الكلمة المشتركة لفروع تنظيمات التحالف الديمقراطي الإرتري والجمعيات المدنية الإرترية في السويد بمناسبة احتفالات شعبنا بعيد التحرير
المحترمون أعضاء تنظيمات التحالف الديمقراطي الإرتري
المحترمون أعضاء الجمعيات المدنية الإرترية في السويد
ضيوفنا الكرام ،
في البداية اسمحوا لنا أن نتقدم باسم فروع تنظيمات التحالف الديمقراطي الإرتري والجمعيات المدنية الإرترية في السويد، بتحية وطنية خالصة، شاكرين تلبيتكم دعوتنا لنحيي معاً الذكرى الرابعة عشرة للتحرير.
الأخوة والأخوات،
بعد نضالٍ بطولي، بالوسائل السلمية أولاً ثم عبر الكفاح المسلح، وتقديم أرواح خيرة أبنائه، استطاع شعبنا دحرَ قوات الاحتلال وتحرير كامل ترابه الوطني في 24 مايو 1991. هذا التحرير الذي تحقق بفضل النضالات المريرة والتضحيات الجسيمة، كان بحق مبعث فخر واعتزازٍ لشعبنا، الذي اعتقد للوهلة الأولى أن الفرصة أصبحت الآن مواتية لانبلاج عهد جديد، تحل فيه الحرية والعدالة والازدهار والكرامة والديمقراطية والسلام مكان القهر والظلم والفقر والذل والهوان والتسلط والديكتاتورية والحروب…… أي أن يُسـدل الستار على عهود الظلام ليلج عهد النور والانبعاث. وقد أبدى شعبنا استعداده، بشتى الطرق، للمشاركة في إعادة بناء ما تم تدميره بفعل الاستعمار المتعاقب عليه، وكذلك في محو آثار الحروب والمآسي التي مر بها الوطن، إلا أن المجموعة التي استولت على السلطة بقيادة إسياس أفورقي أجهضت تلك الآمال والاستعدادات، وفرضت هيمنتها الكاملة على البلاد. كلنا يتذكر قول رئيس النظام الاستبدادي إسياس أفورقي في أول كلمة يوجهها إلى الشعب بعد التحرير في 20 يونيو 1991،عندما قال ” إنه لن يسمح بعد اليوم مزاولة أي نشاط تنظيمي في البلاد”. وانطلاقاً من هذه الرؤية اعتبر كل من يقوم بأي نشاط سياسي خارج إطار الجبهة الشعبية مجرم يقع تحت طائلة المساءلة القانونية.
الإخوة والأخوات ،
قام نظام الجبهة الشعبية بكتم أنفاس شعبنا وداس على أبسط حقوقه الإنسانية، حيث أحال البلاد إلى سجن كبير. ولا يخفى علينا جميعا أن البلاد تمر بأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة، وتدهورت الأحوال المعيشية للمواطنين إلى درجة أصبحوا يعيشون تحت رحمة ما تجود به المنظمات الإغاثية. ونتيجة لهذا الوضع المزري اصبح الشباب الإرتري يخاطر بحياته سعياً في البحث عن ملاذ آمن باللجوء إلى مختلف بقاع العالم. ومما يحز في النفس أن ترى الآلاف من اللاجئين الجدد ينضمون إلى قوافل اللاجئين القدامى الذين مازالو يعانون الأمـَرَّيْن في معسكرات اللجوء في السودان لأكثر من أربعة عقود، بعد أن حرموا من العودة إلى ديارهم بعد الاستقلال.
