اجتماع لندن يفتح أبواب الحوار وعودة لجان ترسيم الحدود ، أديس أبابا تحمل حكومة أسمرا مسئولية التفجيرات التي شهدتها العاصمة
مركز “الخليج” GIC 14مارس 2006م
اختتمت بالعاصمة البريطانية :”لندن” أعمال الجلسة الاستثنائية للمباحثات الحدودية بين إرتريا وإثيوبيا برعاية الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة ومسئولي مفوضية التحكيم الدولية المنبثقة عن محكمة لاهاي، واتفق الجانبان استئناف ترسيم الحدود وعودة اللجنة لمباشرة أعمالها التي علقت منذ عامين، وتوصل الجانبان إلى مذكرة التفاهم سيتم التوقيع عليها في اجتماع ثاني يعقد في إبريل القادم بعد مصادقة من جانب الرئيس الإريتري إسياس أفورقي ورئيس وزراء إثيوبيا ملس زيناوي.
وحسب مصادر عليمة إن الاتفاق المبدئي يتضمن عودة لجان لترسيم الحدود في البلدين وفتح عدة مكاتب لها على طول الشريط الحدودي بين البلدين وتساهم الأمم المتحدة وأمريكا بمساعدة اللجنة مادياً وسياسياً وتوفر كل الإمكانيات لإنجاح مهمة اللجنة.
ويتولى فريق متخصص من الأمم وضع العلامات على الأرض في المناطق المتفق عليها وتاجيل مناطق الخلاف وتحويلها إلى الاجتماعات القادمة. كما يتضمن الاتفاق المبدئي إجراء حوار مباشر لنقاط الخلاف، كما اقترح الوسطاء بحث ملف التطبيع بين البلدين، كما طرح الوسطاء عدة بنود من أبرزها التزام البلدين بمفوضية التحكيم ومفوضية التعويضات كخطوة تمهيدية لحل الخلاف بين البلدين نهائياً. إلا أن الجانبين التزما الصمت على نتائج الاجتماعات. وكانت الحكومة الإرترية قد رفضت إجراء أي حوار مع الحكومة الإثيوبية قبل تنفيذ القرار وانسحاب القوات الإثيوبية من بادمي، وبين الرفض والقبول على مدى أربعة سنوات سحبت مفوضية الحدود فريق الترسيم وعلقت أعمال ترسيم البلدين بعد الرفض المستمر شاركت إرتريا في اجتماع لندن الذي نتج عنه الحوار المباشر لحل الخلافات برعاية أمريكا.
واعتبر المراقبون نتائج لقاءات لندن تحول هام ومفاجئ لقبول إرتريا للقاء المباشر التي ظلت ترفضه.
ويعتقد المراقبون إن ضغوطات مجلس الأمن وأمريكا والدول المانحة كان وراء قبول الجانبين لاجتماع لندن الذي حرك المياه الراكدة.
وفي أول انتكاسة لإحراز التقدم للنزاع الحدودي اتهمت إثيوبيا رسمياً إرتريا بالوقوف وراء أعمال التفجير التي شهدتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الثلاثاء الماضي ثلاثة انفجارات هزت عدد من الأحياء فيها، وأسفرت عن إصابة أربعة مدنيين بجروح خطيرة، واحدثت أضرار مادية وجرح ثلاثة أشخاص. وقد وقع انفجارين وسط العاصمة واحدة منها بالطابق الأرضي لمطعم لاليبلا السياحي الذي يتردد فيه الأجانب الغربيين الواقع قبالة إستاد أديس أبابا الوطني بوسط المدينة, والأخر بمعهد تدريب الفنادق والسياحة , بينما وقع الثالث بحي ماركاتو من أكبر الأسواق على مستوى أفريقيا الذي يستقبل يومياً أكثر من مليون شخص وهو من أكبر الأسواق المفتوحة في إثيوبيا.
وأعلنت الحكومة الإثيوبية في بيان رسمي صادر من جهاز الأمن والمخابرات والشرطة الفيدرالية نتائج التحقيقات في حادث التفجيرات. وقالت إن مجموعة إرهابية تابعة لجبهة أورومو قامت بتنفيذ العملية حسب تعبير البيان الإثيوبي، الذي بثته وسائل الإعلام الرسمية، وأكد إن إرتريا قامت بعملية التدريب والتمويل وتهريبهم إلى إثيوبيا. وذكر البيان إن إرتريا تدعم من سمتهم مجموعات إرهابية لزعزعة الاستقرار وتقويض العلمية الديمقراطية في إثيوبيا.
وشهد مؤخراً تزايد انشطة المعارضة الإثيوبية من إرتريا التي تقوم بعملية تدريبات واسعة لعدة تنظيمات معارضة، ولا تخفى على شاهد عيان المئات من المعارضة الإثيوبية في المدن الإرترية وخاصة في مدينة ام حجر وتسني وقلوج. وبدأ الجنرال تخلي منجوس نشاط مكثف لعملية التأهيل والتدريب للمعارضة الإثيوبية التي حلت في المواقع العسكرية التي أخلتها الحركة الشعبية لتحرير السودان.
وبدأ التلفزيون الإرتري يبث برامج باللغات الأمهري والتجرينية والصومالي والأورمو، مما جعل التلفزيون الإرتري قناة مشاهدة للإثيوبيين أكثر من الإرتريين، ولوحظ إن الفضائية الإرترية تبث الأغاني الإثيوبية الممنوعة داخل إرتريا للمشاهدين باللغات الإثيوبية، واعتبرت حربها الإعلامية على إثيوبيا شغلها الشاغل.
ومن ناحية أخرى أعلنت إرتريا دعمها للمعارضة السودانية وطالبت بتنفيذ اتفاقية نيفاشا بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية، وأكدت إرتريا بعد استقبال الرئيس الإرتري مبعوث الأمين العام لشئون السودان برونك إن إرتريا مع حل شامل لأزمة دارفور وشرق السودان. ولم تخفي الحكومة الإرترية ارتياحها من الضغوطات الأمريكية والغربية على الحكومة السودانية، وفتحت أبوابها للمعارضة السودانية في الشرق والغرب.
وبدأت اتصالات سرية مع تشاد لدعم المعارضة السودانية وتصعيد العمليات العسكرية في غرب السودان لإحراج الحكومة السودانية التي نجحت في إبقاء ملف دارفور في الاتحاد الأفريقي. وبدأت عملية التصعيد ضد السودان من عدة محاور تقوم بها الحكومة الإرترية مستقلة عوامل دولية ضد الحكومة السودانية مع استمرار التصعيد مع إثيوبيا لتبديد بوادر الأمل للتطبيع مع الخرطوم وأديس أبابا.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4586
أحدث النعليقات