أفورقي يوجه أعنف انتقادات إلى واشنطون ويحذر من تجدد الحرب مع إثيوبيا
الخرطوم – مركز “الخليج” للدراسات والإعلام بالقرن الأفريقي 25/5/2005
احتفلت إرتريا إرتريا أمس بالذكرى الـ 14 لاستقلالها من الاستعمار الإثيوبي حيث دخلت قوات الجيش الشعبي إلى أسمرا في 24 مايو وعقب إجراء الاستفتاء في إبريل 1993 أعلن الاستقلال الرسمي، وعبر الفضائية الإرترية شاهدنا مراسيم الاحتفال في أستاد أسمرا، وأقيمت احتفالات وعلقت فيه شعارات وطنية ، ولفت أنظار المراقبين (بتري حقي تقطن إمبر أيتسبرن) وحبل الكذب قصير (وعدمي حسوت حطير إيو) وشاهدنا (بتري حقي ) في منتصف الأستاد يتعالى فوق الجميع الذين كانوا يقدمون عروض فنية وكان شعار الاحتفال لهذا العام لا عز بلا وطن، كما شاهدنا لوحة كبيرة كتب عليها يجب احترام حقوق الإنسان.
واستغرق الاحتفال ثلاثة ساعات من الرابعة حتى السابعة مساءاً. وثم تلا الرئيس الإرتري إسياس أفورقي كلمته التي حملت مفاجئات لم تكن في حسبان الكثيرين كانت هادئة مع اليمن والسودان وكانت لإثيوبيا نصيب الأسد من الهجوم الذي امتد إلى واشنطون التي اتهمها بدعم عسكري ومادي لإثيوبيا، وتركز الهجوم على إثيوبيا وأمريكا ومجلس الأمن الدولي، وامتدت إلى الدول الغربية ولم تحمل الكلمة أي جديد للوضع الداخلي بل حملت الكثير من المفاجئات وأخطرها تفجير اتهام إلى جهات أجنبية تستهدف الكنيسة الارذوكسية وهو ما أعتبره المراقبون إن النظام استخدم أكثر الاوراق خطورة لتأجيج الصراع الطائفي وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها نظام إلى وجود مؤامرة تستهدف طائفة أو مذهب معين ويعكس الانهيار الذي وصل إليه النظام نتيجة استخدام المحظور في السياسة، ويعتبر استمرار الهجوم اللاذع على واشنطون من قبل رئيس النظام حقيقة تدهور العلاقات، وفي سابقة خطيرة تضمن الخطاب اتهام صريح إلى واشنطون لخلقها الأزمات وإضعاف الحكومة وإثارة وتشجيع النعرات الدينية بترويج واتهام الحكومة بقمع الحريات الدينية وانتهاك حقوق الإنسان وتشويه سمعة الحكومة الإرترية . وقال أفورقي إن إرتريا أصبحت ضحية الظلم الأمريكي الذي يتشدق بالعدل والحرية. وحذر أفورقي شعبه من وجود مؤامرة تستهدف الشعب الإرتري من قوى عظمى وبعض الحاقدين إثيوبيا وعملائها، وحمل أمريكا وإثيوبيا الاخفاقات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها إرتريا، ووجه أعنف هجوم إلى إثيوبيا ورفض المبادرة الإثيوبية أو الحوار معها، ووجه لوماً إلى مجلس الأمن لعدم ممارسته الضغط على إثيوبيا، كما انتقد الاتحاد الاوروبي لتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لإثيوبيا. ووصف الوضع بين إثيوبيا وإرتريا بأنه خطير يتجه نحو حرب قد ينفجر في أي لحظة. وأعلن استعداد بلاده لسد أي عدوان إثيوبي مرتقب، واستبعد أي تطبيع وسلام مع إثيوبيا ما لم تنفذ قرار مفوضية التحكيم. وتفادت كلمة أفورقي التعليق على الوضع الداخلي مثل الإصلاحات الاقتصادية وإطلاق سراح المعتقلين وإجراء الحوار مع معارضيه.
وبشر أفورقي الشعب الإرتري بموسم الأمطار وقال حققنا إنجازات كبيرة في فترة الأربعة عشر عاما من الاستقلال. وإذا ما قورنت أوضاعنا بدول أخرى يمكننا ان نحتل موقعا مشرفا لما تم تحقيقه حتى الآن. وما هو مشاهد يبرهن لنا التقدم التنموي وما يميزنا عن الآخرين اعتمادنا على أنفسنا وتحقيق ما نصبو إليه عبر الإمكانيات الذاتية وهو ما يجعلنا أن نعتز بأنفسنا ومقدراتنا. وجدد سياسة حكومته بعدم التعامل بالعملة الصعبة إلا عبر البنوك الحكومية. وقال أنه يعلم ما تقوم به أمريكا عبر عملائها في الداخل والخارج بسعيها لتدمير وحدة الشعب الإرتري بتشجيع النعرات وتأجيج المشاعر الدينية ومحاولات تشكيك أتباع الكنيسة الأرثوذكسية في إرتريا لاتهامهم بموالاتهم للحكومة. وخلق أزمات مع الديانات الأخرى . وندد بالمحاولات لتشويه على الجاليات الإرترية في المهجر وتهديد للوحدة الوطنية الإرترية من خلال ترويج الإشاعات والأكاذيب عبر مختلف الوسائل لزعزعة استقرار إرتريا. كانت هذه ملخص كلمة الرئيس الإرتري الذي يتفنن دائماً بتضييع الفرص كان بإمكانه أن يتبنى خيار السلام ويتصالح أولاً مع جبهته ويطلق سراح رفقائه وكافة المعتقلين ويتبنى مبدأ الحوار مع كل معارضيه في الداخل والخارج، ويعلن الوفاق الوطني ويلجأ إلى الديمقراطية لتداول السلطة في إرتريا بدلاً من تدويل الأزمة وتأجيج صراع السلطة الذي بدأ يأخذ منعطف خطير في ظل غياب دولة دستورية في إرتريا التي دخلت حكومتها في حرب مع كل جيرانها وفتحت معارك جديدة في كل الجبهات لتتحول الحكومة الإرترية إلى جزء أصيل في تأجيج الأزمة التي دخلت إلى نفق مظلم بعد أن رفضت الحكومة مبدأ الحوار الذي تبنته المعارضة.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4690
أحدث النعليقات