الذكرى الـ 19 للصحفيين الارتريين المغيبين قسرا
فرجت : كلمة التحرير
يصادف الثامن عشر من سبتمبر ذكرى اعتقال اكثر من ثمانين صحفيا ومن العاملين في مجال الاعلام في ارتريا، جيث قام النظام في 18 سبتمبر 2001مباغلاق كل الصحف الخاصة التي شهدتها ارتريا بعد الحرب الحدودية غير المبررة مع اثيوبيا ، فقد سمحت سلطات النظام الحاكم في ارتريا باصدار الصحف الخاصة حيث تقدمت فئة مغامرة من الشباب الارتري وفي تلاحم لرأس المال الوطني وفنات المثقفين تم انشاء ثمانية صحف خاصة بدات في العمل وتبني الشأني الوطني العام خاصة وان البلاد خرجت من مغامرة حرب خاسرة مع نظام الويانى تجراى في اثيوبيا وراح ضحية تلك الحرب الغير مسؤولة ارتال من شبابنا الذين كان الوطن بحاجة اليهم للنهوض والتنمية، ليس هذا فحسب بل ان جزء عزيز من البلاد التي حررها ابائهم في الثلاثين العجاف التي مضت قد عادت الى قبضة المستعمر الجديد القديم.
في ظل هذه الاجواء خرجت الصحافة الخاصة بعد طول انتظار من رحم معاناة الشعب الارتري وهو يعيش اجواء الهزيمة وعدم التصديق وعدم وجود اجابة شافية لكل اسئلته ووجود من يتحمل المسؤلية لجريمة جر ابنائه الى مذبح الحرب العبثية. لهذا ولعلمنا بأن نظام قمعي مثل نظام الجبهة الشعبية لايمكن ان يعطي مجالا للحرية ولتبادل الافكار في جو مفعم بالحرية والصحافة هي مجالا لتعدد الاراء وللاتفاق والاختلاف، لهذا ظننا ان النظام اراد من هذه العملية امتصاص حالة الغضب المتزايدة جراء نتائج مغامرته الاخيرة مع اثيوبيا، ولكشف المناوئين له بغية الانقضاض عليهم لأن من المستحيل ان تنبت وردة حرية التعبير في مستنقع آسن دأب على تكميم الأفواه والتنكيل بالاحرار والزج بهم في السجون لمجرد وضع العمامة على الرأس.
الا ان التجربة وروادها الذين حاولوا تكييف أنفسهم مع شروط الواقع للحفاظ على جذوة التجربة حية كانوا يعلمون تمام العلم وهم الذين جلهم عمل أو مازال يعمل في أجهزة النظام الرسمية الاعلامية أو غيرها ان فجر الصحافة المستقلةهو فجر استثنائي ويمكن أن تنتهي التجربة في اى لحظة وان يتم الزج بهم في السجون بين عشية أو ضحاها، ولكن لم يمنعهم ذلك من مواصلة المسيرة والبحث عن اسئلة الشعب الحائرة حول مصير الحكم والنظام، هذه الوضعية شجعت الكثير من قيادات الحزب التي لم تتجرأ من قبل على مسآءلة رأس النظام ان تخرج عبر هذه الصحافة الخاصة لتبدي معارضة شاملة او حتى امتعاض لما وصلت اليه الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في ذلك الوقت، فما كان من النظام الذي لا يحب سماع اى صوت غير صوته بقفل الصحف الثمانية ووضع القائمين عليها في المعتقل وأتبعهم بكوادر الحزب والوزراء الذين أبدوا بمعارضته حتى ولو خجلى ووقفوا في طرفى نقيض له.
ان تجربة الصحافة الخاصة في ارتريا دون الدخول في تفاصيلها كانت بحق تجربة تأريخية في ارتريا ما بعد نشوء الدولة، ومن هنا تنبع أهميتها وأهمية من خاضوا التجربة ودفعوا ثمن ذلك حياتهم وحياة من يحبون من بعدهم لهذا كان لزما علينا في فرجت احياء هذه الذكرى اعترافا بجميل ما قدموا وأهميته لشعبنا ولجميع الصحفين من بعدهم.
عاشت تجربة الصحافة الحرة في ارتريا.
الحرية للصحفيين الارتريين ولجميع معتقلي الضمير في ارتريا.
الخزى والعار لنظام هقدف الدكتاتوري.
لقراءة المزيد الرجاء النقر على هذا الرابط: الصحافة والصحفيين.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=44496
أحدث النعليقات