برقية الاستاذ عيسى سيد في وفاة المغفور له نور الدين محمد علي
[كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور]
[يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي]
فاجأني ملتقى الأرحام بالنبأ الجلل والخبر المفجع، ألا وهو وفاة المغفور له بإذن الله نورالدين محمد علي بخيت ( ابو علي ) ، الإعلامي اللامع الذى لا يمل ولا يكل من المشاركة فى كافة المناسبات الوطنية ونقلها بالكلمة والصورة .
منذ اغترابه بالمملكة العربية السعودية ثم انتقاله إلي دولة السويد، كان أول لقاء لنا في مؤتمر أواسا ، حيث عانقني بحرارة، كان رحمه الله شعلة من النشاط خلال فعاليات المؤتمر، متحركاً بكاميرته يلتقط الصور ويتابع بحرص الاجتماعات وكافة مجريات وقائع المؤتمر وسط إعجاب جميع من شاركوا فى المؤتمر الوطني ، حيث كان يتمتع بحب واحترام كل من يجرى معهم المقابلات الصحفية.
كان رحمه الله يتمتع بشخصية قوية وجذابة، بشوشاً لا تفارق الابتسامة وجهه الصبوح، يتعامل مع الجميع بلطف وتواضع ، وبأسلوب متحضر ، كان أيضاً واسع الأفق ، خدوماً لرفاقه ولكل من يعرفهم – جعله الله في ميزان حسناته –
كان آخر لقاءٍ لي به قبل نحو عام في مكة المكرمة التي قدم إليها برفقة شريكة حياته وكريمته، عندما أخبرني بأنهم سيسافرون صباح اليوم التالي، فوعدته بالزيارة حيث رافقني ( أبو محمود ) جمال محمد صالح رباط جزاه الله كل خير وبارك الله فيه بسيارته، وصلنا مكة قبل صلاة الظهر إلى الفندق الذي يطل على الحرم المكي الشريف حيث كانوا يقيمون، وبالرغم من الظروف الصحية التي كان يمرّ بها كان هو نفسه نورالدين الذى أعرفه منذ نعومة أظفاره، ذات الطيبة ونفس التواضع، كريماَ خلوقا، ظلّ يسألني عن كل الأرحام ويقول لي كم كنت مشتاقاً لمقابلتهم ولكن للأسف ظروفي الصحية لم تمكنّي من ذلك، وأخيراً ودعني بحرارة وشكرني لحضوري وكان الفراق صعباً لاسيما بعد هذه المدة الطويلة. آلمني نبأ وفاته ولكنها إرادة المولى ولا راد لقضائه، ولا نملك إلا أن نقول ما يرضى ربنا (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضه من رياض الجنة، اللهم اغسله بالماء الثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واجعل مسكنه الفردوس الأعلى. اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفراناً، وتلقه برحمتك ورضاك وقه فتنة القبر وعذابه. اللهم أحل روحه في محل الأبرار وتغمده بالرحمة آناء الليل والنهار برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم انقله من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور (فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ، وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ، وَمَاء مَّسْكُوبٍ، وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ، لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ)، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. اللهم اجعلنا وإياهم من عبادك الذين تباهي بهم ملائكتك في الموقف العظيم وارزقنا حسن النظر إلى وجهك الكريم مع الذين تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وبحمدك وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين وألْهم آله وذويه وشريكة حياته وابناه وبناته وإخوانه وأخواته ومحبيه وأرحامه وآل قماط وآل ركا الصبر والسلوان ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)
عيسي سيد محمد
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46946
أحدث النعليقات