حريه معلقة ،،،لاستقلال مسروق
الرابع والعشرون من مايو عام 1993م هو الحدث الاعظم في مسيرة الشعب الارتري البطل والذي حقق فية تحرير ترابه من المحتل الاثيوبي البغيض ، بعد مسيرة نضالية لا كثر من ثلاثون عاما اعطى فيها الشعب الارتري انهارا من الشهداء من خيرة ابنائه وبناته ، وعانا فيها الويلات من ممارسات العدو الاثيوبي لنهجه سياسة الارض المحروقة ، تمثل في حرق الوطن باكملة من اقصاه الي اقصاه وتشريد الابرياء خارج ديارهم حتي اصبحت كل الدول الاقليمية مراكز للجوء واقامة معسكرات للنازحين لهذا الوطن العزيز والشعب الكريم ، ومع هذا كله تحمل الشعب الارتري البطل وصمد وحقق غايته وهو استقلال كامل ترابه وملك حريته وعزز ذلك بميثاق من الامم المتحده عبر استفتاء حقيقي باشراف ممثلي الامم المتحدة والكيانات الدوليه لياخذ مكانته بين الامم ، ولكن مع كل الاسف هذا الاستقلال لم يكتمل وهذا الحرية لم ترى النور بعد ، لانه انتقل الحال من محتل اثيوبي كبير الي محتل اثيوبي صغير وهو الاخر كان اكثر إمعانا في التدمير وازالة كل ما هو ارتري في الوطن الحبيب ، والجدير بالذكر ان هذ المحتل الاثيوبي الصغير كان بيننا منذو نعومة اظفار الثورة الارترية المسلحة عاش معها كابن مدلل ، وتربى بايدي الثوار ونما وكبر واشتد عودة حتي تغلغل في مفاصل الثورة واصبح ثورة داخل ثوره ، والثوار مشغولون بالهدف الكبير وهو اخراج المحتل الاثيوبي الكبير ، وهكذا المحتل الاثيوبي الصغير كان يخطط ويضع برامج شاذة تساعدة علي افراغ المجتمع من اخلاقة وقيمة بل من ثوابته الدينة ومعتقداته ، وتعمد ان يستفرد بالثور الاسود في ظل تجاهل الثور الابيص لما يحدث ، (اقصد استفرد بالمسلمين في ظل نشوة المسيحين بالمكاسب الوهمية ) وخصص كل برامجه وقوته في محاربة الاسلام والمسلمين في المرحلة الاولى وصهر عقول الشباب في وعاء واحد ليسهل التحكم بهم ، واقامة مزارع تفريخ للمواليد الغير شرعيين وشجع علي ذلك بل وخصص مزايا وميزات لهذة الظاهرة الاجتماعية “الشائنه ” بحجة انهم بذور الثور وسوف يدعمون النضال المسلح ، وفعلا انهم بذور ولكنها فاسدة ، وهم من اعتمد عليهم المحتل الاثيوبي الصغير في الجوله الحاسمة بعد التحرير ، حيث اظهر الوجة الاكثر قبحا واصبح ينفذ كل مخططاته باسم الدولة والحكومة المؤقته ، وما حدث ويحدث في بلادي يستنكره الشجر والحجر لضخامة الفعل وقسوته ، حتي حول الانسان الارتري المقدام الشجاع الجسور الذي لا يهاب الموت الي انسان وضيع حقير ضعيف ذليل مستكين ليس له طموح الا ان يعيش لينفذ تعليمات واوامر المحتل الاثيوبي الصغير او يهرب خارج الوطن السجن ، ليس لمعاودة الكره لنيل كرامته وحريته بل ليعيش من اجل ان يعيش بدون هدف وبدون هدى .
ومن الملاحظ ان الوطن للجيل القديم الذي ساهم في تحريره اصبح ذكرى جميلة مؤلمة يستحيل اعادتها الا في المخيله . واما بالنسبة للاجيال التي انتظرت الاستقلال بفارق الصبر وتهادت الي الوطن مع فجر التحرير من كل فج وثوب وكانت كلها امل وطموح واستعداد جدي لبناء الارض والانسان ، اصطدمت بواقع غير مفهوم وبممارسات لم تخطر علي عقل بشر من العدائية والاسترقاق والتهميش والقتل لكل مقومات الانسانية والادمية مما حولها الي دمى متحركة تنفذ ما يطلب منها دون وعي ،،، فاصبح الوطن بالنسبة لهم سجن او مقبرة جماعية يجب الهروب منها الي اي مكان حتي اذا كان الي الموت نفسه .
واما بالنسبة للخرجين الذين يعملون خارج الوطن والطلبة الذين علي ابواب التخرج والمقيمين في الدول المجاوره لارتريا ، فهو حلم سعيد وامل بعيد منتظر ان يتحقق بقدرت قادر دون عناء ولا مجهود ، فقط يجب التغني بالذكريات والاحداث القديمة التي لم تترك مردود ايجابي يجب البناء عليه ،،، واما بالنسبة للمهاجرين المقيمين اصحاب الجنسيات المزدوجة الذين لا يملكون القرار حتي في اعادة ابناءهم الي الوطن او….. ، فالوطن بالنسبة لهم مكان سياحي تربطهم به ذكريات جميلة لتقضية ايامهم الاخيرة من العمر والدفن فيه عند الوفاة كحق تاريخي وشرف مستحق.
واذا كان هذا هو حالنا او اقرب قليلا اليه ، فهل هذا اليوم بالنسبة لنا يستحق ان نقف عنده !!؟؟؟، او بالحري هل هذا اليوم يعني لنا ما يعني ام يمر مرورا كاعياد الميلاد او راس السنة الميلادية .
ومن المعلوم ان تعطي ما زاد عنك فهو ليس عطاء لانه زيادة لا تؤثر علي حاجتك ، وكما هو الحال العمل في وقت الفراغ لا يعدو عملا لانه سوف لا يحقق الا الفراغ وبالذات في القضايا المصيريه . علية يجب ان نخصص وقت حقيقي للعمل وان نخصص مساحات حقيقية للمساهمه وان نقنن قنوات حقيقية للمشاركة لتحقيق ما ننشده اذا كنّا نعي ذلك حقا ، والاطر والقنوات التي يجب السير فيها هي التنظيمات المعارض لا بديل عنها ، فلينخرط كل الي التنظيم الذي يري فيه المصداقية ولنخترقها كلها لاصلاحها اولا ثم اختراق الجدار الاصم جدار الوطن للتعامل مع الانسان الاكثر معاناة والاقدر علي فك الشفرة التي استحال علي كل صنوف المعارضة فكها وهي الحاضنة الوهمية التي يعتمد عليها النظام ، ومتى ما وصلنا اليها نكون قد امسكنا براس الخيط ، الذي يوصلنا الي قطع راس الافعى .
الله من وراء القصد ،،، ابراهيم اللولا
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=44844
أحدث النعليقات