منبر سونا يستضيف رئيس الحركة الشعبية الارترية
الخرطوم – مركز الخليج الدراسات الاعلامية بالقرن الافريقي
تغطية وقائع المؤتمر الصحفي /عبده سليمان /عبد الحفيظ يس
من مقر وكالة سونا للانباء
5/2/2005
استضاف منبروكالة سونا للانباء رئيس الحركة الشعبية الارترية السفير عبدالله آدم بحضور مدير التحرير بالوكالة وعدد من الصحفيين من الوكالة ومركز الخدمات الاعلامية الارترية ومركز الخليج للدراسات الاعلامية، حيث استهل مدير تحرير وكالة سونا للانباء مرحباً بالحضور الكريم ، مبيناً ان العلاقات مع سونا ممتدة معكم وهناك مستجدات في الساحة السياسية ، وخاصة العمل النضالي للتحالف الارتري وهذه فرصة طيبةلادارة حوار مع السفير عبدالله لبلورة القضايا المستجدة في الساحة السياسية الارترية وانعكاساتها على الصعيد الاقليمي والدولي وشعوب المنطقة ، ونتيح الفرصة للسفير عبدالله لمخاطبة الراي العام الاقليمي والدولي من اجل استقرار ورفاهية تلك الشعوب .
وتحدث عبدالله آدم شاكراً اياهم لاستضافته في هذا المنبر بعد انتهاء مؤتمر الحركة الشعبية ، مبيناً انه تكرر في هذا المنبر كثير في مقابلات مختلفة ولكن اليوم اتحدث اليكم بصفتي كمعارض لهذا النظام في ارتريا ، واصبحنا معارضة لاسباب معروفة
وهي ان النظام في ارتريا رفض ان ينتقل بعد الاستقلال من مرحلة الثورة الى الدولة الحديثة بما يناسب في عالمنا الجديد بتحقيق الديمقراطية والعدالة ولكن النظام اخفق باقامة امة ارترية متماسكة ونتيجة لهذه السياسة الخاطئة بدأ يدب الخلاف بين المجتمع والنظام من جهة وافرادمن قيادات الحزب الحاكم والنظام في اسمرا من جهة اخري.
وقال عبدالله ان النظام قام باعتقالات واسعة للمسؤولين بالدولة الذين كانوا قادة في حرب التحرير وهذه التطورات انعكست على الصعيد الاقليمي والدولي واصبح النظام عنصر عدم استقرار في المنطقة بافتعاله نزاعات مع دول الجواربدأءاً باليمن واعتمد فيها الاسلوب العسكري وحاول ان يزعزع النظام في السودان بوسائل مختلفة ، كما نقل النزاع للبحيرات الوسطى التي لم تربطها اي مصلحة مع ارتريا بل كانت تصب لمصالح الذاتية لرأس النظام الذي صدر العدوان براً على السودان واثيوبيا وجيبوتي وبحراً على اليمن وامتدت اعتدائاته الى المحيط العربي والافريقي ، واخرها الحرب مع اثيوبيا على خلفية النزاع الحدودي وقال كان يمكن حل النزاع بالوسائل السلمية عبر التحكيم التي لجأت اليه البلدين لحل النزاع واتهم النظام الارتري بافتعال الازمة واعلن الحرب ضد اثيوبيا، وكانت نتائجها مدمرة على المستوى الارتري اجتماياً وسياسياً واقتصادياً ، والحقت ضرر بالغ بالقوة البشرية وخاصة الشباب الذي حولهم النظام الى وقود وكل ذلك مقابل تلبية رغبات شخص متعطش لاستغلالية تناقضات المنطقة لبناء امبراطورية موجودة في مخيلة رئيس النظام، موضحاً ان 13 عام من الاستقلال كان عبارة عن احترب واقتتال وهذا السلوك اثر سلباً على ارتريا ودول المنطقة .
