الوطن في قلوب المواطنين وعيونهم تتفرج عليه
يحلمون للوطن ليكون في أبهى صورة من حيث الاستقرار والسلام و المعمار والحضارة
الارتريين كباقي شعوب الأرض يحبون وطنهم كما يحبون أبناءهم ويستشعرون بقيمة الوطن وأهميته لحاضرهم ومستقبلهم فارتريا بحدودها الجغرافية برا وبحرا وجوا هي لكل ارتري يحقق فيها كل أحلامه وطموحاته ويبني فيها مستقبله ومستقبل أبنائه من بعده .
والارتريين جميعا أينما كانوا في داخل الوطن أو المهجر يحلمون للوطن ليكون في أبهى صورة من حيث الاستقرار والسلام و المعمار والحضارة والاقتصاد والتعليم والصناعة والرياضة ونظرا للهجرة واللجوء التي فرضتها عليهم الظروف فقد استطاعوا ان يجوبوا في العالم المتحضر علاوة على نواة التقدم التي شهد لها العالم حيث الارتريين وفي عهد الاستعمار الانجليزي بلغوا من المدنية منزلة عظيمة حيث كانت لديهم النقابات والأحزاب والصحف المستقلة كلها مؤشرات على مدى ما يذخر به هذا الشعب من بذور التحضر ونواميسها .
كل الارتريين مجمعين على أن تستمر ارتريا بحدودها الحالية والتي رسمت إبان تقاسم المستعمرين لممتلكاتهم من الأراضي في إفريقيا ، ولكي تستمر يتطلب الحفاظ عليها والاستماتة في الدفاع عنها وكان شرط ذلك نيل الاستقلال وكان هو المطلب وعندما لم تفلح المحاولات السلمية وقد تم الالتفاف عليها من قبل القوى الإمبراطورية المتآمرة فلم يكن أمام الشعب الارتري إلا حمل السلاح والدفاع عن أرضه التي تمثل انتماءه وعزته وكبريائه وبعزيمته وإصراره واصل نضالاته حتى تحقق الاستقلال .
بعد التحرير ونيل الاستقلال وانتهاء أيام الأفراح والابتهاج بالاستقلال ومع توجه الشعب إلى مرحلة بناء أرضه التي دمرتها سنوات النضال وما مارسه المستعمر الإثيوبي من سياسة الأرض المحروقة والتي تحتاج إلى سواعد أبناء الأرض ليتجهوا للأعمار والتشييد في كل مجالات الحياة ، وعندما تنادى الجمع هلم نحو العودة للديار فإذا بالنظام وقياداته يتجهون نحو الانفراد باستحقاقات النضال ويوجهون الصفعات نحو الشعب في أحلامه وتطلعاته مما يؤكد بان النظام في طريق والشعب في طريق آخر واتضح يوما بعد يوم بأن الوطن صار حكرا للنظام وهم السادة والسيادة يفعلون به وبالمواطنين ما يشاءون مستغلين ما بحوزتهم من أسلحة للتهديد والتخويف وإبعاد من لا يرتاحون إليه ووضعوا برنامج مجافي تماما في كل مفرداته لما لدى الشعب من أماني وأحلام ارتبطت بالنضال والاستقلال فإذا بالنظام يشرع في بناء المعتقلات والزنازين ويقفل كل الأبواب نحو الانفتاح لعهد جديد يتمتع فيه المواطن بالحرية والكرامة والمساواة والعدل هذه القيم التي كانت مترسخة في داخل كل ارتري وهو يهب النضال كل ما يملك .
من جراء السياسة التي انتهجها النظام قد حرمت البلاد من عقول وإبداعات المناضلين الأوفياء الذين انخرطوا في القتال أو الذين كانوا في صفوف الجماهير بالخارج وكان سيكون لإسهام هؤلاء دور كبير في إحداث نقلة نوعية باتجاه بناء أسس الدولة الحديثة القادرة على النمو والتمدد باتجاه تحقيق انجازات في كل المجالات لولا تشبث النظام بكل شيء في البلاد .
والهجرة المعاكسة بعد التحرير بدلا من عودة اللاجئين ومن بالخارج إلى ارض الوطن فقد جاءت الهجرة العكسية والنزوح إلى خارج الوطن بشكل يفوق ما كان إبان الكفاح المسلح وهذا المشهد بحد ذاته دلالة صريحة وواضحة على أن الوطن ليس في الكيفية التي تجعله حاضنا للجميع وليست هناك فرصة حياة متساوية لكل المواطنين .
المواطن الارتري خدم من اجل وطنه قبل الاستقلال ولا يزال حتى يومنا هذا ولا يزال يقوم بخدمة وطنه من الداخل أو بالخارج فالمواطنون يسددون التزاماتهم الضرائبية 2% ويلبون كل طلبات النظام ولكن بالمقابل هذا المواطن تم تجريده من كافة حقوق المواطنة التي ليس لها ما يصونها من دستور أو قوانين فهو كغيره من الأجانب يتابع ما يجري في داخل الوطن متألما لكل ما يجري وما يؤلمه حقا هو أن يكون في موقع المتفرج بل في موقع العبد الذي يسوقه سيده إلى حيث يريد .
بالرغم من كل الحجج التي ظل يصوغها النظام للتملص من مسئولية التردي الذي تعيشه بلادنا والماسات التي يكابدها المواطن البريء وما يطوله من ظلم وحيف من الجنرالات فالبلاد ومنذ التحرير إلى يومنا ليس هناك من شيء يثلج صدر المواطن ويتحدث عنه كانجاز لوطنه في حين أن هذا الوطن بشعبه الغيور والصبور قادر على صنع المعجزات والتغيير لما يمتلكه من أفضليه على غيره من شعوب دول الجوار .
