهم البشرية التي تمّ تأهيلها في كل ربوع إثيوبيا لتأكيد سيطرة الأقلية القليلة على كل شعوب إثيوبيا. ثمّ أنّ هناك أمرا هاما يتم تداوله بحسرة وهو تحميل مسؤولية إنفطار التحالف الإستراتيجي القائم على صلة الدّم ووحدة المصير مع الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا سابقا “الهقدف حاليا” حيث تم كشف ظهرهم لعدوهم التاريخي وهو الشعوب الإثيوبية المتربّصة بهم دائماً.
– أما على المستوى الخارجي فالأمور كلها مواتية حيث أنّ الجوار المنافس وغير المنافس في مجمله في أسوأ حالاته، فنجد أنّ
1- كينيا، كعادتها منصرفة باتجاه الجنوب الذي تستطيع التأثير ولعب دور فيه، ثمّ انّ على كينيا ما يكفيها من أزماتها الداخلية.
2- الصومال، تتحكم إثيوبيا على مفاتيحه الكبرى، ومن ثم لا قلق يأتي من الصومال.
3- إرتريا، منصرفة كليّا في حالها المميت، فما تلبث أن تورّط نفسها في مشكلة أخرى قبل الخروج من سابقتها، دون الإتعاظ مما خبرته مما سبق.
4- السودان تتساقط أطرافه كلّ يوم، ولن يقو إلا على التبعية، إمّا لإثيوبيا أو لمصر.
5- مصر، مقبلة على الموت الإختياري، وإن حدث شيء غير ذلك فالخروج من الحالة الحالية ستستغرق أزمانا تكفي وتفيض لتعمل إثيوبيا على ما أرادت من تغييرات داخلية.
خلاصة القول تتمثّل في انّ إثيوبيا مقبلة على تغيير جذري، الخاسر الأكبر فيه ستكون مجموعات التقراي والرابح الأكبر فيه إن لم يكن دسالنج ومن خلاله الشعب الإثيوبي قبل تفتيته وتجزئته، فإنه سيكون لا جدال الشعب الإثيوبي وحده، فالأمر بحيثياته الذي ذكرنا آنفا قد طرق باباً لا عودة من خلاله أبدًا. ونجكل من هذا أيضاً تأثراً مؤكّدا لكل منطقة القرن الإفريقي إيجاباً. وسيترتب عليه تغييرات جذرية قد نتناولها في الحديث القادم إنشاء الله.
ب.ب
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=42786
حياك الله الأستاذ / هنقلا
(مشكلتنا ياستاذ عبداللة تكمن في أدوات التغيير .. نفس الأدوات ونفس السلوك .. ولذا تتكرر نفس النتيجة .) يا سلام على هذا التلخيص للواقع الارتري!!!
النظام كان يكرر ولازال نفس الأدوات ونفس السلوك ونفس الأفكار ونفس الممارسات لم ينحرف عنها ولو ليوم واحد على مدى الثلاثة عقود الماضية (صندوق بندورة نتن بإمتياز) ومن كانت هذه حالته فهو بكل تأكيد مجنون لأننا لو اعطينا مجنونا سطل وطلبنا منه ملئ برميل مثقوب بالماء سوف يحاول ملئ هذا البرميل المثقوب على مدى حياته —- من هذا نستطيع أن نستخلص ما يوجد في إرتريا هو الجنون بالجملة
ويقول مولانا هنقلا: (وحتى نواجه قانون الغاب يجب ان نمتلك شروط المواجهة ،وهذا الاخير عنوان كبير يحتاج الي مناقشات واعية وجادة ..)