مضيفاً ان هذا التسلط ولّد في عام 2005معارضة ارترية تحت مظلة واحدة لمواجهة النظام ولم يكن لها خيا ر سوي اسقاط هذا النظام وابداله بنظام ديمقراطي يحقق السلام والاستقرار .
وتحدث السفير عبدالله آدم في اول حوار له منذ ان تولى رئاسة الحركة الشعبية يوم الثلاثاء الماضي الى عدداً من الصحفيين تطرق حول الوضع في ارتريا ومستقبل المعارضة الارترية وعلاقات ارتريا على الصعيد الاقليمي والدولي وعلاقاته بدول الجوار واميركا والاتحاد الاوربي وعملية السلام في السودان وانعكاساتها على المنطقة عامة وبصفة خاصة علي المعارضة الارترية .ودافع عبدالله ادم عن موقف المعارضة الارترية.
واعتبر عبدالله ان تعدد تنظيمات المعارضة الارترية هي ميزة ايجابية ونحن نؤمن بالتعددية ،وهذا التعدد لابد ان يكون له اهداف وبرامج حتى لايكون هناك فوضى بعملية التعدد وقال ان المعارضة الارترية احرزت تقدم من خلال توصلها الى برنامج الحد الادنى.
واشار الى اخفاقات حدثت في المعارضة الارترية في السابق ولكن منذ عام 2002 اوجدت مظلة جمعت اكبر عدد من التنظيمات الارترية وبعد سنتين جمعت التنظيمات التي كانت خارج المظلة في يناير الماضي ، واتفقت على برنامج الحد الادني ، وذلك من اجل توحيد الجهود في النواحي السياسية والدبلوماسيةو وحدة الخطاب الاعلامي لكسب الاصدقاء وحتى يتم الضغط من الجانب الاقليمي والدولي علي النظام اماان يتخلي عن السلطة او يقبل الحوار مع المعارضة الارترية، والحوار الذي يجري الآن بين التنظيمات الارترية هو لتضييق الخلاف في حد ذاته وتطوير الممارسة الديمقراطية والتي تبدأ من هنا ولتثبيتها في المستقبل .
وشن عبدالله هجوماً عنيفاًرداً على حديث الامين محمد سعيد الذي نشرته الصحافة السودانية امس حيث وصف المعارضة عبارة عن جماعات ارهابية من صنيعة السودان واثيوبيا ، قائلاً عبد الله ان المعارضة لاتحتاج من الامين محمد سعيد الاعتراف بها ،وقال انه يعرف الامين عن كثب فهو يبتدع الازمات ويصدر السلبيات وموضحاً انه لم يتطور ويتغير فلا زال حبيس ثقافة السبعينات والثمانينات ويردد نفس المصطلحات والعبارات التي كانت تستخدم في القرن الماضي دائماً يكرر خطاب واحد فقط وهو الخطاب السلبي ولايعترف بالطرف الاخر وهو ليس له اي دور في النظام ، واصفاً اياه بانه مجرد بوغ يكرر مايرضي رأس النظام في ارتريا ، لذلك هو شخص موظف ومهمته يجيد التكرار السلبي ومايملى عليه . والسواد الاعظم من الشعب الارتري ضد النظام الدكتاتوري وكل بيت في ارتريا ساهمت وقدمت شهداء في معركة حرب التحرير ومن غير مسموح لاي شخص كان ان يزايد على وطنية الاخرين ، ووجه انتقادات لاذعة للامين محمد سعيد وقال ان المعارضة الارترية اليوم قوية بفضل السند الشعبي في الداخل والخارج .
