مسؤول العلاقات الخارجية بالتحالف الديمقراطي الإريتري المعارض “للحياة”:
- تنطلع إلى دور إيجابي تلعبه الخرطوم للوساطة بيننا وبين أفورقي ومستعدّون للجلوس إلى طاولة المفاوضات .
- نستخدم كافة الآليات لإسقاط لنظام .. وتفعيل الخيار العسكري يرتبط بالظروف المحيطة بالإقليم .
- لانتوقع إقدام السودان على تصفية الوجود الإرتري المعارض ونطالب بالديمقراطية والحرية والعدالة .
حوار: الهادي محمد الأمين – إنعام عامر- هويدا الشوية- تصوير:علم الهدى حامد
فتحت زيارة الرئيس الإريتري أفورقي للخرطوم وما تلاها من جلوس طرفي التفاوض “الحكومة وجبهة الشرق” في أسمرا أبواب التكهن والإحتمالات حول الدور الذي يمكن أن يلعبه السودان في إصلاح ذات البين وسط القوى السياسية المعارضة للنظام مع أفوقري وإمكانية أن تتقدم الخرطوم بخطوات مماثلة كالتي أقدم عليها أفورقي حول هذه القضايا وغيرها في المسائل المتصلة بالشأن السوداني الإرتري .. دارت محاور التساؤلات والإستفسارات مع القيادي الإرتري المعارض الأستاذ أحمد محمد ناصر أمين العلاقات الخارجية بالتحالف الوطني الإرتري الديمقراطي المعارض- السطور التالية تحكي الكثير فمعاً إلى متابعة التفاصيل :
- الإتجاه الذي إبتدرته دولة إرتريا في إستضافة محادثات السلام بين الخرطوم وجبهة الشرق في أسمرا هل ترى أن يقابله دور مواز من قبل الخرطوم للإصلاح والتوسط بينكم وبين أسياس أفورقي؟
– أولا لابد من التأكيد على حقائق هامة في مقدمتها أن السودان حكومات وشعب وبحكم علاقات الجوار والتواصل التاريخي ظل يدعم إريتريا خلال الـ30 عاما الماضية وقدم دعما للثورة والقضية الإريترية وهذا يمثل رصيدا يمكن أن ينطلق منه السودان لكي يلعب دورا مهما في إستتاب الأمن والإستقرار في إريتريا ، نحن نرحب بهذا الدّور طالما لأنه يساهم في وضع حد لمشاكل إريتريا .. لامانع عندنا !! نحن طبعا نتطلّع ونتمنّى إنعكاس محاولات إريتريا لجمع جبهة الشرق مع الحكومة لتكون مقدمة لحل المشاكل في إريتريا.. سؤالي : هل ستأتي نظرة ورؤية سودانية لهذا الوضع ؟ إذا كان ذلك فنحن على إستعداد للجلوس في مائدة مستديرة لحل كافة أزمات بلدنا.
- ولكن هل ستتعامل الحكومة في إريتريا مع حلف الشرق بمصداقية ؟
– لا.. هذا تكتيك فقط .. النظام الإريتري لايعترف بوجود مشاكل إطلاقا وهناك عوامل عديدة جعلته يتصرف بعكس ماكان سائدا في السابق ، ما يقوله يأتي في إطارالإستهلاك السياسي مقارنة مع تصريحاته فيما مضى مثل ” الخرطوم أصولية ، نظام الإنقاذ إرهابي يعمل على زعزعة أمن المنطقة ، وأن الفصائل الإريترية إرهابية ” لكن فجأة حدث تحوّل نتيجة لأنّه يعاني من مشال داخلية متفاقمة ويواجه ضغوطا كثيفة تحاصره من كل جانب والتخفيف من هذه المشاكل إنما يتم حسب رأيه عن طريق التوسط لحل مشكلته مع السودان .
- هل أنتم مستعدون للجلوس مع النظام ؟
– نعم مستعدون .
- هل لديكم أى شروط مسبقة قبل التفاوض ؟
– لا.. بدون شروط مسبقة ..فقط ندعوا النظام للإعتراف بأن هناك أزمة تحتاج إلى حل ويقر كذلك بوجود المعارضة بفصائلها المختلفة ، إذا كان النظام مستعدا لحل الأزمات ويعترف بوجودنا أرى أنه يمكن أن نجلس في مائدة مستديرة مع الوسطاء لحل المشاكل جذريا وصولا لتسليم السلطة للجماهيرالإريترية ورد الأمر إليها فهي التي تقرر لأنها صاحبة الحق الأصيل في إختيار من يحكمها .
