الطواويس على أشكالها تقع !!
فرجت: 6 يناير 2006
مثل عربي قديم اسمحوا لنا بتحويره ليناسب المقام والمقال فالحدث جلل والمصاب كبير، فعلى الرغم من أننا كشعب وكأمة قد عرفنا خلال قرن من الزمان كافة أشكال النضال السلمي والمسلح ضد المستعمرين والغزاة ها نحن اليوم نتلقى دروس في الوطنية من نكرات كانوا حتى الأمس القريب يتسولون على الموائد ويأكلون الفتات. وبما أن الطيور على أشكالها تقع فان طاووسينا صديقان حميمان جمعت بينهما هواية التملق للقمبار والتغاضي عن عذابات ومآسي شعبنا الغلبان.
لا يخفى تاريخ المدعو عبد القادر حمدان على احد فهو بعد أن هرب من الميدان تاركا “رفاقه” إلى مصير محفوف بالمخاطر وهام على وجهه في هذه الدنيا حتى استقر به الحال في ألمانيا حيث حاول بما يملكه من مواهب طفيلية نادرة التسول والارتزاق باسم الشعب الإرتري وقضيته، وعلمنا بفشل كل منظماته وجمعياته الخيرية التي كان يؤسسها تحت أسماء عدة حتى سمعنا به أخيرا وقد أسس صحيفة صوت إرتريا والتي كان قد خصصها حينها إلى شتم القمبار والتنديد بمشروعها الطائفي في إرتريا والمنطقة.
وعندما لم يلتفت إليه احد، وكاد أن يصل إلى حافة الفقر المدقع اضطر إلى تغيير سياسته التحريرية 200% حيث استغل تفجر النزاع الحدودي بين إرتريا وإثيوبيا وهرول إلى اسمرا، مرتديا عباءة الوطنية وطالبا الصفح والغفران ولسان حاله يقول” يقرى بلو لي قويتاي تقاقيي اندي” أي اغفر لي يا سيدي لقد كنت من المخطئين.
ودون الانتظار لمعرفة ما إذا غفر له أم أجلت قضيته إلى حين فإننا نراه وقد أطلق للسانه العنان وفتح معارك كلامية مع الكل عدا أولياء نعمته الجدد رغم ما تعانيه البلاد من قسوة وظلم أعادت ذاكرتنا إلى أزمنة محاكم الفاشية في ايطاليا والنازية في ألمانيا.
ويبدوا أن الجماعة عرفوا نفسية الرجل فكلما حاول الصمت وتناول موضوع آخر حتى أثاروا ما أخافه وادخل الرعب إلى نفسه، فيخرج كالكب السعران مطلقا نباحه وعويله على اقرب اسم أتحفته به الذاكرة من ذكريات أيامه القلائل التي قضاها في الميدان والتي ملأته حقدا وغلا يفوق حد الوصف.
لقد أثار حمدان شفقتنا حقا عندما أطلق كذبته الساذجة مدعيا أن ما دفعه للعمل مع القمبار هو “أن الوطن يتعرض للعدوان وان سيادة إرتريا في خطر شديد”. وما يثير الدهشة والسخرية فانه يريدنا أن نصدق أن حمدان الذي ترك إرتريا في ريعان شبابه وهي ترزح تحت نير الاستعمار، يعود إليها اليوم وقد بلغ من العمر أرذله للدفاع عن سيادتها وحمايتها من العدوان!!! كلام عجيب في زمن أعجب!!
أما صديقه الطاووس الاسترالي فأمره لا يقل غرابة عنه فهو الذي كتم حبه وولهه للقبمار سنينا وسنينا واستعاض عنه بهواية “الاصطياد في الانترنت” على حد قوله، ولا ندري أن كان لسوء أو حسن حظه فقد ابتلع صنارته الحوت حمدان وهما اليوم صديقان حميمان لا شغل لهما سوى مدح القمبار وذم الثوار.
والمدهش أن بعض البسطاء حسني النية يظنون أن الطاووس الاسترالي وصديقه حمدان يمثلان الجانب الآخر من المعادلة ويمكن مناقشتهما في فكر وممارسات القمبار، ولكن للأسف هما مجرد ببغاوين ضالين يرددان ما يقال هنا وهنا في مجالس الإنس والسمر أو ما يسمعانه من صديقهم المسكين ابوي قايلا.
وإذا سئل السلطان الجائر عنهما لأجاب ضاحكا: ” ناي بحقي ديوم قيروومو نحنا دأ كيدوا ظرفوا ايلنايوم امبر نعنا وكيلوم بشمنا كذاربوا دأ من ايلووم؟” وتعني” يبدوا أنهم صدقوا الأمر فعلا، لقد أمرناهم بسب الناس ولكن من قال لهم ان يمثلونا ويتحدثوا باسمنا؟ “. هذا هو حالهم تعيسي الحظ لم يجنوا شيئا من هذه الدنيا، ولدوا صغارا وعاشوا صغار وسيموتون صغارا ورغم انه مر علينا كثير من الوقحين إلا أننا لم نعرف أمثال هؤلاء وكما يقال ” طواويس آخر زمن” !!!!
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5656
أحدث النعليقات