تفكيك النسيان (2)
بقلم : محمد اسماعيل هنقلا
الناس في حالة دهشة ورعب مماحدث ، انه حدث غير متوقع ، جرائم وعنف العدو التي ارتكبها بحق عبدالله بدون أي مقدمات.
غادروا القتلة بعد ان حققوا هدفهم ،سالكين طريق هدادروخ، وأقول بعد ان حققوا هدفهم لان لم تكن العملية صدفة ،بل جاؤا الي المكان مع سبق الإصرار والترصد . عندما وصلوا المكان ،طلبوا منه ان يخرج من المنزل ،وفتشوا المنزل ولم يجدوا أشياء تدين عبدالله،لكن اخذوا كثمن ،روح عبداللة البريئة .ومزقوا (جوالات) العيش، انه حصاد الموسم ،وخرجوا بعد ان عبثوا بالمنزل وجعلوا أغراضه عاليها سافلها .
وعبدالله محاط بمجموعة من الجنود ينتظر مصيره . ينظرون في عينيه، في تصرفات جسده وهو صامت يسد شهوات خوفه بالصمود. اما في داخله كان يبحر في قارب الدعوات الصادقة .الهم أبعد عنه الشر ونجيه .التي رددها في وجه ابن أخيه أثناء المغادرة عندما جاء خبر ان حشد من جنود العدو قادمون إلي المكان.
بعد ان اكملوا مهمة البحث،طلب احد الجنود من عبدالله ان يتحرك .وعندما خطى خطوة نحو بيته وأصبحوا الجنود خلف ظهره ، اطلقوا عليه الرصاص من الخلف،سقط على الأرض ،و غطت صوت الطلقة على عبارة ،آخ ، وعلى صوت ارتطام الجسد الطاهر بالأرض .ونزف الدم الساخن حتى اختلط بتراب مزرعته .
وكأن لم يحصل شئ ،غادر جنود العدو المكان بعد ان وقعوا بقلم الجريمة على جسد الضحية .
تزاحم الناس ،الأهل والأقارب مع انتشار الخبر ، الي مكان الحدث ،ولم يخيفهم مشهد الرعب الذي نشره العدو في كل ارجاء المنطقة . وبسرعة البرق حملوا جسد عبد الله فوق أكتافهم الي المركز الصحي ، وهو على السرير ، وفور وصولهم. استقبلهم الممرض هبتي .
لم يستطيع الممرض هبتي إنقاذ الحالة الاسعافية برغم كل المحاولات الجادة ، غادرت الروح الجسد.،وانتقلت الروح الطاهرة الي الرفيق الأعلى ، وتم اعلان وفاة عبدالله محمد عثمان هنقلا بشكل رسمي من قبل الممرض .
وحملوا النعش الي مثواه الأخير ،وورى جثمان عبدالله محمد عثمان هنقلا الثرى في مقبرة الأسرة في منطقة وكقروخ،ورفعوا المشيعين الاكف ورددوا قائلين : أنا لله وأنا اليه راجعون، اللهم ارحمه وغفر له .
تفرغوا بسرعة بعد ان قدموا واجب العزاء لأخيه ابراهيم محمد عثمان هنقلا ،ولبقية أفراد أسرة آل هنقلا ،حتى لا يشكلوا بهذا التجمع منظر اغراء للعدو الهائج، ويعود الي فعله البربري. وأقامت الأسرة مجلس عزاء بعيدا عن الأنظار وبشكل مختصر .. انه اول ضحية من الأسرة ولم يكن الآخير ، مادام اختارت الأسرة الانحياز دون أي تحفظ وبكل ماتملك الي جانب الثورة ،كما فعلت اغلب الأسرة الارتيرية في تقديم العطاء والتضحية من اجل الاستقلال.
مروا اليوم من هنا ولم يتركوا شيئا غير سيرة الخراب ، وغدا يمرون بمكان اخر ،من ارض الوطن ويتركون نفس اثر الفعل الإجرامي انهم مخلصون لتراث اجدادهم الأباطرة.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=45922
أحدث النعليقات