كرنفال ألوان ملبورن: يوم بعبق الثقافة والتراث
فرجت 10 نوفمبر 2024 :الافتتاحية
ملبورن 2024
تجري اليوم فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان ألوان لللاداب والفنون في مدينة ملبورن في الشرق الاسترالي حيث أنتقل هذا العام الى استراليا بعد ثلالاثة دورات ناجحة في كل من لندن , القاهرة واستوكهولم.
تحتوي فعاليات هذا العام على معارض فتوغرافية وتشكيلية وتراثية حيث أشتمل الكرنفال على معرض للمصور والناشط حسين صالح أرى ومعرض تشكيلي للفنان ميكئيل أدوناى ومعرضا للكتاب بالاضافة الى الفقرة الفنية التي تحتوي على أمسية فنية بمشاركة نخبة من الفنانين والموسيقيين.
وجد المهرجان اهتماما خاصة من جمعيات المجتمع المدني الارترية وعلى رأسها الجالية الارترية التي يقوم الكرنفال تحت رعايتها تعدى الا هتمام الى الاعلام الرسمي متعدد اللغات حيث اجرت لقاءات مع الأستاذ محمد فاقراى باللغتين العربية والتجرنية. حيث قام بالتعريف بالمجموعة وأنشطتها بالاضافة الى القاء ضوء على الموروث الثقافي الارتري وعلى الثقافة الارترية.
أنطلقت مجموعة ألوان للاداب والفنون في عام 2022م في لندن وحسب التعريف الموجود على صفحتها على الانترنيت فهي مجموعة ثقافية فنية ذات اهتمامات متنوعة منها الاهتمام بالابداع والمبدعين ورعايتهم ومحاولة الاشتراك في اصدار انتاجهم الفني والثقافي ورعاية المبادرات الثقافية والجوائز الابداعية مثل جائزة الفننان التشكيلي الارتري محمود دبروم في مجالات التصوير الفتوغرافي والفن التشكيلي.
شهدت الساحة الثقافية الارترية بروز عدة مجموعات ذات الطابع الثقافي الا انها لم تكن مستقرة بالقدر الذي يسمح لها بترك بصمة واضحة على جسد الساحة الثقافية او يكتب لها الاستمرار بنفس حماس البدايات قبل ان تعسف بها قضايا خلافية ليست ذات أهمية ولكن بالمقابل مجموعة ألوان للاداب والفنون اكملت حولها الرابع في ملبورن أكبر معاقل المقاومة الارترية بالمنفى وجسدت عبر كرنفالها دورها في تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على التراث والذاكرة الثقافية الارترية.
الموروث الثقافي له أهمية خاصة عندما يكون صاحب ذلك الموروث مثل الشعب الارتري الذي عانى من المحاولات المستمرة والمتكررة لطمس هويته من قبل قوى الاستعمار المتعاقبة بالاضافة الى التجريف والتمسيخ المستمر من قبل نظام هقدف صاحب المحاولات المتكررة والمتعمدة لتشويه واستصغار ثقافة غالبيبة الشعب الارتري. ولهذ من المهم ان يطلع شعبنا في كل مكان لا سيما الجيل الجديد الذي ينشأ في مجتمعات متعددة الثقافات وان يتعرف على ثقافة وتراث أجداده لكى يتعزز انتمائه الوطني والثقافي حتى يتمكن من اعادة انتاج ذلك الموروث الثقافي عبر تقنيات الحاضر ونشهد ذلك حاضرا في جوائز مثل جائزة محمود دبروم وجائزة محمد سعيد ناود للقصة القصيرة.
تشير اتفاقية اليونسكو في فقرتها الثالثة من المادة الثانية بالمقصود بحفظ الموروث الثقافي حيث تذكر ” كل التدابير الرامية الى استدامة التراث الثقافي غير المادي ، من خلال تحديد نوع التراث وتوثيقه والمحافظة عليه وحمايته وتعزيزه وابرازه ونقله واحيا ئه بشتى الطرق كى لا يفقد قيمته وخصائصه” ( اليونسكو 2016)
كما هو واضح ان هذه المهمة خاصة في ظروفنا هذه لا يمكن ان يضطلع بها سوى منظمات المجتممع المدني مثل مجموعة ألوان والجاليات الارترية في المهجر والمنابر الاعلامية المتخصصة والكتاب والادباء والفنانين وذلك من أجل تعزيز الهوية الوطنية واعادة خلق المشروع الوطني الذي بدوره يعزز الشعور بالانتماء والالتزام المشترك تجاه الوطن الذي أتى بتضحيات الأباء.
عبده كنتيباى
رئيس التحرير
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47238
أحدث النعليقات