خرج المنتخب الارتري لكرة القدم ولم يعد حتى الآن وأوصافه كالآتي :

بقلم علي عبد العليم

17/12/2009م

طالعتنا الصحف بنبأ خروج المنتخب الارتري لكرة القدم من تصفيات كأس شرق ووسط أفريقيا ( سيكافا ) ، بعد هزيمة نكراء علي يد المنتخب التنزاني بـ 2 – صفر ، منتظمين في درب الهروب المستمر من جحيم الدكتاتورية في ارتريا .

برغم المبررات التي ساقها المسئولون عن الرياضة في ارتريا ، من حداثة المنتخب الارتري وضعف تجربته وقلة احتكاكه الخارجي ، بالإضافة إلى الإمكانات المتواضعة المتوفرة له ، وغيرها من مبررات سيقت لتبرير الهزيمة ، علي الرغم من امتلاك المنتخب لخيرة اللاعبين الذين يذخرون بمهارات فنية فردية ، لم تصقل بعد في إطار اللعبة الجماعية ، والتي هي مسئولية الحكومة ، حيث واجبها العمل علي توفير مدربين أكفاء مشهود لهم بالمؤهلات والخبرات العالمية الكبيرة ، وعقد المعسكرات الخارجية ، وإدامة الاحتكاك بالفرق العالمية المتميزة قي مضمار كرة القدم ، معشوقة الملايين ، ولا خلاف !.

السؤال الذي يقفز دون استئذان ، من أين لدولة مثل ارتريا تتحكم فيها الدكتاتورية في كل مفاصل الحياة ، وتبدد ثروات البلاد بتحويلها إلي جيوب المسئولين والي استثمارات خاصة بالخارج ، وما بقي يهدر في عسكرة المجتمع والتعبئة العامة لمجابهة عدو متوهم ، والحقيقة هو شغل المواطن عن التفكير في الأوضاع الداخلية المزرية ، نظام ليست من أولوياته الصرف علي التنمية ، وحماية المواطن من المجاعة الطاحنة ، فكيف يلتفت إلي الرياضة ويوليها عناية خاصة ، ترفع اسم الوطن عاليا في مضمار اللعبة علي المستوي الإقليمي ..

من أين لدولة مثل ارتريا أن تصرف لا نقول بسخاء ولكن بقدر معقول علي الرياضة خاصة كرة القدم والتي تحظي بشعبية كبيرة ؟ ، نقول من أين لها ؟، ليس لأن مواردها شحيحة ولكن لا يتبقي منها شيء بعد أن تصرف في الحفاظ علي كرسي الحكم وحماية النظام ، لتنفقه علي إطعام المواطن الذي تكاد المجاعة تقضي عليه ، بعد أن أذابت الشحم ودقت العظم !.

ومع الكبت والقمع والقهر وتكميم الأفواه ، وشظف العيش ، أصبح حلم أي فرد تجاوز أسوار المعتقل الكبير الذي وضعتهم الدكتاتورية فيه ، ليتنسم هواء الحرية النقي خارج الحدود ،

فلا غرو إذن أن يلحق أفراد المنتخب الارتري لكرة القدم برتل الهاربين ، ولا يضيع الفرصة الذهبية التي لاحت له ، ويلتحق بموكب الفارين من جحيم الطاغية اسياس من : دبلوماسيين وسياسيين وعسكريين وغيرهم من فئات الشعب المكلوم .. منطلقين إلي غياهب المجهول ، حيث هناك بارقة أمل أن يجدوا الحرية والعيش الكريم ..

أما في سجن أسياس الكبير فلا ضوء في آخر النفق ، إنما ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها – ومن لم يجعل الله له نورا – من الحرية والكرامة – فما له من نور !.

والغريب ، بل قل الطريف هو هروب جميع أفراد المنتخب ، وليس خمسة أو ستة كما حدث لفريقهم لكرة القدم من إقليم شمال البحر الأحمر، المشارك في احتفالات ولاية البحر الأحمر السودانية بمهرجان السياحة الثالث ، الذي حضره الرئيسان السوداني والارتري ..

الهروب بالجملة وليس بالقطاعي إن دل إنما يدل علي الرفض الشعبي للنظام ، والإجماع السكوتي علي التخلص منه ، أو خلاص النفس منه بالهرب إلي مظان الحرية والعيش الكريم ..

تقول الصحف التي أوردت الخبر ، أن الشرطة الكينية انتشرت في العاصمة نيروبي بحثا عن أفراد المنتخب الفارين ، إذ لم تعد طائرتهم إلا بثلاثة من المسئولين عن الرياضة في النظام الارتري !.

