بيان 2020 للعلماء والمهنيين الإريتريين في الشتات
في ظل وجود حكومة اتسمت بممارسة الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان ضد شعبها، وعرفت بممارسة سياسيات متهورة في الشؤون الإقليمية، وسط الانتشار المستمر لوباء فيروس الكورونا COVID-19 في بلد يعاني من ضعف الأنظمة الصحية، تتعرض إريتريا حاليًا لأزمة إنسانية وسياسية غير مسبوقة. واستجابة لهذه الأزمة: نحن العلماء والمهنيين الإريتريين ال 95 الموقّعين أدناه ، نكتب للتعبير عن مخاوفنا المتزايدة بشأن هذه القضايا.
فيما يتعلق بالوباء COVID-19، أصدرت منظمة تدعى شبكة المهنيين الصحيين الإريتريين (EHPN) مقرها في المهجر، بيانًا أعربت فيه عن قلقها البالغ بشأن وضع النظام الصحي الإريتري وكيف أن البلاد ليست مستعدة بشكل كاف للوباء. لقد شكل هذا الوباء تحديًا كبيرًا حتى للدول الأكثر تقدمًا والأغنى موارداً ناهيك عن إريتريا حيث لا يوجد ما يكفي من المياه الصالحة للشرب متزامنة مع قطوعات مستمرة لخدمات الكهرباء. وقد فاقم الأوضاع الصحية للبلاد إلى حد كبير اغلاق الحكومة للمستشفيات والعيادات الكاثوليكية في البلاد مما أجبر عددًا كبيرًا من المهنيين الصحيين الى الهجرة إلى بلدان أخرى. في مثل هذه الظروف يجب علينا نحن الإريتريين أينما كنا أن ندرك الدور الهام الذي يمكننا أن نلعبه بجعل سلامة ورفاهية جميع الإريتريين أولوية والضغط على حكومة إريتريا لفتح جميع المستشفيات والعيادات المغلقة، والسماح للمنظمات غير الحكومية للعمل في البلاد والتوقف عن استخدام هذا الوباء كفرصة لتحقيق مكاسب سياسية ومالية. نحن الإريتريون نتحمل أيضًا مسؤولية مد يد العون لآلاف اللاجئين الإريتريين في إثيوبيا والسودان وليبيا وأماكن أخرى. علاوة على ذلك ندعو الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية (WHO) لحث إريتريا للامتثال للمبادئ والتوجيهات الموصي بها من قبل منظمة الصحة العالمية للحد من خطر COVID-19، لفتح جميع المستشفيات والعيادات المغلقة وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين والسجناء المحكومين في الجرائم الصغيرة.
كما يتعين علينا نحن الإريتريين أن نتذكر أن إريتريا هي من بين البلدان التي لديها أعلى معدلات للسجناء في العالم في ظروف سجن تنتهك فيه الكرامة البشرية. إن المصادر الموثوقة تشير إلى أن اعداد السجناء تبلغ عشرات الالاف وكثير منهم من سجناء الرأي الذين تجرأوا على التعبير عن آرائهم، كما أن العديد منهم من الذين حاولوا الفرار من البلاد أو الفرار من التجنيد للخدمة الوطنية غير محددة الأجل. وفوق هذا فقد عرف عن السلطات الارترية عدم إظهار أي رحمة في معاملة المحاربين القدامى المعاقين والصبيان والفتيات القصر والأمهات الحوامل، والشيوخ المحترمين والقادة الدينيين، بما في ذلك رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الإريترية، قداسة الأب أنطونيوس الذي لايزال في الإقامة الجبرية منذ عام 2007، والحاج موسى محمد نور، رئيس مجلس إدارة مدرسة الضياء الإسلامية في أسمرة، الذي توفي في السجن في الأول من مارس 2018. إن السجون الإرترية المكتظة تحوي بداخلها أشخاصًا شاركوا في النضال المسلح وكبار الضباط العسكريين والوزراء والصحفيين والقادة الدينيين. ومن المهم أيضًا ملاحظة أن هناك مئات الآلاف من المجندين الإريتريين، وكثير منهم دون السن القانونية، وهم محتجزون حاليًا في معسكرات عسكرية تشبه السجون. وفي الوقت الذي يهدد فيه تفشي جائحة COVID-19 المجتمع الدولي، فقد حان الوقت نحن الإريتريون أن نسابق الزمن، ونتكاتف ونفعل كل ما بوسعنا لإنقاذ شعبنا الذي تهمله الحكومة غير الشرعية. ويمكننا القيام بذلك من خلال مشاركة وتبادل المعلومات الدقيقة والموثوقة وفي الوقت المناسب وتوفير الدعم المباشر للمحتاجين.
