سِنَانُ القَلَمِ لِسَانُ الْكَلِمِ
شعر/عبدالقادر
محمد هاشم :
يَرقَىٰ اليَرَاعُ إذَا استَقَامَ ذُرَىٰ العُلَا
وَصَدَاهُ يَجتَثُّ الطُّغَاةَ مُزَلْزِلَا
فِي سَطرِهِ المَمْدُودِ مَدَّ عَدالَةٍ
مَا يَجعَلُ المُعوَجَّ ثَمَّةَ أعدَلَا
فَإِذَا استَطَالَ مُكَابِرٌ فَاعمِد إلَىٰ
قَلَمٍ يَرُدُّ وَيُفحِمُ الْمُتَطَاوِلَا
وَلِأنَّهُ مُتَكَلِّمٌ فِي صَمْتِهِ
لَا يَرتَضِي صَخَباً إذَا مَا استَبسَلَا
وَمَتَىٰ غَدَا الإنسَانُ عنهُ مُجَرَّداً
فَكَأنَّهُ يَأتِي المَعَارِكَ أعزَلَا
وَلِأنَّهُ لَا يَرتَضِي أهْلَ الوَنَىٰ
وَالرَّاجِفَاتِ مِنَ الأصَابِعِ مَحمَلَا
أو مَن غَدَت دَعوَىٰ رُؤَاهُ عَرِيضةً
وَلَدَىٰ المَحَكِّ يَكُونَ فُوهُ مُعَطَّلَا
بَل يَحمِلُ القَلَمَ الأُلَىٰ يَفدُونَهُ
وَالبَاذِلُونَ مِنَ الضَّرِيبَةِ مَا غَلَا
أمَّا إذَا كَانَ اليَرَاعُ مُدَجَّناً
يُعطَىٰ الهَوَانَ وَيَرتَضِيهِ تَذَلُّلَا
فَمَقَالُهُ مَهْمَا ادَّعَىٰ وَزَهَا بِهِ
يُصبِح لَدَىٰ أهْلِ القِرَاءَةِ أنذَلَا
وَيَعَافُهُ المُتَحَرِّرُونَ كَرَامَةً
ويَظَلُّ مُنحَطَّ المَكَانَةِ أرذَلَا
إنَّ الكِتَابَةَ هِمَّةٌ وَحَصَافَةٌ
لَيْسَت تَحَدُّرَ هَابِطٍ وَتَبَذُّلَا
وَهيَ المَقَالَةُ تَستَبِي جَذَّابَةً
وَلِعِلْيَةِ القُرَّاءِ تُصبِحُ مَحفَلَا
وَالأحرُفُ النُّبلَىٰ تَظَلُّ فَرَائِداً
إذ تَحمِلُ الفِكْرَ المُنَاضِلَ أنبَلَا
وَتَطِيرُ ثَمََّة أَشْهُباً وَقَذَائِفاً
نَحوَ العَدوِّ تُصِيبُ فِيهِ المَقتَلَا
وَيُحَرِّرُ الْقَلَمَ الحَقَائَقَ مُخلِصاً
وَلِذَا الحَقَائِقُ تَصطَفِيهِ مُفَضَّلَا
ويَظَلُّ يَرسُمُ لِلدُّنَا حُرِّيَّةً
وَيُقَطِّعُ القَيدَ الغَلِيظَ الأثقَلَا
وَيُحَارِبُ الحِبرَ الَّذِي يَنحُو بِهِ
نَحوَ الشِّرَاكِ لِكَي يَصِيرَ مُكَبَّلَا
لَكِن يَرَىٰ شَّرَكَ الطُّغَاةِ مُبَكِّراً
فَيَؤُمُّهُ لِيُزِيلَهُ مُستَأصَلَا
وَلِذَا الطُّغَاةُ تَخَافُهُ إن كَانَ مِن
نَوْعٍ تَظَلُّ لَهُ الحَقَائِقُ مَوْئِلَا
وأَصَالةُ القَلَمِ النِّضَالُ دَلِيلُهَا
وَحُروفُهُ تَغدُو بِذلِكَ أجبُلَا
فَحَذَارِ أن تَختَطَّ في عَبَثٍ بهِ
حَرفاً يُدَاهِنُ أوْ يُهَادِنُ بَاطِلَا.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46934
أحدث النعليقات