مصالحة الأخوة الأعداء في اثيوبيا
بعد صراع دامي استمر لعامين كاملين توقفت اصوات البنادق في شمال اثيوبيا ، ذلك الصراع الذي راح ضحيته مئات الالاف من الجانبين ، ومن غرائب الامور ان ذلك الصراع المرير لم يكن ضرورة لتزهق فيه كل هذه الارواح فضلا على الخسائر المادية وتوقف التنمية في عموم اثيوبيا الفيدرالية التي اخذت تخطو نحو الاعمار والتنمية اثر سقوط العقيد الدموي منقستو هيلى ماريام في العام 1991م ومجيئ الجبهة الثورية الديمقراطية لشعوب اثيوبيا ( اهودق). كانت الحرب درب من الجنون لم تقتصر على اقليم التقراى بل تعدته الى اقاليم اخرى في اثيوبيا وقد يكون مفيدا اذا علمنا ان دكتاتور ارتريا الطاغية اسياس افورقي كان لاعبا رئيسيا في هذه الحرب وان الشعب الارتري الذي يرزج تحت قبضته وجبروته يدعو ليل نهار ان يزول هذا الكابوس من على كاهله ، وان القوات الارترية التي شاركت في القتال على مدى عامين اخذت في الانسحاب حسب بعض المصادر الاثيوبية من الجانبين مع وجود بعض الوحدات والتي مازالت داخل الارارضي الاثيوبية في اقليم التقراى وان مصادر من المواقع الاعلامية الاثيوبية اعلنت يوم امس ان دوي المدافع سمع في منطقة بادمي الامر الذي ينذر ربما بحرب من نوع اخر ، وفي تقارير تناقلت حجم الخسائر في صفوف الجيش الارتري والتي وصفتها بالكبيرة وهو ما يؤسف له ان يزج بابنائنا في حرب لاتعنيهم وتحت مبررات واهية لاشباع غرور الطاغية واجنداته الخفية. على صعيد الاتفاق الذي تم توقيعة في بريتوريا بجمهورية جنوب افريقيا بين الحكومة الفدرالية الاثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تقراى مثل نقطة تحول كبيرة في المنطقة برمتها . وان كل الدلائل تشير الى ان الطرفين ماضيان في تنفيذ ما اتفقا عليه , ومن المتوقع حسب متابعاتنا ان الطرفين قد يتحالفا ولو مرحليا وهو الامر الذي لم يتوقعه طاغية اسمرا ، طلبت الحكومة الفيدرالية من الطاغية اسياس بضرورة اتمام الانسحاب من الاراضي الاثيوبية، كل ذلك جعل اسياس يتخبط يمينا ويسارا وكانت اجاباته على الصحفين في نيروبي في زيارة الاخيرة هناك تؤكد على عدم توازنه ، اثيوبيا المستقرة والمتعايشة بمحبة بين كل مكوناتها الاجتماعية تمثل احد اعمدة الاستقرار في المنطقة هذا طبعا بعيدا عن عجرفة الشوفنين والحالمين باعادة اقارب الساعة الى الوراء. نتمنى لاثيوبيا الاستقرار ولشعبنا الصابر المناضل الخلاص العاجل من الطاغية وزبانيته .
على محمد صالح ضوم
10 فبراير 2023م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46765
أحدث النعليقات