فيما يتعلق بالشؤون الداخلية والإقليمية، قبل بضعة أسابيع، أدلى الرئيس أسياس أفورقي مرة أخرى بملاحظات غير مرحب بها فيما يتعلق بتطورات الوضع السياسي في إثيوبيا، مما أثار حفيظة الإثيوبيين العاديين وحيّر القلة الذين يعتقدون أنه صانع سلام وشخص ذو نوايا حسنة على السواء. في أعقاب المقابلة (التي يبدو أنها مرتجلة ولكن حول أسئلة متفق عليها مسبقاً) للرئيس أسياس مع اثنين من الصحفيين الذين يعملون في وسائل الإعلام الوحيدة المملوكة للنظام، قامت وسائط الإعلام الإثيوبية بتذكير رئيس إريتريا كي ينأى بنفسه بعيدا عن التدخل في السياسة الإثيوبية. إضافة إلى ذلك قام عدد من مثقفي الأورومو بالتصدي لهذه المسألة مؤخرًا في رسالة محكمة إلى الرئيس. وفي رسالتهم المفتوحة دعوا الرئيس أسياس إلى التوقف عن تدخلاته الصارخة في الشؤون الداخلية الإثيوبية. نحن من جانبنا نتفق مع هذه الرسالة ونعتقد أنه يجب إدانة سياسات التدخل الكارثية وغير المرغوب فيها للرئيس في الشؤون الداخلية لإثيوبيا. كما أننا نشعر بالقلق من محاولات النظام الإريتري التدخل في الشؤون الداخلية السودانية من خلال إثارة النعرات والصراعات العرقية وخاصة في منطقة شرق السودان، ونعلن معارضتنا وإدانتنا لهذه الممارسات غير المقبولة.
هذه ليست الأوقات الوحيدة التي تدخل فيها الرئيس أسياس في شؤون البلدان الأخرى، لقد سبق وقام نظامه المارق بالتنمر وممارسة الخداع على الدول المجاورة في القرن الأفريقي وما جاوزها – وقام بكل ما هو ممكن لزعزعة استقرار المنطقة، وأنه لم يعد سراً ان الرئيس يعيش على زرع بذور الفرقة والخلافات. لذلك نكرر إدانتنا القوية لتدخلاته الخارجية وانتهاكاته الداخلية لحقوق الإنسان الأساسية في الحياة والحرية والكرامة، كما نناشد رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد أن يتجنب الوقوع فريسة لمخططات الرئيس أسياس وأن يصبح عامل تمكين غير مقصود ومتعاون مع الدكتاتورية في إريتريا. ونود التأكيد على أن أي صفقة سرية بين الرئيس أسياس ورئيس الوزراء أبي تتجاهل القوانين المتعارف عليها ومصالح الشعبين ستزيد حتماً من خطر العنف المستقبلي في المنطقة.
على الرغم من أن عملية السلام الحالية بين إريتريا وإثيوبيا والتي طال انتظارها مرحب بها للغاية وبكل الوسائل، فمن الضروري أن نقيّم بعناية اتفاق السلام الذي تم الترويج له كثيرًا بين الرئيس أسياس ورئيس الوزراء أبي وذلك من أجل بناء علاقة مستدامة بين البلدين على أساس التعايش السلمي والتعاون وعدم التدخل في شؤون الغير. نود أن نكرر أن الشعب الإريتري يقف جنبا إلى جنب مع إخوانه الإثيوبيين والسودانيين و الجيبوتيين من أجل تعزيز السلام والتعاون وتحقيق التطلعات في شمال شرق إفريقيا، تعاون يعترف ويقبل بالاختلافات في الأسس السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لمجتمعاتنا والسلامة الإقليمية لبلداننا. ندعو العناصر التقدمية في المنطقة إلى النظر إلى الإريتريين كضحايا لحلم جنون العظمة الذي أصاب الرئيس أسياس وتجنب خلق فرص للديكتاتور لزعزعة استقرار بلداننا.