كما عرج عبدالله آدم رئيس الحركة الشعبية عن مؤتمر الحركة، مبيناً ان هذا المؤتمر هو اول مؤتمر تأسيسي وشاركت فيه وفود من معظم دول العالم ، والمؤتمر اكد على تطبيق الديمقراطية في داخل التنظيم ومن ثم عكسها للخارج ، كما اكد على وحدة التنظيمات المتشابهة في برامجها ، والمختلفة تتفق على برنامج الحد الادنى ، وهذا الامر يعتبر عمل استراتيجي بالنسبة لتنظيمها ويهدف ذلك من اجل تقوية المعارضة ، لان اي تنظيم لوحده ناقص ، وايضاً من ضمن برامجنا تقوية المؤسسات بحيث لا يعتمد على الافراد وتختفي عملية ( الشخصنة ) ويحل محلها دور المؤسسات وهذه تحتاج لفترة طويلة ولكنها تستحقق الهدف المنشود .
واشار عبدالله الى ان الحركة تكونت من مدرسة الجبهة الشعبية وجبهة التحريرالارترية وهاتان الجبهتان لاتختلفان من حيث المضمون والوسائل والاساليب لكنهما لم يمارسا الديمقراطية في حرب التحرير والمنتمي للجبهة الشعبية لايتعامل مع جبهة التحرير ونحن استطعنا كسر هذا الحاجز ، ونحن الآن في زمن يختلف عن السابق وهي تعتبر من الخطوات الجديدة ومن خلال المؤتمر استحدثناا طروحاتنا وافكارنا وقدمنا تصور الجديد وشكلنا قيادة من مدارس متعددة تتبنى استحداث التحالفات وكسر المدرستين وهذا نعتبره اسهام من الحركة التي تعلن وقوفها خلف التحالف الديمقراطي وتوحيد صفوف قوى المعارضة ووجه نداء الى كل القوة الوطنية لتوحيد الخطاب السياسي والاعلامي والدبلوماسي في مواجهة النظام .
وقال عبدالله حول الآلية المتفق عليها من قبل المعارضة ،مشيراً على اهمية ايجاد آلية محددة للوقوف امام هذا النظام لان النظام ضعيف ويعيش في حالة ضائقة اقتصادية وليس هناك مؤسسات في الدولة انما توجد فئة من عناصر الامن والجنرالات وهي سلطة ضعيفة لاتحتمل ضربات من المعارضة ، وقال لا استطيع القول وجود حكومة بل هناك سلطة تتكون من مجموعات تجمعهم المصالح لايتجاوز عدد اصابع اليدين والمطلوب هو ان تتفق المعارضة على آلية مناسبة لمواجهة النظام ، مضيفاً ان النظام معزول من شعبه في الداخل والخارج والمطلوب كيفية تحريك الشارع .
هذا واشار الى ان مؤتمرنا ناقش معاناة الهاربين وكلفت لهم لجنة من اعضاء المجلس المركزي لمتابعة احوالهم وعكسها للمنظمات ذات الصلة .
وبين عبدالله حول عملية ترسيم الحدود بين ارتريا واثيوبيا ، قصدنا بالحكم الغير العادل حسب الخريطة التي تحدد الترسيم عندما نسقطها على الارض هناك ارض ارترية داخل اثيوبيا وايضاً هناك مناطق اثيوبية داخل ارتريا وفي الغالب الجانب الارتري مظلوم من هذا المنطق غير العادل ولابد من تطبيقه لانه ليس لدينا خيار لصدوره من محكمه دولية ، ونريد اثناء تطبيقه ان يسود الحوار لاخذ كل ذي حقٍ حقه ، لانها قضايا معقدة ويمكن ان تكون قنابل مؤقته .
