الدور الغائب للجاليات الارترية في دول الشتات
يعيش قطاع كبير من الارتريين في دول الشتات كلاجئين ومهاجرين منذ ستينيات القرن الماضي ابان الحرب التحررية التي دامت ثلاثين عاما ، وقد زاد الامر سوءا بعد تحرير التراب الارتري من براثن الاستعمار الاثيوبي البغيض واعتلاء عصابة اسياس سدة الحكم حيث ترك ارض الوطن فارا بجلده ما يفوق سنوات الكفاح المسلح ، من هنا فان تزايد اعداد اللاجئين والمهاجرين خاصة من فئة الشباب طرح تحد جديد تمثل في تعامل الجاليات التي سبقتهم مع هذا الوضع الجديد، وكيفية دمج هؤلاء الشباب في المجتمعات التي هاجروا اليها، ليصبحوا صالحين نافعين
منتفعين ، ما جعلني اتناول هذا الامر هو الخبر الذي تناقلته الوسائط في اول يوم عيد الاضحى المبارك التاسع من يوليو الجاري والذي فحواه ان شابا ارتريا اعتدي على فتاتين ارتريتين (زهرا ويسرا) في مدينة ميونخ الالمانية وانهى حياتهما ، واشار الخبر على ان الجاني كان قد تقدم للزواج من احداهن ولم توافق حسب منطوق الخبر ، ومهما يكن السبب الذي دفع هذا الشاب لارتكاب جريمته البشعة هذه فان ذلك الفعل الغريب يجعلنا نتساءل اين دور الجالية الارترية في تلك المدينة النائية والتي تختلف عن بيئة المجتمع الارتري التي اتى منها هذا الشاب ، وهل توجد جالية منظمة في الاصل هناك؟ هذه الاسئلة وغيرها تتبادر الى زهن الانسان بمجرد سماعه خبرا كهذا ، ونحن نعلم ان مستوى الجريمة في اوساط الشباب الارتري قد تعاظم في الاون الاخيرة خاصة الانتحار وتعاطي المخدرات والادمان في شرب الكحول واخيرا الاقدام الى ازهاق الارواح. للاسف الشديد يمكننا القول لم تكن هناك جاليات ارترية موحدة ومنظمة متماسكة في معظم البلدان التي هاجر اليها الارتريون، وبدلا عنها نجد تجمعات تسمي نفسها جاليات مكونة على اساس قبلي او اثني اوطائفي واهتماماتها بالشباب لا يتعدي الكلام الذي لا يغني ولا يثمن من جوع وهى ظاهرة شكلت عبئا ثقيلا على سمعة ارتريا وشعبها المناضل الذي قدم خيرة ابنائه من اجل ان يعيش عزيزا في وطنه وكانت تلك التضحيات مشتركة من فئات الشعب العمرية والطائفية والقبلية ، وليس من المعقول اليوم ان نتفرع شيعا وجماعات ونترك ابناءنا الشباب تتقازفهم الامواج العاتية المتمثلة في الغربة وتحدياتها، ليس كل شيئ في الغربة او الهجرة شر اذا احسن الانسان التصرف ووجد من يوفر له التوجيه السليم والرعاية الكافية التي تجعله يسلك الطريق القويم الذي يوصله الى النجاح في حياته خدمة لنفسه ومجتمعه اينما وجد بان يصبح الشاب المهاجر مستقيما ناجحا هذا يعني انعكاس الىالتربية المجتمعيه والبيئة التي اتى منها. من ما ذكر فان على الارترين في دول المهجر خاصة الذين لهم تجارب كبيرة وسبقوا هؤلاء الشباب الى البلدان التي يقيمون بها تقع المسؤلية الكبيرة وهى مسؤلية وطنية لا تقل اهمية من ذلك الذي يدافع عن الوطن في الثقور ، علينا جميعا ان نطلع بدورنا ونعمل على توعية هؤلاء الشباب الذين تفرقت بهم السبل فارين من جحيم اسياس وعصابته باحثين عن الامن والامان والله المستعان .
علي محمد صالح شوم
لندن – 12/07/2022م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46348
أولاً الشكر كله للعم المناضل علي محمد صالح شوم تناوله هذا الموضوع الذي كان دافعه كما جاء في المقالة حادث مقتل الفتاتين الارتريتين (الزهراء ويسرا) في المانية ورغم أنه تناول هذا الموضوع ليس من منطلق الحرص على توجيه وتهذيب وتأطير الجاليات الارترية في بلاد المهجر وذلك بالتنسيق مع من سبقوهم ولكن أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي فالشكر أجزله لهذا الرجل الذي لم يتوقف عن القيام بتناول قضايا الوطن الذي توثق الكثير ممن هم في بلاد المهجر وقد أعطوا لضمائرهم إجازة مفتوحة وأودعوا دماغهم في مجمدات (فريزرات) ثم أقتبست الجزئية التالية من مقالته الهادفة كي أتناولها:
((هذا يعني انعكاس التربية المجتمعيه والبيئة التي اتى منها. من ما ذكر فان على الارترين في دول المهجر خاصة الذين لهم تجارب كبيرة وسبقوا هؤلاء الشباب الى البلدان التي يقيمون بها تقع المسؤلية الكبيرة وهى مسؤلية وطنية لا تقل اهمية من ذلك الذي يدافع عن الوطن في الثقور ، علينا جميعا ان نطلع بدورنا ونعمل على توعية هؤلاء الشباب الذين تفرقت بهم السبل فارين من جحيم اسياس وعصابته باحثين عن الامن والامان))
وهنا يزداد عجبي! لأن الكاتب هو أحد مناضلي حركة التحرير ثم جبهة التحرير ثم دبلوماسياً سابقاً بعد الاستقلال وهو ممن أحسنوا الظن بالنظام وعادوا إلى أرض الوطن للمساهمة في إعادة إعماره ولكنهم كانوا ضحايا حسن نياتهم ويعيش الآن في المهجر وقد رأي بأم عينه التربية المجتمعية والبيئة التربوية قي ظل نظام هقدف وما أدخله من انفلات وفاقد تربوي لا يشبه المجتمع الارتري بحيث أصبح المهاجرين الجدد لا يطيقون توجيهات كم سبقوهم وأنا أعيش في بلاد المهجر واللجوء وقد جلست مع المئات من الشباب الذين هاجروا أو هربوا من بطش النظام وقد صدمني ما يعانوه من هشاشة تربوية لم نعهدها في أجيالنا وأجيال أبائنا الأولين فتجدهم يتهربون من كل ناصح أمين ولكن هذا لا يعني أن نتركهم أو نترك لهم الحبل على الغارب ولنعمل على حثهم للتأطر على القل في إطار اجتماعي أما التجمعات الموجود فعلينا العمل على تحويلها إلى تجمعات مدنية اجتماعية صرفى بدلا من الانتقاص وهناك من المهاجرين القدامى من لا يهمه تأطير الشباب في وعاء اجتماعي جامع بقدر ما يهمه استقطابهم في إطار تنظيمه وهكذا دواليك.
ثم تغاضى العم علي دور جاليات النظام التي تديرها سفاراته في دول المهجر من تخصيص الجالية وحصرها في عضوية حزب هقدف.