أعتقد إمتلاك البوصلة الصحيحة هي أول هذه الشروط وهذا يتم الولوج إليه عن طريق قراءت الواقع بعقل متفتح لا يعاني من العقد الموروثة والمكتسبة — ينبغي أن توجه البوصلة بشكل دقيق إلى العدوا الرئيسي للشعب الارتري وليس بتبني قضايا شعوب أخرى وميادين لا يستفيد منها الشعب الارتري
والشرط الثاني أعتقد هو عدم خلط بين مرحلة الثورة ومرحلة الأحزاب والانتخابات لقيادة البلد — هذا الداء تعاني منه المعارضة الارترية وتكرره بشكل مستمر منذ تأسيسها — هذا ايضا نستطيع أن نسميه الجنون بالجملة
الاستاذ / عبداللة تحياتي وتقديري لك
الواقع المعاش هو واقع شاذ ،لا يتناسب مع ماضي وحاضر الانسان .. وبتالي يجب تغييره بكل الوسائل .. مشكلتنا ياستاذ عبداللة تمكن في أدوات التغيير .. نفس الأدوات ونفس السلوك .. ولذا تتكرر نفس النتيجة . مثل شعبي شامي يقول: “اللي يجرب المجرب عقله مخرب “..
اما قانون الغاب يتناسب مع الشفتا وخطابها السياسي اسحقهم سحقا .. عبارات مفخخة بعدم الاستقرار ..وحتى نواجه قانون الغاب يجب ان نمتلك شروط المواجهة ،وهذا الاخير عنوان كبير يحتاج الي مناقشات واعية وجادة ..
الأستاذ \ هنقلا — تحياتي
حديثك عن دلالات قانونية وسياسية وعرف إجتماعي يحتاج إلى وسط متحضر — حدثنا يا مولانا عن قانون الغاب والغريزة الذي يتلائم مع الواقع المعاش
السيد/ بشرى
الميثاق هو فعل انساني ويتم صياغته وفق ضرورة ومصلحة القوى السياسية ،وكذلك تغير الميثاق يحصل وفق المصالح ..
اسياس افورقي في برنامجه نحن وأهدافنا كان متطرفا في مواقفه تجاه اسرائيل والامبريالية .. واليوم هو اكبر اسرائيلي وإمبريالي في مواقفه خلافا لبرنامجه الاول ،نحن وأهدافنا ..
اما بخصوص المراحل الثلاثة . الامبراطورية، والديمقراطية الشعبية ، والفدرالية .. قانونيا وسياسيا الاسم يحمل دلالات مختلفة ..مثلا بشري بركت تختلف من حيث المعنى والدلالة القانونية عن بركت بشرى …
استاذي الكريم
المفاهيم والمواقف والمعتقدات غير الخرايط في جغرافيتها وديمغرافيتها، وذلك قبل قرار الإزالة الشاملة الذي يمكن ان يقوم به فقط العدو الحقيقي للشعب والوطن (حال التقراي في اثيوبيا نموذج) وذات الامر ينطبق على حالنا حين نقول، بما ان الشعبية لعبت بتلك المحاذير ينطبق عليها ذات الامر باعتبارها لا تعير الشعب أدنى اهتمام وتعبث بجغرافية الوطن بيعا وتفريطا.