ونتيجة للسيطرة الكاملة للنظام على المقدرات الاقتصادية للبلاد، حُرم العامل من مزاولة عمله، والفلاح من مزرعته والتاجر من متجره والطالب من دراسته. وبعد أن تعرى نظام الحزب الواحد أمام الرأي العام المحلي والعالمي، وكُشفت طبيعته الديكتاتورية قام، في محاولة منه لإطالة أمد بقائه على السلطة، بافتعال الحروب والمشاكل مع كافة دول الجوار. وبسبب هذه الحروب، وخاصة تلك التي جرت مع إثيوبيات، تعرضت إرتريا من جديد إلى دمار شامل ولحقت بها خسائر بشرية ومادية جسيمة. وأصبح القرن الإفريقي بذلك بؤرة للتوتر وعدم الاستقرار، الأمر الذي عرّض شعوب منطقتنا إلى مزيد من المآسي والمعاناة. وبدلا من استخلاص الدروس والعبر من هذه التجارب المريرة، استمر النظام في نهجه التدميري… وبعد أن كان الشعب الإرتري صانعا للتاريخ والمنجزات أضحى، في ظل هذا النظام، خاضعاً للتصرفات المزاجية للديكتاتور الفرد، وتراجعت مساهماته في قضاياه الوطنية، وعُطلت ملكاته وإبداعاته في المشاركة في إيجاد حلول للمشاكل التي يواجهها.
الإخوة والأخوات ،
على الرغم من اعتقادنا بأن عملية إحداث التغيير المنشود في البلاد هي من مسؤولية كافة المواطنين الإرتريين، إلا أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق قوى المعارضة الوطنية. لاشك بأن النظام يتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية ما عاناه ومازال يعاني منه شعبنا من ظروف قاسية، إلا أن قوى المعارضة أيضاً تتحمل جزءاً من هذه المسؤولية، وذلك بسبب ضعفها وصراعاتها الداخلية العقيمة. فبدلاً من أن تعمل هذه القوى انطلاقاً من الاتفاق المرحلي بينها، أهدرت الوقت والجهد في التنافس التنظيمي على قضايا قابلة للتأجيل. ولا نجافي الواقع إذا قلنا أن هذا السلوك قد انعكس سلباً على الروح النضالية لشعبنا وكان له دورٌ أيضاً في إطالة أمد نظام الجبهة الشعبية الديكتاتوري.
وبما أن شعبنا تواقٌ للعدالة والسلام والتفاهم، لم يتوقف لحظة عن توجيه النداء إلى كافة القوى الوطنية لتوحد جهودها، وصولاً إلى إنقاذه من نير الديكتاتورية. وكان طبيعياًّ، والأمر كذلك، أن تظهر جماهير عريضة تعبر عن تأييدها ودعمها للتحالف الوطني الإرتري أو التحالف الديمقراطي الإرتري الجديد. وعليه، فعلى القوى السياسية الإرترية، انطلاقاً من هذه الحقائق، أن تضع الهم الوطني قبل الهم التنظيمي، وتكثف من نضالاتها ضد النظام الديكتاتوري على كافة الأصعدة، على أساس الميثاق الوطني الذي توصلت إليه مؤخراً. وبسلوك هذا النهج وحده يمكن وضع حدٍّ لمعاناة شعبنا وإخراج البلاد من المأزق الذي تعيشه.
وعلى الجماهير الإرترية، صاحبة المصلحة الحقيقية في بناء دولة تسودها الديمقراطية والعدالة والسلام والوفاق، أن تعي دورها وتتحمل مسؤولياتها التاريخية بالانتظام في العمل النضالي ضد الديكتاتورية في بلادنا. وفي هذا السياق، نود أن نذكر جماهير شعبنا بأنها مطالبة بالالتفاف حول التحالف الديمقراطي الإرتري الذي يناضل في سبيل إنقاذها من براثن النظام الديكتاتوري وإقامة نظام ديمقراطي تعددي في إرتريا.
في الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لكل من ساهم في إنجاح هذا الحفل، شعوراً منه بمسؤوليته الوطنية.
عاشت إرتريا حرة مستقلة
النصر لنضالنا من أجل الديمقراطية
” لنعزز دور التحالف من أجل إقامة الديمقراطية في إرتريا”
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4774
أحدث النعليقات