إعلان ستوكهولم
انعقد مهرجان إرتريا – كاسل في مدينة ستوكهولم بالسويد، في الفترة من 20-22 يوليو2018، بمشاركة عدد من التنظيمات السياسية والمدنية الإرترية المعارضة، وعدد من المثقفين والأكاديميين من إرتريا ودول الجوار، وبحضور جمعٌ غفير من المواطنين الإرتريين وقواعد التنظيمات السياسية المشاركة في المهرجان من السويد ومختلف البلدان الأوربية .
قُدمت في المهرجان محاضرات قيمة تمحورت حول شعار مهرجان هذا العام “تحقيق السلام الوطني ضمانة لتحقيق السلام الإقليمي”.. قدمها عدد من الأكاديميين والناشطين السياسيين من إرتريا وإثيوبيا والسودان، ونوقشت في ورش عمل والتي أوصت بصدور إعلان باسم المشاركين في المهرجان. ثم اجتمعت القيادات السياسية وممثلو المنظمات المدنية المشاركة في المهرجان، وناقشت مخرجات ورش العمل، وقررت إصدار هذا الإعلان تحت اسم “إعلان ستوكهولم”.
طالب المهرجان الشعب الإرتري الأبي، في الداخل والخارج، بضرورة الحفاظ على وحدته الوطنية والتصدي لكافة المؤامرات التي تستهدف وحدته وكيانه الوطني أكثر من أي وقت مضى. كما توجه للقوى السياسية والمظلات الجامعة وعلى رأسها المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي، وكذلك الهيئات الشعبية والمراكز الإعلامية،بضرورة الارتقاء إلى متطلبات المرحلة وابتكار أساليب عملية وفعالة تنسجم مع تلك المتطلبات وتحدياتها لقيادة العمل الوطني، من أجل تحقيق التغييرالديمقراطي في إرتريا، وذلك من خلال توحيد الجهود وحشد الطاقات الوطنية في مواجهة النظام الديكتاتوري وسياساته.
كما حث المهرجان الجيش الإرتري وكافة القطاعات التي يستخدمها الديكتاتور كأذرع قمعية ضد الشعب الإرتري، الانحياز إلى جانب شعبهم وتطلعاته المشروعة في الحرية والعدالة والديمقراطية، والحفاظ على السيادة الوطنية التي تحققت بفضل تضحيات جسام وأرتال من الشهداء قدمها الشعب الإرتري بكافة مكوناته.
حذرالمهرجان بعض المؤسسات، وشخصيات اعتباريةإرترية، من مغبة التورط في دعم الديكتاتور والتماهي مع أي أطماع خارجية من شأنها النيل من نضالات شعبنا ووحدته وسيادته الوطنية، والتي تعيد للأذهان المؤامرة التي تعرض لها الشعب الإرتري إبان مرحلة حق تقريرالمصير في أربعينيات القرن الماضي.
أكد المهرجان على أن الإساءة التي وجهها الديكتاتور إسياس أفورقي إلى شعبنا وتضحياته، أثناء زيارته الأخيرة لإثيوبيا، والتي عرت طبيعة الرجل ودوره المشبوه عبر التاريخ، تعد إهانة جسيمة لن يغفرها له الشعب الإرتري إلى الأبد. كما أنها ستظل وصمة عار تلاحق الديكتاتور ومناصريه.
وفِي الوقت الذي أكد فيه المهرجان تأييده المبدئي للسلام بين إرتريا وإثيوبيا، وترحيبه باستعداد إثيوبيا على تنفيذ ما جاء في اتفاقية الجزائر بين البلدين، وقرار مفوضية ترسيم الحدود، دون شروط مسبقة، أهاب برئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور أبي أحمد علي، أن يعيد حساباته وأسلوب تعامله مع الملف الإرتري. ونربأ بالحكومة الإثيوبية من التورط في تلميع الديكتاتور المتهالك، والملطخة يداه بدماء الآلاف من الإرتريين. والذي يدوس منذ أكثرمن ربع قرن على حقوق شعبنا. وعبر المهرجان عن خشيته بأن يمثل دعمًا للديكتاتور لمواصلة انتهاكاته المختلفة ضد شعبنا. كما نربأ بالحكومة الإثيوبية القيام بأية خطوة من شأنها المساس بوحدة وسيادة إرتريا. ونعتقد جازمين بأن العلاقة المتكافئة والصحية بين إرتريا و إثيوبيا يجب ألا تمرعلى حساب كياننا الوطني. وأن حجر الزاوية في السلام المستدام بين إرتريا وإثيوبيا والمنطقة عموما، هو السلام الداخلي في كل بلد. وأي نهج سياسي، أيا كان مصدره، يرمي لتحقيق مصالح شعب ودولة على حساب شعب ودولة أخرى في المنطقة، يُعد تقويضًا للسلام المستدام بين تلك الأطراف، ودول المنطقة عامة.
وبما أن عملية السلام الجارية بين إرتريا وإثيوبيا، تتم في ظل تغييب كامل للشعب الإرتري . وتقتصر على الحكومة الإثيوبية التي تستند على الشرعية الدستورية والمؤسساتية. وشريك إرتري يفتقد إلى الشرعية الدستورية والمؤسساتية والسند الجماهيري، وسجله حافل بانتهاكات حقوق الإنسان، فإن الشعب الإرتري وقواه الحية غير معنيان بأي سلام يستبعدهما ويستبعد حقوقهما الوطنية والحقوقية والإنسانية.
توجه المهرجان بنداء إلى المجتمع الدولي للإلتفات لمعاناة شعبنا، وممارسة الضغط على النظام الديكتاتوري لإطلاق سراح سجناء الرأي والضمير الذين يقبعون في السجون والمعتقلات منذ عقود بلا محاكمات. ولوقف حالة السخرة المفروضة على الشباب الإرتري بدعوى “الخدمة الوطنية” غير محددة الأجل، ووقف الانتهاكات المستمرة لأبسط الحقوق الإنسانية للمواطن الإرتري، وضرورة مطالبته ببسط الحريات واحترام سيادة القانون.
دعا المهرجان المنظمات المعنية بقضايا وحقوق اللاجئين أن تتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الإرتريين في دول الجوار وشتى أنحاء العالم، ومنع إعادتهم قسرا إلى إرتريا في ظل النظام الديكتاتوري القائم، وتقديم كافة المساعدات التي تكفلها لهم المواثيق والاتفاقات الدولية الخاصة باللاجئين.
في الختام طالب مهرجان إرتريا – كاسل 2018 التنظيمات السياسية والجمعيات المدنية وكافة طلاب الحرية والعدالة الإرتريين بتنظيم الأنشطة المختلفة بشكل مشترك، لأن النشاطات التي تقوم بها منفردة لم تعد ذات تأثير في النضال الذي تخوضه من أجل التغيير الديمقراطي. وفي هذا السياق أوصى المشاركون في المهرجان قوى التغيير الديمقراطي برفع درجة التنسيق بينها على كافة المستويات، وإقامة لجان عمل في جميع مناطق تواجدها.
التنظيمات السياسية والمنظمات المدنية المشاركة
في مهرجان إرتريا – كاسل في ستوكهولم
22 يوليو 2018
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=43367
أحدث النعليقات