ولَك كل التحية
الأخ \ بشرى — تحياتي لك
يا اخي ثورة تحرير تجراي في البداية كانت لرفع الظلم عن شعب تجراي وليس للإنفصال عن إثيوبيا ثم ظهرت أمام ثوار تجراي فرصة للتنسيق مع جميع شعوب إثيوبيا لتحريرها من الظلم وهذا يعتبر تطور إلى الأفضل ولكن يبدوا عليك تقراء الأمور مقلوبة رأسا على عقب — ثم تأريخ إثيوبيا في الغالب هو تأريخ تجراي ولذلك ما تقوله بعيد كل البعد عن التاريخ والمنطق والموضوعية
هل لديك دليل واحد بأن شعب تجراي كان يناضل من أجل الانفصال عن إثيوبيا؟ أعتقد كل ما تحسبه تحليل منطقي وتاريخي وموضوعي لا يتجاوز عن (حشوي إسياس) — أرجو أن لا تعتقد ما تكتبه هو تحليل فأنت يا حبيبي بعيد كل البعد عن التحليل الرصين وغير الرصين وكل ما تكتبه لا يتجاوز عن كونه أضغاث أحلام
إثيوبيا في داخل معمعة أتون الديمقراطية تخطئ وتصيب وفي نهاية المطاف سوف تخرج مستوية ولكن في المقابل إرتريا تشوى بعقول القرون الوسطى المتخلفة بالرغم من كون الشعب الارتري أول من عرف تكوين الأحزاب وحرية الصحافة في القارة السمراء
الأخ \ بشرى — تحياتي لك
يا اخي ثورة تحرير تجراي في البداية كانت لرفع الظلم عن شعب تجراي وليس للإنفصال عن إثيوبيا ثم ظهرت أمام ثوار تجراي فرصة للتنسيق مع جميع شعوب إثيوبيا لتحريرها من الظلم وهذا يعتبر تطور إلى الأفضل ولكن يبدوا عليك تقراء الأمور مقلوبة رأسا على عقب — ثم تأريخ إثيوبيا في الغالب هو تأريخ تجراي ولذلك ما تقوله بعيد كل البعد عن التاريخ والمنطق والموضوعية
هل لديك دليل واحد بأن شعب تجراي كان يناضل من أجل الانفصال عن إثيوبيا؟ أعتقد كل ما تحسبه تحليل منطقي وتاريخي وموضوعي لا يتجاوز عن (حشوي إسياس) — أرجو أن لا تعتقد ما تكتبه هو تحليل فأنت يا حبيبي بعيد كل البعد عن التحليل الرصين وغير الرصين وكل ما تكتبه لا يتجاوز عن كونه أضغاث أحلام
(ان أنتما التقراي لاثيوبيا لم يأتِ الا قبل عام واحد فقط من سيطرتهم على أديس أبابا…)..السيد/بشرى ..يشكك في انتماء التقراي لاثيوبيا ،وانا..لا يهمني التقراي هم اثيوبين بالميلاد ام بالتجنس ،هم حاليا مكون أساسي من مكونات اثيوبيا وصانعي المرحلة الحديثة من تاريخ اثيوبيا.. اتمنى ان تقرأ المشهد بعيدا عن مشاعرك ومشاعر اسياس .. المشهد كما هو .. وأقول مشاعر لان هذه الألفاظ ( فترات التقراوي البائسة ، سيسحقونهم سحقا، تحطيم الأصنام ..).انها مشاعر تنتمي الي لحظة انفعال وليس رؤوية موضوعية تساهم في قراءة المشهد كما يجب .. وأي كتابة تبتعد عن الموضوعية.. انها كتابة تبريرية او بروباغندا رخيصة.. يا اخي ،اذا عندك قراءة للأحداث غير هذه القراءة المنحازة هات .. اما قراءة على طريقة افتتاحية جريدة إرترية الحديثة انا شخصيا لا احتاج لها ..
مهلا اخي الكريم.. فلا تحمّل الامر اكثر مما يحتمل..
هل لديك ادنى شك في ان الجبهة الشعبية لتحرير تقراي قد غيرت ميثاقها ومن ثم اجندتها عام 1990 لتشمل كامل اثيوبيا بعد ان كانت تهدف فقط لتحرير تقراي بعيدا عن اثيوبيا. وتعلم انها كانت تسعد وتحتفل بامتهان واهانة العلم الذي تتغنى به اليوم في كل يومياتها وذلك حتى 1990.. هل لك اي تبرير منطقي لذلك ام ان الواقع اليوم يدحض تفاصيل احداث التاريخ ام ان المواطنة تأتي وفقا لظروف؟!!..
اما قراءة الأحداث فقد يكون لوجهات النظر فيها متسع من المساحة وليس بالضرورة ان نلوي اعناق الاحداث لتصب دايما في قالب واحد. وان الامر لا يحتمل اكثر من هذا المنطق الا اذا كان الهدف منه الاتيان بالنتيجة النهاءية من المنزل ثم صوغ أحداثٍ حولها لتبريرها كما يحدث من إعلام أبشع الدكتاتوريات.
