كتابات تنتج واقع حواري
برغم سقراط احد مؤسسي الفلسفة الغربية لم يترك كتابا، لكن نقل إلينا أفكاره عبر روايات تلامذته..وهذا مانحتاجه اليوم ،نحتاج الي الراوي لتلك السرديات وتفاصيل العمل اليومي للنضال الإريتري …
هناك كان عمل منظم ينطلق من رؤية استراتيجية تحدد من هو الصديق ومن هو العدو ، ووفق هذه الرؤية كان يمارس التنظيم نشاطه السياسي والعسكري .. وحتى نصدر حكما ،علينا ان نقف على ارضية تلك اللحظة من تاريخ نضال الشعب الإريتري ،ونطرح التساؤلات على المحطات بلغة تقصي : هل كان هناك تنظير يوجه العمل اليومي ام كان عمل عفوي..الدليل الشفهي يقول :
إذا اردنا ان نتعرف على الخطاب التنظيري لثورة الارتيريا نجد هذا التنظير مجسد في شكله الأولي في البيانات السياسية والكتيبات وفي سرديات بعد المناضلين ،صحيح هذه اشارات او هي مادة أوليةتوضح لنا رؤية التنظيم لكن لا تكفي لملامسة عمق العمل النضالي …إذاً إذا اردنا ان نصل الي نتائج سليمة يجب ان نتجنب التفسير الخاطئ لاحداث الماضي ،وحتى يحدث هذا علينا ان نمارس الحفر المعرفي بصورة حيادية…
وذا اردن ان نتحدث عن الجبهة .. استطاعت الجبهة بناء قوى جماهيرية موحدة خلف شعاراتها وتم تنظيم هذه الجماهير حتى تسهم عبر قنواتها االفئوية والنقابية وعبر هذه القناة كانت تمارس النقد والنقد الذاتي .. وربرغم من هذا العمل التنظيمي المتقدم
هناك مشكلة حقيقة ماثلة أمام قرائ التاريخ لهذا التنظيم ،غياب الوثائق وهذا يعيق القراءة والوصول الي نتائج منطقية..
وان وثائق الحزب التي تتحدث عن التنظيم ،وآليات عمله في فهم الواقع الاجتماعي ،والاقتصادي ،والسياسي ،لم تصل هذه المادة التاريخية ،الي يد الباحث والقارئ، ولهذا تحوم الشكوك حول مصداقية وجودها على ارض الواقع، مثل هذه المادة التاريخية .. وان نجاح الثورة لم يأت من فراغ.. بل هناك شروط لهذا النجاح …
ان اهم شرط من شروط النجاح لقوى الثورة ،هي الرؤية الواضحة للعدو ،ويتم تعزيز الرؤية وفق ضرورة معركة حركة التحرر ،وعبر هذه الرؤية الواعية دخل النضال الي مرحلة اكثر نضجا ،وكان يقود هذا العمل تنظيم طليعي ..
ويقول لوكاش عن هذا النوع من التنظيم جسر التوسط بين الفكر والممارسة .. اما غرامشي يسمه المثقف الجمعي او الأمير الجديد خلافا لأمير ميكافيلي المجسد في الفرد …
وهذا التنظيم له برنامج سياسي وعسكري يرسم ويخطط بما يتناسب أهدافه ومرحلة التحرر التي كان يتصدى لها .. وكان يعبئ ويجند من خلال برنامجه السياسي والعسكري ،ومن هذا البرنامج كان يستمد قوته وانضباطه في مواجهة العدو…
وانطلاقا من رؤية برنامج التنظيم كان يتم تحديد الأصدقاء الحقيقين والأعداء الحقيقيين . وعبر مدرسة الكادر ودورات تدريبية اخري كان يقوم ببناء نظري وتنظيمي لعناصره. وهكذا كان يخلق الوعي السياسي ،ويوفر القدرات الإدارية للتنظيم . اما على الصعيد المجتمع عبر مدرسة الثورة استبدلت الجماهير عاداتها المتخلفة بما هو حديث ،وثوري ،يناسب مرحلة التحرر الوطني.هكذا كان حضور التنظيم عبر الفعل المسلح بالوعي الثوري .
اما تاريخ الكتلة الاستقلالية ،و حركة تحرير ،،ومرحلة التاسيس جبهة التحرير ..هذا الخطاب ذو بعد واحد لا يوجد تمايز من حيث الفعل والممارسة . وان واجد الاختلاف كان في الزمن والاسماء . وان تبويب الأحداث وفق منهج قراءة التاريخ لا يعتبر تزيف..وللتزييف له دلالة اخرى، اي الخروج عن المسار وخلق وقائع واحداث ،او الإنكار بالحقائق كما يفعل الاقازيان …إلخ
اما الانعطاف التاريخي كان في ٦١وهناك اختلاف بين انعطاف في التاريخ ..والانعطاف التاريخي على حسب رأي مهدي عامل المفكر اللبناني ،،،بمعنى المنعطف التاريخي يحدث تحولات في البنية الاجتماعية والسياسية وبتالي ٦١ انطلاق الكفاح المسلح بقيادة القائد عواتي تتميز عن الأنشطة السياسية السابقةعنها بانها احدثت تحولات في مسار سير العمل النضالي إذن هي منعطف تاريخي..
محمد إسماعيل هنقلا
ملبورن 22\10\2
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46669
أحدث النعليقات