” دولة على مَنْ ..؟ “
فاسدون ولا تدَّعون الصلاح ، فاسقون ولا تدَّعون العفة ، ناجسون ولا تدَّعون الطهارة ، خائنون ولا تدَّعون الأمانة ، سارقون ولا تدَّعون النزاهة ، تافهون ولا تدَّعون الحكمة ، كاذبون ولا تدَّعون الصدق ، فاشلون ولا تدَّعون النجاح ، فما بات يُؤرقكم قُبحَ صِفاتكم وتعلمون بأن الوطن أكبر من نزواتكم ….! ، فسهول وطني خُلقت للعمالقة ، وجبال عزه قممها شاهقة ، وشمس وطني لجلودكم حارقة .. فحكمتموه بالجموع ، وأردتم له الخضوع ، وأسقيتم شرفائه كأس الخنوع ، وأقمتم على أنقاضه دولة ….!! ، وتناسيتم بأن تيجان مجده ستبقى شامخة ، وبأن صقور كرامته لن تعتليها غربانكم البائسة ، وبأن سحائب الرمل في صحرائه ستمطر بدمائنا الحرة الشريفة الثائرة ، وبأن معالم دولتكم لن يبقى منها إلا أرواثٍ لحُمْرٍ نافقة ….!!! ، هيهات ياوطني هيهات أن ترضى بهم دولة .. وأنت الذي لا يُدال ، وأنت الذي لا تقبل الأنذال ، وأنت الذي يركع له التاريخ والأهوال ، وأنت الذي عزه تسقى به الأجيال ، وأنت الذي إصراره لا يعرف المُحال ، وأنت الذي تسمو له الأرواح بالإجلال ، وأنت الذي لا يقبل التركيع والإذلال ، وأنت الذي صار لألسن صدقنا عزًا تشدو به الأقوال ، وأنت الذي من أجلك خُلِقَ لنا الجبروت في الأفعال ….!!!! ، هيهات هيهات أن يقبل بكم وطني .. فكيف لي أن أقبل ….!؟ ، وأنا الذي في سجونكم سَقَيْتُ المجد فخرًا ، وشَرِبَ الجلادون تحت أقدامي ذُلًا وقهرًا .
بقلم الكاتب الليبي
محمد علي أبورزيزة
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=44556
نشرت بواسطة فرجت
في نوفمبر 1 2020 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
أحدث النعليقات