ولك كامل تقديري
السيد / بشرى
خلينا نبتعد من الشعارت الانفعالية ونناقش بمنطق له مدلول سياسي . أولا-الإمبراطورية الإثيوبية – ثانيا -جمهورية إثيوبيا الشعبية الديمقراطية – ثالثا- جمهورية إثيوبيا الفدرالية .. لكل مرحلة من هذه المراحل لها مدلوله السياسي . وكل مرحلة تمثل قطيعة للأخرى ..وحتى العلم الذي تتحدث عنه يختلف مدلوله وشكله . وبتالي لا تستغرب تهكم مجتمع المرحلية الحالية من رموز المرحلة السابقة .وضمن هذا المعنى يأتي التغيير .. والعلم يمثل رمز السلطة الحاكمة ويتوسع مدلول احترامه وقدسيته بين سكان الإقليم كلما تجذر مفهوم إنسانية الانسان في مفاصل مؤ سسات الدولة …ويتم حرقه وإذلاله كلما كان رمز للقهر والعبودية ..ياخي السياسة تعبر عن مصالح اجتماعية واقتصادية ومتحركة وفق هذه المصالح .. ومن هنا يأ ت الاتايد كلما عبرت عن مصالحك ..وكذلك الاحتجاج او الرفض اذا تعارضت مع مصالحك الاجتماعية والثقافية ..الخ اياخي انت تنطلق من مفهوم إثيوبيا الامبراطورية .. وانا انطلق من مفهوم اثيوبيا الفدرالية .. اثيوبيا الحديثة .. لو ركزنا في قضيتنا أفضل ومناقشة اثيوبيا من هذا الباب هو المفيد لنا ،وليس من باب مهام وزير الداخلية او الهجرة والجوازات ..
المراحل الثلاثة تحمل ذات الاسم وبالتالي تستحق التناول في مضمونها الاثيوبي .. ولا حرج على التقراي ان كانت لهم آمال وتطلعات تحقيق دولتهم المشتركة في الشمال بحسب مشروعهم الأول فهكذا رمى منظرهم الأول، وذاك حلم وليس كل الاحلام تتحقق. ولكن حين يأتي التاريخ شاهدا لابد ان يخط كل شيء كما حدث دون رحمة او مواربة .. ولا يسعني هنا الا ان اذكر اهمية مراجعة ادبيات نضال التقراي في كل مراحله حتى نُسقط ذلك في الواقع وما الذي تحقق منه وما الذي عاكست الظروف تحقيقه…
لكما كل التقدير..
هلا يا هنقلا الحبيب
السيد / بشرى حاولة أن يلتق حولك بعباراته التي تقول: أنت تعلم أكثر من غيرك ، فأنت تعلم المتبقي من القصة ، ولكن أعتقد أنه لا يعرف بأن مثل هذا النوع من اللف والدوران لا يمر على الاستاذ / هنقلا مرور الكرام
نعم نحن لسنا طرفا في الصراع الاثيوبي وكل ما نتماناه أن يعيش الشعب الاثيوبي بكلياته في سلام وإزدهار — أيضا الشعب الاثيوبي سوف يتجاوز هذه الازمة بما له من رصيد ديمقراطي وسوف يحلحل جزء كبير من هذه المشاكل ويضع إثيوبي مرتا أخرى في مرتبة عليا من المرتبة الذي كان فيها
في المحصلة النهائية الخاسر الوحيد هو إسياس ونظامه الذي سوف تتبدل فرحته العارمة إلى كابوس يطارده وحسرة تعصره
الله يحفظ شعوب المنطقة من الشر القادم لا ندري أين بدايته ولا نهايته
شرفني الكريم يا smn
بالفعل المنطقة مقبلة على حال قد يغير حتى مجمل الخرايط فيها والعشم في تمسك الشعوب باوطانها وتماسكها ببعضها ايضا.