من المؤسف أن الشعب الإريتري الذي عانى من حكم ديكتاتوري لثلاثة عقود وجب عليه أن يتساءل مرة أخرى عما إذا كانت إريتريا سوف تتورط في الصراعات الإقليمية نتيجة لسياسات الرئيس المتهورة. إن الشعب الإرتري يتطلع إلى السلام والاستقرار في منطقته حتى يتمكن من التركيز على جعل إريتريا ديمقراطية، وإعادة بناء اقتصاده المحطّم، ورتق النسيج الاجتماعي الضعيف، إذ انه رأى ما يكفي من الفوضى والاضطراب وليس بحاجة لمواجهة المزيد من المشاكل غير الضرورية. لا يزال تأثير الحرب التي استمرت 30 عامًا باقيا – ليس فقط في ذكريات الجيل الذي عاش من خلالها، ولكن أيضًا في عقول الجيل الأصغر الذي ولد بعد حرب الحدود الكارثية 1998-2000. بما أن الإريتريين لا يريدون المشاركة في أي صفقة تعرضهم للأعمال العدائية في المستقبل ، لذلك نحن نناشد حكومات المنطقة، ولا سيما حكومة إثيوبيا، ألا ترحّب بالطموحات المفرطة لدكتاتور ليس لديه رحمة لشعبه ويتوق إلى المزيد من السلطة.
لقد فقد السيد أسياس أفورقي السلطة الأخلاقية والشرعية لحكم إريتريا، وأن إبعاده عن السلطة كان يفترض أن يتم منذ وقت طويل. من المشجع أن نرى الإريتريين داخل البلاد وخارجها يدركون بشكل متزايد مستقبلهم ويتّحدون لإحداث التغيير والحفاظ على السيادة التي حصلت عليها بلادهم بشق الأنفس ولهذا يواصل الإريتريون في الشتات التعبئة والتنظيم في جميع أنحاء العالم. إنه من المحتّم أيضًا أن يصل الكفاح الشرعي والديمقراطي للشعب الإريتري إلى المرحلة الحاسمة التي يتمكن فيها من إزالة النظام القمعي وزعيمه، الذي تسبب في الكثير من الخراب وجلب الدمار إلى حياة الشعب الإريتري. نحن نؤمن إيمانا راسخا بأن التغيير ممكن من خلال تحدي سياسات فرق تسد للنظام وبناء استراتيجيات متماسكة لتمكين بعضنا البعض وتحديد مصيرنا. كفى، لقد طفح الكيل وحان الوقت للبدء في مرحلة جديدة وإقامة حكومة إرترية شرعية منتخبة ديمقراطيا تضمن مستقبل سلمي وعادل ومزدهر لجميع الإريتريين.
أسماء الموقعين يشمل: –
1 | Dr. Abdulla Idris – Australia | 33 | Dr. Fissahatsion Ghidey – USA | 65 | Dr. Negussie A Tewoldemedhin – UK | ||
2 | Dr. Abdulqadir Dawod – UK | 34 | Dr. Gaim Kibreab – UK | 66 | Dr. Osman Jafer – UK | ||
3 | Dr. Adel Fikak – Australia | 35 | Dr. Gebremeskel Gebremariam – USA | 67 | Dr. Russom Ghebrai – USA | ||
4 | Dr. Aida Asmelash – USA | 36 | Dr. Ghebregziabiher Debrezion – USA | 68 | Dr. Saad Ali – USA | ||
5 | Dr. Aklilu Ghirmai – Germany | 37 | Dr. Ghirmai Negash – USA | 69 | Dr. Saba Tesfayohannes – USA | ||
6 | Dr. Ali Mohammed Saeed – Sudan | 38 | Dr. Ghrmai Sequar – USA | 70 | Dr. Sadia Hassanen – Sweden | ||
7 | Dr. Amanuel Elias – Australia | 39 | Dr. Habteab B. Feseha – USA | 71 | Dr. Saied Ibrahim Saied – USA | ||
8 | Dr. Amanuel G Ghebretinsae – USA | 40 | Dr. Habtom Habte – USA | 72 | Dr. Salah Ibrahim Jimi – Australia | ||