دخل النظام في حروب غير مبررة وراح ضحيتها عشرات الآلاف من الشباب ومن جراء السياسة الانعزالية جعل من البلاد تعيش وشعبها محروم من كل ما يتمتع به إنسان اليوم حيث لا يجد من الخدمات الأساسية الضرورية فالظلام يلف البلاد والظلم يطال كل شيء واللسان معقود والرعب والخوف مسيطر حتى كاد المواطن يقول ما الذي ارتكبناه من جرم حتى يكون هذا هو جزاؤنا
فالمواطن الارتري صار يتفاعل مع أحداث الوطن وتصرفات قادة النظام كردود أفعال وصار يسلي بها وقته يعبر عن غضبه عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولكن ليس هناك من تأثير على مجريات الأحداث ، فكأنما هذا المواطن خلق لكي يصفق فقط وكأنما قادة النظام خلقوا لكي يقودوا والمواطن مقيد وهم طليقي الأيدي يتصرفون في كل شان كما يحلوا لهم إذ ليس هناك ما يخيفهم أو يخافون منه .
وان مما يزيد المواطن ألما هو انه وفي مقابل بعض الأسئلة التي ترد إلى مسئولي النظام الذين يجوبون حيث تواجد الارتريين بالخارج مطالبين بالتوضيح عن بعض ما يحصل أو يطالبون بشيء من التحسين في بعض الإجراءات التي تعنيهم بالخارج فالرد ليس من قبيل الأخذ بخاطر الجماهير وإعطاءها وعودا بعمل شيء بالمستقبل إنما الإجابة تكون من لا يعجبه الوضع فليبحث له عن وطن آخر .
في الوقت الذي كان من المنتظر كما باقي دول العالم التي تعمل ليل نهار من اجل عودة المواطنين من بلاد الغربة لكي يعيشوا في موطنهم معززين مكرمين تلك الدول تعمل جاهدة في تيسير عودة مواطنيها وفي أي منطقة تواجههم المشاكل تقف إلى جانبهم أما النظام فهو يلاحق المواطنين أينما كانوا في العالم لسلب ما في أيديهم من دراهم ودولارات وريالات ليظل المواطن الارتري يكتم الألم بداخله وليس له من يتنفس إليه أو يستطيع أن يسمعه .
إن النظام الذي استلم سلطة الحكومة المؤقتة وحولها إلى أكثر من دائمة بحجج مختلفة يلهي بها الشعب الأعزل الذي يعيش حالة من الصدمة لم تعد تبارحه إلى يومنا هذا فهو يعيش بداخل الوطن غريبا وبخارج الوطن مستغربا وبين الوطن والمواطن يظل النظام حاجزا منيعا ، فالأمينات المختزنة والآمال العريضة التي تعاظمت من إبان النضال وحتى اليوم تظل كفرصة تتحين وقت زوال الحاجز كإزالة حاجز برلين الذي حول الألمان بالضفة الشرقية من الاستبداد إلى الحرية ومن الفقر إلى الغنى ومن الجهل إلى العلم ومن الضيق إلى سعة العالم المتنامي والمتنافس في الاقتصاد والنماء .
دخل النظام في حروب عبثية مع معظم دول الجوار وشعبنا يتفرج لا يدري الأسباب الحقيقية ولم يتم مشاورته في خوض الحرب فالثمن هم الشباب الذين كانوا يعدون أنفسهم لبناء الوطن ومستقبلهم الذي تبدد بقرار من جرة قلم فقامت الحروب العبثية وحصدت الأرواح والحزن والألم عاد من جديد إلى كل بيت وأسرة ودخل البلاد في حالة اللاحرب واللاسلم ولا يدري إلى أين ستؤول البلاد وما هو المصير المنتظر وشعب مغيب ونظام يعيش في عزلة من العالم الذي استعداه بجراء سياساته التي لم تتطور ولم تتحسن لتتماشى مع الدبلوماسية العالمية التي تعتمد على المهارات ومراكز الأبحاث تبحث دوما عن مصالح الشعب وتجنيبه المصائب والويلات وتكسب الأصدقاء وتهدئ الأعداء ودوما تفتح صفحة جديدة للعقلانية والحوار .
العقلاء والمتمرسين والخيرة من أبناء الشعب يسهمون بحظ وافر في بلاد المهجر وهم يتمنون بخدمة بلادهم ومواطنيهم ولكن كيف يتم ذلك مع احتكار النظام لكل شيء بالبلاد التي تتمتع بموارد ضخمة ومواطنوها معروف عنهم الذكاء ويتمتعون بالنشاط والحيوية ولكن وللأسف المواطن صار يتحدث مع نفسه وفي مجموعات وعبر كل الوسائل ودون جدوى بل وصل البعض إلى مرحلة اللامبالاة بما يجري .
فالفقر ليس عيبا والجهل ليس مستغربا فالطريق إلى القضاء على الفقر والجهل هو الاستقرار والسلام الذي يبنى على قواعد سليمة كل المواطنين يشاركون في وضع دعائمه ويتوافقون ويتراضون عبر كل الآليات المتبعة التي تضمن بوضع مواثيق يتواثقون عليها ومن ثم ينطلقون في حياتهم ليعيشوها حبا وكرامة وعزة وفي استقرار وسلام امنين .
حزب النهضة الارتري – مكتب الإعلام والاتصال
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46174
أحدث النعليقات