مقال السيد/ بشرى . جاء هذه المرة دون لف ودوران ،وانطلق من ارضية الانحياز الي طرف من أطراف الصراع .. وهذا واضح من اللغة التي استخدمها ( سيسحقونهم سحقا ،تحطيم الأصنام ،عبث ربع قرن التقراوي …)الخ.هذه اللغة لا تنتمي الي الموضوعية ولا تنطلق من مصلحة الذات الأرتريا المعارضة او من منطلق مراقب محايد ..؟ انها لغة بيانات سياسية تحريضية ،لا تنتمي الي لغة الكتابة الموضوعية ..اما بخصوص .. (انظروا اليه بمنظار إثيوبي حقيقي ) .لم افهم هذه العبارة في المقال .في مفهوم المواطنة لا يوجد حقيقي ومزيف .. هذه لغة القبيلة ..لا تنتمي الي عصر مفهوم المواطنة …اما دسالنج جاء ضمن عملية ديمقراطية حتى يكمل المشوار الذي بدأه زييناوي .. وقدم استقالته ضمن إطار مشروع الديمقراطية .. وإثيوبيا الحديثة تحتاج الي فترة زمنية حتى تعمل قطيعة كاملة مع الماضي الإقطاعي.. وما نشاهده من حراك هي تصاحب أ ي عملية انتقالية ..
شرفني مرورك الكريم الاستاذ هنقلا..
تعلم اكثر من غيرك ان اللحظة التي نتحدث عنها هي منعطف مصيري في دولة تتحكم بالمصائر في مجمل المنطقة وقد ادعي انها حالة ثورية تحمل فوران متفجرا لا يحتمل لغة خطاب رصينة بل لغة تشبهه حتى تتواءم مع مجريات وحماس تفاعلاته.
اما بالنسبة للانحياز فانني لا اخفيك سرّا ان قلت ان البكائية الإرترية الدائمة منذ قرنين من الزمن وحتى اليوم، حيث نرى عمليات الإجهاز على المجلس الوطني، تحمل كلها بصمات طرف واحد ولا احد غيره.. ولن ازيد على هذا فانت تعلم المتبقي من القصة.
اما فيما خص مفهوم المواطنة الإثيوبي فقد يرى كل منا تناوله من زواياه الخاصة. اما رؤيتي فقد اجملها بأن فترات التقراي البائسة ( 18 سنة يوهانس و27 سنة وياني) لم تكن اثيوبية وطنية بقدر ما هي اوحال من الدماء والفرقة والكراهية. وعليه فإن لإثيوبيا المستقبل شعبا كاملا يتشارك في حكمها ونهضتها وليس فئة لا يتجاوز تعدادها 7% تتحكم في مفاصل الدولة عبر جبروت الرعب المنظم.
ولك تحياتي
الاستاذ/ بشرى
انا لا انطلق من زوايا ولا أضلاع افتراضية بل انطلق من قراءة مقالك والعبارات المتطرفة غير الحيادية .. مثل ( فترات التقراي البائسة ) . وأكرر حاليا هذا شأن إثيوبي .ولذا تنتطلق قراءتي من رؤوية موضوعية ، وليس من موقع مع طرف ضد طرف اخر .. انت طرف في الصراع من خلال هذه العبارات ( فترات التقراي البائسة 18سنة يوهنس / 27 سنة وياني ) . اما بخصوص المواطنة ،للمواطنة مفهوم واحد .. اما انت حر في تقسيم مواطنين دولة اثيوبيا الي مواطنين وبدون .. او الي حقيقين وغير حقيقين .. بمعنى اخر الي إثيوبي وتقراي ..
الاستاذ هنقلا
لك كل التحايا .. ثم ان العبارة الوحيدة التي اراها غريبة هي عبارة ال “بدون” حيث أتت ثورية اكثر مما ارتأيت في بعض تفاصيل حديثي. وقد آتيك جازما بأن ما عبرت عنه ليس الا موقفا صلبا لصالح طرف ما في المعادلة المتغيرة التي تعج بها اثيوبيا اليوم…
اما بالعودة الى امر المواطنة الاثيوبية فان الامر ظل ومازال جليا بان انتماء التقراي لاثيوبيا لم يأت الا قبل عام واحد فقط من سيطرتهم على اديس ابابا وعليه لم يتمسكوا بالدولة الاثيوبية الا لمفهوم مرحلي فرضه الامر الواقع وصولا لدولتهم الكبرى التي نظر لها حديثا كبيرهم في ضفتي مرب “ولدآب”. والتي اجهضت بعد خلاف على اساسيات السلطة فيها وفتك اساياس بهذا المفهوم كليا في العام 1997.