- في تقديركم ماهي مفاتيح هذا الحل؟
– طبعا بإستخدام كافة الوسائل والآليات الممكنة لكن لابد أن نؤكد على أن هذا النظام ديكتاتوري قمعي ولن يسلم السلطة طواعية للشعب ، ولكن عندما تصبح سلطته مهددة أو على وشك الإنهيار فإنه سيرجع إلى رشده ، حاليا أسياس أفورقي يمر بظروف صعبة للغاية وهو الآن يوجه كل إمكانات البلاد ويسخرها للأجهزة القمعية ، نحن نريد حلولا سلمية لأزماتنا .. حوار إريتري / إريتري ولدينا الكثير من الآليات التي يمكن من خلالها أن نجعل النظام يرضخ لمطالبنا ، فنعمل مثلا على محاصرته جماهيريا ودبلوماسيا وعن طريق العمل الإعلامي وتوجيه رسالتنا لشعبنا في الداخل والخارج بل حتى مع الذين يعملون مع النظام، كذلك نقوم بمخاطبة منظمات المجتمع المدني والمجتمع الدولي وكذلك وبالرغم من قناعتنا بأن النظام قد أعلن بعد شهر منوصوله للسلطة وفي 20/06/1991م أنه لن يسمح لأى قوى أن تطرح وجهة نظر مغايرة لرؤيته ومن يفعل ذلك يقدم للمحاكمة ، مع ذلك كله نرى أن حل المشاكل يجب أن يتم عبر التفاوض وكل بياناتنا ونداءاتنا كانت تدعو للحل السلمي ، ولم نيأس ونريد الجلوس جميعا لطي صفحات الماضي وفتح صفحات جديدة لبناء أمة ودولة حديثة على أساس صياغة برنامج وطني ومستقبلي كي نعمر ونطور بلادنا .
- ولكن ما الذي تغير حتى يضطّر النظام للجلوس معكم ؟.. لماذا لاتستخدمون الحل العسكري مثلا ؟
– طبعا كل الأساليب في تغيير النظام والإطاحة به واردة والحل العسكري ممكن ، لكن في تقديرنا أن الأولوية للحل السلمي الديمقراطي وإستخدام الخيار العسكري يتوقف ويرتبط بالظروف المحيطة بنا في الإقليم ، نحن نعمل بقدرالإمكان أن نجنب بلادنا شرورالحروب الأهلية المدمرة ودون إلحاق أى أذى وضرر ببلادنا ولانريد تفعيل عملنا العسكري لأن كلفة الحرب وفاتورتها غالية وثمنها كبير ، يكفي أننا إستطعنا أن نكشف ونعري هذا النظام ونلفت أنظار العالم تجاه ممارساته ونوضح سياساته الخرقاء ، طبعا نحن لسنا وحدنا هناك أساتذه جامعات ومثقفون ومنظمات مجتمع مدني وهناك مراقبون يتابعون تدهور وإنهيار الأوضاع في إريتريا دستوريا ، تصدر تقارير في الولايات المتحدة الإمريكية تدين هذا النظام ، حالة حقوق الإنسان سيئة للغاية ، وهناك معتقلون لا ندري حتى الآن أين هم ..؟ بل هناك شركاء كانوا معه إدارة حكم إريتريا مثل محمود شريفو الذي أوضعه في السجن وخلف القضبان ، وأغلقت الكنائس والمساجد والكونغورس الأمريكي قام بإرسال وفد لتقصي الحقائق والتعرف على طبيعة الأوضاع في السجون وأسياس أفورقي رفض إستقباله . بإختصارشديد كل الجوانب هناك سيئة والسجون مليئة بمعتقلين لايقدمون لمحاكمات والهاربون من جحيم الخدمة الوطني أو الجيش تتم تصفيتهم جسديا ومن حالفه الحظ يهرب إلى السودان كلاجئ ، لذلك حتى السفراء والدبلوماسيين والقادة السابقين لنظام أفورقي هم معنا الآن في المعارضة .. وزير الدفاع السابق موجود معنا في التحالف ..نصف الحكومة في المعتقل..حوالى 30 مابين سفير وقائم بالأعمال إلى قنصل ضمن منظومةالمعارضة ويعملون على فضح النظام بحكم تجربتهم السابقة كدبلوماسيين . حقيقة الوضع مهيئ لإحداث أى تغيير وفي أي لحظة لأن هناك إحتقانا بالداخل و70% من الشعب الإرتري مهدد بالمجاعة والحكومة تقوم بطرد المنظمات العاملة في المجال الإنساني وتفرض على بعضها الضرائب الجمارك حتى توقفت . وبالتالي نحن نتوقع إنفراجا ومتفائلون بأن الأمور تسير الآن إلى أن النظام في طريق الإنهيار وآيل للسقوط ونسعى الآن لطرح التحالف الديمقراطي وسط الرأي المحلي والعام ليكون البديل المرتقب لأن النظام يعاني من عزلة دولية إلى حد كبير خصوصا في أروبا وأمريكا إذ فقد الكثير من التعاطف الذي كان يحظى به في السابق .