وكشف عبدالله عن استراتيجية سياسة النظام في اسمرا اتجاه السودان تتمثل في زعزعة الاستقرار وخير دليل مايقوم بها النظام في الغرب والشرق وتورط النظام موثق على لسان رئيس النظام الذي تعهد بتمزيق السودان وجعلها الى دويلات ضعيفة هذه استراتيجية ثابته للنظام في اسمرا الذي يحلم بقيادة القرن الافريقي وهو ليس مبدأ مؤقت انما هو عمل استراتيجي ، فعندما يتدخل في احداث دارفور هو مرتبط بنفس الاستراتيجية لانه يرى في السودان بلد كبير من حيث الجغرافيا والموارد البشرية وسيجعل من ارتريا ( ضعيفة ) في نظره وهو ايضاً مولع بجنون العزلة ويحاول ان يكون رقم في المنطقة وخلق عدم الاستقرار وحتى على مستوى اثيوبيا يتعامل بنفس المنطق ، والمطلوب من دول الجوار ان توقف سياسة هذا النظام برد حاسم وقوي لان مجردالتصريحات لاتؤثر عليه بل تعزر من موقفه ولذلك لابد ان تنطلق الدول من هذا المنطلق ، مشيراً الى ان المبادرة اليمنية لا بدان تستند علي علاقة داخلية ترتكز على السلام والديمقراطية وهي غير موجودة في ارتريا لذلك لايمكن ان تنعكس على الاخر ، وما نريده من اثيوبيا والسودان ان تتعامل مع نظام يقوم على مؤسسات وبرلمان ومجتمع مؤسسي وله قاعدة اجتماعية وهذا هو الضمان لاستمرارية اي علاقة ارترية بدول الجوار ، وهذا يتطلب تغيير في داخل ارتريا ، وما يتعلق علاقاتها مع اليمن لحظية كغيرها من العلاقات السابقة للخروج من العزلة الاقتصادية .
واوضح عبدالله ان المعارضة الارترية قصرت في جانب بلورة قضيتها للدول العربية والافريقية بالشكل المطلوب ،ولكن نسبة لعدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة العربية بعد الحادى من سبتمبر ، لا تستطيع الدول العربية ان تستمع لقضية الديمقراطية في ارتريا لانشغالها بقضاياها الاقليمية والدولية الراهنة مع ذلك سنسعى الى توصيل صوتنا الى المحيط الافريقي والعربي .
وامتدح عبدالله موقف الاتحاد الاوروبي الذي ندد بانتهاكاتها لحقوق الانسان في ارتريا ، مبيناً ان علاقة ارتريا مع معظم دول العالم تشهد حالة من حالة التوتر ، وحتى امريكا العلاقة الدبلوماسية لم تنقطع وهذا لايعني انهم راضين بالوضع في ارتريا والخارجية الامريكية هي الاخرى نددت بسياسات النظام الذي خسر حلفاء واصدقاء مهمين وارتريا اصبحت دولة داخلية . وقال ان العلاقات مع تعاون صنعاء جيدة فمثلاً علاقتنا مع السودان تاريخية ومتميزة واننا نقدر دعم السودان للشعب الارتري في مختلف المراحل قبل الاستقلال وبعده وكذلك العلاقة مع اليمن وهي علاقة ذات خصوصية قائمة منذ فجر التاريخ ،وكذلك علاقتنا مع اثيوبيا جيدة وهي بلد جار نسعى لاقامة علاقات معه مبنية على تبادل الاحترام والمصالح ونحن رحبنا بدعوة اثيوبيا التي تدعوا للسلام في ارتريا .
وقال عبدالله نحن سعيدين جداً بالسلام الذي تحقق في السودان ، وكانت مهمة صعبة جداً ولكن نظام الانقاذ استطاع هذا ان يحقق انجاز تاريخي وسينعكس هذا الاستقرار في ارتريا ايجاباً اذا حلت قضايا ارتريا بنفس النهج ، واى قوى تأتي من المعارضة السودانية لابد ان تنظر لقضايا المعارضة الارترية بنفس المنظار حتى يتم الاستقرار والديمقراطية في اريتريا وان السلام في السودان سوف ينعكس ايجاباً على ارتريا وان الشعب الارتري يعتمد على نفسه لتحقيق السلا م والديمقراطية والتنمية وهو امر حتمي سيتحقق بفضل تضحيات ونضالات الشعب الارتري، وان شعوب المنطقة التي ساهمت بجانب الشعب الارتري في معركة حرب التحرير لن تتخلى عنه في معركة السلام .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4764
أحدث النعليقات