خلاصة القول ان الانحياز دايما للتغيير واعادة الوضع الى طبيعته الاصل ون االتقراي ليسوا ذاك الاصل. وان الشان الاثيوبي شان مصيري بالنسبة لحالنا وعليه فان تناوله بقدر من التفاعل يكون ضرورة تحتمها المرحلة..
واقبل كل التحايا
أعتقدت حينما فرح السيد / بشرى فرحا شديدا بإستقالة دسالين بأن إسياس قد استقال وأن مجموعته المتخلفة في حالة هروب وهذا نسبتا لما كان يتظاهر به السيد/ برخت في وقوفه إلى جنب الشعب الارتري المغلوب على أمره ولكن الظروف في هذا الموضوع أيضا لا تحتمل التخفي وراء المقالات التي كان يحررها ولذلك ظهر بشرى على تناغم تام مع الخط الذي يمثله إسياس ونظامه الذين هم اليوم في فرحة عارمة من الذي يحدث في إثيوبيا وبالذات على التجراي — هؤلاء يحلمون بتفتت شعوب إثيوبيا لكي يتسنى على إسياس لينصب من يراه وإثيوبيا تحت قبضته أو تتحقق أحلامه لقيادة إثيوبيا
الشعب الارتري لا يعادي أحدا من الشعوب الاثيوبية ويتمنى لكل شعوب إثيوبيا التماسك وبناء دولة ديمقراطية تحترم وتتعاون مع جميع شعوب المنطقة والعالم
إثيوبيا خطت خطوات في إتجاه تداول السلطة وإستقالة دسالين تصب في هذا الاتجاه — يمكن أي رئيس وزراء إثيوبيا أن يستقيل ويأتي من يخلفه بطريقة ديمقراطية وكذلك يمكن أن يتراجع أي حزب من القيادة ويخلفه حزب غيره يختاره الشعب الإثيوبي — يمكن أن تظهر بعض السلبيات الغير محمودة ولكن إثيوبيا بشكل عام في الطريق الصحيح لبناء تداول السلطة وبناء الإقتصاد القوي — الشعب الإثيوبي ذاق طعم الحرية وإنتعاش إقتصاده وبالتالي لا يمكن أن يقبل بالتراجع عن الأهداف العظمى ولكن من لازال يعيش في القرون الوسطى ويسعى للتخريب يعتقد في كل ريح تهب على أرض إثيوبيا بأنها تحقق أهدافه الخبيثة
الرسالة الأولى في خطاب دسالين كانت: تداول السلطة في إثيوبيا هو سلما وها أنا المثال على ذلك — ويا شباب إثيوبيا شاهدوا ما أنا فاعل — وكانت دعوته للشباب الاثيوبي لينحازوا جميعهم إلى الوقوف إلى جانب ممارسة تداول السلطة دون عنف وتحت إحترام الدستور والقانون — وأعتقد هذه رسالة واضح إلا لمن له مآرب أخرى ويعيش بعقلية القرون الوسطى
اخي الفاضل عبدالله..
اشكر لك حضورك واهتمامك وهمتك اولا، ثم اسمح لي بمعرفة رؤيتك فيما يخص ازمة الجبهة الشعبية لتحرير تقراي وبماذا تفسر الاختفاء القسري الذي تعرض بعض كوادر الصف الاول فيها وعمليات الاقصاء التي تحدث كل يوم؟ الا يمكننا قراءة ذلك بانه صراع مرير داخل البيت التقراوي.
نقطة قد تكون في اهمية الاولى وهي رؤيتك لما يجري في اقليم اوروميا من تظاهرات مستمرة وقتل جماعي.
ولك كامل تقديري