- لكن الأمريكان لا زالوا ينظرون له على أنه حليف لهم؟
– لا أعتقد ذلك العلاقة مع الأمريكان سيئة فمثلا في إحتفالات إريتريا بأعياد الإستقلال أفورقي قام بشتم الولايات المتحدة الأمريكية أمام الملأ حتى إضطّر السفير الأمريكي للإنسحاب من الإحتفال غاضبا على هذا الهجوم ، حقيقة الأمريكان تحركهم المصالح وهم يقولون بصريح العبارة مصالحهم أهم من كل شيئ ، فإذا كان حليفهم ديكتاتوريا ويخدم مصالحهم فليس لديهم مانع من حمايته والحفاظ عليه طالما أنه يحافظ على مصالحهم والعكس صحيح ومعاييرهم عن الحرية والديمقراطية في تقديري هي للإستهلاك السياسي وإذا تحسنت علاقات أمريكا بالسودان فـ(كرت) أفورقي سيحترق .
- طيب وإذا أرادت أمريكا أن توصلكم للحكم كما فعلت بالعراق مثلا هل سترضون بهذا الحل ؟
– لا.. لايمكن طبعا نحن فقط نطلب من القوى الخارجية أن تساعدنا وتقف مع توجهاتنا وتحترم إرادتنا ولن نقبل بأى تغيير أجنبي، فمسؤولية الإطاحة بالنظام أو تغييره تبقى إريترية ووطنية خالصة ، نحن لن نرضى أن تدخل مثلا الجيوش الأمريكية لأسمرا كي نأتي نحن ونحكم إريتريا ، نحن لن نتلاعب في سيادتنا وفي المقابل نرحب بأى مبادرات أو وساطات من الآخرين بالطرق التي نراها مشروعة وممكنة .
- الآن لكم قرابة الخمسة عشرة عاما وأنتم في صفوف المعارضة دون أن تحققوا أي مكاسب على صعيد إزالة النظام هل هذا نتيجة لضعف في المعارضة أم قوة في النظام ؟
– والله لانخفي عليكم أن المعارضة كانت ضعيفة وهذا بسبب تشتتها ولكن منذ مارس 1999م ولأول مرة المعارضة رغم خلافاتها تقبل بميثاق برنامج الحد الأدنى وينضوي تحت مظلتها 13 فصيلا إريتريا وهذه تجربة جديدة إنتقلب بواقع تنظيمات المعارضة من حالة تنافر إلى وحدة تكيّف مع الواقع الجديد والعام الماضي طوّرنا التحالف لدخول منظومات سياسية جديدة وستتسع دائرة التحالف في الإستقطاب في جهة واحدة ومتأكدون من أنه إذا ما توفرت الشروط الموضوعية المناسبة التي تمكن من إزالة النظام وتتكامل مع بعضها فسيتم دحر نظام أفورقي .
- تردد أن الحوارات التي كانت دائرة بين أسمرا والخرطوم تضمنت الإشارة إلى الملف الأمني وتحديد وضع المعارضة الإريترية داخل الأراضي السودانية .. هل تتوقعون أى هجمة من قبل الخرطوم على التحالف المعارض ؟
– نحن في الحقيقة نستبعد إقدام الخرطوم على تصفية الوجد الإريتري المعارض ، هذا من جانبنا غير متوقع ، وإذا حدث – لاقدّر الله – فنحن مناضلون ولنا خبرتنا وتجاربنا ونستطيع أن نتكيّف مع أىّ واقع يستجد على الساحة .
صحيفة “الحياة “السودانية الغراء العدد(1145) السبت01يوليو2006م الصفحة 7 سياسي
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5533
أحدث النعليقات