ونحن هنا نتطوع بمساعدة السلطات الكينية في العثور عليهم بهذا الإعلان الآتي نصه :-

خرج المنتخب الارتري لكرة القدم المشارك في كأس شرق ووسط إفريقيا ( سيكافا ) ، بعد هزيمته من المنتخب التنزاني في العاصمة الكينية نيروبي ، خرج مغاضبا وهائما علي وجهه ، إذ اجتمعت عليه الهزيمة بجانب القمع والهوان الذي ظل يتجرعه في الوطن علي يد جلاد النظام .

وأوصافه كالآتي :-

–        الفرد من المنتخب نحيف ضامر طاو ، أصفر الوجه من أثر القهر والظلم ، يتنفس بعمق لكثرة ما استنشق من هواء ملوث بشتى أشكال التنكيل والقمع بأرض الوطن .

–        الفرد في المنتخب الارتري برغم نحول جسمه ، إلا أنه انف أبي النفس ، تعرفه من وجهه الذي يشع بسالة وكبرياء وجسارة ..

–        عضو المنتخب الهارب كارا ، وليس فارا ، عفيف اليد واللسان ، لا يسأل الناس إلحافا ، يؤثر الموت جوعا وبكبرياء ، ولا يمد يده لأحد ليحي ذليلا .

كل من يعثر علي أي أحد منهم تتوفر فيه تلك الأوصاف عليه الإبلاغ الفوري لمنظمات حقوق الإنسان العالمية والمفوضية السامية لشئون اللجئين بجنيف ..

ويمنع منعا باتا إبلاغ دول الجوار الإسرائيلي ، أو ليبيا أو ايطاليا أو مالطا ( التي إن أذنوا ، أو صاحوا لن يسمع لهم احد ) فان كل تلك الدول لا ترقب في الارتريين إلا ولا ذمة ، وسرعان ما تعمد إلي تسليمهم للنظام الدكتاتوري ، دون الأخذ في الاعتبار ما سيلحق بهم من اعتقال وتعذيب وربما القتل .

وقد فعلتها من قبل برغم مناشدات ونداءات وتوسلات المفوضية السامية للاجئين ومنظمات حقوق الإنسان والشخصيات الإقليمية والدولية ..

وعليه يمنع منعا قطعيا إيصال أي معلومة عن أفراد المنتخب الهاربين إلي آذان تلك الدول ، لأنها لن تتورع في تسليم من يأوي إلي أرضها إلي النظام الدموي في اسمرا ، حيث ينتظرهم التعذيب الممنهج وربما القتل في خاتمة المطاف ، لا سمح الله .

ونقول للسلطات الكينية إن النظام الذي طردت بعض دبلوماسييه لقيامهم بأعمال تتنافي ومهامهم الدبلوماسية ، هو نفس النظام الذي يصدر المشاكل والقلاقل إلي الجوار الإقليمي ، وهو نفس النظام الذي يأوي بعض المطلوبين الدوليين ومن حامت حولت الشبهات بضلوعهم في تفجيرات نيروبي ودار السلام عام 1998م ..

والحال كهذا فمن الإجحاف وقلة الكياسة الدبلوماسية أن تعمد السلطات الكينية إلي تسليم من تعثر عليه من أفراد المنتخب الارتري إلي سلطات بلاده القمعية ، لأن ذلك يتعارض مع المواثيق والأعراف الدولية ، فضلا عن ليس هناك أي اتفاقيات ثنائية تلزمها التصرف علي هذا النحو ..!

وستكون السلطات الكينية قد أسدت معروفا إلي الشعب الارتري إذا ما ساعدت أفراد المنتخب الارتري للعبور إلي دولة أخري يجدون فيها مأمنهم ، ويبلغون حريتهم .

إن الشعب الارتري في الشتات مطالب بالاهتمام بقضية هؤلاء الهاربين وكافة الشباب السابقين واللاحقين علي درب التخلص من رق الوضع في الوطن ، بالسعي لدي الدول والحكومات والمنظمات لتوفير الحماية والسند لهم ..

أما تنظيمات المعارضة الارترية ومظلتها الجامعة التحالف الديمقراطي الارتري فهي مسئوليتهم ولا نحتاج إلي تذكيرهم بها .

وعاش الشعب الارتري حرا أبيا

ولتسقط الدكتاتورية

وليبزغ فجر الديمقراطية

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=468

نشرت بواسطة في ديسمبر 19 2009 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010