9 | Dr. Amanuel Mehreteab – USA | 41 | Dr. Habtu [Fr. Athanasius] Ghebre-Ab – USA | 73 | Dr. Samson Yebio – USA | ||
10 | Dr. Amanuel Yohannes – USA | 42 | Dr. Haddish Tesfayohannes Hagos – USA | 74 | Dr. Sarah Ogbay – UK | ||
11 | Dr. Anghesom Atsbaha – USA | 43 | Dr. Hailemichael Yosief – USA | 75 | Dr. Simon Y Aman – USA | ||
12 | Dr. Araya Debessay – USA | 44 | Dr. Ibrahim Mohamed – Germany | 76 | Dr. Solomon Ghebreghiorghis – UK | ||
13 | Dr. Asmerom Adhanom – USA | 45 | Dr. Jalal-AlDeen M Saleh – UK | 77 | Dr. Tadios Tesfu – Germany | ||
14 | Dr. Astier Alem – USA | 46 | Dr. Kebreab Isaac W/Sellassie – UK | 78 | Dr. Tamrat Woldu – USA | ||
15 | Dr. Bereket Araya – Australia | 47 | Dr. Kesete Hadgu – USA | 79 | Dr. Teame Mebrahtu – UK | ||
16 | Dr. Bereket B Woldeab – Canada | 48 | Dr. Khalifa Saleh – Sudan | 80 | Dr. Tedros Amanuel – Sweden | ||
17 | Dr. Bereket Habte Selassie – USA | 49 | Dr. Kidane Belay – Australia | 81 | Dr. Tedros Berhane – USA | ||
18 | Dr. Bereket Yemane – USA | 50 | Dr. Kidane Mengisteab – USA | 82 | Dr. Teklu K. Tesfa – USA | ||
19 | Dr. Berhan Ahmed – Australia | 51 | Dr. Kiflemariam Hamde – Sweden | 83 | Dr. Tesfamariam Mehari – UK | ||
20 | Dr. Berhane Asmelash – UK | 52 | Dr. Mahmoud Mohamed Ali – Malaysia | 84 | Dr. Tesfay Meressi – USA | ||
21 | Dr. Berhane Sium – USA | 53 | Dr. Mathiewos Debessai – USA | 85 | Dr. Tomas Solomon – USA | ||
22 | Dr. Beyan Negash – USA | 54 | Dr. Mebrahtu Ateweberhan – UK | 86 | Dr. Tseggai Isaac – USA | ||
23 | Dr. Cahsai Berhane – France | 55 | Dr. Mebrahtu B Sibhatu – USA | 87 | Dr. Tsigabu Asmelash – USA | ||
24 | Dr. Chefena Hailemariam – UK | 56 | Dr. Mebrahtu Kahsai – USA | 88 | Dr. Tuquabo Tesfamichael – Australia | ||
25 | Dr. Daniel R. Mekonnen – Switzerland | 57 | Dr. Mehari Tekeste – USA | 89 | Dr. Yacob A Zereyesus – USA | ||
26 | Dr. Daniel Tsegai – Germany | 58 | Dr. Mengisteab Debessay – USA | 90 | Dr. Yebio Woldemariam – USA | ||
27 | Dr. Dawit Berhane – Australia | 59 | Dr. Mentai Mesmer – USA | 91 | Dr. Yohannes Haile – Canada | ||
28 | Dr. Dawit Sium – Australia | 60 | Dr. Michael Andeberhan – Australia | 92 | Dr. Yordanos Beyene – USA | ||
29 | Dr. Desale Habtzgi – USA | 61 | Dr. Mogos Y Teweldemedhin – Canada | 93 | Dr. Yordanos T. Habtemariam – USA | ||
30 | Dr. Eden Tesfu – USA | 62 | Dr. Mohamed Kheir Omer – Norway | 94 | Dr. Zekarias Ginbot – Norway | ||
31 | Dr. Feseha Woldu – USA | 63 | Dr. Mohammed Beshir – USA | 95 | Dr. Zerom Tesfai – USA | ||
32 | Dr. Fessehaye W Zemichael – UK | 64 | Dr. Natnael Embaye – USA |
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=44288
أحدث النعليقات